الشيخ كمال خطيب يدعو لإنقاذ القدس والأقصى
تاريخ النشر: 12/12/11 | 6:38حذّر الشيخ كمال خطيب – نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – في تصريحات صحفية اليوم الاثنين 12/12/2011 من تداعيات وتبعات إغلاق الاحتلال رسمياً جسر باب المغاربة الخشبي واعتبر ذلك تمهيداً لما هو أخطر ، وتمهيداً لبناء جسر عسكري يحمل الآليات العسكرية الاحتلالية ، على حساب طريق باب المغاربة ، وحمّل الشيخ كمال خطيب حكومة نتنياهو نتائج وتبعات الاعتداء على المسجد المبارك ، ودعا الشيخ الخطيب الى استمرار وزيادة التحرك العربي والاسلامي لإنقاذ القدس والمسجد الأقصى.
وقال الشيخ كمال خطيب في حديث مع “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” حول مخاطر ما يسمى بـ اغلاق الجسر الخشبي المؤقت المؤدي الى باب المغاربة – أحد أبواب المسجد الاقصى – : ” ان هذا الاغلاق هو اشارة واضحة الى أنّ الاحتلال الاسرائيلي يريد أن يضع يده على كل معلم من معالم المسجد الأقصى المبارك ، وإثبات سيادته على قبلة المسلمين الأولى ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فهو التحكم بهذا الباب التاريخي وتنفيذ المشروع الخطير ببناء الجسر الذي وفق الخطط والخرائط لن يكون ممراً للبشر فحسب ، بل سيكون ممراً للآليات العسكرية الاحتلالية “.
وعن موقف الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني من هذه التطورات قال الشيخ كمال خطيب : ” الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني تعتبر وموقفها ان كل المسجد الاقصى المبارك ، كل ساحاته ، كل مساجده ، كل جدرانه ، كل أبوابه ، هي وقف اسلامي ، وجزء من المسجد الاقصى المبارك ، فالمساس به ، أي بالباب والطريق والجسر ، هو مساس بقدسية المسجد الاقصى المبارك ، وهو اعتداء صارخ من قبل المؤسسة الاسرائيلية ، لذلك نحن نرى ضرورة ان تكف هذه المؤسسة عن هذه الاعتداءات ، وعلى استمرار صبّ البنزين على النار ، وزيادة اشتعال المنطقة ، لأن المساس بالمسجد الاقصى المبارك ، هو المساس بعقيدتنا ، المساس بمشاعرنا ، المساس بمقدساتنا ، فهذه المؤسسة الاسرائيلية عليها ان تدرك ان القضية في غاية الخطورة ، وهي ليست مجرد خطوة تدور في أفكار احد السياسيين الاسرائيليين ، انما هي بالنسبة لنا مشروع احتلالي استيطاني ، تقف على تنفيذه الحكومة الاسرائيلية ، حتى وان كانت أداة التنفيذ هي جمعيات استيطانية ، او هي بلدية القدس الاحتلالية ، فالمسؤول بالنسبة لنا وفي أعيننا ومن يتحمّل تبعات ونتائج كل ما يحصل هي حكومة نتنياهو “.
وحول امكانية قيام الاحتلال بإدخال السياح الاجانب واليهود من باب آخر من ابواب المسجد الاقصى ، قال الشيخ خطيب ” حقيقة الاحتلال ما دام واضع يده ، وما دام يستعمل البطش ، وما دام يستعمل عنجهيته ، فهو ولا شك قادر على ان يفرض ظروف جديدة من اجل ان يتعامل معها ، بادخال السياح واليهود من باب آخر ، وبالتالي ليس المطلوب حلاًّ جزئياً ، عبر ان يكون هذا الباب أو ذاك ، المطلوب زوال الاحتلال ، وزوال تدنيسه للمسجد الاقصى بالكامل ، وان يكون المسجد الاقصى للمسلمين وحدهم ، وليس ان يكون لليهود اية ذرة تراب فيه ، فحلّ مشكلة الاقصى مطالبة بها الامة كلها ، وليس نحن كفلسطينيين ، وليس الحركة الاسلامية ، ومرة اخرى ليس الحل عبر ان يكون هذا الباب او ذاك ، انما الحل زوال الاحتلال ، وزوال هذا التدنيس للمسجد الاقصى المبارك “.
