إلى مُتَطَفِّلٍ على الأدب

شعر: الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل -

تاريخ النشر: 23/04/25 | 21:29

منارُ الفكرِ والعزمِ المُثابِرْ – لإقبالي ستنطلِقُ البشائِرْ
وَيُزهِرُ كلُّ بستانٍ وَروضٍ – عنِ الأنوارِ تنزاحُ الستائِرْ
وَتبتهِجُ الرَّوابي والسّواقي – وتبتسِمُ الخمائِلُ والأزاهِرْ
لأوطاني أناشيدي وَحُبِّي – وَألهِمُ كلَّ فنانٍ وَشاعِرْ
نساءُ الأرضِ تعشقُني ولكنْ – غرامي للبلادِ .. ولا يُغادِرْ
عذارى الخُلدِ تسكرُ من بياني – وَفيهِ تنتشِي كلُّ الجَآذِرْ
سأبقى في ثرى وطني كنارًا – أحلِّقُ في سماه .. لن أهاجِرْ
سأبقى مع عبيرِ الشّوقِ فلًّا – ولا يثني انطلاقي أيُّ ناعِرْ
إلى عرقِ الثَّرى وَشَجَتْ عُروقي – وأمجادي هنا ماضي وحاضِرْ
ينامُ البدرُ .. كلُّ الكونِ يغفُو – وأبقى مع نجومِ الليلِ ساهِرْ
بأشعاري أجسِّدُ حُلمَ شعبٍ – تحدَّى الموتَ في الأهوالِ صابِرْ
وَإنِّي في المعامعِ مثلُ ليثٍ – وتاريخي مدى الأيامِ عاطِرْ
وَيمشي في لوائي كلُّ حُرٍّ – وفيضي في النَّدى للناسِ غامِرْ
هيَ الأمجادُ قد خُلِقتْ لِمثلي – سأبقى قدوةً وَلكلِّ ثائِرْ
أنا الفجرُ المُطلُّ على بلادي – وَفيَّ تعمَّقتْ كلُّ الأواصِرْ
أحلِّقُ للمدى فوق الدراري – وفوق سديم هذا الكونِ طائرْ
وإنِّي أولُ الشعراءِ أبقى – وكلٌّ في انطلاقي باتَ حائِرْ
وَغيري في العمالةِ ظلَّ يجري – تمرَّغَ في القذارةِ والجَرائِرْ

أبو الهَمَزاتِ يحتلُّ المنابرْ – وَينبحُ دون رَدعٍ مثلَ عاهِرْ
نراهُ للمهازلِ والمَخازي – ويمدحُ كلَّ مَعتُوهٍ وَفاجِرْ
وَيمدحُ كلَّ مأفونٍ حقير ٍ – وَمنْ في الذلِّ والتَّطبيعِ سائِرْ
فلمْ يهدَأ ولا يبقى بأرضٍ – وَمِنْ بلدٍ إلى بلدٍ يُسَافِرْ
طفبليٌّ وَمهذارٌ خسيسٌ – يُسافرُ مع مُسُوخٍ دونَ زاجرْ
عميلٌ حاقدٌ وَغدٌ لئيمٌ – كأنَّ بإستِهِ فيها ” شناضِرْ”
نراهُ مُمْحِلًا من كلِّ خيرٍ – وللأقذارِ مِعطاءٌ وَماطِرْ
ويطعنُ في الظهورِ كمثلِ ضبعٍ – وفي الشرفاءِ بوَّاقٌ وَغادِرْ
وَرمزٌ للنفاقِ وكلِّ عُهر ٍ — كحرباءٍ تلوَّنَ وَهْوَ خائِرْ
وَنمَّامٌ وَدسَّاسٌ حقيرٌ – وَفي صَددِ الشقاقِ يظلُّ حافِرْ
كمثلِ البغلِ في نهَمٍ وَحُمق ٍ – وفي الحَفلاتِ والاعراسِ دائرْ
و ” زيرُو” شُربُهُ أو “أكسُ ألٍّ ” – وَسُكّرُهُ تفاقمَ … كم يُخاطِرْ
وَباتَ الكلُّ يعرفُهُ كأفعَى – وطول العُمرِ مأفونٌ وَذاعِرْ
بضاعَتُهُ لقد رُدَّتْ إليهِ – سيبقى للمَدى نذلًا وَخاسِرْ
هُنا رجسٌ على الأحرارِ دومًا – وتنبُذهُ المُروءَةُ والضَّمائِرْ
هوَ المَعْتُوهُ والمأفونُ يبقى – هُوَ المهذارُ في خزيٍ يُجَاهِرْ
يظنُّ بأنَّهُ الفذ المُفدَّى – ورائدُ عصرِهِ وَهْوَ المُغامِرْ
هُوَ المَجلوطُ في عقلٍ وَخُلقٍ – وَتحتَ الدَّركِ والأقذارِ غائِرْ
مُعادلةٌ فلا تُعطي جوابًا – قدِ اختلطتْ بها كلُّ العناصِرْ
وأسلاكٌ لهُ صَدِئَتْ برأس ٍ – هُوَ الإزعاجُ مثلُ الثَّورِ جاعِرْ
غدَا أضحوكةً لِرُعاعِ قومٍ – وَعِندهُمُ الكرَاكوزُ المُسَامِرْ
وَمِنْ حقلٍ إلى حقلٍ حُضورٌ – يُضَرِّطُ كالبهائمِ في الحَضائِرْ
كمومسَةٍ وَمِن نادٍ لنادٍ – وَمِن رِجسٍ إلى رجسٍ يُفاخِرْ
وَكلٌّ قالَ : مهذارٌ لئيمٌ – عميلٌ ، في النذالةِ فهْوَ شاطِرْ
وَمَسْعاهُ وَمَسْلكُهُ وَباءٌ – غسيلَ الإثمِ والأقذارِ ناشِرْ
نعيشُ بعصرِ عُهرٍ وانحطاطٍ – وَإنَّ الحُرَّ معدنهُ لنادِرْ
نوادي الإفكِ ترتعُ بالمخازي – وبالأنذالِ تنضَحُ والأصَاغِرْ
وَللتطبيعِ مَنْهَجُهَا سيبقى – هيَ الماخورُ بالأوغادِ زاخِرْ
تُكرِّمُ كلَّ مأفون ٍ خؤونٍ – مَنَ الإبداعِ والإحساسِ عاقِرْ
أبو الهِمَّاتِ فيهَا مُشْمَخِرٌّ – نراهُ صائِلًا فيهَا وَآمِرْ
تُكرِّمُ كلَّ مَعتُوهٍ عَميلْ – وَمَنْ باعَ الكرامةَ ظلَّ فاتِرْ
وَنُقّادٍ كشسعِ النعلِ عندي – بسيفي سوفَ أقصُمُهمْ شطائرْ
وَنهْجُهُمُ مُعاداةٌ لشعبي – لتدميرِ الثقافةِ … وهو ظاهِرْ
لأسرلةٍ وإذلالٍ مُشين ٍ – وكلٌّ في الخنا والتطبيعِ ماهِرْ
أبو الهمَّاتِ مثلهُمُ خسيسٌ – عميلٌ آفكٌ بالرِّجسِ هامِرْ
وَإنِّي النارُ تحرق ُ كلَّ وَغدٍ – وَسيفي مُشْهَرٌ ماضٍ وَباتِرْ
سأبقى للعِدَى سُمًّا زعافًا – وَشَهدًا للأشاوسِ والأكابِرْ
ودونجوانُ العذارى والغواني – وكلٌّ في وصالي ظلَّ ناطرْ
وكم غيداءَ قد هامتْ بحُبِّي – وكلُّ الكونِ بالإبداعِ حائِرْ
أنا ربُّ المثالِثِ والمَثاني – وَعُنوانُ الإبا بالخيرِ زاخِرْ
سيبقى منزلي جودًا وَرِفدًا – وبالأخيارِ والأمجادِ عامِرْ
وَإبداعي يشعُّ كما الدَّراري – وَغيري في الفنونِ يظلُّ قاصِرْ
وأرفضُ كلَّ تكريمٍ خسيسٍ – مِنَ الأنذالِ أولادِ العواهِرْ
سأفحِمُ كلَّ مأفونٍ دَعِيٍّ – وأدحَرُ كلَّ مَغرورٍ مُقامِرْ
أنا للهِ مُنطلقِي وَسَعيِي – مدَى الازمانِ سيفَ الحقِّ شاهِرْ
ولن يثني انطلاقي أيُّ ردعٍ – وَللأوغادِ والأعداءِ قاهِرْ
نبيُّ الشعرِ في زمنٍ عصيبٍ – وَعنِّي قد تتلمذَ كلُّ شاعِرْ
وشعري للمَدى من أجلِ شعبي – وللبُؤساءِ والفقراءِ ناصِرْ
وللأحرارِ والأبرارِ انتِشاءٌ – وفي زمنٍ على الأحرارِ جائِرْ
وَبعدي الشعرُ قد يغدُو يتيمًا – وَيهمِي الدمعُ من كلِّ المَحاجِرْ
عذارى الشعرِ تبكي في التِياع – على الاكتافِ كم تُرخي الضّفائرْ
وكلُّ الغيدِ تبقى في حدادٍ – وَسَوفَ تُبَحُّ في النَّوْحِ الحناجرْ
يُرَدِّدُ شعري الأحرارُ دومًا – وَيُطربُ كلَّ صِندِيدٍ وثائِرْ
ولستُ جوائزَ التطبيعِ أرضَى – ويأخذها الأراذلُ والحَمائِرْ
حُثالاتُ هٌنا كم تسعَى إليهَا – وَكلٌّ نَحوَهَا للأشداقِ فاغِرْ
رفضتُ جوائز التطبيعِ دومًا – ويقبلُهَا الوضيعُ وكلُّ عَاثِرْ
أبو الهَمَزاتِ فيها حكَّمُوهُ – كمثلِ السُّوسِ في الأخشابِ ناخِرْ
بحورُ الشعرِ وافرُهَا جميلٌ – وَفيهِ النظمُ منسابٌ وَساحِرْ
أبو الهِمَّاتِ لم يعرِفْ عُروضًا – حمارٌ أرعَنٌ ويظلُّ ” دَاشِرْ”
بلا رَسَنٍ سيبقى أو لجامٍ – وَعضريطٌ مدى الأزمانِ شاخِرْ
عليهِ الناسُ تهمزُ في انتِشاءٍ – وَمِنهُ الكلُّ ضحَّاكٌ وساخِرْ
غدًا لجهنَّمِ وَسعيرِ نار ٍ – وتبذُهُ المزابلُ والمقابرْ
غدا لمزابلِ التاريخِ يمضي – وَيلعَنُهُ الأوائلُ والأواخرْ

شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل –

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة