وحشَةٌ على جسر المدينة
تاريخ النشر: 13/12/11 | 14:08كتب الشاعر هذه القصيدة إثرَ احتراق مبنى بلدية الطيبة، وظلت هكذا موشحةً بالسواد، تقف واجمة كآلهة يتيمة بصق في وجهها عُبّادها، وساروا لا يلوون على شئ، اللّهمَّ هذا الضجيج الناشز الذي يعلو حيناً ويخفت حتى ينخرس أحياناً طويلة. الكل يمضي وتبقى هذه المدينة الأُم شامخة أبداً!. ويهدي الشاعر قصيدته للذين شربوا من بئر الطيبة “أبو الغزلان”، فوقعوا في عشقها الأبدي.
ندامايَ
طالَ انتظاري
وما أقبلَتْ بوهيمية الليلِ البهيم
أتاني حديثٌ.. أتاني
يَمرُّ المصلونَ من فجرهم
بطائرها روحُه لم تنمْ
يسيرُ مع النملِ نحو العدمْ
ويصرُخُ فيهم… ألمْ.. ألمْ
ألمْ يأتكمْ منْ نبيٍّ
وفاتحةٌ من ندمْ
ألم تعقروها ألم تحرقوها.. ألمْ
فصلِّ عليها ونمْ
سئمنا السأمْ
فصلِّ إليها
وعِشْ في صممْ
وعلّمْ إذا النونُِ ناغتْ قلمْ
وعلمهمُ أن يقولوا نعمْ
إذا دارهم تنهدمْ
إذا بنتُ صعبٍ أفاقتْ ولمْ
تجدْ من يطلّ بأعلى شممْ
***
أتاني حديثٌ .. حديثٌ. نعمْ
أقول أتاني
فأشربُ نخبَ العصافيرِ في الفجرِ
وَشَت بالحديث
الى أُذنِ الشجْرةٍ العاليةْ
تسقسقُ تسمعُ ترتيل أُمي تُصلّي
وأشربُ نخبَ الصهيلِ الأخيرِ
الذي ما أتاني
أُطلُُّ بروحيََ للهاويةْ
وأعرفُ أنا سنسقطُ فيها
فأصحو…
ندامايَ ! أغفو إذا ما ثملتُ أطيرْ
أُحبكِ حتى انطفاء الدهورْ
***
تُنهنهُني الوحشةُ العاويةْ
تهدهدني ، فأُغني
على شجرةٍ عاريةْ
لطيبةَ أمّي التي ما رمت
مفاتيحَ داري
ندامايَ ! طال انتظاري
ولما تزلْ واقفةْ
ولمّا تزلْ جائعةْ
وما أرضعتني..
وتنزفُ منها الدماءُ
ولمّا تزلْ واقفةْ
وهاجرتُ هجرتيَ التائهة
ولمّا تزلْ خائفةْ
إذا الريحُ تلفعني في الشتاءِ
إذا الأنبياءُ استجابوا لدعوتها الوالهة
وقد أنزلتْ روحها سورة الفاتحةْ
على قبلةٍ مالحةْ
على أعينٍ ستطلُّ على شُرفة الآلهةْ
على أعينٍ كالحةْ
***
ندامايَ ! طال انتظاري
ولما تزلْ يابسةْ
وما أرضعتني..
تشبّثتُ في ذيلِ ثوبٍ لها
أُفتّشُ عن حلُمٍ ضاع خلفَ السرابْ
وعيني على جبلٍ شامخٍ كالإلهْ
ومنديلُ عشقٍ سيمسحُ دمعةَ حبًّ قضى
ولما تزلْ رابضةْ
ولمّا تزلْ عابسةْ
وتاهَ الإلهْ
***
تمرينَ في جسدي مُرَّةً ، مرّةً
فأينَ حلاوةُ ذاكَ الرُّضابْ
***
ندامايَ حينَ يَعزَّ الندامى
إذا قدَحُ الشعرِ جفّتْ دِماها
إذا طائرٌ واحدٌ لم يعُدْ في سماها
إذا نَسْرُها قد سلاها
تعالْوا إليها
وقوفاً، وضُموا شذاها
***
تمرينَ في جسدي مُرَّةً ، مرّةً
لأنكِ بعتِ رُضابَكِ للغرباءْ
وبعنا نسورَكِ، ثم بكينا عليها
وها هي تبكي علينا السماءْ
***
إذا أنتَ قاتلكَ الأقربونَ ، وأحزابُكَ المشتهاةُ
أضلّتْ وضلّتْ
وهانت على الكلِّ أحجارُها
ونامَ عنِ الدارِ أحرارُها
من اليأسِ تأكلُ أبناءها
ويرحلُ عن دوحةِ السرِّ كفّارها
وينأى عنِ الروحِ سُمارُها
تعجُّ المقاهي بأخبارها
تضجُّ الملاهي بأسرارها
وتقبعُ في الصمتِ خلف الضبابْ
تمرينَ في جسدي مُرَّةً ، مرّةً
فأينَ حلاوةُ ذاكَ الرُّضابْ
***
يَمرُّ المصلونَ من فجرهم
بطائرها روحه لم تنمْ
يسيرُ مع النملِ نحو العدمْ
ويصرُخُ فيهم… ألمْ.. ألمْ
ألمْ يأتكمْ منْ نبيٍّ
وفاتحةٌ من ندمْ
ألم تعقروها ألم تحرقوها.. ألمْ
فصلِّ عليها ونمْ
سئمنا السأمْ
فصلِّ إليها
وعِشْ في صممْ
وعلّمْ إذا النونُِ ناغتْ قلمْ
وعلمهمُ أن يقولوا نعمْ
إذا بيتهم ينهدمْ
إذا بنتُ صعبٍ أفاقتْ ولمْ
تجدْ من يطلّ بأعلى شممْ
***
على جسرها يلتقي الراحلون الندامى
على جسرها يندمون
على جسرها يلهثونْ
ويُسقَوْنَ من عينها الدانيةْ
على جسرها يلتقي التائبونَ وكفّارُها
أرتّلُ بعضاً من السورِ الموحشةْ
وأحملُ أزهاريَ الذاويةْ
وأجمعهم حول شجرةِ توتٍ
ونبكي ونضحكُ في ثانيةْ
تمرينَ في جسدي مُرَّةً ، مرّةً
***
يَمرُّ المصلونَ من فجرهم
بطائرها روحه لم تنمْ
يسيرُ مع النملِ نحو العدمْ
ويصرُخُ فيهم… ألمْ.. ألمْ
ألمْ يأتكمْ منْ نبيٍّ
وفاتحةٌ من ندمْ
ألم تعقروها ألم تحرقوها.. ألمْ
فصلِّ عليها ونمْ
سئمنا السأمْ
فصلِّ إليها
وعِشْ في صممْ
وعلّمْ إذا النونُِ ناغتْ قلمْ
***
أعيدوا إليها نشيدَ العذارى
يغازلنَ شمسَ الضحى الوالهةْ
أعيدوا إليها فتاها
فقد عاد مثواهُ تلكَ المتاهةْ
يئنُّ ويضحكُ من نفسهِ
ويبصقُكم، في بلاهة
***
أمرُّ أقولُ عسى أصلحوها
عسى مسحوا البؤسَ عن وجهها
ومروا أمام أراجيحها داعبوها
فترمقني نظرةٌ واجمةْ
“مُشحّرَةٌ” بالسوادِ كظلٍّ
وناحت مآذنُها الباكية
***
وأطرقُ أصغي لقرآننا
يُرتّلُ في مسجدٍ الزاويةْ
ويخطبُ فينا الإمام ويبكي لقتلى الشآمَ
يشرشِحُ كلّ الملوك
يفرفح من أنفهِ بالزعوطِ
تغيبين يا طيبتي عن بالهٍ
تظلين مزروعةً في باليهْ
***
أيا طيبةً أكلتْ ضرعها
أعيدي لطفلكِ بسمَتهُ الغائبة
ستبقينَ شُعلةَ نارٍ برأسِ الجبلْ
إلى أن يقومَ الأجلْ
ويبقى معلّمكِ الألمعيُّ
وينقلُ قصةَ جدٍ وجدةْ
يصدانِ زحفَ الجراد البعيدِ
تكونينَ مملكةً للعقولِ
تكونينَ ناراً برأسِ الجبلْ
ونَسرُكُ يبقى يحلّق في قمةٍ
إلى أن يقومَ الأجلْ
شاعرنا الدكتور سامي إدريس
حياك الله
يكتب الشاعر من واقعه ومن ألمه
كما يكتب من فرحه وسعادته
وسيبقى يحلق في القمة
وبرأس الجبل
إلى أن يحل الأجل.
الطيبة اليوم بحاجة ماسة إلى أن تعيد المجد القديم وفريق كرة القدم المشهور
وبحاجة إلى أن تعيد البسمة والأمل إلى كل طيب وطيبة في هذا البلد الطيب
وتستعيد المكانة والصدارة في وسطنا العربي .
قصيدة فيها من الابداع والوصف والبلاغة كما فيها من اللوحات والصور
فيها دروس وعبر !
تمنياتي لك بالصحة والعافية
والمزيد من هذه الدرر
والله ولي التوفيق
الطيبة كانت عروس المثلث بكل امور الحياة الايجابية..لقد كانت مصدر فخر واعتزاز
لكل ابناء الاقلية العرب في البلاد..
بهمة اخيار الطيبة وعلى راسهم شاعرنا العزيز الدكتور سامي سيرجع للطيبة عزها
ومجدها الاصيل..
تحية تقدير وتبريكات للدكتوراه..اتمنى لك دوام العطاء والنجاح..
سر بدروب العطاء الخالد..اقرض الشعر وخط المقالات الادبية..تمتع بالمجد
وعش الحياة العريضة..حلق مع النجوم الذهبية..وفقك الله ..قدما والى الامام..
الطيبه عزيزة على قلوبنا وكيف وانت فيها
احترم كل انسان حريص على بلده وكيف اذا كان انت
احييك استاذي الكريم على هذا الكرم والابداع الذي ان دل انما يدل على حبك لبلدك الطيبه زينة البلدان لانها كانت وما زالت رمز للثقافه
اسال الله ان تعود الصحوه لمن غفلوا عن حب بلدهم الطيبه ولك حضرة الكتور مني كل الشكر والتقدير
الدكتور الشاعر سامي إدريس
تُغني للوطن
تكتبُ للحياة
ويبكي قلمكَ على ألمٍ ألَمَ سابقاً بعُمقِ مشاعرك
عبيرُ كلماتكَ يفوحُ لأبعدِ الحدود
يُصافحُ أنامل الروح
وينسدلُ مع أبجديتكَ المميزة دائماً وأبداً
لكَ مني ألف تحية مرسومة بصدرِ السماء
أحبابي شكراً لكم ، لقد غمرتموني بحبكم وأريحيتكم. وما الطيبة إلا واحدة قد خلت من قبلها القرى والمدن في بلادنا التي طمست معالمها،أفإن احترقت ننقلب على أعقابنا!!
كنتُ وأنا في السبعينات أعلم في النقب أحن الى ابريق الشاي الذي تضعه امي على الموقد
واليوم يزداد حنيني ليصل الى مرافئ الغيم
ارجو أن تعودوا الى قولي:
ليلُ شتائِكِ صارَ مُملا
شمسُكِ لن تعطيني ظِلاّ
طيبةُ كوني عشقي الأحلى
طيبةُ يا مئذنتي الأعلى
خاوٍ عمري ملءَ جراركِ عسَلا
وقد كان الشاعر العراقي عبدالأمير الحصيري يقول:
فيضي دِنانَ الخمرِ فيضي
وأقول: فيضي دِنان الحبِ فيضي حرستكِ آلهةُ القصيدِ
وهذه قصيدتي القادمة إن شاء الله.