ما حكم الزواج في الأشهر الحُرم؟
تاريخ النشر: 04/12/11 | 4:36هل يحرم الزواج فعلاً في شهر المحرم أو بمعنى أصح مكروه؟ لأن ابن أخي سيتزوج في شهر محرم وأم العروس قالت إنها سمعت أن الزواج في هذا الشهر غير مستحب، وماذا عن اعتقاد بعض الناس أن الزواج في شهر محرم شؤم؟ فهل لهذا الاعتقاد أساس من الدين
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فلقد حرص بعض الناس على تحري الزواج في وقت معين، تحريا يترتب عليه أحيانا تشاؤم عن فشل الزواج إن خولفت هذه الأوقات، وهذه عادة جاهلية لا أصل لها من الشرع، ومن ثم ينبغي ألا يتشاءم المسلم بالزواج في أي يوم ولا في أي شهر، لا في شوال ولا في محرم ولا في صفر ولا في غير ذلك، حيث لم يرد نص يمنع الزواج في أي وقت من الأوقات ما عدا الإحرام بالحج أو العمرة.
يقول فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي :
هذا الاعتقاد لا أساس له من الدين، والذي في دين الإسلام أن شهر محرم من الأِشهر الأربعة الحرم التي عظمها الله، وحرم فيها القتال، وجعل الإثم والعدوان فيها أشد نكرا منها في غيرها، وسماه النبي شهر الله تشريفا له، وقال للرجل الذي سأله عن صيام التطوع “إن كنت صائما بعد رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله، فيه يوم تاب الله على قوم، ويتوب فيه على قوم آخرين”.
وهذا الشهر ينبغي أن يستبشر الناس به، ولا يحجموا عن الزواج فيه وأن يتخلصوا من هذه الأوهام التي خلفها في مصر الغلو الفاطمي الذي جعل من المحرم شهر حزن ونواح، وتجنبوا فيه كل دواعي الفرح والسرور، ومنها الزواج.
إن الشهور والأيام كلها – في نظر الإسلام- ترحب بالزواج لأنه شعيرة من شعائر الدين وسنة من سنن رسوله الكريم ومن تزوج فقد أحرز شطر دينه وطوبى لمن أحرز شطر الدين.
ويلحق بهذه المسألة الزواج بين العيدين فيظن كثير من الناس ان الزواج بين العيدين مشؤوم وانه مجلبة للشر ومدعاة لعدم الوفاق بين الزوجين ،وهذا مردود بالشرع فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتشاؤم ولكن يعجبه الفأل ــ اي الكلام الحسن ــ .واما بالنسبة للتشاؤم في محرم وان هذا المعتقد مستمد من زمن الحكم الفاطمي الرافضي ــاي الشيعي الاثني عشري ــ المغالي فحقيقته ان القوم يرون الشهر الذي قتل فيه الحسين بن علي سبط رسول الله وكثير من آله رضي الله عنهم اجمعين ظلما شهرا مشؤوما يجب فيه فتح المآتم للحسين ابي عبدالله ويرون حرمة اظهار اي نوع من انواع الفرح فضلا من النكاح .ومعتقد اهل السنة والجماعة في الحسين رضي اله عنه الحب والموالاه لا ان نغلو فيه كما يفعل القوم فنحرم ما احل الله تحت مسمى حب آل البيت ،وكان الاولى لكم تحريم النكاح في الشهر الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان كنتم صادقين بزعمكم .ولما كان الصحابة وهم اعبد الخلق وافقههم والزمهم لطريقة النبي لم يفعلوا ذلك وقد كان فيهم عصبة النبي وارحامه واصهاره وانسبائه فصار اجماعا على الطريقة المشروعة في الاحداد ونفي ضدها فكان الاولى بهم اقتفاء اثرهم في ذلك لا ابتداع طريقة جديدة في الدين تضاهي ما جاء فيه .
بارك الله فيكم.
دعواتكم لي من فضلكم وجزاكم الله خيرا.