زليخة عبد الله وقضية الشيخ رائد صلاح في لندن

تاريخ النشر: 09/12/11 | 1:22

أصدر مركز الشرق الأوسط في لندن كتابا توثيقياً لملف فضيلة الشيخ رائد صلاح على الأراضي البريطانية والذي بدأت أحداثه باعتقال فضيلته يوم 28/6/2011 ووصلت إلى هذه الأيام التي حصل فيها رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني على إذن بالإستئناف على قرار محكمة الهجرة الجائر والذي ثبّت قرار الداخلية البريطانية القاضي بإبعاده عن الأراضي البريطانية حيث ينتظر جلسة الإستئناف وذلك لأن القانون البريطاني يلزم المستأنف على قرارات الإبعاد بالبقاء على الأراضي البريطانية، ويمتد الكتاب على تسعة فصول متناولا الأبعاد السياسية والسيرورة القانونية والقضائية والإعلامية للقضية.

وكان لمراسلنا هذا اللقاء مع مؤلفة الكتاب الباحثة والمحررة زليخة عبد الله العاملة في مرصد الشرق الأوسط:

متى قررت كتابة هذا الكتاب؟

اتخذنا القرار بتجميع وثيقة دقيقة وموثوق بها تؤرخ لقضية الشيخ رائد القانونية وتجربته في بريطانيا بعد وقت وجيز من اعتقاله من قبل شرطة الحدود في بريطانيا، كان ذلك ردا جزئياً على حملة التشهير العدوانية التي شنت ضده في وسائل الإعلام البريطانية تحت تأثير قوي من اللوبيات الصهيونية والمنظمات اليمينية. التي حجبت معلومات هامة حول حقيقة القضية ومنعتها من الوصول إلى عامة الناس في حين أن صورة مشوهة للغاية عن الشيخ،مثلا حول مواقفه، والأسباب التي دعته لزيارة بريطانيا كانت شائعة. على سبيل المثال ، في وقت معين كان يُعطى إنطباع للرأي العام بأن الشيخ كان يطلب اللجوء السياسي، وأنه لم يكن يرغب في العودة إلى بلاده. في نفس الوقت كان يتهم بـ”العداء للسامية”،بالعنف والتحريض وبسلوكيات أخرى “لا تتماشى مع الصالح العام “، وكلها لا أساس لها و كان يجب تحديها علنا.

ما هي أهمية هذا الكتاب وكيف ستستفيدون منه ؟

نأمل أن يعمم الكتاب على البرلمانيين والأكاديميين و الصحفيين وغيرهم من ذوي الإهتمام في القضية الفلسطينية ، فضلا عن الجمهور البريطاني العام. من المأمول أن يساعد على فهم أفضل وتقدير اكبر للملفات ذات الصلة بقضية الشيخ على وجه الخصوص، ولكن أيضا للقضية الفلسطينية بشكل عام.

ما هي أهمية قضية الشيخ رائد ؟

استخدام أو إساءة استخدام المعلومات كان دائما شيئاً مركزياً في الصراع. وسائل الإعلام الآن و بشكل أكبر من أي وقت مضى، هيأهم أداة مستخدمة للتأثير على تصورات الجمهور الغربي عن الصراع. تأثير بعض وسائل الإعلام وجماعات الضغط (اللوبيات) على القرارات التي اتخذتها وزيرة الداخلية البريطانية في ملف الشيخ رائد يؤكد حقيقة أن السياسات الرسمية غالبا ما تغذيها وتحددها طبيعة التغطية الإعلامية وغيرها من العوامل الخارجية. قضية الشيخ رائد صلاح سلطت الضوء على الحاجة الماسة لمزيد من المنظمات والأفراد الذين يقومون بعمل مثل عمل مؤسسة MEMO (مرصد الشرق الأوسط) لتعزيز تغطية عادلة ودقيقة للقضايا الفلسطينية في وسائل الإعلام الغربية.

