العيد ليس بالبذخ والتبذير!
تاريخ النشر: 22/09/10 | 9:08احتفلنا في الآونة الأخيرة بعيد الفطر السعيد، بعد صيام ثلاثين يوما عن الطعام والشراب، وأداء العبادات والطاعات، والالتزام بكبح النفس عن النزوات والملذّات، والابتعاد عن كلّ ما يخلّ بجوهر الصيام!
جاء العيد ليمنح الجميع الفرحة والسكينة، وليعزّز الألفة واللحمة بين الناس.
كنتُ أتوقع أن يكون الاحتفال بالعيد بإبراز المعاني الدينية والاجتماعية والإنسانية لهذه المناسبة السعيدة، وتتحقّق تلك المعاني السامية بتقديم العون للفقراء المحتاجين، وتبادل التهاني والزيارات بين الأهل والجيران، وصلة الأرحام، وتناول ما لذّ وطاب من الشراب وحلوى العيد، وجلب المسرة والسعادة للصغار بشراء الملابس والأحذية الجديدة، ومرافقتهم لأحضان الطبيعة أو للمتنزّهات التي توفّر لهم المتعة وألعاب التسلية المتنوعة!
ولكن، ما حدث، وما يحدث، أفقد العيد الكثير من معانيه السامية، ودلالاته الإنسانية المنشودة!
أخذ المحتفلون يتنافسون في البذخ والتبذير وفي البحث عن المظاهر المبهرة للتفاخر والمباهاة؛
لم يكتفوا بشراء الملابس والأحذية العادية المعتدلة الثمن، بل حرصوا على شراء الأنواع الباهظة السعر، والمُنتجَة من الشركات العالمية ذات الأسماء الرنّانة!
لم يقوموا بمعايدة بعضهم البعض بالزيارات الودية التي تنم عن التكافل والتعاضد والتآخي!
توجّهوا لأفخر المطاعم والمنتجعات لتناول الوجبات الدسمة الغالية، بدلا من الاكتفاء بما يعدّ في البيوت من كعك وطعام صحيّ قليل الكلفة!
بل إن الكثير من العائلات فضّلت أن تقوم برحلات لأماكن سياحية في داخل البلاد أو خارجها، معتقدة أن الاحتفال بالعيد لا يتحقق إلا بالسفر إلى هذه الأماكن النائية وبصرف الأموال الطائلة من العملة المحلية أو العملة الصعبة!
والأنكى من كلّ ذلك ما راح الأولاد والفتيان والشبان يفعلونه ليلة العيد وفي أيام العيد!
تحوّل الليل إلى نهار بفعل إطلاق المفرقعات والألعاب النارية ذات الأصوات الصاخبة المدويّة المزعجة والتي قد تلحق الأذى والإعاقات!
صارت شوارع البلدات مسرحا للفوضى وللضوضاء والصدامات التي أساءت لروح العيد وجلالته وقدسيته!
بدأ الشبان يقودون السيارات أو الدراجات النارية بسرعة جنونية عرّضت حياة المارين للخطر، وأزعجتهم بالأصوات العالية النابية بأبواقها أو بمسجلات الصوت أو أجهزة المذياع التي لا ترحم الآذان ولا الأطفال الصغار ولا الشيوخ الكبار!
أمام هذه المظاهر التي عمّت وانتشرت في العيد، رحتُ أتساءل:
متى يرجع العيد لجوهره ومعانيه السامية التي نصّ عليها ديننا الحنيف؟
كيف نغيّر هذه العادات الغريبة التي غزتنا في العقود الأخيرة؟
متى يعرف المحتفلون أن الاحتفال الحقيقي الذي يليق بالعيد هو في التراحم والتوادد والتعاضد والتكافل بين الناس لا في التنافس في البذخ والتبذير؟
متى يكتسب الاحتفال بالعيد تلك الحلّة من السكينة والهدوء والوئام بين الجميع؟
كيف نربّي أجيالنا الصاعدة على احترام قدسية العيد، والابتعاد عن تلك التصرفات الهوجاء المخلة بقيمنا وتعاليم ديننا الرفيعة؟!
كنت صادق بكل كلمه قلتها وكتبتها ولكن من يسمع ومن ينفذ كل سنه يزداد الجهل بين الناس في هذه الايام السعيده . يا ريت ترجع ايام زمان حيث كنا نجوب شوارع القريه ونحن نغني ونردد اغاني العيد والفرحه مرسومه على شفاه كل طفل.
كل الاحترام شيئ حلو كتير كلام موزون ذو جواهر لامعة شكرا.
صدقتَ يا عمي .. طرحت موضوع مؤلم، فعدا عن شهر رمضان الذي يفترض أن يكون جزء منه تضامناً مع الفقراء والشعور معهم بالجوع ومشقة الحياة ومآسيها، كنا نلتف حول مائدة عظيمة من أشهى المأكولات والأطباق الرمضانية والحلويات، عدا عن التبذير والشراهة.. ومن ثمّ العيد الذي كما ذكرت يفترض أن يكون بسيطاً عادياً دون كل هذه المظاهر الزائفة والمكلفة !!
ففعلاً العيد فرح وهناء، وعد ولقاء، وعلينا أن نجعله مميزاً بأعمال سامية وقيّم شببنا عليها وعادات وواجبات دينيّة ..
قلمك غني عن الوصف في الأسلوب وروعة تسلسل الأفكار .. فكُلنا يا أبي تلاميذك .. وصنع يداك ! أكثر من رائع …
إبنة الأخ ; سجى عبد القادر ابوفنه
كثيرة هي الأشياء التي تضيع وتفقد رونقها وطعمها من عاداتنا وتقاليدنا التي طالما كانت لنا بهجة ومسرة ورمزا من تراثنا وحضارتنا التي بها نتميز ونفخر…حتى بهجة العيد اختفت وكأنما العيد اكل وسفر ومشتريات بتبذير، لا لزوم لها…مظاهر سطحية بلا معنى.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تعداه بأن حرم اطفال العائلات الفقيرة من الفرح بثوب جديد او لعبة، وعائلات اخرى فقدت عزيز لها بسبب سياقة متهورة وطيش شباب مستهتر بأرواح البشر، وعائلة اخرى ثكلى تودع ابنها الذي راح ضحية رصاصة طائشة…وكثيرة هي المآسي التي قلبت فرحة العيد الى غم واسى ….والأدهى من ذلك ليس هناك من يعتبر فمسلسل المآسي ما زال مستمرا والقلوب تئن حسرة ولوعة والعين تبكي بمرارة..
فبارك الله بك استاذنا د. محمود فانت في مقالتك هذه اثرت نقاط هامة والتي آمل ان تجد لها أذان صاغية من المسؤولين في القرية، كل من موقعه، لإحياء بهجة العيد من جديد…ولعل العيد القادم نرى به اي تجديد ايجابي فيه بهجة للصغير والكبير….
مقال رائع د. محمود
لقد أصبت وأشملت حقائق كثيرة نعيشها وتعيشها معظم مجتمعاتنا الإسلامية والعربية .
وللأسف تنعكس سلباً هذه الممارسات علينا جميعاً فالتّقليد الأعمى هو المسيطر على أفعالنا , وهنا أتسائل ؟؟ إلى متى الغفلة إلى متى ستبقى السّفينة بلا ربّان يقودها إلى برّ الأمان . إلى متى سأفرح وحدي ودموع اليتامى من حولي تبكي ألماً .
إلى متى سأرقص طرباً وأخي وجاري قعيد . إلى متى ستكون شوارعنا للسّباقات المميتة . إلى متى ستكون المودّة والرّحمة والتّواصل والتّسامح بيننا أول ما نبتغيه ولا تكون أخر ما نرجوه .
إلى متى سيكون سجودي لله وحده ولا يكون من ثقل الأوزار ,إلى متى سيأكل قطّ ما يشبع عائلةً – (مقتبسة عن مظفر النّواب)- وغيره الكثير الكثير
أعلم أني ربّما بعدت قليلاً عن موضوعك الرّائع ولكن هي أمور تحضرني فالعذر منك .
