سعود الاسدي والعلاج بالشعر..!
تاريخ النشر: 19/12/11 | 1:20عرف الانسان على مر العصور والحقب التاريخية العديد من العلاجات الطبية، منها العلاج التقليدي الشعبي، والعلاج الكيماوي، والعلاج بالاعشاب، والعلاج بالطاقة ،والعلاج بالطب البديل، والعلاج بالسحر والخيال، والعلاج بالفنون والموسيقى، والعلاج بالفيزوترابيا والتنويم المغناطيسي وغير ذلك.
وهنالك علاج آخر احدث نتائج ملموسة وتقدماً كبيراً في مجال الطب النفسي وهو العلاج بالشعر، حيث يستخدم ويوظف الشعر في التهدئة النفسية والحد من الضغط النفسي.
وهذا الصنف من العلاج يؤمن به الشاعر الفلسطيني السامق باشعاره سعود الاسدي ويداوي به قراءه، وهو يقول في مقابلة اجريت معه ونشرت في ملحق “عيش وملح” الاسبوعي، الذي كان يصدر عن صحيفة “الاتحاد” الفلسطينية العريقة في عددها الصادر يوم الجمعة 16تشرين الاول عام 1998:” ان بيتاً من الشعر يهدئ من روع الانسان ” مؤكداُ ” ان جميع اشكال الفنون من شعر وموسيقى وغناء ورقص ورسم ونحت وتمثيل، وهي قديمة العهد في التراث الانساني، لها دور علاجي كبير في حضارات اللغة. فالشعوب القديمة استعملت الشعر والموسيقى والغناء والرقص للتأثير على الانسان، بدءاً من الحضارات البابلية والمصرية والفرعونية ثم الى اليونانية والرومانية والحضارة العربية الاسلامية”.
اما عن العلاج بالشعر فيستطرد قائلاً :” ان الشعر اساساً كلغة غير عادية كان مواكباً للسحر وذلك لما في الشعر من موسيقى في الاوزان وايقاع في التفاعيل وانشاد صوتي وحركات ايمائية لدى الالقاء امام ناظر المتلقي.وكانت مهمة الشعر اساساً، وربما لآخر الدهر التأثير. هذا التأثير يكون نتيجة الاثارة او التحميس او التهدئة او التفكير والنظر العميق الى آخر الحالات التي تعتري الانسان. وقد عرف تأثير الشعر بأنه ذاتي، وجداني وانفعالي واستخدم في المناسبات، من افراح واتراح، وحالات من سلم وحرب. وقد مارسوه بغريزتهم واستعملوه لغايات تأثيرية علاجية لذواتهم ونفوسهم، جراء التخلخل النفسي والتوتر الشديد الناتج عن صدمات الحياة من موت او فاجعة”.
كذلك يرى الشاعر سعود الاسدي ان للقصة ايضاً دور كبير في علاج حالات نفسية مختلفة، وهذا ما يسمى بلوطرافيا، فالمشاعر المكتئبة تنجم عن عدم الاتزان والثقة بالنفس، وهنا يأتي دور القصة لتربط وتتفاعل بين الصور التي تطرحها والاحاسيس الكامنة في العالم الداخلي للانسان.
حقاّ ان للشعر فعل وتأثير كالسحر على النفس الانسانية المعذبة القلقة، ولذلك فكل من يمر بحالة نفسية صعبة ويعاني اضطراباً وتوتراً وقلقاً واكتئاباً نفسياً نتيجة ضغوطات الحياة وهموم العصر فما عليه الا اللجوء للشعر وقراءة غزليات ووجدانيات وتأملات شاعر الحب والجمال سعود الاسدي، الانسانية والوجدانية والغزلية والصوفية والتاملية والتراثية، المفعمة بالمشاعر الدافئة والاحاسيس الملتهبة والعواطف الجياشة القوية، التي تنعش الوجدان وتملأ الروح نشوة وبهجة واملاً وحباً للحياة وتفاؤلاً بالغد الآتي، ففيها علاج ودواء وشفاء.