ثقافة المبدع..!

تاريخ النشر: 01/01/12 | 6:52

مهما كان المبدع موهوبا فانه لن يصبح مبدعا حقيقياً الا اذا صقل موهبته وغذاّها بالقراءة المنوعة والمطالعة الشمولية المكثفة والنهل من معين وبحور التراث العربي الأسلامي العريق والقراّن الكريم ،وبالمران والتجربة الحياتية. فالتلقائية لا تصنع مبدعاً بل تجعله يصور الحدث تصويراً فوتغرافياً دون ان يتنبأ يما هو اّت وقادم, ولذلك فالثقافة الشاملة الواسعة تنعكس في النص الكتابي الأبداعي، وحينها لا تصبح كتابته مجرد كلمات وفواصل ونقاط، وانما تعبير صادق عن خلجات النفس الروحية واحاسيسها وانفعالاتها.

التجديد في الموضوعات لا نجده او نعثر عليه الا في القليل من النصوص المنشورة لعدد من الكتاب والشعراء ،التي تدل على عمق الثقافة والتسلح بموروث ديني وتراثي وتاريخي وادبي وحضاري، وكذلك سعة اطلاع على ثقافات الامم والشعوب الاخرى، ولعل في رواية “المتشائل”للراحل اميل حبيبي وقصيدة”مديح الظل العالي”للراحل محمود درويش ورائعة الشاعر الراحل معين بسيسو”قصيدة في زجاجة”خير امثلة على ذلك.

قبل سنوات حدثني صديق كان يكمل دراسته في احد المعاهد التعليمية العليا في البلاد وكانت تدرس معه معلمة للغة العربية تتعاطى كتابة الشعر وتنشر قصائدها في صحفنا المحلية ولها اكثر من ديوان شعر، وخلال حديث جرى بينهما عن الشعر والادب قال لها ان ابنه بصدد كتابة بحث عن المعاناة والالم في شعر راشد حسين، والمفاجأة انها لم تسمع عن الشاعر الفلسطيني المعروف محليا وفلسطينيا وعربيا وعالميا راشد حسين بتاتا!

فماذا يمكن ان يقال عن شاعرة ومربية ومعلمة للغة العربية والادب العربي ؟فتبا لهكذا شاعرة ومعلمة اجيال.

ان الثقافة مهمة وضرورية للمبدع والقارئ معا، لان القارئ لا يقرأ النص الادبي فحسب وانما يتفاعل معه ويشارك كاتبه احاسيسه وانفعالاته ويعرف اهدافه وابعاده ومراميه.

‫5 تعليقات

  1. أي والله صدقت يا أخي شاكر ” فتبّاً لمثل هذه المعلمة الشاعرة التي لم تسمع براشد حسين. كيف تكتب الشعر؟
    مقالتك مفيدة جداً ، وهي تصب في باب النصح للأدباء الشباب والضالعين على السواء، فلا بد من القراءة اليومية .

  2. حينَ رأيت العنوان لم أتأخر في قراءة المقال
    هذا هو حالنا اليوم
    الكتابة يجب ان تكون عميقة وليست مجرد كلمات جميلة واحاسيس دافئة
    والمبدع الحقيقي لا يتوقف عن القراءة لأن لا حدود لللإبداع
    كلما قرأنا أكثر تعرفنا وتعلمنا أكثر
    وليس فقط قراءة الشعر والأدب بل يجب على الشاعر أن يعرف السياسة والاقتصاد والعديد..
    تحياتي لك
    كلماتك غنية

  3. فالثقافة الشاملة الواسعة تنعكس في النص الكتابي الأبداعي، وحينها لا تصبح كتابته مجرد كلمات وفواصل ونقاط، وانما تعبير صادق عن خلجات النفس الروحية واحاسيسها وانفعالاتها.
    صحيح أن الكتابة تعبر عن مكنونات واختلاجات الشاعر .. فالكاتب أو الشاعر عليه أن يكون مرهف الحس لبقاً وخلوقاً .. عليه أن يكون لماحاً وأن يوصل الفكرة أو المضمون بسلاسة وإنسيابية ..
    شكراً لك أستاذي الفاضل على هذه الارشادات والتوجيهات تقبل مودتي وتقديري

  4. يؤلمني بالفعل الخوض بمثل هذا الموضوع واشكرك جدا على التطرق اليه….فانا اشاهد كل يوم بحكم مهنتي- معلمين ومعلمات للغة العربية, هم ابعد ما يكون عن هذه اللغة وعن روادها , ومعرفتهم شحيحة باقطابها, والادهى من ذلك كله انهم لا يعرفون مصطلحات جمة في اللغة العربية… ولك الشكر الجزيل لتطرقك لموضوع شائك كهذا…
    وبعد ذلك كله يعارض المعلمون امتحانات اللغة العربية التي تختبرهم….

  5. المعذرة إليكن لكن هذه السطور، لا تدل على أن صاحبها كثير القراءة، ولا المطالعة، خاصة وإنه يسب ويشتم شخصا ما، مهما كان هذا الشخص سواء كان شخصا حقيقيا أو وهميا اخترته لتبين به وجهة نظرك، فقد أخطأت في الحالين، لإذا كان حقيقيا فلست متأدبا وإن كان وهميا فأنت كاذب وفي الحالين لا يؤخذ عنك العلم.. والسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة