بن علي يروي 'تفاصيل هروبه' من تونس
تاريخ النشر: 16/12/11 | 13:58أكّد محامي الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، اللبناني أكرم عازوري، أنّ موكّله لم يطلب بتاتًا، من وزير الدفاع السابق، رضا قريرة، قتل أعوان فريق مقاومة الإرهاب.
وقال عازوري، في رده على ما نشره موقع ‘ميديا بارت’ الفرنسي مؤخّرا تحت عنوان ’14 كانون الثاني/ يناير 2011 في تونس.. اليوم الذي سَقَطَ فيه بن علي’ ، والذي اعتمدت فيه الصحيفة الالكترونية على نتائج التحقيق الجنائي في قضية ‘التآمر على أمن الدولة’، والتي اتّهم فيها علي السرياطي (مدير أمن بن علي)، وزير الدفاع السابق رضا قريرة، بالسعي لإقصائه بأي ثمن، وأمر بتوقيفه، بموافقة وإيعاز من بن علي، بعد أن وصلته أنباء أن علي السرياطي، يُعد انقلابًا.
وفي بيان رسمي صدر، الجمعة، 9 كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري، عن مكتب أكرم عازوري، أكّد بن علي أنّه لم يطلب بتاتًا من وزير الدفاع السابق، قتلَ أعوان فرقة مكافحة الإرهاب، التي أوقفت عددًا من أفراد عائلته، والمقربين منه قبل فرارهم خارج البلاد.
وأكّد بن علي أنّ ‘ذلك مثبت في كل الاتصالات الهاتفية، وجميعها مسجل بين بن علي مع وزيري الدفاع والداخلية والجنرالين علي السرياطي ورشيد عمار، وأن استغلال الاتصالات الهاتفية يكشف حقيقة ما حدث ويوضح ما لم ينشره موقع ‘ميديبارت’.
وأضاف ‘أن الأحداث التي جاءت في المقال حول ملابسات رحيل بن علي، هي في جانب منها منقوصة، وفي جانب آخر غير صحيحة، فبن علي لم يفر من تونس بل كان ضحية لعملية انقلاب مُرَكَبة، بشكلٍ محكم، في صباح 14 كانون الثاني/ يناير 2011’، مؤكّدا أنّ ‘علي السرياطي حضر إلى مكتب الرئيس ليعلمه أن الوضع في العاصمة خطير، وخارج السيطرة، وأنه يجب ترحيل عائلته، وأنّ كل من قصري قرطاج وسيدي بو سعيد يحاصرهما أفرادٌ منشقون، من قوات الأمن، بل وحتى أراه بإشارة من يده زورقين يجوبان البحر بين قرطاج، ومقر إقامته بسيدي بو سعيد، كما أراه طائرة هيليكوبتر’.
وواصل عازوري قوله ‘أكّد السرياطي لبن علي المعلومات القائلة بأن هناك عون أمن من الحراسة المقربة، كُلِفَ بقتله، قد أكدها جهاز مخابرات لبلد صديق، دون أن يوضح اسم العون، ولا اسم الجهاز وبلده، وألح عليه بل وترجاه أن يأذن لزوجته وأبنائه كي يغادروا البلد دون تأخير، بل وأوضح له كذلك أن حراسة المرافقة جاهزة، وكذلك مخطط الرحلة التي ستكون في اتجاه طرابلس ثم جدة’.
وأمام خطورة الوضع وإلحاح علي السرياطي قَبِلَ بن علي أن تسافر عائلته إلى جدة، وقد غادر الركب قصر قرطاج على الساعة الخامسة مساءًا، في اتجاه مطار العوينة حيث كانت الطائرة الرئاسية على أهبة الإقلاع، وفي المطار عاد السرياطي ليلح هذه المرة على أن يرافق بن علي بنفسه عائلته إلى جدة، ثم يعود بما يعني غيابًا لبضع ساعات، بل اقترح حتى أن يرافقه، ويعود مباشرة بعد أن يوصلهم، لكنه رفض.
وفي نهاية المطاف قَبِلَ أن يرافق عائلته، حتى ولو تظل الطائرة في انتظاره، ليعود بمفرده في نفس المساء، لكن الطائرة عادت يوم 15 كانون الثاني/ يناير 2011، بدونه، وبقية الأحداث معروفة، ‘انقلاب ثم استعمال الفصل 57 من الدستور’.