نجيب محفوظ عملاق قبل نوبل
تاريخ النشر: 10/12/11 | 6:33غدًا، يصادف مرور مائة عام على مولد الأديب نجيب محفوظ، وبهذه المناسبة سيعقد مؤتمر كبير في البلاد احتفاءً بالأديب وإنتاجه الأدبيّ المميّز. (يشارك في تنظيم هذا المؤتمر المؤسسات الأكاديميّة التالية: مجمع اللغة العربيّة في حيفا، جامعة حيفا، جامعة تل أبيب، جامعة بن غوريون في بئر السبع).
امتدت حياة أديبنا نجيب محفوظ من 11 ديسمبر عام 1911 حتى وفاته في 30 أغسطس عام 2006، وكانت حياة طويلة وعريضة بإبداعه الأدبيّ الغزير الرائع.
في عام 1988 فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل العالمية للآداب، فتهافت عليه الصحفيون ورجال الإعلام ليكتبوا عنه وعن أدبه، أمّا أنا فكتبتُ هذه الخاطرة بوحي ذلك الحدث بعنوان:
“نجيب محفوظ عملاق قبل نوبل!”
وقد نشرتُ تلك الخاطرة في مجلّة: “صدى التربيّة” الموجّهة للمعلّمين، وفي مدخل كتاب بعنوان:
“نجيب محفوظ – رحلة الإبداع” (إعداد: محمود أبو فنه، خالد عزايزة، د. حبيب بولس. المطبعة الشعبية، الناصرة، شباط 1989)
صدر الكتاب بمبادرة وزارة المعارف والثقافة خصيصًا لنجيب محفوظ وأدبه في أعقاب فوزه بتلك الجائزة.
“عرف الأديبُ نجيب محفوظ طريقَه إلى قلوبنا بفضل موهبته قبل أن يحصلَ على جائزة نوبل في الآداب.
تربّع على عرشِ قلوبنا، واستأثرَ بتقديرنا وحبّنا قبل أن يتهافتَ عليه الصحفيّون والمصوّرون عقب فوزه بجائزة نوبل.
لم يكن نجيب بحاجة إلى جائزة نوبل ليتبوّأَ تلك المكانةَ المرموقةَ في نفوسنا، فهو عندنا عملاقٌ قبل الجائزة وبدونها!
قرأنا نجيب محفوظ وأحببناهُ قبل نوبل!
وسنقرأُ نجيب محفوظ ونحبّهُ بعد نوبل!
ولن ننسى السويعاتِ الجميلةَ التي عشناها مع فنِّه وأعماله الأدبيّة الرائعة!
بدأنا صحبتَنا لأديبنا العملاق يومَ كنّا نخطو على أعتاب مرحلة البلوغ في المدرسة الثانويّة!
وتابعنا رحلتَنا الممتعة مع إنتاجِه أيّامَ دراستنا الجامعيّة.
قرأنا قصصَه ورواياتِه الخالدةَ وعشنا مع شخصيّاته التي “انغرزت” وتغلغلت في نفوسنا كالوشمِ فلم تعُد تقوى على محوِها السنون!
فمحجوب عبد الدايم في “القاهرة الجديدة”، وأحمد عاكف في “خان الخليلي”، وحميدة في “زقاق المدق”، ونفيسة في “بداية ونهاية”، والسيّد أحمد عبد الجوّاد في “الثلاثيّة”، و… شخصيّات عاشت معنا ولا تزال تعيشُ كشخصيّات حيّة نابضة تربطنا بها وشائجُ متينةٌ لا تنفصم كأنّها وشائجُ القربى والدم!
قرأنا نجيب محفوظ وحلّقنا في أجواء قصصِه العبقة، وشدّنا إلى أعماق رسالته التي عبّر عنها من خلال حوادث قصصه وشخوصها؛
عرفنا صراعَ الحياة، تعاطفنا مع طموح الأبطال، واحترنا مع الحائرين، ورثينا لمَن قستْ عليهم الحياةُ فكبتْ أقدامُهم وتعثّرتْ خُطاهم وتحطّمتْ آمالُهم…
أيقنّا أنّ المأساةَ والسقوطَ هما وليدةُ ظروفٍ وعواملَ عديدةٍ متشابكة متداخلة، وقد تبدو أحيانًا عشوائيّة غير مبرّرة.
تاقَ نجيب محفوظ لتحقيق التوازن لدى الأفراد والشعوب…
أراد تخفيفَ حدّةِ المآسي الناجمةِ عن الجهل والفقر والجوع؛ جوع الجسد والروح!!
هذا نجيب محفوظ.. أو لنقل هذا بعضٌ من نجيب محفوظ في أعيننا، وما ذكرنا إلا غيضًا من فيض!
لكلِّ ذلك، كان نجيب محفوظ عندنا عملاقًا شامخًا، ذروةً سامقةً، خضمًّا زاخرًا.. قبل أن يمنحوه جائزةََ نوبل، وسيظلُّ كذلك بعد أن منحوه جائزةَ نوبل!
صحيح أنّه يسعدُنا، اليومَ، أن يعترفَ الآخرون بما عرفناهُ واكتشفناه من نجيب محفوظ..
ولكن أقولُها بصراحةٍ:
ما أحوجَنا أن نثقَ بطاقاتنا ومواهبنا وقدراتِنا!
ما أحوجَنا أن نعرفَ رجالَنا وعظماءَنا!
ما أحوجَنا أن نتحرّرَ من رواسب تخلّفنا وماضينا الحالك!
ما أحوجَنا أن نبصرَ الضوءَ الباهرَ المنبعثَ من أرضنا المعطاء!
ما أحوجَنا أن نستلهمَ العزّةََ والإباء من تراثنا العريق الخالد!
فالعظيم يكونُ بسجاياهُ وأعمالِه حتّى ولو تنكّرَ له الآخرون!
ونجيب محفوظ عظيمٌ في فنِّه وإبداعِه، عظيمٌ في أمّته وشعبِه! ولذلك نقول:
أنت يا نجيب محفوظ عظيمٌ وعملاقٌ قبل نوبل!
كل احترام ل د- ابو فنه
على هذه المعلموات ولكن نسيت ان تذكر بانه ليس الاول والاخير من عظماء الادب العربي , هناك الكثير من السلف الصالح خلدهم التاريخ وخلد اباعهم , فنهم مثل طه حسين , مصطفى المنفلوطى و—— ,
فالحمد لله تراثنا عريق ومشرف لكن للاسف اصبحنا نلعب ونلهوا ونغزو بعض حقدا , كراهيه او حسدا ,,,,,,,,,
كما قال الشاعر :
مالي وللشمس أخشى حر هاجرها من كان في ظله فالشمس تخشاه
شغلو عن اديبهم بمنجيهم ( م ) فلم يسمعوا نداء النعاة
تحياتي للجميع
منور د.محمود ابو فنه
شو هلطله الجميله
بارك الله فيك دكتور محمود
كل الاحترام للدكتور محمود ابو فنه
دمت ذخرا لكفر قرع وللجميع
نعم استاذي العزيز ما أحوجَنا أن نثقَ بطاقاتنا ومواهبنا وقدراتِنا!
ما أحوجَنا أن نعرفَ رجالَنا وعظماءَنا!
وبدل أن نقول : قال شكسبير، وغوتة، ونيتشه ،واليوت ،وراسل وملتون وغيرهم دعونا نقتبس بكل فخر واعتزاز من علمائنا وأدبائنا نحن ونستشهد بأقوالهم.
ولعلك تذكر يا استاذي أنني يوم نظمت أوائل قصائدي عام 1972تحت عنوان الشاعر والمعلم كيف كانت الثقة بالنفس عندي حيث قلت:
قد قال شوقي جملةً وشمولا كادَ المعلم أن يكون رسولا
ويقول ابراهيم قولَ مجربٍ إن المعلمَ لا يعيشُ طويلا
ونقولُ (نحنُ) اليومَ ……………………..الى آخر القصيدة العصماء
فقد جعلت نفسي صنواً لأحمد شوقي وابراهيم طوقان
ولا شك عندي أننا نمتلك من الأدباء والعلماء ما يضاهي الغرب أو يفوقه
ولكن مع احترامي لنجيب محفوظ إلاّ أنني أحب يوسف ادريس في اعماقي، ولعل ذلك يعود الى ( الاستاذة داليا كوهين) التي سمعتها تحاضر بعشق عن هذا الأديب العملاق، مسّاها الله بالخير، فهي عاشقة حقيقية له، وقد أبعدت من الجامعة بسبب محاضراتها الجريئة عنه. لكم أشتاق أن تسمعي صوتي يا داليا،وتعرفي أن تلميذك قد أصبح…. لله درك. أدعوكم الى قراءة يوسف ادريس صديق عبدالناصر، وستجدوني صادقاً فيما أقول…
لقد اقترحت علي داليا أن أكتب رسالة الدكتوراة مقارنة بين أدب نجيب محفوظ ويوسف ادريس بين عالمين على طرفي نقيض ولكن شاءت المقادير غير ذلك.
