هل تخلت أميركا فعلاً عن هدفها إسقاط الرئيس بشار الأسد ؟
تاريخ النشر: 12/12/11 | 7:25واشنطن تخلّت عن هدفها ” اسقاط ” الرئيس بشار الأسد. هي باختصار خلاصة رسالة أميركية نُقلت، مباشرة أو عبر وسطاء، إلى الأطراف المعنية في المنطقة ومنها سوريا، حيث ابلغت السفارة الاميركية الجهات المعنية بهذا الموقف، على ما تفيد مصادر قريبة من دمشق ومعلومات متقاطعة من أكثر من عاصمة إقليمية، أوضحت لصحيفة الاخبار اللبنانية أن “الأميركيين يعملون على إعادة العلاقات مع الأسد، ولعل هذا ما يفسر عودة السفير الأميركي إلى دمشق الاسبوع الماضي”. وبالتالي، تضيف المعلومات نفسها، إن المنطقة على وشك الدخول في مرحلة جديدة من “تهدئة اللعب” على أكثر من مستوى بفعل “المأزق” الذي وضعت نفسها فيه الإدارة الأميركية، ومعها حلفاءها من دول الاعتدال العربي.
مصادر دبلوماسية عربية ترى أن عوامل متعددة تضافرت للوصول إلى هذه النتيجة، في مقدمها “صمود الرئيس الأسد ونظامه في وجه أعتى حملة تستهدفهما” مذ وصل الحكم في العام 2000. هناك أيضاً عجز ثلاثي أحبط المعسكر الأميركي التركي العربي: الأول، عجز عن تأليب ما يكفي من الشعب السوري “لإسقاط” النظام، رغم تجنيد الإعلام العربي لهذه الغاية ورغم كميات الأموال والسلاح التي وزعت في سوريا. والثاني، عجز عن اللجوء إلى الخيار العسكري بوجود إيران وروسيا، ثبتته تطورات الأسابيع الماضية وبينها المناورات العسكرية السورية وإسقاط “الشبح” الأميركية التجسسية في إيران. أما الثالث فهو العجز عن فرض العقوبات التي اتخذتها جامعة الدول العربية، والذي حسمته زيارة أمينها العام نبيل العربي الاسبوع الماضي إلى سوريا. “هذا من حيث المعطيات العملانية”، تضيف المصادر، “الأهم أن واشنطن اقتنعت بأن حلفاء دمشق في لبنان والعراق، البلدين الأساسيين لضمان فرض الحصار، هم الطرف المسيطر في هذين البلدين، وأنهم حلفاء استراتيجيون وليسوا تكتيكيين، لا يمكن تغيير مواقفهم لا بعصا ولا بجزرة، ما معناه أن لا صفقات على حساب دمشق ولا خناجر تطعنها في ظهرها”. وتختم بالقول إن “التحالف ضد سوريا وصل إلى ذروته. ماذا يمكن أن يفعلوا بعد؟ حتى الرهان على حرب أهلية بات يبدو خاسراً، ومعه الرهان على استمالة القواعد الاقتصادية الأساسية المؤيدة للأسد، والرهان على الضغط الإعلامي الذي لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية. ربما كان الخطأ في تصوير المرونة السورية حيال العرب على أنها ضعف، وهذا هو الثمن”.