خُطبة الجمعة من كفرقرع بعنوان ‘‘وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا‘‘
تاريخ النشر: 25/09/10 | 10:00بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خُطبة وصلاة الجمعة امس من مسجد عُمر بن الخطاب في كفرقرع، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أبو أحمد، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا‘‘ هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ أبو الحسن، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
وأردف الشيخ قائلاً:” ففي البخاري أن رجلاً قال للنبي – صلى الله عليه وسلم -: أوصني، قال: ((لا تغضب))، فردد ذلك مرارًا، قال: ((لا تغضب))..”.
وإختتم الشيخ حديثه بالقول:” نحن اليوم أمام هجوم لم يسبق له مثيل، على الإسلام والمسلمين، وأكثر شيىء اليوم مستباح هو دماء المسلمين من قِبل المسلمين قبل غير المسلمين، وما يكاد اليوم ضد المسلمين في بلادنا ومن مخططات تهويد للقدس وما حولها، وتغييب للمعالم الإسلامية والعربية في هذة البلاد، فحري بنا أن تتوحد صفوفنا وأن نكف بسفك دماء بعض والإعتداء بعضنا على بعض لأسباب يستحي منها الصغار، ومن أجل دنيا لا تسوى شيء..”.
ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” إن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ))، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)).
أمَّا بعد:” فأوصيكم – أيها الناس – ونفسي بتقوى الله – عز وجل – ((فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)). يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان جالساً مع الصحابة الكرام، فجاء رجل وشتم الصديق رضي الله عنه، فسكت في الأولى والثانية، ولكن في المرة الثالثة، أجابه؛ فقام النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج من المجلس، فلحقه الصديق رضي الله عنه وسأله عن سبب خروجه، فأجبه صلى الله عليه وسلم، أنه عندما شتمك الرجل في الأولى والثانية ولم ترد عليه نزل ملاك وصدقك وكذبه، ولما رددت عليه في الثالثة جاء إبليس وجلس في المجلس، وأنا – عليه الصلاة والسلام- لا أجلس في مجلس فيه الشيطان.”.
وأردف الشيخ قائلاً:” أيها المسلمون: جُبِل الناس على محبَّة ذواتهم والإنتصار لأنفسهم، واعتادوا الضنَّ بما في أيديهم والشحَّ بما يملكون؛ ((وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ))، ومن ثَمَّ فإنها لا بُدَّ أن تنشأ بينهم بعض الخلافات وإن صغرتْ، وتتعدَّد منهم وجهات الأنظار وإن إقتربتْ، وقد تتطوَّر الخلافات وتبتعد الوجهات حتى تكون لجاجًا وخصامًا، ويتولَّد منها نزاع وشقاق، يحصل بعده تباعد وتنافر، تتعقَّد بسببه الحياة، ويفسد العيش، وتشحن القلوب، وتضيق الصدور، ويصبح المسلم لا يطيق أن يملأ عينيه برؤية أخيه، فإذا لمحه في طريقٍ سلك غيره، وإن جمعه به مجلس خرج مسرعًا وفارَقَه، بل قد يكونان من جماعة مسجد واحد فيتركانِه أو يتركه أحدهما، ويطول الهجر وتمتدُّ القطيعة، وتذهب الأيام والأعمال لا ترفع، وتمضي السنوات وما في الإجتماع مطمع، وقد تتعدَّد المحاولات من أهل الخير لإصلاح ما فسد ووصل ما انقطع، ومع هذا يظلُّ في النفوس شيء من الغيظ والموجدة.”.
وتابع الشيخ حديثه بالقول:” ومن ثَمَّ فإنه لا أسرع في إطفاء نار الخلافات وإخماد لهيبها، ولا أنجع في تخفيف سعير العداوات، من إلقاء برد العفو عليها ومعاجلتها بغيث الصفح، وصب ماء التسامح على القلوب؛ ليطهِّرها من دنسها، وينقيها من وضرها، ويسقي جذور الحب، فترجع للصف وحدته، ويعود للكلمة اجتماعها، ومن ثَمَّ تعيش الأمة أفرادًا وجماعات في أمن واطمئنان وتآلف، فتتفرَّغ لما فيه صلاحها وفلاحها، وتتعاون على ما به فوزها ونجاحها. يقول صلى الله عليه وسلم:” ما نقصت صدقةٌ من مالٍ، وما زاد عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه “.
وأضاف الشيخ أيضاً:” أيها المسلمون: لقد جاء الإسلام في هذا الشأن بما يردع بوادر الظلم، ويكفُّ نزوات الإنتقام، وتكاثرت نصوصه لقطع رغبات الإساءة ومنع شهوات الإنتصار، بل جاءت نصوصه للإرتفاع بالمسلم عن المعاملة بالمثل ومقابلة الإساءة بالإساءة، وحثه على الدفع بالتي هي أحسن، وترغيبه في الصفح عن الأذى والعفو عن الإساءة، والاتِّصاف بالحلم وترك الغضب، والترفُّع عن الانتصار للنفس؛ قال – تعالى -: ((وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))، وقال – سبحانه -: ((وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)). ويقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه:” ما من عبد ظلم بمظلمةٍ، فيُعفي عنها لله، إلا أعزه الله تعالى بها ونصره “.
وأردف الشيخ قائلاً:” وبالعفو والصفح أمَر الله – سبحانه – نبيَّه – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: ((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ))، وقال تعالى: ((فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)). ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:” من كظم غيظاً وهو قادرٌ على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء”.
وبالعفو والصفح أمر الله المؤمنين، وجعل نتيجته مغفرته ذنوبهم ورحمته إياهم؛ فقال تعالى: ((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا)) وقال: ((وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) وقال: ((إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا)).
بل لقد جعل الصبر على الأذى وغفران الزلاَّت في بعض الفترات ممَّا يجب؛ فقال تعالى: ((وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ))، وقال – تعالى – في وصف المهيَّئين لجنَّة عرضها السماوات والأرض: ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)).
وقال الشيخ في معرض حديثه أيضاً:” وقد كان العفو خلق نبينا – صلى الله عليه وسلم – فلم يكن لينتقم لنفسه – عليه الصلاة والسلام – بل كان يعفو ويصفح، بل ويفعل الخير ويُحسِن إلى مَن أساء إليه؛ عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: “ما ضرب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شيئًا قطُّ بيده ولا امرأة ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قطُّ فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله – تعالى – فينتقم لله تعالى”؛ رواه مسلم.
والعفو هو خلق الأنبياء والمرسلين، وهو خلق العظماء، وهو يورث حب الله تعالى ((وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين)). وعن أنس – رضي الله عنه – قال: “كنت أمشي مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبَذَه بردائه جَبْذَة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي – صلى الله عليه وسلم – وقد أثَّرت بها حاشية الرداء من شدَّة جبذته، ثم قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء”؛ متفق عليه.”.
وتابع الشيخ:” أيها المسلمون: إن كلَّ عبد لا بُدَّ أن يذنب ويخطئ، ومع هذا فهو يحبُّ أن يغفر له ربُّه ويعفو عنه سيدُه، وإن العفو عن الناس لمن أسباب عفو الله عن العبد؛ قال – سبحانه -: ((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))، قال ابن كثير – رحمه الله -: وهذه الآية نزلت في الصدِّيق حين حلف ألاَّ ينفع مِسْطَح بن أثاثة بنافعة بعدما قال في عائشة ما قال… فلمَّا أنزل الله براءة أم المؤمنين عائشة وطابت النفوس المؤمنة واستقرَّت، وتاب الله على مَن كان تكلَّم من المؤمنين في ذلك، وأُقِيم الحدُّ على مَن أُقِيم عليه – شرع – تبارك وتعالى وله الفضل والمنَّة – أن يعطف الصديق على قريبه ونسيبه وهو مسطح بن أثاثة، فإنه كان ابن خالة الصديق، وكان مسكينًا لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر – رضي الله عنه – وكان من المهاجرين في سبيل الله، وقد ولق ولقة تاب الله عليه منها، وضرب الحدَّ عليها، وكان الصديق – رضي الله عنه – معروفًا بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب، فلمَّا نزلت هذه الآية إلى قوله: ((وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))؛ أي: فإن الجزاء من جنس العمل، فكما تغفر للمذنب إليك نغفر لك، وكما تصفح نصفح عنك، فعند ذلك قال الصدِّيق: بلى، والله إنَّا نحب يا ربنا أن تغفر لنا، ثم رجع إلى مِسْطَح ما كان يصله من النفقة، وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا، انتهى كلامه. قال صلى الله عليه وسلم:” يا أبا ذر صل من قطعك وأهف عن من ظلمك، وأعط من حرمك “.
