الآلاف في مسيرتي حقوق الانسان في تل أبيب وفي حيفا
تاريخ النشر: 10/12/11 | 4:53شارك الآلاف من العرب واليهود، صباح اليوم الخميس، في مسيرتي حقوق الانسان في مدينتي تل أبيب – يافا وحيفا، تحت شعار “حقّنا”. وتعتبر المسيرة تقليدًا سنويّا تشرف عليه جمعية “حقوق المواطن في إسرائيل”، وهذه هي السنة الثالثة التي تنظم فيها المسيرة، ولعلّ من أهمّ ما ميّزها هذا العام، المشاركة الكبيرة والمتنوعة من جمعيات حقوق الانسان، وحركات سياسية، وحركات الشبابية وطلابية، واتحادات النساء، وحركات عمالية، وذوي الاحتياجات الخاصّة.
انطلقت المسيرة في تل أبيب – يافا من مسرح “هبيما” وصولا إلى ساحة بلدية تل – أبيب، حيث كان التجمع المركزي، أما في حيفا، فكانت نقطة الانطلاق من منطقة بستان البلدية، مرورًا بوادي النسناس، وانتهاءً في البلدة التحتى أمام مباني الحكومة.
هذا وقد شاركت كتلة يافا العربية في المسيرة، وكان شعارها المركزي الذي نادت به “العنصرية لا تهادن”، كما شارك في المسيرة النائبان عن التجمع الوطني الديموقراطي، جمال زحالقة وحنين زعبي.
وقامت مجموعة من النشاطين في يافا، عربا ويهودا، بارتداء ألبسة وأغطية رأس بيضاء، وهي زي إحدى المنظمات العنصرية الأمريكية، رافعين يافطات كتبت عليها العبارات العنصرية التي كتبتها عصابة “جباية الثمن” في المقابر والمحال التجارية العربية في يافا، مشبهين العنصريين في إسرائيل بعنصريي الولايات المتحدة.
وفي حديث مع سامي أبو شحادة، عضو اللجنة المركزية في التجمع، وعضو بلدية تل أبيب – يافا، قال: ” بادرنا للتحضير لمظاهرة قطرية ضد العنصرية وحماية لحقوق المواطن في يافا خلال شهر كانون الثاني / يناير القادم، ومشاركتنا اليوم في مسيرة جميعة حقوق المواطن هي إحدى الخطوات تحضيرا للمظاهرة الكبرى، التي من شأنها أن تضع جرائم جباية الثمن ومشاريع بناء المستوطنات في المدن المختلطة، على رأس الاهتمامات والأعمال.”
وأضاف: “لأول مرة نرى مشاركة حاشدة بهذا الحجم، مما يدل على وعي أكبر لخطورة وجود اليمين المتطرف في الحكم، ويرى الجميع أن دائرة المستهدفين تتسع لتشمل جمعيات حقوق الانسان ومجموعات أخرى، ولذلك كانت هذه المشاركة اليوم.”
أما النائبة حنين زعبي، فقالت: “لم يعد السؤال حول العنصرية في إسرائيل يقتصر على ما إذا كانت ملمحًا من ملامح الثقاة السياسيّة، فهي اليوم في مركز السلطة، وهي التي تحدد الشرعية السياسية للأحزاب والقوى الاسرائيلية.. أما ما هو أخطر من ذلك، فهو أنه ما من بديل سياسيّ قويّ يقف في وجه هذه العنصرية ويتصدّى لها، ولذلك يبقى الحضور في المظاهرة متواضعًا جدًّا إذا ما حكمنا عليه بمقياس البديل، لأن القضية ليست أن تكون نصف عنصري أو ربع عنصري، بل أن نهزم العنصرية ونقضي عليها نهائيًّا.”
وأضافت: “وإذا أردت أن تقضي على العنصرية، فيجب أن تعترف أنها لم تبدأ فقط في السنوات الأخيرة، كما تقول بعض الشعارات هنا، وإنما بدأت العنصرية ضد العرب، وهي لب سياسات الدولة، منذ نشوئها، وإن ما يسمى يسارًا قد شارك فيها.. يقظة اليسار تبدأ الآن لأن القوانين أصبحت تطال الجمعيات واليسار الاسرائيلي نفسه، ولكنه لم يعترف بعد بأنه كان شريكًا في البنية التحتية القانونية والذهنية لهذه العنصرية.. نحن لن نتنازل، ليس فقط عن حقوقنا، بل عن مكانتنا كجزء من شعب وكطرح سياسي، هو وحده قادر على أن يهزم العنصرية بشكل كامل.”
هذا وكانت جمعية “حقوق المواطن” قد أصدرت بيانًا، بيّنت فيه دوافع تنظيم المسيرة، وضرورة المشاركة فيها، جاء فيه: “هبّت في البلاد العام المنصرم رياح معادية للديموقراطية، مخلفة تشريعات ما زالت قائمة، سُنّ بعضها في الكنيست بالكامل، وكانت المسيرة المنصة المركزية للقول إنّ المجتمع المدني في البلاد لا ينحني ولا يتراجع.. ونحن نشهد منذ ذلك الحين تغييرًا كبيرًا – الديمقراطية تزدهر في مختلف أنحاء العالم، والجماهير تخرج إلى الشوارع لتطالب بحقوقها، بملكيتها على الشارع وعلى المجتمع، إنها نضال من أجل الديمقراطية والحقوق الأساسية.”
وأضاف البيان: “يأتي اليوم العالمي لحقوق الانسان ليذكّرنا جميعًا بأن الإسكان، وحرية التعبير والتعليم، والخصوصية، والأمن الشخصي، والهوية الثقافية والجندرية والدينية، ليست بمثابة كماليات، وإنما حقوق أساسية يجب ضمان ممارستها لكل إنسان أيًا كان/ت.. إن مسؤوليتنا هي النضال على كل وثيقة حقوق الانسان الطويلة، لأنه سواء تحدّثنا عن مليوني إنسان تُمسّ حقوقهم، أو عن 10 آلاف من معدومي السكن، أو عن بضعة أفراد كمّت أفواههم، فقد تم المساس بكرامتنا الإنسانية جميعًا.”
ههههههههه بالتوفيق 🙂