القضية ألقت الضوء أيضا على المدى الذي تذهب إليه جماعات معينة لإسكات الأصوات الفلسطينية ذات المصداقية التي تسمع حاليا في الغرب. الشيخ رائد دُعي للتحدث في بريطانيا كرمز للنضال الفلسطيني من أجل تحقيق العدالة السياسية والاجتماعية في بلاده وبصفته ممثلا لشعبه. كان من المقرر أن يتحدث عن قضايا هامة متعلقة بالقضية مع البرلمانيين البريطانيين والأكاديميين والصحافيين والعامة وهذا ما اعتبره البعض تهديدا ولم يدخروا جهدا لمنع ذلك. وبالتالي فإن الطبيعة السياسية لاعتقال الشيخ رائد وسجنه كان يهدف إلى الحد من حرية التعبير، فمَنع الشيخ رائد من التحدث في البرلمان البريطاني يمثل خطرا كبيرا على الديمقراطية البريطانية. علاوة على ذلك ، كما ثبت من النتائج التي توصلت إليها محكمة الهجرة الأولية، فإن قضية الشيخ رائد لم يكن لها علاقة بكونه خالف أي قانون، بل لأنه كان من المقرر أن يتناول قضايا سياسية “مثيرة للجدل”.

القضية تلقي الضوء أيضا على حاجة الحكومة البريطانية لاستخدام مصادر معلومات عادلة وشفافة وقابلة للتحقق منها وان تكون هناك مزيد من المساءلة في ساحات معينة. أخيرا، قضية الشيخ رائد يمكن أن تصبح قضية مرجعية للمستقبل (سابقة)، كونها عرضت على محكمة الهجرة ، وهي ليست قضية هجرة، بل هي قضية سياسية تدفعها الأجندة السياسية لنواب مؤيدين للصهيونية والذين يعتمدون على الدعاية الصهيونية.

ماذا تعلمت من قضية الشيخ رائد صلاح عن فلسطينيي 48 ومعاناتهم؟

أحد الأشياء التي اقدرها الآن بشكل أفضل بعد أن عملت على توثيق قضية الشيخ رائد هي مستوى الصبر والصمود والشجاعة المطلوبة من الفلسطينيين الذين يعيشون تحت حكم المؤسسة الإسرائيلية بشكل يومي لمواجهة التحديات التي تواجههم من القمع والتمييز ضدهم. ناهيك عن الشجاعة والقناعة اللازمة للتحدث علنا ضد هذه العلل رغم المخاطر الشخصية الكبيرة.هناك أمثلة مؤثرة لهذا، مثلما حدث مع الشيخ رائد عند جسر اللنبي عندما هدد مسؤولون إسرائيليون زوجة الشيخ رائد دون الآخرين بتفتيش جسدي عارٍ.

على الرغم من أن القاضي في محكمة الهجرة الأولية حكم لصالح وزيرة الداخلية البريطانية ، إلا انه أشار إلى هذه الحوادث المسجلة بوصفها أمثلة واضحة على وحشية و مضايقات الشرطة.عندما تخيلت نفسي في مثل هذه الموقف للحظة، لم أستطع أن أقول بثقة أنني سوف أتحلى بهكذا رباطة جأش وضبطٍ للنفس.

القضية ما زالت مستمرة، هل ستضيفون ملحق للأخبار والتفاصيل القادمة؟

نعم، سوف نراقب عن كثب كافة التطورات المتعلقة بالقضية، ونأمل أن نتتبع تقدمها إلى الاستئناف في المرحلة القادمة.

نأمل في المستقبل القريب أن نكون قادرين على نشر الأخبار الطيبة بأنه تم إلغاء ادعاءات الإبعاد الموجهة ضد الشيخ . نأمل أيضا أن يستطيع مغادرة بريطانيا قريبا والعودة الى عائلته التي بالتأكيد تنتظره بفارغ الصبر.

‫4 تعليقات

  1. بسم الله الرحمن الرحيم ” فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ” صدق الله العظيم
    الحق يعلو ولا يعلى عليه .

  2. يكفي
    تواجدك في لندن يا شيخ لم يعد له حاجه
    الرساله وصلت ولا جدوى من تاخير العوده
    فاهل بلدك وبلادك اولى بوقتك ووجدك هنا انفع واجدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة