الأَدب يُعلّم الأَدب

تاريخ النشر: 30/12/11 | 6:00

لا يمكن أن تكون أديباً إلا إذا كنت مؤدباً !

والقلم رمز للخير والكتابة بالخير أجمل !

كل كلام وحديث وتدوين غير مؤدب لا يمكن أن يبقى ولا ولن يحسب على الأدب وليس عبثاً أن كان الترادف والتشابه في الكلمة أدب بمعنى النثر والشعر وكلمة أدب بمعنى الأخلاق والسلوك والمعاملة .

والكتابة هي بمثابة تعبير وتفسير لما يجيش به الكاتب من خواطر في دواخله .

هذا لا يعني عدم وجود المتصنعين والمتجملين والمتفيقهين والمتفيهقين .

لكن لماذا وما الحاجة والضرورة لأن نكتب وننظم ونؤلف ونسطر في السوء والشر وماذا يجدي غير ذلك وماذا ينتج منه غير الأذى والألم والبغضاء والكراهية والخصام والعداوة .

قد يقول قائل هو النقد الصريح وهو إظهار للحقيقة وهو وصف الواقع وهو كلام الصدق فيكون السؤال بعدها , وما الغاية من ذلك وما هي النتيجة وماذا سيكون في محصلة النهاية ؟

وهل يمكن أن نجني من الشوك العنب ؟

ولماذا لا تكون توجهاتنا حتى بالنقد بالطرق اللطيفة وبالألفاظ الطيبة والأساليب الحكيمة ؟

كثيرة هي الأعمال الأدبية التي نستطيع ونقدر ويمكن أن نستعملها ونستثمرها لتربية النشء وتعليم الصغار وتلاحم المجتمع وإصلاح الزلات والهفوات وتصحيح الأخطاء والتجاوزات وفي الكتاب المبين أكبر وأعظم مرجع وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين أكبر مجمع لها ناهيك عن الأدب القديم والحديث من قصص ومؤلفات ودواوين شعرية وأمثال وحكم وفيها نماذج عديدة من الإبداع والبلاغة والقيم والصور الأدبية الحسنة .

ولا ننكر وجود الهجاء والذم والغزو والثأر والوأد والقتل والاعتداء والملاحم والبطولات والجهل والبطش والظلم والسخرية في صور كلامية فيها من حسن البديع والنظم والبلاغة في الوصف والسرد والافتخار والاعتزاز لكن ربما يكون استثمارها واستغلالها لإظهار الضد فيها والتعلم منها لتجنبها وتحاشيها وإلا فما الفرق بين حرب البسوس وحروبنا وداحس والغبراء وسباقاتنا ومنافساتنا وثأرهم وثأرنا وغزوهم وغزونا وجهلهم وجهلنا ؟

إن استثمار الأدب وتسخيره واستعماله بجميع أنواعه وأقسامه بجانب الخير والأدب والنصح والوعظ والنقد الايجابي بلا مغالاة ولا تهجم ولا تجريح يعكس الجانب الجمالي الطيب للكاتب الأديب والشاعر المبدع والمؤلف البارع والفنان القدير فيكون إنتاجه وإبداعه وعمله برداً على الأكباد ويثلج الصدور ويؤلف القلوب ويولفها ويسهم في تحقيق أهداف وأغراض الأدب ويعرضنا بمستوى مشرف أمام التاريخ وأمام أجيال المستقبل وفي مقدمة الشعوب والأمم لأن

كل ما نكتبه ونصنعه ونبدع به بأيدينا وبأقلامنا وأدواتنا هو ثقافتنا وتراثنا وإرثنا لمن بعدنا

فكيف لهم أن يفتخروا بنا إذا كنا أدباء غير مؤدبين ؟

لا يمكن أن يكون المرء أديباً إلا إذا كان إنساناً وبمعنى الكلمة ولا يمكن أن يكون إنساناً إلا إذا كان مؤدباً والخير فينا وفي الأمة كلها إلى يوم القيامة !

‫3 تعليقات

  1. حياك الباري استاذي الكريم وجمل ايامك بالخير ومكارم الاخلاق..

    الكلام الزين مراّة للزين..الخير صفة الاخيار..الادب صفة الادباء..

    الايجابيات طاقة محركة للسلوكيات الايجابية…ازرع الحب والامل تحصد الحميمة

    الغبطة.المسرة والبهجة..

    استاذي الكريم ..مقالاتك جوهرية المضامين..تعالج جوانب حياتية من صلب الحياة..

    لشخصك الفاضل كل الشكر والاحترام والاعتزاز الصادق..

    استاذي العزيز..انتم قبطان مراكبنا المبحرة للرقي الثقافي والتطور..انتم الشراع

    لسفن مجتمعنا السائرة قدما بالفضيلة نحو حياة كريمة..

    لك منا كل الاحترام والثناء..جزاك الله كل خير.

  2. نعم اوافقك الراي استاذي الفاضل !ما ينقصنا هو التربية للنقد وهو موضوع قائم بحد ذاته “חינוך לביקורת” اشكرك جدا على هذه المواضيع الهادفة واتمنى ان تجد صدى عند القراء

  3. تحياتي العطرة لك أستاذي الفاضل ..
    صحيح ان على الكاتب سواء كان شاعرا أو اديبا ان يحترم قلمه وأن يهذب نفسه ..
    فلكل منا توجد الايجابية والخُلق لكن الحكمة هو في كيفية عرضها وتوجيهها.. فالايجابية تقرب النفوس وتبعث الالفة والموده وتنثر عبقا من الاحاسيس الجميلة ..
    بوركت وتقبل مودتي ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة