بعد الطلاق.. لن تكوني لغيري!
تاريخ النشر: 18/12/11 | 13:13“يشوه وجه مطلقته بماء النار”.. “يقتحم مستشفى عام ليطعن طليقته أمام ذهول المرضى”.. “يقتل ابنته ليحرق قلب زوجته بعدما أجبرته على طلاقها”.. كانت هذه عينة لبعض الحوادث التي نسمع عنها على خلفية الصراعات التي تنشب بين الزوجين بعد انفصالهما، مما يطرح عدة تساؤلات حول هذه الظاهرة المؤرقة.
فرغم أن الكثيرين يعتبرون الطلاق حلا سلميا للخلافات الأسرية التي تصل في مرحلة معينة إلى طريق مسدود، إلا أن واقع الأمر يشير إلى أنه بات فاتحة للمصائب والكوارث خصوصا إذا كان الزوج المطلق قد تم إجباره على هذا القرار لظروف قاهرة لإرادته مثل الفقر أو العجز الجنسي على سبيل المثال لا الحصر، ويزداد معدل الخطر بالطبع إذا ما أقدمت المرأة على تجربة زواج ثانية.
جنون الغيرة
فنجد بعض المطلقين يتربصون بزوجاتهم حتى بعد الطلاق بل ويترصدها في كل حركة وكأنها مازالت في عصمته من قبيل جنون الغيرة ، وقد يلجا لتهديدها ومحاربتها في كل مكان وأحيانا يلجأ إلي التشهير بها لتصبح مطلقة مع إيقاف التنفيذ .
وقد يصل الأمر إلى الشرطة في بعض الأحيان ، حيث ثبت تحرير بلاغات عديدة بسبب خلافات واعتداءات من المطلق في حق مطلقته , دون مراعاة لوجود أطفال وعشرة طويلة.. ومن هذه البلاغات ماتقدم به والد إحدي المطلقات ضد طليقها السابق لإيقافه عن محاولات التعدي عليها وتهديدها بالقتل في حال زواجها بآخر…
فبعد أن تحملت الزوجة هذا الزوج بعصبيته وكل سلبياته من أجل تربية أطفالها وفاض بها الكيل طلبت الطلاق، وفي ظل عصبية الزوج واندفاعه طلقها ثلاثا, وعندما أفاق علي فعلته ثار وهاج وماج ,وظل يهدد زوجته ويتوعدها ,فكان مصدر قلق بالنسبة لها حتى أصبحت تسير في الشارع تتلفت خلفها خوفا من أن يكون متربصا بها، وبعد أن كانت تظن أنها اشترت راحتها بالطلاق اكتشفت أنها اشترت مزيدا من القلق والخوف والتهديد المتواصل .
وتحكي إحدى المطلقات مأساتها مع طليقها الذي عاشت معه قصة حب رائعة, إلا أن غيرته الجنونية عليها وفرط حبه لها دمرها وجعلها حبيسة المنزل، حتى دبت الخلافات بينهما وعرفت طريقها للمأذون حيث طلقها ثلاث مرات ولم يكن يدري حجم الجرم الذي ارتكبه في حق نفسه وأولاده.
ومنذ ذلك الحين لم يتوان عن التعرض لها ومطاردتها في كل مكان تذهب إليه، بل وصل الأمر لضربها وإهانتها أمام الناس، وعندما جاءها رجل أخر ليرتبط بها وعلم الزوج السابق هددها بحضانة الأطفال رغم أنه مشغول عنهم ولا يمكنه الاعتناء بهم، إلا أن العناد جعله يخيرها بين الزواج من غيره وبين الأطفال وجاء خيارها طبعا لصالح أطفالها وأدركت منذ ذلك الحين أنه كتب عليها أن تقضي باقي حياتها وحيدة .
طلاق حضاري
وبصورة عامة تتشابه تجارب أغلب المطلقات من حيث المضايقات أو المعاناة.. وهذا ينبع من دوافع نفسيه مرتبطة بتاريخ العلاقة بين الطرفين ومدي وجود قصة حب من عدمه , فالرجل عندما
يجد أن مطلقته ستقدم علي الارتباط بغيره ينتابه نوعا من الغيرة، وقد يطلب أن يعودا زوجين كالسابق لأنه يشعر أن من كانت ملكا له هناك أخر سيتزوجها ,وهذه المحاولة ليست إلا اندفاع نفسي مؤقت سببه الموقف ذاته.. وغالبا لن تجدي العودة ثانية في كثير من الأحيان.
ولذلك نجد أن بعض الأزواج يلجأون إلي تهديد الزوجة بأخذ أبنائهما أو فضحها أو التشهير بها بأي شكل , لبث الرعب داخلها , وعلي الطرف الآخر نجد المطلقة تعيش حالة توجس دائم ورعب من مطلقها وخاصة إذا كان حاد الطباع وعصبي وأضافه إلي تراكم مزيد من الانطباعات السلبية داخلها من مطلقها مما يحجب أي فرصة لوجود حوار ناجح في المستقبل علي الأقل فيما يتعلق بالأطفال .
ورغم القدسية التي يضفيها الدين الإسلامي الحنيف للزواج واعتباره سكنا ومودة ورحمة , إلا أن نسبة كبيرة من الناس لم تترب على التعاليم الإسلامية القويمة التي تقر مبدأ ” فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان “، وذلك بسبب غياب التربية الدينية الصحيحة سواء في البيت أو المدر سة أو حتى وسائل الإعلام، فيكتسب الجيل سلوكيات شاذة ويطبقها في حياته وتفرز سلوكيات مكتسبة في الحياة الاجتماعية.
ومن هنا نجد أن الحل يكمن في تربية الجيل تربية دينية من البداية توضح أن الله تعالي يحثنا علي استمرار الحياة الزوجية وفق مفهوم راق، وأن يحسن الطرفان العشرة وهذا معني” إمساك بمعروف”، أما في حالة تعذر الحياة الزوجية بين الطرفين فعليهما بالطلاق الحضاري الذي يراعي فيه الطرفان الله عز وجل، وأن يسود علاقتهما الاحترام والتقدير وحفظ الأسرار وذكر محاسن كل طرف، وهذا معني “تسريح بإحسان”.
ولكن السائد هو الشكل التقليدي غير الحضاري حيث يلقي كل طرف اللوم علي الأخر ويحدث تراشق وتجاوزات ويعاند الرجل وتثرثر المرأة بما لا يصح أن يقال.
بارك الله فيكم
كتير كتير حلو