الأزهر يكفر نجيب محفوظ
ما هى رواية أولاد حارتنا التى أثارت جدلاً كبيراً بعد ثوره 52؟, وبعد ذلك إذا أردتم حاكموا أولا الازهر الذى إتهمه بالإلحاد.
الجدل حول الرواية روايه أولاد حارتنا
سببت رواية أولاد حارتنا أزمة كبيرة منذ أن ابتدأ نشرها مسلسلة في صفحات جريدة الأهرام حيث هاجمها شيوخ الجامع الأزهر وطالبوا بوقف نشرها، لكن محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الاهرام حينئذ ساند نجيب محفوظ ورفض وقف نشرها فتم نشر الرواية كاملة على صفحات الاهرام ولكن لم يتم نشرها كتابا في مصر، فرغم عدم اصدار قرار رسمي بمنع نشرها الا انه وبسبب الضجة التي احدثتها تم الاتفاق بين محفوظ وحسن صبري الخولي -الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر- بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر.[5] فطُبعت الرواية في لبنان من اصدار دار الاداب عام 1962 ومنع دخولها إلى مصر رغم أن نسخا مهربة منها وجدت طريقها إلى الاسواق المصرية.
كُفر نجيب محفوظ بسبب هذه الرواية، واتهم بالإلحاد والزندقة، وأُخرج عن الملة، وقُرءت الرواية بتشنج كما فسر النقاد والشيوخ رموزها وفق قواميسهم ومفرداتهم. حتى ان الشيخ عمر عبد الرحمن قال: – بعد نشر رواية سلمان رشدي “آيات شيطانية” – “أما من ناحية الحكم الإسلامي فسلمان رشدي الكاتب الهندي صاحب آيات شيطانية ومثله نجيب محفوظ مؤلف أولاد حارتنا مرتدان وكل مرتد وكل من يتكلم عن الإسلام بسوء فلابد أن يقتل ولو كنا قتلنا نجيب محفوظ ما كان قد ظهر سلمان رشدي” ويعتقد البعض ان لهذا التصريح علاقة مباشرة مع محاولة اغتيال محفوظ إذ حاول شاب اغتياله بسكين في أكتوبر تشرين الأول عام 1994 وقال “انهم” قالوا له ان هذا الرجل (محفوظ) مرتد عن الإسلام[6].
تمت عدة محاولات لنشر الرواية فبعد فوزه بجائزة نوبل أعلنت صحيفة المساء الحكومية القاهرية إعادة نشر الرواية مسلسلة وبعد نشرت الحلقة الأولى اعترض محفوظ عليه فتم ايقاف النشر. كما كانت محاولة أخرى بعد محاولة اغتياله عام 1994 نظرا للمناخ المتعاطف معه تحدياً للتيار الأصولي.. فتنافست عدة صحف على نشر “أولاد حارتنا” ما بين صحف حكومية “أخبار اليوم” و”المساء” وأخرى يسارية”الأهالي” لكن نجيب محفوظ عارض النشر وأعلن انه لن يوافق على نشرها الا بعد حصوله على موافقة الازهر[7]. وقد صدرت أولاد حارتنا كاملة بعد أيام من الحادث في عدد خاص من “الاهالي” يوم الاحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 1994 وأعلن أنه نفد بالكامل[6]. وعقب نشر الرواية في الاهالي أصدر كتاب وفنانون بيانا طالبوا فيه بعدم نشر الرواية في مصر بدعوى حماية حقوق المؤلف الذي نجا قبل أيام من الذبح. في حين وصف كتاب أخرون ذلك البيان بأنه “محزن”.
تجدد الجدل حول “أولاد حارتنا” نهاية 2005، حيث أعلنت مؤسسة دار الهلال عن نشر الرواية في سلسلة “روايات الهلال” الشهرية ونشرت الصحف غلافا للرواية التي قالت دار الهلال انها قيد الطبع حتى لو لم يوافق محفوظ بحجة أن الابداع بمرور الوقت يصبح ملكا للشعب لا لصاحبه إلا أن قضية حقوق الملكية الفكرية التي حصلت عليها دار الشروق حالت دون ذلك. وأعلنت دار الشروق مطلع 2006 أنها ستنشر الرواية مقدمة للكاتب الإسلامي أحمد كمال أبو المجد[8] أطلق عليها اسم “شهادة” كانت قد نُشِرت في السابق في صحيفة الأهرام بتاريخ 29 كانون الأول (ديسمبر) 1994 ونشرت العديد من الصحف نص هذه الشهادة وتم نشر الرواية في مصر في آخر 2006.
تحليل الرواية
الرواية واقعية رمزية، تدور في أحد أحياء القاهرة كما هي معظم روايات نجيب محفوظ كـ الحرافيش وزقاق المدق وغيرها، وتبدأ بحكاية عزبة الجبلاوي الخاصة التي يملأها أولاده. تندلع حبكة السرد منذ ولادة أدهم ابن السمراء وتفضيل الجبلاوي له على بقية أبنائه، وتمرد ابنه إدريس الأمر الذي أدى إلى طرده من عزبة الجبلاوي لتبدأ رحلة معاناته.
ينجح إدريس في التسبب بطرد أدهم من العزبة، وتمضي رحلة الإنسان والشيطان في الخلق كما روتها الكتب السماوية، فيقتل ابن أدهم ابنه الآخر، ويتيه أبناؤه في الحارة، فتنشأ فيها أحياء ثلاثة، ويظهر منها أبطال ثلاثة يرمزون إلى أنبياء الديانات التوحيدية الثلاث، كما يظهر في عصور الحارة المحدثة شخص رابع هو العلم الذي سيقضي على الجبلاوي.
أخذ الكثيرون من الشيوخ ومن غيرهم على الرواية تجرؤها على تمثيل الخالق بالجبلاوي، وإعادتها تمثيل أسطورة الأديان السماوية من جديد في واقع آخر، ثم نحوها منحى متمرداً بالزعم أن العلم قادر على أن ينزع من الناس فكرة الله.
لكن محفوظ يخالف الكثيرين هذه الفكرة، فبعد أعماله المغرقة في الواقعية، (ربما) أراد أن ينظر بتسامح إلى الديانات الأخرى، وإلى قصة الخلق، وأراد التأمل في حال البشر منذ الخليقة، وآمالهم وتطلعاتهم إلى عزبة الجبلاوي، وسعيهم المضض نحو الوصول إليها بشتى الطرق.
لم يكن من المستغرب اتهام أولاد حارتنا بالكفر. لكن، انطلاقا من احترامه للمشاعر الدينية رفض محفوظ تفنيد فتوي الأزهر، المؤسسة الإسلامية العليا في البلاد التي منعت الكتاب، إذ اعتبر محفوظ أنه من غير الحكمة الدخول في صراع مع الأزهر حول مسألة ثانوية نسبيا، بينما قد سيحتاج إلى دعمه في وجه ما سمٌاه الشكل القروسطي الآخر للإسلام، أي الحركة الاصولية الناشئة.
تُرجمت الرواية إلى الإنجليزية والألمانية وبعض لغات أخرى، وقوبلت باحتفاء كبير.
فيما يلي قائمة بأسماء أهم شخصيات وأحداث الرواية وتفاسيرها القياسية بالاعتماد على التفسيرين الديني والنقدي لها:
الشخصية الكناية أو التفسير
الجبلاوي الله الخالق عز وجل، وذلك بسبب صفات الجبلاوي الأزلية، وأخذاً من الجَبْل (بتسكين الباء) ـــ أي الخلق.
البيت الكبير ـــ السماء أو العرش
عزبة الجبلاوي ـــ الجنة
الحارة ــــ الأرض أو الدنيا
قنديل ــــ جبريل، التشابه الواضح بين لفظ الاسمين، ينقل كلام الجبلاوي إلى بعض الناس، خصوصا ظهوره لقاسم ونقله تعليمات الجبلاوي.
أدهم ــــ آدم، التشابه الواضح بين لفظ الاسمين، وكون أدهم الابن الصغير المفضل للجبلاوي، ولادته من أم سمراء (التراب)، وواقعة طرده من البيت/الجنة.
إدريس ــــ إبليس، التشابه بين الاسمين، وفكرة تكبره وكراهيته لأدهم، وخروجه من زمرة الأبناء المفضلين بتمرده على أبيه.
جبل ــــ النبي موسى، مأخوذ من حديث القرآن عن حديث الله لموسى على جبل الطور، ومن تجلي الله للجبل.
رفاعة ــــ المسيح، ومن ذلك أن القرآن يذكر أنه لم يمت ولم يُصلب وإنما رُفع إلى السماء/أخذه الجبلاوي إلى بيته.
قاسم ــــ محمد، وذلك من كنية الرسول (أبي القاسم)، ومنه أنه جاء في حي كان يدعى حي الجرابيع فأعلى شأن قومه، وكان له أصحاب، وتزوج نساء كثيرات.
صادق ــــ أبو بكر الصديق، وذلك من اسمه وصحبته لقاسم، وخلافته له.
حسن ــــ على بن أبى طالب، وذلك من اسمه وقوّته وقرابته لقاسم.
عرفة ــــ عرفة من المعرفة أو العلم، وهو العلم في الرواية، فليس جبلياً، أو رفاعياً، أو قاسمياً/ ليس يهودياً، مسيحياً، أو مسلماً. وينسبه كل فريق إليهم، وهو قاتل الجبلاوي.
عواطف ــــ رمز الفضيلة، وهى زوجة عرفة التي فارقته بعدما سخّر قدراته في خدمة الظلم. وفى النهاية تم قتلها على يد فتوات الناظر.
ارجو من الموقع النشر وبارك الله فيكم ،وليكن بينا ان النقد غير موجه لشخص الكاتب فهو صاحب تصانيف واضافات قد اثرت المكتبه العربية والكل يقبس وينهل منها و كثير من اللغويين عالة على مؤلفاته الماتعة .و لكن هذا لا يمنع من ان نزن ما خطته يده بالميزان الشرعي الصحيح الذي لا يداهن احدا ولا يحابي احدا على حساب احد ،فليس ثمة احد فوق الشرع ؛فلا كهنوت عندنا في الشرع ولا صك غفران. فلو ان هذا الرجل وظف قلمه في غير هذا الباب ولم تضق ابداعاته الا عن هذا الباب ،وهي كثيرة اكثر من ان تحصى ولم يجر قلمه للطعن في الدين او التعريض به لما تعرض اليه احد بسوء ،ولقعد في بيت ابيه و امه آمنا مرغدا لا يخاف شيئا ولا خشى آخر.وهل يكب الناس في النار على مناخرهم الا حصائد السنتهم، كذا قال محمد صلى عليه وسلم .
هلك نجيب محفوظ وهو من نجا من محاولة اغتيال بسكين في رقبته بعد أن صدرت فتوى بإهدار دمه وأنه كافر مرتد عن دين الله ولكن الله أراد له البقاء ولم يتب إلى الله أو يندم على ما كتب في روايته الكفرية …..
الأديب عند الزنادقة هو الأكثر جرأة في سب الدين والدخول بعمق في الروايات الجنسية والأكثر دخولا لسفارات الغرب ويجب أن تتسم أطروحاته بالدعوة للسفور والانحلال وشن الحرب على مظاهر الدين الإسلامي باختصار الأديب عندهم هو كل من تجرد من الأدب مع الله ومع دين الله …..
نجيب محفوظ كتب رواية أولاد حرتنا وهي التي تهكم فيها صراحة بالذات الإلهية وكان يسمي الله “جبلاوي” في روايته ويتهكم بأن جبلاوي راضي عني ولن يميتني ….!! تعالى الله سبحانه عز وجل ..
في الرواية كفر عميق وزندقة لا يشك فيها إلا زنديق ولولا الخوف من الله أن يسخط علي لنقلت ما يذكره من كفر ولكن والله إن الجسد يرتعش خوفا أن أنقل هذا التهكم والإسفاف بذات الله – سبحانه وتعالى عما يقولون ..
“لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون”
وَلِلَّهِ الْعِزَّة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ
من الاكيد الذي لا شك فيه سيقولون فقيد الامة ، شهيد الادب وما شابه من هذه العبارات التي لا تنتهي بموت مثل هذا الزنديق
فللاسف نجيب ليس وحده في مصر من الحد وكفر , وتبرج بابداعه الفكري
لقد أضحَتِ الحربُ التي تقودها وزارة الثقافة المصرية على الإسلام بلا هوادة حربًا سافرةً كما لم تكن من قبلُ، وصار الأمر يزداد وضوحًا بمرور الوقت، فمن رواية “وليمة لأعشاب البحر” للملحد حيدر، إلى إعطاء جائزة التفوُّق الإبداعي – زعموا – للملحد حلمي سالم، ونشر ما يسمونه “قصيدة شرفة ليلى مراد” في مجلة “إبداع”، وأخيرًا: إعطاء مائتي ألف جنيه لعدو الإسلام سيد القمني – قاتلهم الله
فمن يستحق التخليد عمر بن الخطاب , صلاح الدين الايوبي ,هل في يوم ذكرى مولد النبي ( صلعم ) نكف عن اشغالنا واعمالنا ونكبر بالمكرفونات باعلى اصواتنا هبه ونصره للحبيب ,بالله عليكم
تحياتي للجميع
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الانسان من نطفة خلقه الله فقدره ثم السبيل يسره ثم طريق الحق ابصره فأبى الا ان يكفره وتزندق ونجب في الزندقة فحق له ان يسمى ب(نجيب) ويا اسفاه فيما قد نجب فكل ما كتب (محفوظ)… عند ربه………………………………………………………………..؟ال لهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا
بارك الله فيك يا اخي المثقف المنصف فلم يخب ظني باهل بلدي ابدا ،فقد الفيتهم سباقين في كل المضامير الا في باب انكار المنكر الثقافي الذي ينال من ديننا ،ولكن قد ظهرت لي الحقيقة واسفرت بوجهها ان الشريحة المثقفة ما زال فيها بقية من خير والحمد لله .وعليه فادعو جميع من له حظ من تأليف وتصنيف ان يسل قلمه منافحا عن هذا الحق الذي يعتقده و يدين الله به ،و ادعو هذه الطائفة المنصورة المبصرة لتصفية التراث من زغل المهرطقين ،ومن ثمة تربية الامة على ادب يراعي قدسية ديننا.
تحيتي لصديقي د. أبو سامي!
مرة واحدة عملاق؟!
لم نعتد على المغالاة، فماذا هز عاطفتك اليوم أيها العزيز؟
مائة عام على ولادته؟ أم الاحتفائية المغرضة بشكل أو بآخر؟!
ويا صديقنا المحامي!
ما هذا الحديث الديني الطويل؟ نحن أيها الأخوة في مادة أدبية، والأديب يكتب خواطره بحرية، ويجدر أن يتنفس بحرية لا أن يهدد؟ ثم من أوكل أي إنسان بإقامة الحدود؟
يقول الإمام محمد عبده وهو علم فذ: “إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه، ويحتمل الإيمان من وجه واحد حمل على الإيمان، ولا يجوز حمله على الكفر” ، فهل صاحبنا الذي اقتبس من المواقع أقوالاً قيلت في محفوظ أفقه من الإمام، وأوثق منه؟
أقترح على كل من يشغله الدين وتطبيقه الحرفي أن يبدأ بالعمل: أن يعمل على نظافة البلدة، أن يبدأ بمشروعات تطوعية، أن يخدم الناس في البر والتقوى، فهو موكل بذلك عقيدة وشريعة؟ أن يتجند هو وزملاؤه لردع الشر ومحاربة المخدرات ومقاومة العنف. أن يدعو التجار والمحامين والأطباء والعاملين في المجتمع إلى أن يخافوا الله في الناس، وفيما يطلبونه منهم.
إن الأجوبة الحادة لأية سألة مثارة هي عنف مبطن، فهل ديننا الحنيف يأمر بذلك، أم أنه يأمر بـ”وجادلهم بالتي هي أحسن”؟
فيا صديقنا المحامي: لا أظنك إلا منفتحًا مثقفًا تتقبل الرأي الآخر، وكم بالحري في الأدب!
لقد بلغ بأحدهم أن يحاسبني تراجعيًا على قصيدة قلتها في السبعينيات – أيام كانت حرية الكلمة أكثر، فهل تريد منا أن نقيم رقابة على الكتابة؟
أحييك وأرجو أن تتقبل ملاحظاتي بروح التسامح، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية
تحياتي للجميع
هذا من باب النقد البناء ولا شك بان المعلموات التي كتبت على يد جميع المعلقين قيمه مهما كان اختلاف في وجهات النظر , لذالك أحي الجميع على روح التحاور واتأمل من الله عز وجل الهدايه للجميع والتوفيق
يا صاحب العلم والدين الذي عنده علم الكتاب اسالك اليس الازهر وشيخه من افتى بقتل اطفال العراق اليس الازهر ومن به شيوخ ملوك ورؤساء حتى الان من هم علماء الازهر الطنطاوي واعوانه بالله عليك يا رجل قل لي) الاستاذ د محمود ابو فنه ادامه الله وبارك الله به يريد من الشباب التعرف لنجيب محفوظ وانت حولت الموضوع لموضوع ديني يا اخي اذا كان عندك المقدره الدينيه لما لا تستغل هذا المنبر( موقع بقجه) وتنور الشباب مما تعلم وللاستاذ العزيز محمود ابو فنه كل التحيات وانت يا اخي العالم لك كل الشكر احبك بالله وارجوك ان تستغل مما علمت لتنير به عقول الشباب وبارك الله بك
أنّ كلمة المرتد لاتعني كما اوردها قسم من المعلقين على مقال الأخ محمود أبو فنّة ,,
وإنّما المرتد حسب ما إتّفق عليه غالبية علماء المسلمين هو ألّذي ينقلب ُ من مُعسكر المسلمين
إلى مُعسكر أعدائهم أثناء الحرب لِيُحاربهم فهذا ما قيل في الحكم عليه بالقتل .
وتحرير ذلك إنّه رُبّما كان قد عرف بعض أسرار جيش المسلمين فبهربه إلى المعسكر
المُعادي قد يُسبِبُ ضرراً بالغاً للمسلمين .
أمّا من لم يقتنع بالفكر الديني فهذا شأنه فإذا كنتم أنتم أيّها المُتديّنون مقتنعون حقّاً بِدينكم
وبما جاء به فاتركوه ليوم حساب .,. أم أنتم ربّه وتُريدون حٍِسابه .,؟!
وكيف إذن تدّعون أن لا إكراهَ في الدين وبتفسيركم لكلمة المرتد تُريدون القتل ؟؟!!
ما أحبّكم لِسفك الدِّماء ..! ألا تعرفون أنّ هذا ما يُنَفِّر منكم شُعوب العالم ويجعلهم ينظرون
إليكم نظلرةً دونيّة ..
والتاريخ يشهد على كثير من الناس ممن لم يكونوا يُؤمِنون بالتفسير الديني للعالم وللوجود
ومنهم المفكر العبقري والفيلسوف والشاعر والكاتب أبو العلاء المعري وغيره العديد
الحمد لله حمدا سرمدا ابدا ،والصلاة والسلام على المصطفى وآله المستكملين الشرف. وبعد،فانني ارمق بمقلتي واسمع باذني حشرجة وشنشنة من اخزم ،قد اعتدنا عليها وابصرناها عن قرب ولمسناها بايدينا ؛دفاعكم المستميت عن بعض الاعلام الاقزام ، ولكني اقول لكم منذرا اياكم عذاب يوم عظيم ،يوم لا يغني عنكم كيدكم شيئا ولا ما اختلقتكم من اعذار وحجج واهية اوهى من بيت العنكبوت اصابته الريح . والمرء مخبوء تحت لسانه فان افصح بان مكنون جنانه ، وسقط عنه الستر الذي بينه وبين الناس فيراه الخلق على سجيته دون تورية او تصنع . وهذا حال مدعي الادب والثقافة ،ففلتاتهم وشطحاتهم الادبية وحبهم الظهور والعلو في الارض قد اعمى ابصارهم حتى باتوا كالسارحة على الدين ،يأكلون منه ويتغوطون عليه لاخوف ولا وجل .وليكن معلوما ان الدنيا بما فيها توزن بالدين فهو ميزان الاعتدال ، فلا يهضم فيه احد ولايظلم فتيلا ، فهو المعيار الضابط واساس التقويم ،لا يحجر فيه على احد بعد ذلك ان يقول ما يشاء ان هو راعى ذلك . بيد ان كثيرا من المتصدرين لم يرق لهم ذلك القيد ، فراغ على حمى الدين نقبا ونقضا ،ونزر منهم حام حول الحمى فكاد ان يرتع فيها ؛ فوقع في البقعة المحظورة والمحرمة،والاصل في المسلم ان يجعل بينه وبين الحرام والمحظور مفازات من الارض احتياطا لدينه الذي هو انفس ما يحمل في اضلعه ،و لا يضطر ان يقدم الدين قربانا لبنيات الطريق او خواطر تعرض بالدين وتعصف به،بل ولا ينبز ببنت شفة قد تهوي به في نار جهنم لاسخاطه الرب العلي عليه باجتراءه على ذات الله وجناب الدين . واما الخلط الذي حصل عند البعض فلم يفرقوا بين اقامة الحدود و النصح لكتاب الله ولرسوله ولعامة المسلمين(اي الاخلاص والدفاع ) ، والتواصي بالحق والصبر عليه ، فالمتتبع للوث ما قيل يقع على فاجعة وكارثة في منهج البحث وتحرير مواطن النزاع . فيقحمون في الباب ما ليس معنيا في الحكم وينحون بالنقاش مناحي غير مرادة ومقصودة ؛ اذ لا حجر على العقول المنضبطة بالشرع ان تقول وراء ذلك ما تشاء ،و ان تتوسع توسعا محمودا في باب الرمز ،المجاز ،والمبالغة الادبية ،اثراءا للخلق ،و تسرية عن نفوسهم ،واذهابا للسآمة عنها،وتوظيفا لها في نصرة الحق واهلة ومناهضة التمييع لعظائم الامور،وافرازا لمفاهيم جميلة و رائقة بقوالب جديدة . وقد اشعر ذلك برقة ووهن اعتقادي نخر القواعد المتينة لهذا الدين عند البعض ؛فلا تردد عند الملأ اي الامور اولى التخفف منه والتضحية به الدين ام الصنعة الادبية ذات الخطاب الذي لا يصون مقدسا ولا يرعى محرما ؛ فالجواب بات واضحا جليا لا يتلاحى فيه اثنان الدين اهون ما يؤسف عليه . واني لادعو الكافة والخاصة ليدخلوا موقع جائزة نوبل ويروا بام اعينهم صدق دعوانا في شئن هؤلاء القوم بدليل اقوى من شمس الضحى ، وبشهادة القوم على انفسهم بما قلناه آنفا ، وكيف ان الصفحة الخاصة بهذا العلم القزم قد ظهرت فيها تلك المعاني الرمزية الخفية ورفع اللثام عن احرازها وطلاسمها. وافرض تساؤلات اريد اجابة شافية عنها ، لماذا كل هذا الغيظ على الدين ؟ولماذا كل هذا الكيد له؟ ولماذا هذا اللعب بالالفاظ ،اهي سنة ابليس في اخفاء نفسه وتواريه عن الابصار والبصائر؟ ام هي ضرب من ضروب التقليد لاساليب الكتابة الغربية؟ام هو فصل من فصول التبعية والعمالة الادبية للآخر ؟.واذا اسقطنا الله واقصيناه من ادبياتنا ــ سبحانه ــ الى اين سنصل ؟وما الذي نرجوه ؟وهل حققنا السعادة المنشودة؟ولماذا وقع الاختيار على الثوابت لتكون غرضا لتلك السهام ــ الجائرة ــ ؟ هل نضبت عقولنا وقرائحنا الا من الخوض في ديننا؟ وهل ضاقت بنا وتفلتت منا حتى وجدنا ضالتنا في الدين ؟وهل بات الدين عقبة كؤود لا يجوزها الا المتخفف منه؟.وهل النص الادبي قاض و حاكم على الدين يعدله ويرفع من خسيسته ام هو خلاف ذلك ؟ ام ان الدين هو سيد الموقف ؟ . و ختاما ارجو من الله الهداية للجميع ،وان نكون مفاتيح هداية ورشاد ومغاليق للشر.والحمد لله رب العالمين .
ماذا تقول في قوله تعالى : { ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }البقرةــ 56 . اتحتاج هذه آية لتخبطات بعض الخلق وتخرصاتهم.
لماذا لم تجد الا هؤلاء اكل علماء الازهر هؤلاء ،ثم اين الدليل على ما تقول فهذا اتهام مرسل لازمام له ولا خطام .واعلم يا هذا اننا لانعصم الازهر من الخطأ ولكي تخطأ الازهر ائتي بدليل على خطأه اولا ،ثم بين وجه الخطأ.واقول لك تدينا لله لا قدسية لاحد ان حاد الشرع فكل بني آدم يؤخذ من كلامهم و يرد الا النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم .فلا تكن للخائنين خصيما ، ولا تجادل عنهم في الحياة الدنيا فانك ان فعلت فجهز الجواب عنهم ليوم القيامة.
(يا صاحب العلم بالكتاب ) إنّ الآية التي إستهدْتَ بها لاتقول أقتلوا المرتد فأنتَ أفتيتَ على
نفسكَ وأثبتَّ جهلك.. لأنها تحكي عن غير المقتنع إذا مات . ما حكمه .. اما أنتَ أيّها المتعطِّش
للدم فتُريد شرب الدم الآن
فمن هو المتخبّط والمتخرص إن لم يكن انت …؟
فويلٌ للناس إذا حكمتم انتم يا جهلة ويا أهل التعصب الأعمى .
تحية وتقدير للاستاذ الدكتور محمود أبو فنة
أحييك على مقالتك الراقية
وتقييمك للأديب الكبير نجيب محفوظ النابع من دواخلك الأدبية
وتقديرك للادب والعطاء وبالذات لنجيب محفوظ على ما قدمه بغض النظر عن النقد الموجه له وربما في ذلك أيضاً دليل على كونه عملاقاً بالاضافة إلى أنه انسان بسيط واجتماعي متواضع بخلاف أدبائنا الذين يستظلون عند قارعة الدال والباء ويحرصون عليها أكثر من حرصهم على بلداتهم وشوارعها ومشاريعها والعنف المستشري فيها والذي يستثمر في مواسم دون مواسم ويستهجنون كلمة تقدير بحق كاتب قدم الكثير .
لقد كان نجيب محفوظ يخرج كل صباح إلى مقهى شعبي في حي العجوزة بجانب فندق شهرزاد ويجلس مع الناس ويحادثهم ويناقشهم ويحاورهم ويقرأ الجريدة ويرتشف قهوته بين أبناء شعبه بينما نرى أدباء منا يبحثون عن إطارات يتأطرون بها ويبحثون عن ألقاب ويكتبون بعيداً عن مكنوناتهم ويستغلون مناصبهم ووظائفهم لتلميع أنفسهم أمام طلاب سيحملون الرسالة بعد تخرجهم فيحملون معها مقتاً ومرارة واستهجاناً.
انطر كيف يبرعون في سرد وعرض أنفسهم والبعد عن ما يسطرون بأقلامهم .
وانظر إلى دورهم في المجتمع وكأنهم يستثمرون الأدب لإعلاء حالتهم ورفع مكانتهم .
لقد كتب نجيب محفوظ فاستحق درجة الانسانية قبل الألقاب الجامعية وقبل الجوائز الذهبية
فحاز على حب الناس باسلوبه الممتع وحديثه العذب وقصصه العظيمة
ولم ينل لقباً منا نحن العرب قبل نوبل واستكثرنا عليه لقب العملاق بعد موته واشتغلنا بتكفيره والتقليل من مكانته مع يقيننا التام أن هذا لن يقلل من شأنه ولن يرفع شأن أي منا كان من كان .
إن أثمن نصيحة يمكن أن يقدمها الانسان لنفسه والاشتغال بقصوره وعجزه والاعتراف بدوره في ما نحن عليه الآن من مستوى هابط للغة العربية ونحن الذين نمسك بالزمام ونجلس هلى بوابات السدود والأنهار!
وكل ما قدمنا وأنتجنا وألفنا وكتبنا لأنفسنا لم يسهم في لغتنا ولم يعمل على امتدادها ووما عادت برداً على الأكباد .
أتمنى لك الصحة والعافية استاذي ومعلمي أبو سامي
والله ولي التوفيق .
يعطيكم الف عافيه ونعم العطاء
اقتراحي الى بقجه ان تقام زاويه للكتب فيها يقترح كتاب للنقاش . او يوصي احد القراء على كتاب قراه . ويشرح عن الكتاب ويعلق من يريد على ذلك وبذلك نشجع مطالعة الكتب .
الردة : هي الكفر بعد الإسلام .
بماذا تكون الردة ؟ تنقسم الأمور التي تحصل بها الردة إلى أربعة أقسام :
أ- ردة بالاعتقاد ، كالشرك بالله أو جحده أو نفي صفةٍ ثابتة من صفاته أو إثبات الولد لله فمن اعتقد ذلك فهو مرتد كافر .
ب-ردة بالأقوال ، كسب الله تعالى أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم .
ج- ردة بالأفعال ، كإلقاء المصحف في محلٍ قذر ؛ لأن فعل ذلك استخفاف بكلام الله تعالى ، فهو أمارة عدم التصديق ، وكذلك السجود لصنم أو للشمس أو للقمر .
د- الردة بالترك ، كترك جميع شعائر الدين ، والأعراض الكلي عن العمل به .
ما هو حكم المرتد ؟
قال تعالى:( ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ( 54 ) )المائدة). قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن وقتادة : هم أبو بكر وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردة الزكاة وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قبض ارتد عامة العرب إلا أهل مكة والمدينة والبحرين من عبد القيس ، ومنع بعضهم الزكاة ، وهم أبو بكر رضي الله عنه بقتالهم فكره ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال عمر رضي الله عنه : كيف نقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه ، وحسابه على الله عز وجل؟ ” فقال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني [ عناقا ] كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها ” .تفسير البغوي .
و قوله تعالى): ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 217 ) ( البقرة.فهذه الآية تخبرنا بحكمين احدهما دنيوي وهو حبوط العمل لاجل الردة،و آخر اخروي وهو الخلود في النار .
وقوله تعالى:( قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقتلونهم أو يسلمون….) (16 )سوره الفتح. الايه نزلت في أهل الردة من بنى حنيفة . رواه البخارى حديث رقم2854 ،في كتاب الحدود.
قال ابن كثير:” أن هذه الايه نزلت في أهل الردة من بنى حنيفة وقد بين الله تعالى أنهم ليس لهم عقد ذمه وإنما لهم الدخول في الإسلام أو القتل”. وهذا حكمه الدنيوي ، ومما يسند هذا الراي في كون الحكم هو للمرتد وليس لاهل الكتاب ،هو الامر بتخييرهم بين ثلاث اما الاسلام ،واما الجزية ،واما السيف. و اما هذه الآية ففيها تخيير بين امرين لا ثالث لهما .ومما يعضض هذا الراي من جهة العقل ان هذه الآية بخبر مستقبلي ان القوم سيواجهون قوما اولى بأس شديد يدعونهم الى الاسلام او يعملون السيف فيهم ، وقد وقعت تلك البشرى وقتل اهل الردة بعد رفضهم العودة الى الدين ،وهذا دليل معتمد في تطبيق احكام الردة على المرتد من قبل الصحابة رضوان الله عليهم .لذا فان سبب النزول و القرائن التي احتفت بها الآية تقضي بذلك .
تنبيه:ان الاحكام التي في الآيات لا تعارض بينها ،بل هي تتكامل ؛فلا تعارض بين احكام الدنيا واحكام الآخرة ،ولا في احكام الآخرة نفسها او احكام الدنيا نفسها ،فالمرتد آثر السيف على الاسلام ،وبناء عليه فانه لم يتب فاستحق ان تجمع له عقوبة حبوط العمل وضرب العنق في الدنيا والاستبدال بمن هو خير منه،والخلود في النار في الآخرة.
وإذا ارتد مسلمٌ ، وكان مستوفياً لشروط الردة – بحيث كان عاقلاً بالغاً مختاراً – ، وبعد ان يستتاب مهلة يقدرها الحاكم او القاضي حتى يثوب الى رشده والا أُهدر دمه ، ويقتله الإمام – حاكم المسلمين – أو نائبه – كالقاضي – وليس لاحد غيرهم ان يقيم الحد على احد كائنا من كان ،ولا يُغسَّل ولا يُصلى عليه ولا يُدفن مع المسلمين .
ودليل قتل المرتد في السنة المطهرة:هو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” من بدل دينه فاقتلوه ” رواه البخاري (2794) . والمقصود بدينه أي الإسلام .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ” رواه البخاري 6878 ومسلم 1676
حكم الردة في المذاهب الأربعة
مذهب الأحناف: يقول القاشاني في بدائع الصنائع: « مِنْهَا – أي من أحكام المرتد- إبَاحَةُ دَمِهِ إذَا كَانَ رَجُلًا، حُرًّا كَانَ أَوْ عَبْدًا ؛ لِسُقُوطِ عِصْمَتِهِ بِالرِّدَّةِ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ . وَكَذَا الْعَرَبُ لَمَّا ارْتَدَّتْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْمَعَتْ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَلَى قَتْلِهِمْ »- بدائع الصنائع 15 / 421 .
مذهب المالكية: قال ابن عبد البر في الكافي في فقه أهل المدينة: «حكم المرتد ظاهرا، وحكم من أسر الكفر، أو جحد فرضا مجتمعا عليه، أو أبى من أدائه أو سحر، وكل من أعلن الانتقال عن الإسلام إلى غيره من سائر الأديان كلها طوعًا من غير إكراه، وجب قتله بضرب عنقه. –
الكافي 2 / 210.
مذهب الشافعية: قال الإمام النووي في المجموع شرح المهذب: «إذا ارتد الرجل وجب قتله، سواء كان حرا أو عبدا، لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصان، أو قتل نفسا بغير نفس)، ثم قال: وقد انعقد الاجماع على قتل المرتد، وان ارتدت امرأة حرة أو أمة وجب قتلها، وبه قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه والحسن والزهرى والأوزاعي، والليث ومالك وأحمد وإسحاق المجموع شرح المهذب 19 /228 .
مذهب الحنابلة:قال ابن قدامة في المغني: «وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى وُجُوبِ قَتْلِ الْمُرْتَدِّ. وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَخَالِدٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَلَمْ يُنْكَرْ ذَلِكَ، فَكَانَ إجْمَاعًا ».
المغني مع الشرح الكبير 9 / 16 .
ارجو النشر ردا على مكابرة من لاحظ له من علم او فهم اوخلق الذي لم يلتفت الى كون المترد قد خرج من الملة ،بل الذي آلمه ان يقتل ،وذلك بعد سلوك مسارات اقناع بالحجة والبراهن وان لم يقتنع عرض على السيف فيفضل السيف على دين العدل .واقول له اتحب ان يكون دينك العوبة يدخله الناس متى شاءوا او يخرجوا منه متى شاءوا دون مؤاخذة ؟ .اليس هذا حض لبعض الناس ممن لا يعملون عقولهم من العامة التي يغلب عليها العجلة للخروج من هذا الدين افواجا؟.
أيها ألأخوة:
ثمة عنف هامز حتى في حوار سابق، فلا أدري لمن يوجه كلامه، وكيف يتأكد من ادعاءاته عن هذا الذي يحمل الشهادة أو تلك؟!!
فإن كان يقصدني فقد طاش سهمه، فهو لا يعرفني أصلاً، ولا أعرفه، ولا يعرف عن نشاطي السياسي والاجتماعي على مر عقود، وليس له إلا أن يقرأ صفحات سيرتي التي عانت، سياسية، وتربوية، وأدبية:
http://faruqmawasi.com/aqwas2.htm
هل قرأ قصائدي الاجتماعية الكثيرة ورآني على المنابر؟
هل قرأ كتابي “حديث ذو شجون” ومقالاتي الاجتأدبية؟
هل قرأ مساهماتي في الاتحاد أيام كنت أنشر فيها؟
هل عرف أنني أدفع ثمن مواقفي وما زلت؟!
أطمئنك أنني أخدم طلابي وقد نيفت على السبعين، وأخدم ناشئة الأدب، وثمة عشرات منهم يعترفون بمدى خدمتي، وتستطيع أن تدخل موقعي لترى عناوين المقدمات التي كتبتها للأدباء الشباب:
http://faruqmawasi.com/bibliography.htm
علمت منذ سنة 1961 وما زلت، ولا عهد لي إلا بالتقدير والمحبة والعرفان، فهل سمع أحدكم من يقلب كفيه على ما درس عندي؟! ليتني أعرف!
أقول ذلك وأنا آمل ألا تكون أنت قد غمزت ولمزت، وجرت علي بما لا أستحق.
أما عن مداعبتي لأخي وصديقي د. أبي سامي فهو يعرف أن لي تحفظات من المغالاة في نجيب محفوظ وإميل حبيبي وغيرهما ممن تطبل لهم السلطات عندنا وتزمر. وأبو سامي لا يخاف في قولة الحق لومة لائم، وهو حذر عادة من الأحكام، فكانت هذه المداعبة جزءًا من درب نسير فيه وإياه.
لقد كتبت عددًا من المقالات عن محفوظ- يجد المتتبع عناوينها في بيبليوغرافيا فاروق أعلاه، وقد هاجمته لسلوكه السياسي مرتين ـ فكما تعرف أنه كان يمالئ إسرائيل، وثمة من ذهب إلى أن نوبل كانت مكافأة إسرائيلية على أدبه، فعشرات المقالات تشير إلى ذلك.
وعلى ذكر تواضع محفوظ فإليكم هذه القصة التي حدثت معي أنا والبروفيسور محمود غنايم: توجهنا إلى نجيب في مقهاه، وكان أبو الطيب يحمل أطروحته التي جعلها عن نجيب، فعبر أبو الطيب عن بالغ تقديره له، وعن محبته له، وها هو الكتاب عنه تعبير عن الوفاء له. لم يقبل محفوظ إهداء الكتاب له، وقال: أروح فيها فين؟!!!! أرسلها بالبريد!
فأي تواضع هذا؟ ألا يستطيع إبقاء الكتاب في المقهى الذي يرتاده يوميًا؟
ألا يستطيع أن يتناوله على مرأى منا؟
قلت لأبي الطيب: لا ترسل النسخة بالبريد، وانسَ!
بالطبع لا أنكر أنه “بسيط” مع كل ذلك ، وقد تسنى لي أن أجالسه، لكنه كان يهمه أن أقول لسوميخ كذا وأقول لذاك الباحث كذا!
محفوظ أيها الإخوة شخص إشكالي، له أعمال أدبية رفيعة المستوى، وله نصوص عادية، وبموازنة بسيطة مع ما ينشر اليوم من أعمال حديثة غربية أو عربية، وبموازنة مع الأدباء الروس والألمان والفرنسيين الذين سبقوه ….يستنتج الباحث الجدي والمسؤول ما يستنتج.
نحن أيها الأخوة في حاجة إلى البعد عن العنف واللمز، وما أحرانا أن نحترم أنفسنا! ولنجادل بالتي هي أحسن!
قرأت تحليل الدكتور فاروق عن زقاق المدق، وقد تعلمنا هذه المادة في كتابه الجنى، كما قرأت تحليله عن بداية ونهاية واستخدمت مقالة له في أدب محفوظ نشرها في مجلة 48 وهذه المواد إستفدت منها في بحثي الذي قدمته العام الماضي بدل البجروت.
شكرا للدكتور المحترم، وشكرا للدكتور محمود على مقالته التي يظهر فيها حبه للكاتب. بارك الله فيكم!
لا أظن أن الأخ يوسف يقصد البروفيسور مواسي، ولا يمكن ان يهاجمه، وهو المعروف والمتواضع والخدوم. وإنما هو يريد الدفاع عن صديقه الدكتور محمود. الشعب يريد نقاشا محترما بين كتاب الموقع الممتاز بقجة.
حياكم الله جميعا وجمل ايامكم بمكارم الاخلاق والعطاء الخالد الكريم.
اننا زوار بقجة نؤكد حبنا وتقديرنا للجميع ..وخاصة للكتاب والادباء..
تحية تقدير واعتزاز لجميع الاساتذه اعلاه…تحية اخوية لكل المعقبين..
نحن نؤمن بالكلمة الطيبة وروابطنا مبنية على الود الجميل..هدفنا نيل المعرفة
ورفع شان اللغة العربية..تنمية الثقافة وتشجيعها للتطور والازدهار..
الاستاذ فاروق علم براسه نار… سجل سطور ذهبية بتراثنا العربي
الاستاذ يوسف علم في العطاء ..يسجل سطور ذهبية بتراثنا العربي
جدير بنا ان نسلك دروب المكارم والايجابية ..نحترم ونقدر من هم اهل لذالك.
جدير بنا ان نسير بدروب الخير والعطاء الخالد نحو الحياة العريضة..
جدير بنا ان نحترم لغة الحوار البناء..نقدر الراي والراي الاخر..
جدير بنا ان نتالق بالعطاء لنخلق مجتمع فاضل.متطور وراقي..
جدير بنا ان نعيش العمر بتفاؤل..بتواضع..نعمل وباستمرار لحياة كريمة
جدير بنا ان ننشد النقاش الهاديء باسلوب اخوي وبناء..
مرّةً ثانية تستشهد بآيات وتدّعي أنّها تدل على ألامر بقتل الناس دون أن تعي خُطورة مثل هذا
الموقف على ألإسلام نفسه .,
بانسبة لموضوع بني حنيفة فإنّ القضية سياسية قبل كل شيء وتتعلق بتمرد عسكري على
السلطة المركزية ومن هنا جاء طلب الحر ب لها ولم يتعلق الموضوع بقلوب الناس
او ايمانهم أو عدمه .,
لايوجد بالنسبة لموضوع قناعة الناس أو عدم قناعتهم باتلفكر الديني أي نص يطلب قتلهم
أو حتى عِقابهم وإدعاء غير ذلك هو جهالة وتعصُب أعمى وضيق أفق من شانه الإساءة
للإسلام نفيه قبل غيره لأنّه يُصَوّره كدين إكراه وعنت وليس دين عقل وتفكير ..
وهذا نجده فقط اليوم حيث الفوضى ولا سائل ولا مسؤول وحيث الخلافات مستشرية بين
الإسلاموين أنفسهم ,,
بينما في زمن الدولة الإسلامية لم يكونوا ينظرون إلى قلوب الناس ولا يحاسبونهم على
آرائهم .,
فهذا أبو العلاء المعرّي الفيلسوف المشهور والشاعر المبدع والمفكر الفذ يقول آراءه
ويكتبها بكل صراحة ووضوح ولم يتعرّض لأي ضرر ،
ولنسمعه يقول :
هفتِ الحنيفةُ والنصارى ما إهتدت ويهود حارتْ والمجوسُ مُضَللة
إثنان أهلُ ألأرضِ ذو عقلٍ بلا دينٍ وآخر دَيِّنٌ لا عقلَ له
ثمّ يقول :
أفيقوا !أفيقوا يا غُفاةُ فإنّما دِيانتكم مكرٌ من القُدماء
ولا يزال هذا المفكر العظيم والفيلسوف القدير يبجل ويحترم ويقدّر في كل أنحاء العالم العربي
والإسلامي بل في العالم أجمع *
ومتله الكثير الكثير ., فكفاكم تعصُبا أعمى وجهلاً وتكفيراً ,. انتم بفكركم التكفيري هذا
تُمَزِّقون المجتمع الواحد وتضرون بصالح ألأمة **
إنّ التفسير الّذي اوردتُهُ في تعليقي ألأوّل بالنسبة لمفهوم المرتد هو راي احد أكبر عُلماء
المسلمين المعاصرين وهو العلاّمة محمد الغزالي وهو عالِم مصلاي معروف ..
وكانت قد أثيرت هذه القضيّة في حينه وثبت أن لا إجماع بها بين الإسلامين أنفسهم وذلك
لعدم وجود نص يعطي جواباً واضحاً ومحدداً ممّا حدا بالعلامة المصري والأزهري
بإصدار فتواه الّتي ذكرتُها في تعليقي ألأول , *
الحمد لله حمد الشاكرين ولا عدوان على المعتدين . وبعد، فانني اترفع عن الرد على هذه التهم المولدة التي يستخدمها في الغالب اعداء الملة في ردهم الباهت على اهل العلم . ولكن ما يهمني ليس نفسي فهي عندي ليست باعز من ديني ،واقول تصحيحا لبعض الاخطاء التي وقعت فيها ،والتي خلطت فيها بين امور لا تغيب عن متخصص ،وانا اعذرك فانت ملتقط و حاطب ليل وقد صدق عليك قول الشاعر: لقد اثر الزور فيه وانطلى البهتان عليه يا له من ببغاء عقله في اذنيه.
فهاك علما لا شبهة فيه على منهاج البحث العلمي ،وليس كلاما مرسلا ؛فقد قال العلماء:(من بركة العلم عزو كل قول إلى قائله ، لأن في ذلك ترفّعاً عن التزوير).
كان المرتدون فريقين، أولهما قد سار وراء من أعلنوا نبوتهم أمثال مسيلمة وطليحة والأسود، وآمنوا بما يقولونه، وثانيهما بقي على إيمانه بأركان الدين الإسلامي بأن آمن بالله وشهد بنبوة محمد وأقام الصلاة، إلا أنه قد رفض تأدية فريضة الزكاة وعدّها ضريبة يدفعها مكرهاً، وقد أرسل هذا الفريق الثاني وفداً إلى المدينة لمفاوضة خليفة الرسول محمد بن عبد الله، وقد نزل على وجهاء الناس في المدينة، عدا العباس بن عبد المطلب، وقد وافق عدد من كبار المسلمين على قبول ما جاءت به رسل الفريق الثاني، وناقشوا في ذلك الأمر أبا بكر، ومنهم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة، وغيرهم، إلا أن أبا بكر قد رفض منهم ذلك، وقال قولته المشهورة “والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لجاهدتهم عليه”.
وقال عمر لأبي بكر ما: كيف تقاتلهم وقد قال رسول الله : أَمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه، وحسابه على الله. فقال أبو بكر : والله لأقاتلنّ من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً (الأنثى الصغيرة من الماعز) لقاتلتهم على منعهم.
وهكذا رأى أبو بكر أن الاسلام كل لا يتجزأ وليس هنالك من فرق بين فريضة وأخرى، والزكاة وإن كانت من النظام الاقتصادي، إلا أنها ركن من أركان الاسلام، وعبادة بحد ذاتها، ولا يمكن تطبيق جزء من الإِسلام وإهمال آخر. ورأى الصحابة أن الأخذ باللين أفضل إذ زلزلت الأرض بالردة والنفاق.وقال عمر : يا خليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم، فأجابه أبو بكر : رجوت نصرتك وجئتني بخذلانك؟ أجبار في الجاهلية وخوار في الإِسلام؟ إنه قد انقطع الوحي، وتمَ الدين، أوَ ينقص وأنا حي؟ أليس قد قال رسول الله إلا بحقها، ومن حقها الصلاة وإيتاء الزكاة، والله لو خذلني الناس كلهم لجاهدتهم بنفسي.
وردّ أبو بكر وفد المنافقين الذين امتنعوا عن دفع الزكاة، مسفهاً رأيهم، مستمسكاً بالحق في إجبارهم على الخضوع الصحيح للدين فعاد رجال الوفد إلى قبائلهم وأخبروهم بقلة عدد المسلمين – وكان جيش أسامة قد انطلق – وأطمعوهم بغزو المدينة.
المصادر: (الامام النووي شرح النووي على صحيح مسلم : 1 / 91 ،الإمام أبو سليمان الخطابي معالم السنن 2/ 3-11و 2/201،الإمام ابن قدامة المغني 4/9،الامام ابن مفلح المبدع 2 / 402،الإمام البهوتي كشاف القناع 2/258،الامام الحرمين الجويني ذكر كلاما عن الامام الشافعي نهاية المطلب في دراية المذهب 17/136،شيخ الإسلام ابن تيمية منهاج السنة النبوية 4 / 500 و6 /327،الامام وابن حجر العسقلاني فتح الباري 12/277 ،الامام الجصاص أحكام القرآن للجصاص ج2/ص193 وج4/ص271،الامام الطبري تاريخ الطبري 2 /304،الإمام الشاطبي الإعتصام 2 /356). فاين معسكراتك ؟واين متمردوك والخلافات السياسية ؟.
واما الحكم على ابي العلاء المعري فلنحكم عليه من خلال ما قيل فيه ومن خلال “اعماله الادبية ” :
كان المعري من المشككين في معتقداته، وندد بالخرافات في الأديان. وبالتالي فقد وصف بأنه مفكر متشائم. وقد يكون أفضل وصف له هو كونه يؤمن بالربوبية ،اي انه يؤمن بوجود قوة تدبر الكون ليس الا ، وما كان يؤمن بالالوهية اي بالعبادة والتشريعات ولا النبوات ولا الغيب وحتى ان الربوبية لم تكن كاملة، بل آمن باثرها وهذا يعني ان كفار قريش كانوا اكمل منه في الربوبية ـــ . حيث كان يؤمن بأن الدين ”خرافة ابتدعها القدماء“ لا قيمة لها إلا لأولئك الذين يستغلون السذج من الجماهير. وخلال حياة المعري ظهر الكثير من الخلفاء في مصر وبغداد وحلب الذين كانوا يستغلون الدين كأداة لتبرير وتدعيم سلطتهم. وقد رفض المعري إدعاءات الإسلام وغيره من الأديان الأخرى مصرحاً:
«أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتكم مكرٌ من القدماء
فلا تحسب مقال الرسل حقاً ـــ يكذب الرسل ـــ ولكن قول زور سطّروه
وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ فجاءوا بالمحال فكدروه
دين وكفر وأنباء تقص وفرقان وتوراة وإنجيل
في كل جيل أباطيل، يدان بها فهل تفرد يوماً بالهدى جيل»
وانتقد المعري العديد من عقائد الإسلام، مثل الحج، الذي وصفه بأنه ”رحلة الوثني“.كما أعرب عن اعتقاده بأن طقوس تقبيل الحجر الأسود في مكة المكرمة من هراء الأديان الخرافية التي لم تنتج سوى التعصب الأعمى والتعصب الطائفي وإراقة الدماء لإجبار الناس على معتقداتهم بحد السيف.
و هذه إحدى قصائده المعبرّة عن وجهة نظره ـــ وناقل الكفر ليس بكافرـــ:
«: هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت…. ويهود حارت والمجوس مضلله
اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا…. دين وآخر ديّن لا عقل له».
لقد حكم هذا القزم على الحنيفية (الاسلام ) ساقطة و ذات هفوات ، وهذا طعن في الدين يكفر صاحبه لصراحته ، ثم انه لازم بين الدين وذهاب العقل ولامرية في كفر من يزعم ذلك .
كما أن المعري رفض مزاعم “الوحي الإلهي”. عقيدته كانت عقيدة الفيلسوف والزاهد، الذي يتخذ العقل دليلاً أخلاقياً له، والفضيلة هي مكافأته الوحيدة.
اقوال اهل العلم في المعري : قال الامام الذهبي : (صاحب التصانيف السائرة والمتهم في نحلته) سير اعلام النبلاء ج 18/ 23. وقال: (ومن أردئ تواليفه ((رسالة الغفران)) في مجلد، قد احتوت على مزدكة وفراغ، ورسالة الملائكة ورسالة الطير على ذلك الأنموذج).
وقال: (واجتاز باللاذقية، فنزل ديراً به راهب متفلسف، فدخل كلامه في مسامع أبي العلاء، وحصلت له شكوك لم يكن له نور يدفعها، فحصل له نوع انحلال دلَّ عليه ما ينظمه ويلهج به. ويقال: إنه تاب من ذلك وارعوى) حاشية قال محقق السير : الخبر بنحوه في إنباه الرواة 1/49.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والقسم الثالث القدرية الإبليسية الذين صدقوا بأن الله صدر عنه الأمران لكن عندهم هذا تناقض و هم خصماء الله كما جاء فى الحديث و هؤلاء كثير فى أهل الأقوال و الأفعال من سفهاء الشعراء و نحوهم من الزنادقة كقول إبى العلاء المعري:
أنهيت عن قتل النفوس تعمدا و زعمت أن لها معادا آتيا وما كان أغناها عن الحالين) مجموع الفتاوى ج 8 /ص: 260.
وقال الامام ابن الجوزي : (وكم من زنديق في قلبه حقد على الإسلام خرج فبالغ واجتهد فزخرف دعاوي يلقي بها من يصحبه وكان غور مقصده في الإعتقاد الإنسلال من ربقة الدين وفي العمل نيل الملذات واستباحة المحظورات فمنهم بابك الخرمي حصل له مقصوده من اللذات ولكن بعد أن قتل الناس وبالغ في الأذى ثم القرامطة وصاحب الزنج الذي خرج فاستغوى المماليك السودان ووعدهم الملك فنهب وفتك وقتل وبالغ وكانت عواقبهم في الدنيا أقبح العواقب فما وفي ما نالوا بما نيل منهم ومنهم من لم يبرح على تعثيره ففاتته الدنيا والآخرة مثل ابن الراوندي والمعري أنبأنا محمد بن أبي طاهر عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي عن أبيه قال كان ابن الراوندي ملازم الرافضة وأهل الإلحاد فإذا عوتب قال إنما أريد أن أعرف مذاهبهم ثم كاشف وناظر قال المصنف من تأمل حال ابن الراوندي وجده من كبار الملحدة وصنف كتابا سماه الدامغ زعم أنه يدمغ به هذه الشريعة فسبحان من دمغه فأخذه وهو في شرخ الشباب وكان يعترض على القرآن ويدعي عليه التناقض وعدم الفصاحة وهو يعلم أن فصحاء العرب تحيرت عند سماعه فكيف بالألكن وأما أبو العلاء المعري فأشعاره ظاهرة الإلحاد وكان يبالغ في عداوة الأنبياء ولم يزل متخبطا في تعثيره خائفا من القتل إلى أن مات بخسرانه وما خلا زمان من خلف للفريقين إلا أن جمرة المنبسطين قد خبت بحمد الله فليس إلا باطني مستتر ومتفلسف متكاتم هو أعثر الناس وأخسأهم قدرا وأردأهم عيشا وقد شرحنا أحوال جماعة من الفريقين في التاريخ فلم نر التطويل بذلك والله الموفق) تلبيس إبليس ج /1 ص 135-136
ورد خبر توبته الأستاذ محمود شاكر في كتابه أباطيل وأسمار في نقد هذا الخبر وإبطاله ص 32-80).
