خيمة الاعتصام لا تكفي ..ولجنة المتابعة خيبت آمالنا
تاريخ النشر: 06/12/11 | 10:10كما يعلم الجميع فإن المجلس البلدي في ام الفحم قد نصب خيمة الاعتصام بالقرب من الشرطة من اجل الكشف عن السفاح الذي قتل ابناء هيكل الثلاثة .وخيمة الاعتصام هي بمثابة عملية تصعيدية ضاغطة على الشرطة بمبادرة المجلس البلدي النابعة من تصريح رئيس البلدية الشيخ خالد حمدان يوم التظاهرة الالفية ضد الجريمة .
يومها اعلن الشيخ خالد حمدان عن عدة خطوات من اجل الوصول الى هوية القاتل في هذه الجريمة , وقد تم العمل على جميع الخطوات ابتداءا من الاضراب الشامل الى اليوم الدراسي التوعوي ,الى التظاهرة ثم الى خيام الاعتصام ,الاولى في الشرفة والثانية في عين جرار والرئيسية الثالثة بالقرب من مقر الشرطة .
حقيقة ..تابعت جميع هذه الاحداث بعين المترقب والمستكشف , ولم اجرؤ على انتقاد او مناقشة اي من هذه الاجراءات والخطوات ,لأنني وغيري من المهتمين لسنا ممن يفسدون الخطط التي من شأنها ان توصل الاهالي جميعا الى الحقيقة في هذه القضية , فتابعنا الامور عن كثب وراقبنا تفاعل الاهالي معها وتضامنا معها وشددنا على ايدي كل من شارك بها ولا نزال.
خيمة الاعتصام مهمة ولكنها لا تكفي ..
خيمة الاعتصام تحولت الى منتدى ثقافي رائع دون شك وان لم تخلو من المواقف السياسية المعروفة والتي عادة ما تنبع من الاتجاه الفكري لكل حزب عن آخر ..فمنهم من دعا الى العودة الى الدين واسسه , ومنهم من دعا الى التثقيف والتعليم ومنهم من دعا الى ثورة وانتفاضة شعبية ضد المؤسسة ومنهم من اتهم المؤسسة وفقط المؤسسة بكل ما يحدث لنا من تراجع حضاري وتربوي واخلاقي , وانا من هنا اشكر كل من شارك في فعاليات الخيمة ,سياسيين واكاديميين ورجال دين دون استثناء احد .
في خيمة الاعتصام تعددت الندوات منها الاكاديمية والسياسية والوطنية والتثقيفية , كلها توعوية ولا شك اثرتنا بالمعلومات وفتحت لنا ابوابا مغلقة وامدّتنا بحس الانتماء , كل هذا جميل ولكن ..
لكن الخيمة وبحسب تصريح رئيس بلدية ام الفحم فقد نصبت من اجل الكشف عن المجرم وفقط لهذه الغاية حيث افتتح الشيخ خالد حمدان الخيمة بقوله :” هذه الخيمة ليست مطبخا للحلول ..انما نصبت من اجل الكشف عن هوية المجرم “.
لا بد من ايجاد حلول اضافية او بديلة للتوصل للحقيقة
نحن جميعا نريد ان يتم الكشف عن هذا المجرم السفاح الذي تخطى كل الخطوط الحمراء واعتدى على بيت آمن اهله ,هدمه وجرح قلوب من تبقى فيه , ولكن خيمة الاعتصام ربما اليوم لم تعد وحدها الاداة ولا الوسيلة من اجل الهدف الذي نصبت من اجله ,فلا بد من ايجاد حلول اضافية او بديلة من شأنها فعلا التوصل الى الحقيقة في هذه القضية .
اما الخيمة فقد فتحت لنا افقا جديدا له تبعاته الايجابية مستقبلا , فبالامكان تطوير الفكرة لتصبح منتدا له مقر خاص به ( كالمركز الجماهيري مثلا ) يتم من خلاله القاء الندوات والمحاضرات الاسبوعية للاهالي المهتمين بالقضايا الاجتماعية والسياسية والوطنية وحتى الاقتصادية.
قضيتنا اعظم ودور لجنة المتابعة مخيب للآمال
اما قضيتنا فهي اعظم من الخيمة واعظم حتى من الكشف عن هوية المجرم ( وان كنا لن نتنازل عن حقنا في الكشف عن هوية كل المجرمين الذين اقترفوا الجرائم في ام الفحم والوسط العربي في السنوات الاخيرة), وقضيتنا باتت قضية اجتماعية ووطنية تهدد امن وامان كل انسان في الوسط العربي .
كم كنا نود ان تحتضن لجنة المتابعة للجماهير العربية قضايانا وان نعتبرها المؤسسة المسؤولة عنا نحن الفلسطينيون على هذه الاراضي , كم كنا ننتظر من السيد محمد زيدان بأن يأتينا بالحلول في مؤتمر لجنة الآباء القطرية وفي الخيمة ..كم كنا ننتظر هذا الحضور البناء الفعلي حتى ينقذنا ولو بشيء مما نحن فيه ولكن للاسف ..
للأسف تمخض الجبل فأنجب فأرا , تمخض جبل لجنة المتابعة ليقول لنا :” لا نملك الوسائل ولا الاذرع ولا التنظيم من اجل ايجاد الحلول”.
كيف لنا ان نحفظ ارضنا من المغتصبين ونحن نغتصب حقوق بعضنا البعض
اذن ما فائدة هذه الهيئة المسماه بلجنة المتابعة للجماهير العربية ؟ ماذا تتابع لجنة المتابعة …قضية الاراضي ؟ كيف لنا ان نحفظ ارضنا من المغتصبين ونحن نغتصب حقوق بعضنا البعض ونبتاع دماء بعضنا البعض بثمن رخيص ؟ كيف لنا يا لجنة المتابعة ان ندافع عن قضية النقب وقد اغلقتم ملفات فساد مالي كشفتم انتم عنها في لجان تم تعيينها من قبلكم في شؤون دينية من الدرجة الاولى ؟ كيف لنا ان ننتفض دفاعا عن اراضي النقب ونحن لا ننتفض دفاعا عن عرضنا ومبادئنا ..كيف؟
لست هنا لأذم شخص السيد محمد زيدان الذي دون شك هو انسان مستقيم وصاحب مبدأ .. ووطني بالدرجة الاولى , ولكن لا بد من تزويده او من قد يخلفه في هذا المنصب بالادوات اللازمة من اجل القيام بالمهام كما يتطلب الامر اليوم.
يجب انتخاب لجنة المتابعة
ومن اجل تزويد لجنة المتابعة بتلك الوسائل فلا بد من انتخابها انتخابا مباشرا من الشعب ودون ذالك فلن يكون لها اي تأثير مستقبلي علينا ,في الوقت الذي نحتاج الى تأثيرها التنظيمي على حياتنا.
على بلدية ام الفحم بناء وتفعيل المرافق لايواء الشباب
اما رسالتي لبدية ام الفحم فهي اننا ايضا نحتاج الى مطبخ للحلول , واجد ان الحل الامثل للتصدي لقضايا العنف والجريمة هو في بناء مرافق عامة تأوي الشباب , وتفعيل المركز الجماهيري بشكل اكبر حتى يلهم الاجيال الصاعدة وينمي طاقاتها ..كما ويجب العمل على انشاء ” لوبي فحماوي ” وقطريا ” لوبي عربي ” يضم رجال اعمال من الفاضلين الذين تهمهم مصلحة مجتمعهم وان يتكاتفوا مع المجالس المحلية من اجل توفير الميزانيات للقيام ببناء مستقبل للشباب والاجيال القادمة قبل ان ننتهي جميعنا في غابة وحوشها اكثر من اشجارها, والله ولي التوفيق.
بقلم المحامي شادي محاجنة, أم الفحم