لا لمسرح القناع
تاريخ النشر: 23/12/11 | 6:40قرأتُ مقالة الأستاذ يوسف جمل بعنوان:“طوفان النفاق“ فتذكّرتُ ما كتبتُه قبل عدة أشهر بعنوان ” لا لمسرح القناع”.
سقى الله تلك الأيّامَ التي كان الناسُ فيها على سجيّتهم لا يعرفون الأقنعةَ ولا الملابسَ التنكرية!
حينها كانوا يضحكون أو يبكون، يصادقون أو يعادون، يصحُون أو ينامون – على طبيعتهم!
آنذاك، لم يعرفِ الناسُ الملابسَ التنكريّة ولا عرفوا الأقنعةَ التي تُخفي الوجوه!
واليوم، صرنا – كما يقولون في لهجاتنا المحكيّة – “نبحث بفتيلة” عن وجهٍ حقيقيّ بلا قناع وبلا مساحيق!
أصبحنا نكدّ ونحن ننقّبُ ونحفرُ علنا نكتشفُ معدنَ الإنسان وجوهرَه الحقيقيّ!
أيّ مسرحٍ جديد فرض نفسَه علينا؟!
في هذا المسرح، الممثلون والمخرجون والمنتجون والمتفرجون والمشاهدون – جميعهم – يلبسون ملابسَ تنكريّة ويعتمرون أقنعةً غريبة، ويركّبون نظّاراتٍ تحجب بريق العيون!
يتحدّثُ الناس عن الحريّة وهم في أعماقهم عبيدٌ للشهوات والأطماع!
ينادون بالمساواة للجميع وهم يمارسون القمعَ والاستبداد!
يتبجّحون بالتنوّر والتحرّر وهم أسرى الأفكار النمطيّة البائدة!
يجهرون بالإيمان وهم يُخفُون نزعاتِ الجاهليّة!
يتلون آياتِ الذكر الحكيم ويحرمون النساءَ حقّهن في الميراث!
يتظاهرون بالجود وهم لا يُعطون النعجة إلا ليأخذوا الثورَ والجمل!!
متى تسودُ روحُ الحقّ والعدل والصدق والاستقامة بين الناس؟!
متّى يحبّ الإنسانُ أخاه الإنسانَ كما يحبّ نفسَه؟!
متّى يواجه الإنسانُ الشرّ والمنكرَ بعزيمةٍ لا تعرفُ الخنوعَ ولا التراجع؟!
أما قال الرسولُ الكريمُ محمّد (ص): الساكتُ عن الحقّ شيطانٌ أخرس؟!
لتتحرّرِ النفوسُ من نرجسيّتِها وأنويّتها، ولتنفتح على البذل والإيثار!
لنتمثّل بقول رهينِ المحبسَين أبي العلاء المعرّي الذي لا يحبّ الانفراد وحده في جنّة النعيم، ويتمنّى أن يعم المطر/الخير جميع البلدان:
ولو أنّي حُبيتُ الخُلدَ فردًا لما أحببتُ في الخلدِ انفرادا
فلا هطلتْ عليّ ولا بأرضي ….. سحائبُ ليس تنتظمُ البِلادا
لنقتدِِ بما نصّت عليه آياتُ الكتاب المبين؛ فلا سخرية ولا تنابز بالألقاب، وعلينا أن لا نسيء الظنّ بالآخرين، وأن نتجنّب النميمةَ والغيبةَ والتجسس، وأن الناسَ مختلفون وأفضلُهم عند الله أتقاهم:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” – سورة الحجرات
ليتفاخرِ الناسُ بأعمالهم وأخلاقهم لا بأنسابهم وأموالهم!
ولنتأكد أنَّ ما نقومُ به من عملٍ صالح خيّر، ومن التزامٍ بالقيم الحميدة النبيلة، لن يذهبَ سدى، بل سيعمُّ وينتشر، وسيسجّلُ في ميزان حسناتنا.
قال تعالى:
” وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ” – سورة التوبة
اضم صوتي الى صوتك واوافقك الرأي على ما كتبت ، فهذا ،للاسف،هو واقعنا الاجتماعي اليوم كله مساحيق ومكياجات . اشد على يديك مع تحياتي لك .
كلامك درر وجواهر استاذ محمود ادامك الله وادام عزك ومجدك .
حياك الباري اخي الفاضل وجمل ايامك بالسعادة ومكارم الاخلاق..
قيل..الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يحتاج للتشجيع لكي يعيش..
..الابتسامة بوجه اخيك صدقة..
الحياة مسرحية ونحن الممثلون..علينا اتقان الادوار والتالق بها لنخلق مجتمع
فاضل..يقدس مكارم الاخلاق..ويسلك القيم النبيلة الحميدة..
الدساتير الخلقية تحثنا على السلوكيات الايجابية..وعلى الفكر الايجابي..
النقد الموضوعي اداة واسلوب لتصحيح المسيرة نحو النجاح والكمال..
الشكر والثناء والامتنان..واجب مقدس لتشجيع التواصل وعمل الخير والمعروف..
الابتسامة والكلمة الطيبة جوهر الحياة الاجتماعية…
النفاق..كذب يحطم النفوس الخيرة..اسلوب يقودنا الى الفشل…
نحن كمجتمع بحاجة الى نهضة ثقافية من خلالها نذوت مكارم السلوكيات في
النفوس..ونشجع الناس على السلوكيات الايجابية..نتفاخر بالاخلاق النبيلة الحميدة
نحترم الافكار المتعددة..والراي الاخر..نتسامح مع انفسنا ومع الاخرين..نقدس
الانتماء للمجتمع ومؤسساته..نلعن الظلام..ونشعل شعلة الحياة لمجتمعنا وللاجيال
القادمة..
اخي واستاذي ابوسامي ..مجتمعنا بحاجة الى هزة ارضية كبيرة تقوده الى نهضة
ثقافية كبيرة..من خلالها نصقل الشخصية بصورة عقلانية نذوت في النفوس الايجابيات
ونتقدم بخطى واسعة نحو الازدهار والرقي والتطور..
اخي العزيز..انتم المعلمون قدوة هذا المجتمع واهل للثقة….مطالبون بقيادة مجتمعنا
نحو الفضائل ورقيه الثقافي..
تحية شكر وامتنان لشخصك الكريم على عطائك المتواصل..سلمت اناملك الذهبية
وجزاك الله كل خير..
تحياتي العطرة الى الدكتور محمود أبوفنه
وجمل الله دروبك بالمحبة والعطاء
سيدي الفاضل ان الحياة مسرحُ كبير
ونحن نمثل فيها, فالكثير من الناس يراءون
ويبدون غير ما هم عليه حيث أنهم
يخفون حقيقة نفوسهم ,هذه الوجوه التي
نتعامل معها يوميا قد ترتدي أقنعة متنوعة
فهناك من يرتدي قناع الإيمان وهو أبعد ما
يكون عنه ,وهناك من يرتدي قناع المحبة
وهو يحمل في قلبه الكره والحقد ضد من حوله
والبعض الآخر يرتدي قناع الشجاعة والأنفة
في داخله يتصارع ما بين الخوف والقلق
أما من يضع قناع الصداقة وهو في المقابل
يضمر الحسد والحقد وقد تجده يظهر مشاعر
الغيرة عند نجاح وتفوق صديقه….
بارك الله فيك يا علما يشع نورا ونفع الله بكلامك واجرى الحق على لسانك ،فكلامك قد لامس شغاف قلبي ووقع منه بمكان ،فقد هتكت ستر القوم واعلنت النفير عليهم وغرست اسافين في نعاشهم التي باتوا يطلبونها قبل ان تطلبهم ،فامض راشدا غير آسف عليهم ولا يضق صدرك بما يمكرون.
بارك الله فيك أستاذ محمود ووفقنا وايّاك دائما لرؤية الحق واتّباعه، ورؤية الباطل واجتنابه. أوافقك الرأي تماما، وأتمنى أن يرى الناس ما رأيت أنت، لعلّ الحال يتغيّر الى الأفضل، و” إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم” (الرعد، 11)
بارك الله فيك استاذنا الفاضل -فعلا الناس مقنعين نحن بحاجه لهزة قوية جدا لتكشف الاقنعة عن الوجوه لماذا لا نحيا بصدق وهذا اسهل لنا
تحية وتقدير لاستاذي الفاضل د. محمود أبو فنة على مقالته الرائعة .
إنها تتطرق إلى جانب هام فينا وهو الصدق الذي يظن البعض أن التساهل بشأنه أمر هين . ظاهرة كانت وكانت مرفوضة وزادت وانتشرت حتى أنها أصبحت تطغى علينا في كل جوانب حياتنا .كلماتك رائعة وهي تصف واقعنا بظاهره وباطنه :-
((يتحدّثُ الناس عن الحريّة وهم في أعماقهم عبيدٌ للشهوات والأطماع!
ينادون بالمساواة للجميع وهم يمارسون القمعَ والاستبداد!
يتبجّحون بالتنوّر والتحرّر وهم أسرى الأفكار النمطيّة البائدة!
يجهرون بالإيمان وهم يُخفُون نزعاتِ الجاهليّة!
يتلون آياتِ الذكر الحكيم ويحرمون النساءَ حقّهن في الميراث!
يتظاهرون بالجود وهم لا يُعطون النعجة إلا ليأخذوا الثورَ والجمل!!
نسأل الله العفو والعافية .
ونتمنى لك دوام العطاء والتوفيق !