كل ما تاتي به أيّها المدعي بالعلم بالكتاب ما هو إلاّ إجترار لأقوال معروفة والغريب أنّكَ
تتهم الغير بما هو بكَ فما زدتَ عن ان إستعرضتَ اقوالاً معروفة لغيرك من السلفيين
الّذين ياخذون ألأشياء كما هي وكما أورِثوها بدون إعمال للعقل وهم ( وأنتَ بالطبع منهم )
يدخلون في القسم الّذي وصفه أبو العلاء المعري في عجز البيت المشهور وليس في
صدره ..
وآخر دَيِّنٌ لا عقل له … فمن إذن هو الببغاء أيّها الجاهل ..؟؟
وما رأيكَ في ما أفتاه العلامة المصري المعروف :محمد الغزالي ؟ لماذا لم تتطرّق لهذا
الامر …؟! ثُمّ ما رايكَ بمواقف ألإمام محمد عبدة وهو شيخ أزهري ؟ ألم يُكَفره بعض
مشايخ ألأزهر من السلفيين أمثالك لانه طالب بإصلاحات دينية وكان هو على حق
وكذلك جمال الدين الأفغاني وهو عالم دين معروف لكنه مصلح أيضاً كالإمام محمد عبدة
وكِلاهما أعملا العقل وليس النقل كالببغاوات فصلحوا وأصلحوا وقد إستفادت مجتمعاتهم
كثيراً من إصلاحاتهم ..
أما ما أتيتُ به أنا من مواقف واقوال المعري وهو لإثبات أمر مهم وفي صُلب القضيّة
المُثارة وهوحرية التعبير وانها كانت موجودة في الدولة ألإسلامية ولم يكن يحاسب ايّ
شخص على إقتناعه أو عدم إقتناعه بالفكر الديني ما دام لا يُعارض السلطان سِياسياً
وأخيراً فإنّ من حاولتَ التصغير من شأنهم فإنّ التاريخ خلّدهم وسيبقون على مر العصور
أعلام فِكر ودثعاة تنوير وستبقى أنتَ وآلاف من الببغاوات والنقليين والسلفيين مغمورين
لا ذِكر َ لكم ولا قيمة .
(وكم رجلٍ يُعَدُ باف رجُلٍ × وكم ألفٍ تمرُّ بلا عِدادِ
ذكَرَ مَن (عنده علم بالكتاب ) في ردوده على المعلقين أن ّ المعري عاش خائفا إلى أن مات
وهذا طبعا غير صحيح على ألإطلاق فبيت المعري كان محجّةً لِطُلاّب العلم والأدب والشعر
فكان بيته يعِجُّ بِطّلاب العلم من كل أرجاء الدولة وأصقاعها المختلفة قريبها وبعيدها
ولم نسمع أنّه تعرضَ مرّة ً واحدة إلى مُساءلة فلماذا تهرف بما لا تعرف أيّها الشيخ
المُخَرِّف .,, !
عن الداعية الكبير محمد الغزالي فانه صاحب تضحيات عظيمة ، فقد كان سدا منيعا امام الهجمة الشرسة على الاسلام من قبل الاشتراكيين و الشيوعيين والملاحدة،وهذا يسجل في رصيدة فجزاه الله
خيرا وغفر له .ولكن هذا كله لا ينسينا كونه بشرا لا عصمة لقوله او فعله الا ما وافق الشرع ،واذكر ما عابه اهل العلم على الشيخ محمد الغزالي ـــ رحمه الله ـــ ،وهي خاتمة كتاب حوار هادئ مع الغزالي للدكتور سلمان العودة،وهي الآتي :
1-مدى صلته بعقيدة الأشاعرة سلباً وإيجاباً, ومعنى ما يقوله من اتباعه لعقيدة السلف.
2-مدى صلته بالمدرسة العقلية, ومدى توافق منهجه وآرائه معها.
3-مدى الاتفاق والاختلاف بين منهجه النظري والتطبيقي.
4-موقفه ممن يخالفهم سواء كانوا من سلف الأمة أو علمائها, أو شباب الصحوة.
5-أنه يتكئ على أقوال أهل العلم إذا ظن أنها تظاهر قولاً يميل إليه, ويطعن بها في نحور مخالفيه, لكنه يتخلى عن هذه الأقوال ويضرب بها جانباً بل ويشنع على أصحابها إذا خالفت رأيه.
6-مخالفته للإجماع, وشذوذ في عدد من المسائل الفقهية.
7-الاستجابة للضغوط العلمية والحضارية المعاصرة, ومحاولة تطويع بعض الأحكام الشرعية لها.
8-اختلاف منهجه في أحاديث الآحاد, حيث يقبلها أحياناً, ويرفضها أحياناً أخرى دون اطراد.
9-يغلب على حديثه الأسلوب العاطفي الخطابي المجرد أكثر من الأسلوب العلمي.
10-تناقض آرائه وأطروحاته الفكرية بحيث لا يمكن سبك آرائه في منظومة فكرية واحدة .
ولا يفوتني ان اذكر بان الشيخ ــ رحمه الله ــ قد توفي في درس علم؛ فلعلها خاتمة خير، ودفن في البقيع الذي دعا النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ لمن دفن فيه بالمغفرة والرحمة ، فنرجوا له من الله له ذلك ولا نقول فيه ما يرضي ربنا .
واختم بكلام رائع للاديب صاحب كتاب الفنون الذي مجلداته بالمئات،فقال أبو الوفاء بن عقيل ( 513هـ ) رحمه الله حيث قال: ( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك ، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة ) .
ثم قال رحمه الله : (عاش ابن الراوندي والمعري عليهم لعائن الله ينظمون وينثرون كفراً ، عاشوا سنين وعُظمت قبورهم واشترت تصانيفهم ، وهذا يدل على برودة الدين في القلب ) .ارجو من الموقع النشر للانصاف.
في البداية، بودّي أن أحيّي – من القلب – جميع المعقّبين على خاطرتي
عن نجيب محفوظ التي كتبتها عام 1988 في أعقاب حصوله على جائزة نوبل
في الآداب، ولكن يبدو أن بعض المعقّبين لم ينتبهوا لهذه الحقيقة!
طبعا، شكر خاص لمن تعامل مع نصّي بموضوعيّة وبرحابة صدر!
بخصوص الأخوة الكرام الذين شنّوا حملة شعواء على نجيب محفوظ وأفكاره (كما
انعكس بصورة ملحوظة في موقف “الذي عنده علم من الكتاب”) أقول:
لا حاجة لمثل هذه المواقف الرافضة والحادّة، ولنكن أكثر تسامحا في حوارنا مع
الآخرين، حتّى وإن تباينت مواقفنا وآراؤنا!
وهنا أسمح لنفسي باقتباس هذه العبارات التي كتبها الأديب الباحث الناشر محمد عدنان سالم (من سورية) في كتابه:
“الكتاب العربي وتحدّيات الثقافة على مشارف القرن الحادي والعشرين” – دار الفكر، دمشق، ط1، 1996 .
يقول محمد عدنان سالم:
“إنّ ثقافة الاتجاه الواحد مآلُها إلى الفناء، ولا تنقدح الحقيقة إلا باحتكاك الأفكار، ولا ينمو الإبداع إلا بتعدّد الآراء، ولا تتكوّن المناعة ولا تُحَصّن ثقافة الأجيال إلا بالاطّلاع على الرأي الآخر، وما تراهُ أنت من الشوائب قد يراه غيرُك كبد الحقيقة، ولا يصحّح أخطاء القراءة إلا مزيد من القراءة” – المصدر السابق، ص 53.
فالحلّ – عند محمد عدنان سالم – لمواجهة الأفكار والقيم االتي قد نختلف معها هو منح المتلّقي حريّة القراءة والاعتماد على وعيه وإدراكه! (طبعًا، أن أقدّر وأحتفي بهذا الطرح!)
وكلّنا أمل أن يتحقّق ما ورد في محكم الكتاب المبين:
“فأمّا الزبدُ فيذهبُ جفاء، وأمّا ما ينفعُ الناس فيمكثُ في الأرض” – سورة الرعد