أغنياؤنا وأغنياؤهم
تاريخ النشر: 13/05/14 | 8:59إن كل ما تعانيه البشرية عامة والمسلمون خاصة من شتى أنواع المصائب والمحن، إنما هو مما كسبت أيديهم وبسبب بعدهم عن منهج الله تعالى، فمثلا لا يخفى على أحد ما تعاني الأمة من تخلف في المجال الاقتصادي، ولا تزال تابعة لغيرها من الأمم، تتلمس عندهم الحلول، ولا تدري بأن الحل في متناول اليد، وذلك من خلال التكافل الاجتماعي الذي يحل الكثير من المشاكل في ظل مطالبة المسلمين دينيا بالدفع عبر “الزكاة”، والتي هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، فلو تمت جباية هذه الأموال التي يحثنا عليها الله بكتابه الكريم، من كل أمة المسلمين بدون استثناء وبخاصة من أصحاب المليارات لقضينا على الفقر والبطالة ولغدونا مجتمعات مكتفية يظللها الاكتفاء والأمان والسعادة.
فالزكاة بالإضافة إلى أنها تلعب دورا كبيرا في القضاء على الفقر والبطالة ، فهي ايضا تساعد على توزيع الدخل والثروة، ومحاربة البطالة، كما لها تأثير دائم في الحد من الركود الاقتصادي وتشغيل رأس المال واستثماره، وكيف لا والزكاة تساعد على تمويل المشاريع التي تعجز عنها الحكومات بدلا من تراكم الثروات بأيدي مجموعات قليلة ،مما سينعكس ايجابا على الاقتصاد والأمن والرفاه محققين العدالة الاجتماعية ، قاضين بذلك على المشاكل الاجتماعية المتفاقمة الناجمة عن الفقر والبطالة فالزكاة تعد من أفضل الطرق التي تحوّل المجتمع من مجتمع خامل إلى مجتمع منتج اقتصادياً، عبر تحريك هذه الاموال المحبوسة من خلال معايير الزكاة المفروضة على المسلمين في كافة أصقاع الأرض..
ولكن بالرغم من كل ذلك فإن نسبة قليلة من أغنيائنا المسلمين يتقاعسون عن أداء الزكاة إما كليا أو جزئيا ،او هذا لا ينفي وجود نسبة ملتزمة تؤدي الزكاة على احسن وجه ،علاوة على التبرعات الأخرى التي يضيفونها عن طيب خاطر.. جزاهم الله كل خير!
في حين لو نظرنا إلى اغنياء دول العالم لوجدناهم لا يتوانون عن القيام بعمل الخير تطوعا علما بان دينهم لا يتضمن ركن الزكاة.. فمثلا “بيل غيتس” الذي احتل وفق مجلة فوربس المركز الأول على قائمتها السنوية لأغنى أغنياء العالم عام 2014… وهو يستعد الآن لترك منصبه بشركته ليركز مع زوجته ميتلدا في إدارة مؤسستهما الخيرية التي تغطي أنشطتها مختلف أنحاء العالم “الفقير”.. علما بأن حجم تبرعاته الكلية المقدرة من مؤسسته الخيرية قد بلغت منذ عام 1994 وحتى الوقت الحاضر 14 مليار دولار !!
جمعية إعمار