وأردف الشيخ قائلاً:” خطب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ذات مرة فكان مما قال:” أيعجز احدكم ان يكون كأبي ضمضم؟ فقالوا يا رسول الله ومن أبو ضمضم هذا، فقال النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم -: رجل ممن كان قبلكم، كان إذا أصبح الصباح يقول:” اللهم إني اتصدق بعرضي على الناس عامة”، أبي ضمضم رضي الله عنه كان يقول إذا أصبح الصباح:” اللهم لا مال لي أتصدق به على الناس، وقد تصدقت عليهم بعرضي، فمن شتمني أو قذفني فهو في حل.”.
وقال صلى الله عليه وسلم:” إن الله حرم على النار كل هين، لين، سهل؛ قريب من الناس “. إذاً أعف وإصفح وسامح وإغفر، عسى الله أن يعفو عنك، ويغفر لك، عن الله لا يضيع أجر من أحن عملا.”، وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما:” لو أن رجلاً شتمني في أذني هذه، وإعتذر في أذني الأخرى لقبلت عذره “.
وأضاف الشيخ أيضاً:” إنها النفوس المؤمنة الطاهرة التي إستنارت بنور الصدق والتصديق، إنهم كرام الناس، يقبلون العذر ويُقِيلون العثرة، ويتجاوزون عن الخطأ ويدفنون الزلَّة، ينزِّهون أنفسهم عن توبيخ مَن اعتذر أو الإثقال عليه، بل لا يلومونه ولا يعاتبونه، يفعلون ذلك ابتغاء للأجر، وطلبًا للثواب، وطمعًا في الرحمة، فيا مَن يريد أن يُقِيل الله عثرته ويتجاوز عن زلَّته، أَقِلْ عثرات إخوانك وتجاوز عن زلاَّتهم، واعلم أنه – سبحانه – رحيم يحبُّ الرحماء، كريم يحبُّ الكرماء؛ فلا تكن قاسيَ القلب، غليظ الطبع، متبعًا لهواك، اطلب الأجر من ربك، واسأله أن يشرح صدرك، واحذر قسوة القلب بعد أن علمت والتمادي في الضلال بعد الذكرى؛ فقد قال سبحانه: ((أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ))، قال جعفر الصادق:” لأن أندم على العفو عشرين مرةً، احبُّ إليّ من أن أندم على العقوبة مرة واحدة “.
وتابع الشيخ حديثه بالقول:” أيها المسلمون: ربُّوا نفوسكم على العفو والصفح، وروِّضوها على التسامح والرقَّة، وعوِّدوها على الرحمة والرأفة، وتذكَّروا أن هذا من صفات أهل الجنة؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: ((وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مُقسِط متصدِّق موفَّق، ورجل رحيم رقيق القلب لكلِّ ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفِّف ذو عيال)). كان رجل يداين الناس، فإذا رأى معسراً قال لفتيانه تجاوزوا عنه، لعل الله يتجاوز عنا، فتجاوز الله عز وجل عنه “.
اللهمَّ أصلِح قلوبنا، واغفر ذنوبنا، وأستُر عيوبنا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، إنك أنت الغفور الرحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..”.
ومما جاء في خطبة الشيخ الثانية:” أمَّا بعد: الحمد لله رب العالمين؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلّ وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من إهتدى بهديه وإستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. أيها المسلمون: أتدرون ما أكبر عائق للعفو في دنيانا؟ أتعلمون ما العقبة الكؤود التي لو تجاوزناها لعفونا عن كلِّ مَن أساء إلينا؟ إنه اعتقاد كثيرٍ منَّا أن العفو مُرادِف للضعف، وأنه لا يتنازل عن حقِّه إلا العاجز الضعيف.
وأردف الشيخ قائلاً:” لقد ترسَّب في أذهاننا من أخلاق الجاهلية أنه إن لم تكن ذئبًا أكلتْك الذئاب، ومن ثَمَّ فنحن نعتقد أن من الواجب على كل مَن أُسِيء إليه أن يردَّ الصاع بصاعَين، وأن يضاعف الكيل لِمَن أخطأ عليه ليردعه بذلك ويمنعه، وإنه وإن كان ذلك المنهج الجاهلي مؤثرًا في بعض النفوس الجاهلية الخبيثة، ولا خروج من بعض المواقف معها إلا به، إلا أنه يبقى منهجًا شاذًًّا، أمَّا الرفعة الحقيقية والقوَّة الفعلية، فإنما هي لِمَن عفا وتجاوز طلبًا لما عند الله، وترك الانتقام والانتصار لوجه الله، يشهد لهذا كلام أصدق البشر – عليه الصلاة والسلام – حيث قال: ((ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضَع أحدٌ لله إلا رفعه الله))؛ رواه مسلم. وقال – صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب))؛ متفق عليه.
وأضاف الشيخ:” إن الإسلام يريد أن يكون مجتمع المسلمين مجتمعًا راقيًا فاضلاً، يجمع مَن فيه الحب والود والإخاء، وتسود فيه المروءة والفضل والصفاء، ويكثر فيه الخير والإحسان والعطاء، يريد له أن يكون مجتمعًا قويَّ الأركان متماسك البنيان، متوحد الصفوف، متَّفقة أهدافه، متَّحدة غاياته، غير مختلفة رؤاه.
مساء الخير كلامك مفيد وجميل ومنه نستفيد لكن يا سيدي الحج ان الاخ لا يحب الخير لاخيه ان الجار اليوم ان اوقفت سيارتك بجانب بيته لقام الدنيا واقعدها وحرق وكسر وهدد يا الله اين نحن اننا لا نرحم من حولنا لا نحترم لا نراه من قرب ان دار حديث يدور ولكنه ينتهي بجدال بعنف اتريد من ابناء عمنا ان يعترفو بحقوقنا ان يحترمه حرمه بيوتنا يا الله تلك الشياء الاساسيه بيننا معدومة فكيف يكون الغريب حنون رؤؤف رئيف علينا “لا تغضب “ان تكلم الاب مع ابنه فيطفحه الابن واحيانا يوصل معه ان يرفع يده على من تعب وشكا وسهر الليالي لتربيته وان مرض يمرض لمرضه استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم اللهم اهدينا للصراط المستقيم اللهم امين
تقبل الله ..
السلام عليك ياشيخنا اوجه سؤال من صميم قلبي انا اتعذب سؤالي هو هل يجوز للام ان تهين ابنها الذي يصوم ويصلي وتعزز ابنها الثاني الذي لا يصوم ولا يصلي ويكفر عليها ا حين يغضب وترضى عنة لان زوجتة قريبة لها اذهب عندها لزيارتها اجلس عندها ساعات لا تبدي اهتمام امام زوجتي واولادي عملت المستحيل لن ولم ترضى عني وعن اولادي وزوجتي من اي نوع هي قلبها حجر اواجه صعوبات في طاعتها وهي تعرف انها مهما عملت انا اذهب عندها واجلس تحت اقدامها ومع ذلك لا تحبني بل تحب المنافقون ما اصعب الدنيا ابرها وهي لا تساعدني
الله اكبر الله اكبر
[…] كتابة تعليق رقم 3 بموضوع خطبة الجمعة السابقة بعنوان ‘‘وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا‘‘ والذي نشر في الاسبوع الماضي في موقع […]
جزاك الله خيرا شيخنا العزيز