حياك الله أخي محمود, يعطيك الف عافية.
انت منبع للعطاء, رمزا للآدب والمعرفة, ومفخرة للجميع.
كلامك صحيح. لقد أصبحنا مجتمع استهلاكي مقلدين ابناء عمنا يهود هذه البلاد.
نحن الأجداد مازلنا نحن الى الماضي البسيط الذي وصفته بمقالك.
في مجتمعنا اعلاه لا زلنا نرى ظواهر التكامل والتعاضد مع الفقراء والمحتاجين. ففي شهر رمضان عملت في كفرقرع جمعيات ومؤسسات كثيرة, وأهل الخير على مساعدة العائلات الفقيرة المحتاجة. ولكل هؤلاء جزيل الشكر والعرفان.
تحية وتقدير
وكل عام وانت بخير استاذي العزيز
مقال رائع يصف ما آلت إليه أحوالنا في الأعياد وما نفتقده ونحن إليه من بهجة وفرحة وتعامل كما كان في السابق.
هذا وناهيك عن التغيرات على جميع الأصعدة نتيجة للمؤثرات والتطورات التي نستحسنها ونتبناها لما لها من بريق ولمعان سرعان ما يخبو ويخفت ونعود نكرر البحث والتنقيب عن كل جديد ومستجد وحديث ونسارع في المحاكاة والتقليد.
بوركت وبورك يراعك ومدادك ودائماً ننتظر منك المزيد!
ان ما يثير ألعجب والأشمئزاز في آن واحد أن ألبعض يعتقد أن بأمكانهم فرض تصرفاتهم أو رأيهم ألتي تندرج تحت ألقوه والتخويف والأرهاب والتحديد من حريه ألآخرين وهتك أعراض ألناس …….فنحن نعيش في هده ألأجواء ألمحنطه والتقاليد ألروتينيه ألمعرقله ..والسكوت ما هو الا برهان لما نحن فيه.
نعم للحريه ولكن بدون ضرر .والرسول الكريم (صلعم) يقول لا ضرر ولا ضرار
فنداء الى اولادنا وشبابنا ان نتحلى بالخلق الحسن وأن نكون عنوانا لهذا ألبلد ألطيب أهله.
ولا بد من كلمه للمعلم ألمربي ألفاضل أبي سامي د.محمود قد أستحودت على تقديري وأعجابي وتقدير ألآخرين وأتمنى أن نرى مستقبلا ألكثير من مثل هذا ألمقال، كي نتشجع أنا وغيري في المشاركه ..عل وعسى أن نصل ألى ألهدف ألمنشود
بوركت استاذي العزيز.. لقد طرحت موضوع مهم جدا, الذي شغل بال الكثيرين في الآونة الأخيرة.
فبدلا من ان يكون العيد فرحة للجميع انقلب ليكون عبء على كاهل الكثيرين.
فبات يشغل بال الكثيرين كل من المصاريف والمعايدات, عدا عن اعمال الشغب واجواء الصخب والفوضى التي تزعجنا.
أحيّي جميع من كتب تعليقا حول مقالتي المتواضعة، وقد سرّني أن
أجد من يشاطرني الرأي في ضرورة العمل على تعزيز معاني العيد السامية،
والتحرّر من العادات والتصرفات التي لا تليق بقدسية العيد وبهجته!
دامت الأقلام الشريفة الملتزمة بقيم الحقّ والعدل والخير!!
مودّتي وتقديري
د. محمود أبو فنه
ما معنى كلمه عيد؟ ولماذا يحتفل الناس بالعيد؟ الحياة تغيرت ولا بد لنا ان نواكب التغير كيلا يفوتنا قطار التطور والتحضر والتمدن .