تحيه عطره للكاتب وجميع الاخوان المعقبين اضم صوتي اليكم ,
للاسف اصبحنا اليوم نتعامل ونتكلم , نأكل أيضا اكل غير طبيعي , راحت ايام الطبون , كانت الناس تشاطر بعضها الاسى وفي داخلها حزن شديد وكأن المصيبه للجميع , كانت الناس تسهر اليالي ,تفرح وتمرح لمجرد اعلان عرس عند دار ابو فلان , فالجميع يحضر ويدق المزمار – فرحيين من الصميم لكن اليوم وللاسف نتعامل فقط بالظاهر , الغيره والحسد فلان اشتره سياره اولا نحسده وثانيا نسأل من وين جاب هاي ثمنها واللاسف —–
فأصبحنا في زمن تصيطر علينا حب الشهوات والماده ويوم عن نسمع بمصائب تدب بنا ,من قتل , سرقه , شباب تضرب بعضها بالسكاكين من اجل فتاه و و و الى متى سيبقى حال هذه الامه
اين مكارم الاخلاق التي نسمع عنها ودونت بكثير من الكتب الدينيه والغير دينيه ,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين و حتى تعبد الأوثان و إنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابا كلهم يزعم أنه نبي و أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي . صحيح الجامع
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا دجالا كلهم يكذب على الله وعلى رسوله . ( سنن أبي داود )
عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ” . متفق عليه .
وفي رواية مسلم قال : ” إن الصدق بر وإن البر يهدي إلى الجنة . وإن الكذب فجور وإن الفجور يهدي إلى النار ”
لو تأملنا بأيات التي كتبت اعلاه لرأينا كم نحن مقصرين بحق أنفسنا وحق الاخرين ,
ولم تأملنا كيف تعامل السلف الصالح في تربيه الاولاد , اداره الحياه الزوجيه ,اداره الشؤون الدينيه , كيف كانت الزوجه مطيعه لزوجها حافظه لسره , والى اخ من امور شتى –
الحديث كثير ولكن الفعل اصبح قليل للاسف
واخيرا ندعوا الله ان يرحمنا ويصلح امرنا ويثبتنا على الحق – امين والسلام عليكم
أستاذ شاكر
أحيّيك على إبداعك المتواصل الثري،
وعلى آرائك ومواقفك النبيلة الملتزمة.
جزيل الشكر لك أم السعيد، وأصدق
التحيّات لجميع أفراد الأسرة.
أخي العزيز أبو باسل
أبارك فيك هذه الموسوعيّة الواسعة،
وأحيّيك من القلب على ما يسجله يراعُك
من تعقيبات مفيدة وممتعة
للشاعرة الواعدة صفاء
أنت في كتاباتك وردودك تعبّرين عن مشاعر الصدق
والصفاء والانتماء.
أحيّيك على عطائك وإبداعك المميزين.
للأخ الفاضل الذي “عنده علم من الكتاب”
بوركتَ على هذه الكلمات الدافئة الداعمة،
وأسأل اللهَ أن تبقى سائرا على درب العطاء
تسهم في ترسيخ قيم الحقّ والعدل والتنوير.
الأخ الكريم محمّد عسلي
أثلجتَ صدري بمرورك على مقالتي،
وبموقفك المؤيّد للتغيير للأفضل.
لابنة هذه البلد الطيّب ريم عريدي
أنا متفائل بك وبأمثالك من أبناء شعبنا
للعودة للجذور – للمبادئ والقيم السامية،
ليحقّق مجتمعنا ما نصبو إليه من التقدّم والخير.
أستاذ يوسف جمل
شكرًا جزيلا على مشاركتك الواعية المشجّعة،
وأتابع ما تجود به من نفحات وآراء بكل فخر واعتزاز،
وإن شاء الله، سيحدث التغيير المنشود في نسيج مجتمعنا،
ونصل إلى برّ الأمان!
أخي المعروف بمواقفه الملتزمة بقيم الحقّ والعدل والخير..
لكَ مني خالص الشكر والامتنان على آرائك الرائعة البنّاءة.
السلام عليكم…
أستاذي الفاضل د.محمود أبو فنه
صِدْقُ القول فيما أوردت لهو مرآة تعكس واقعنا المرير الذي نحياه يوماً بعد يوم، ويتجدد مع بزوغ شمس كل فجر جديد للأسف. بات الناس ممثلين مهرجين حتى على أنفسهم، حتى لو حاولوا التطبع بغير ذلك، فإن الطبع غالب لا محالة!!!
كيف لا ونحن نبتعد عن ديننا الحنيف وسنة أفضل الخلق سيدنا محمد (ص)؟!
لك مني ولجميع المعقبين أجمل التحيات…ولموقعنا “بقجة” كل الاحترام والتقدير الذي وجدنا من خلاله منبراً صادقاً لتعم الفائدة من خلاله الفائدة على الجميع
لابن كفرقرع وابن هذه الأمّة الخالدة!
لك منّي خالص التقدير على تعقيبك الملتزم!