أزمة القصيدة العربية
تاريخ النشر: 27/12/11 | 9:33المواكب لحركة الابداع العربي يجد ان الشعر الذي كان سائداً وشكل حضوراً في الحياة الثقافية العربية في الستينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي ، اّخذ بالتراجع والاضمحلال . وبالرغم من أن المجلات والصحف والمواقع الالكترونية تعج يومياً واسبوعياً بالقصائد والكتابات الشعرية الا ان هناك قصائد كثيرة هزيلة ورديئة تفتقر لمقومات وعناصر الشعر الابداعي الجميل . وهذا التراجع بالاساس يعود الى تلاشي الحلم الانساني ،وغياب الانسان وهمومه وقضاياه الكبرى من القصيدة العربية الراهنة ،وكذلك رحيل جيل المؤسسين للقصيدة الجديدة عن الحياة ، وعدم وجود حركة نقدية فاعلة ومتواصلة.
أن أزمة الشعر هي جزء من ازمة الابداع الثقافي ، التي تمثل انعكاساً للواقع السياسي والفكري العربي الذي يذبح فيه الانسان ويغتال الفكر الحر الديمقراطي المتنور وتقمع الحريات الشخصية.
أن الثقافة ، والتي هي على مفترق طرق ، تحتاج للقصيدة الجمالية الفنية المتكاملة التي تجسد هويتنا الوطنية وعروبتنا وذاتنا الانسانية الحضارية، وتعكس الملامح الدقيقة لحياتنا الشعبية الريفية والقروية، وتلتقط همومنا وعذاباتنا الانسانية . وهذا يتطلب ترسيخ المعايير الشعرية الحقيقية ، التي تضمن تطوير وانتشار التجارب الشعرية الجادة التي تستفيد من تجارب الشعب والأمة ، الواقعية والعاطفية والحضارية والعقلانية، ومتابعة النتاجات الشعرية المبدعة متابعة نقدية مما يساعد على تكريسها في أدبنا وثقافتنا ، وعلاوة على ذلك لفظ الاسماء الدخيلة والمصطنعة وطردها من مملكة الشعر، وبذلك نعيد الوهج والألق للقصيدة العربية.
لا شكَّ أن رحيل جيل المؤسسين للقصيدة الجديدة قد أثر تأثيراً بالغاً على نمو هذه القصيدة أعني قصيدة الشعر الحر التي اضطلع بها كل من نازك الملائكة و(بدري)شاكر السياب، وبلند الحيدري، وعبدالوهاب البياتي، وصلاح عبد الصبور ويوسف الخال، ثم ادونيس… وغيرهم كثير. ذلك أن هذا الجيل لم يستطع خلق جيل يتبعه ويكمل مشواره الأدبي، ويطوّر القصيدة ويكسب حب الجماهير عند طريق طرق مضامين جديدة طارئة على الحياة الجديدة، وعن طريق الاجتهاد في النص.
نحن بحاجة الى غربال ميخائيل نعيمة لنغربل حركتنا الأدبية،ولنعلم الشباب التريث في الكتابة والنشر،وليعرف الكل أنه ليس كل من كتب شعراً فهو شاعر فليس كل انسان يستطيع ان يكون شاعراً إن لم يجبله الباري على هذه الملكةويمنحه هذه الموهبة من الحس المرهف والذوق الشفاف. وحتى الشاعر نفسه أحياناً لا يكون شاعراً،ويتوقف عن الكتابة مدة من الزمن كما حدث لي، فيجب علينا التمييز بين الناظم الذي يعرف العروض ويكتب شعرأ منحوتاً موزوناً ولكنك إذا قرأته لا تحب العودة له ولا تحفظ منه شيئاً، بين شاعر حقيقي جيّاش المشاعر يمتعك وينقلك الى عالمه الجميل. وليكن لكل موقع جاد رجل فكر وأديب يشجع المواهب الشابة على غرار ما يحدث في موقع بقجة الذي يتيح مساحة من الحرية في النشر، وينمي قدرات الشاعرات والشعراء الشباب عن طريق المتابعة، وسوف نصل بإذن الله واصرارنا على الوصول، فمهما تكن التعليقات التي يكتبها زملاء الشاعر متلطفة ففي آخر الدرب سيتبين الضوء ونصل نهاية النفق
تحياتي لكم. اشكرك د.ادريس على تعيقبك وفعلا شكرا لموقع بقجة وباقي المنابر المحلية . في نهاية المطاف قد تفرز المحاولات والكلمات شعرا حقيقيا…
محمد
حياكم الباري وجمل ايامكم بالسعادة وراحة البال…تحية شكر واعتزاز للاخوه الكاتب شاكر
والمربي الشاعر سامي..
لاشك ان مجتمعنا بحاجة الى نهضة ثقافية حيث نزرع فيه عادات المطالعة والكتابة
كما هو الحال في المجتمع اليهودي..
الكتابة ..والمطالعة ..اساليب جوهرية لادراك التطور والازدهار الثقافي والرقي الشاعري.
تابعتُ بكلّ الحبّ والتقدير ما كتبه الناقد الباحث شاكر فريد والأستاذ د. سامي إدريس والأخوة المعقبين، وأتّفق معهم أن حركة الشعر العربيّ في تراجع، وهناك أسباب وعوامل عديدة لذلك،
وهذه الظاهرة لا تقتصر على الشعر العربيّ، بل نجدها لدى شعوب ولغات أخرى، ويبدو أن الفنون/الألوان الأدبية النثرية من قصة ورواية ومسرحية تحتّل مكان الصدارة والحظوة لدى
المتلقين في أيامنا.
مع ذلك، الشعر الفنّي الجمالي، سيظلّ يشدّ القارئ العربيّ، وسيظلّ مثل هذا الشعر يستحوذ على المشاعر، ويستهوي القلوب!
وددت ان اؤكد على اهمية وعمق مقالك….حيث يلمس نقاطا مهمة وشائكة في اسباب تقهقر شعرنا الحديث..واختلاط الحابل بالنابل…ما بين كتاب حقيقيون لهم بصمتهم الشعرية وما بين هواة لم تكتمل ملامحهم بعد صالوا وجالوا وخلطوا الاوراق..فلم تعد تميز النثر من الشعر من الخاطرة….ارجو ان يعود شعرنا الى سابق عهده…وذلك ليس ببعيد مع وجود امثالك اخ شاكر…تحياتي