انا احتلفت بالعيد ببهجة كبيرة وما كان في القرية كان بهيجا ولم يتعدى ما ذكرته……
مهما قلت لا اقدر على وصف ما خط قلمك من جمال وابداع
لقد طرحت موضوعا في غاية الاهمية
اليوم معظم الناس يبحثون فقط عن الكبرياء
وهم لا يعرفون ان العز والجاه لا يدوم
لا احد يأخذ معه سوى اعماله وافعاله
اشكرك استادي على هده المبادرة الرائعة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بادئ ذي بدء أشكرك د.محمود جزيل الشكر على هذا الطرح المعبر
أتمنى لك الإستمرارية والتوفيق
فلا تبخل علينا
من الذي يصادر أعيادنا
كان العيد يمثل في قريتنا كفر قرع مناسبة اجتماعية هامة وفرصة استثنائية لتبادل اللقاءات والزيارات والاتصالات.. الكل كان يحتفل بالعيد بطريقته الخاصة..أهازيج العيد تتناغم مع فرحة الأطفال،.. الثياب الجديدة، والعيدية ، الشوارع الممتلئة، ، ، وفساتين الأطفال التي تعكس ألوانها وأشكالها الشعور بيوم استثنائي.
تلك المظاهر وأكثر كانت تملأ الأجواء، وتعانق الأمكنة.. الأغلب كان يحتفل ويبتهج، اما اليوم العديد لم يعد العيد لديهم ذا أهمية، إذ يرون أن أهازيجه خفتت، والحلوى أيضاً لم يعد لها طعم، كالسابق.. ناهيك عن قساوة العيش التي تعاني منها شريحة كبيرة من المواطنين. والسفر في العيد وما أدراك ما ألشرم ألذي لم يمر عيد واحد الا وكانت هناك ضحيه أو أكثر . حيث هناك وفي غيرها تتم ألمصادره ألحقيقيه كمن يصادر لوحه رسام شهير. أين نحن من ألأسعار حيث أن ألتجار يجدون في هذه ألأيام فرصه سانحه للتعرف على معالم جيوب ألبشر.. (صارت شوارع البلدات مسرحا للفوضى وللضوضاء والصدامات التي أساءت لروح العيد وجلالته وقدسيته!
بدأ الشبان يقودون السيارات أو الدراجات النارية بسرعة جنونية عرّضت حياة المارين للخطر، وأزعجتهم بالأصوات العالية النابية بأبواقها أو بمسجلات الصوت أو أجهزة المذياع التي لا ترحم الآذان ولا الأطفال الصغار ولا الشيوخ الكبار!
أمام هذه المظاهر التي عمّت وانتشرت في العيد، رحتُ أتساءل:
متى يرجع العيد لجوهره ومعانيه السامية التي نصّ عليها ديننا الحنيف؟
كيف نغيّر هذه العادات الغريبة التي غزتنا في العقود الأخيرة؟) مقتبس من مقال المربي د.محمود أبو فنه
واللافت ظاهرة الدراجات النارية “والتراكتورونات” ويجب ان تكون متابعة حثيثة من قبل رجال واهل البلده لردع والحد من هذه الظاهره وغيرها من الظواهر السلبيه.
بعد هذه التطوافة السريعة نتمنى بأن الفرحة تظل حاضرة عند الكثير من الناس يوم العيد رغم الظروف الصعبة المحيطة، ويظل العيد في بلدتنا كفر قرع محتفظاً ببهجته وفرحته، و تُدخل الأنس على قلوب القرعاويين كل عام، وتظل الفرحة حاضرة في القلوب رغم ما يعكر ويصادر صفوها.
أكرّر شكري وتقديري لكلّ من يشاركني في الآراء والمواقف الداعية للحفاظ على قيم ديننا الحنيف، والاحتفال بأعيادنا بما يليق بها من قدسية ومعان سامية.
وبهذه المناسبة، أحيّي الأخ العصامي الملتزم رياض مدلج الذي يجودُ قلمُه بمثل هذا الإبداع المتالّق، وبمثل هذه الأفكار الحصيفة النيّرة.
ولجميع محبّي الكلمة الصادقة الهادفة أقدّم باقات يانعة عطرة من المودّة والتقدير!
د. محمود أبو فنه