وعن التحركات والاجتماعات الاخيرة التي قامت بها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل مع دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس قال الشيخ الخطيب: ” نعم ، حقيقة اجتماعنا الذي كان في الشهر الماضي ، والصرخة التي أطلقناها ، لقيت آذاناً صاغية ، وكان هناك التحرك المبارك في مصر والاردن ، عبر مسيرات مليونية مناصرة للقدس والمسجد الاقصى ، وضد هدم طريق باب المغاربة ، لكننا ما زلنا نأمل بالمزيد ، بالمزيد شعبياً وبالمزيد رسمياً ، وضرورة أن تُحسن الشعوب المباركة ، التي قادت الثورات ، ان تحسن استثمار هذه النتائج ، ليس فقط عبر إحلال الديمقراطيات في الدول العربية ، وهذه تحتاج الى مسيرة ومدة من الزمن حتى يتمّ إنجاز كل هذا ، إنما هناك أمور حارقة ومباشرة لا بد من التعاطي معها والتفاعل معها ، ومنها قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك ، وهذا ما يجب ان تتحرك الشعوب من اجل ان توصل رسالة قوية جداً للمؤسسة الصهيونية بأن المساس بالمسجد الاقصى المبارك ، هو مساس بمعتقدات كل المسلمين ، في مصر وفي الاردن وفي المغرب وفي الجزائر وفي العراق وفي سوريا وفي السعودية وفي كل مكان”.
وكان الاحتلال الاسرائيلي أغلق اليوم رسمياً “جسر باب المغاربة” المؤدي للمسجد الأقصى عبر باب المغاربة بزعم “مخاوف على السلامة العامة” وفقًا لما أعلنته متحدثٌة باسم شرطة الاحتلال في تصريحات صحفية الإثنين (12-12): جاء فيها “بناءً على أوامر من البلدية قاموا بإغلاق الجسر” مشيرة إلى ما يسمى بـ ” صندوق تراث حائط المبكى” المسؤول عن إدارة هذا الموقع – حسب ما ورد ” ، وأكد المتحدث باسم بلدية القدس الاحتلالية “ستيفن ميلر” إغلاق الجسر قائلاً: “قررت الشرطة وصندوق تراث حائط “المبكى” أمس إغلاق جسر باب المغاربة المؤقت عقب رسالة من البلدية أمهلت فيها الصندوق سبعة أيام لتقديم التماس ضد أمر مهندس البلدية بهدم الجسر”.
يذكر ان الجسر الخشبي أقيم في 2004 كإجراء مؤقت بعد انهيار في طريق باب المغاربة – بسبب الحفريات الاسرائيلية المتواصلة عند واسفل الطريق – الذي يستخدمه الاحتلال لادخال السياح الاجانب واليهود ، كما تستخدمه قوات االاحتلال لاقتحام المسجد .
وكان الاحتلال الاسرائيلي بدأ مطلع عام 2007 بهدم طريق باب المغاربة تمهيدا لبناء جسر عسكري دائم ، وإزاء ردود الفعل في العالم الإسلامي والفلسطينيين، تم تجميد الأعمال ، في حيت تواصل وضع الخطط من اجل بناء الجسر العسكري واقامة الكنس اليهودية وتهويد شامل لمنطقة البراق .
واستئنافاً لملف طريق باب المغاربة أعلن مجلس البلدية العبرية في القدس في تشرين الأول (أكتوبر)، أنه قدم إخطارًا بهدم جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى خلال شهر ، وقال المجلس في الرسالة المؤرخة في (23-10-2011) إن مهندس المدينة بالإضافة إلى خدمات الطوارئ وجدوا أن جسر المغاربة يشكل “خطرًا”.
محمود ابو عطا/”مؤسسة الاقصى”
اللهم انصرنا على القوم الضالمين بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه صلاة العبد الحائر المحتاج ربي نجنا من كل هم وغم وضيق وحرج