سوا إلى المغارة في استقبال سنة ميلاديّة جديدة!
تاريخ النشر: 02/01/12 | 0:06تحت رعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني في عبلين والتنظيمات والهيئات والجمعيات الكنسية والفنية والكشفية المنضوية تحت كنفه جرى في قاعة أوديتوريوم المؤسسات التعليمية مار إلياس في عبلين أمسية ميلادية تحت شعار سوا الى المغارة وذلك بتاريخ 29-12-2011، في توديع العام المنصرم واستقبال سنة ميلادية جديدة، وذلك بحضور لفيف من رجال الدين والمجتمع؛ سيادة المطران كريوس كرياكوس مطران مدينة البشارة المقدسة “الناصرة”، والأب سبيريدون عوّاد راعي طائفة الروم الأرثوذكس في عبلين، والأب يوحنا شاما والأب رومانوس رضوان، وفضيلة الشيخ أحمد محمود حيدر إمام مسجد السلام في عبلين، ورئيس المجلس المحلي مأمون الشيخ أحمد، وأعضاء ونوّاب من المجلس المحلي، وأعضاء من المجلس الملي الأرثوذكسي، ومدراء من مدارس عبلين وشخصيات محليّة وجمهور الأهل والصغار المحتفلين في الأعياد المجيدة ورأس السنة الميلادية.
افتتحت الأمسية الميلاديّة الشابة المشرقة شروق إلياس حاج بكلمة عذبة كتبها الشاعر زهير دعيم:
طفل السّما طلّ/ في مغارة عَ خدّ الشّرق/ نجمة طلّت حيرانة/ رغم الشتا ورغم البَرق/ مجوس حملوا الأمانة
وجوق السّما بالتهليل/ خبّر رعيان الوادي/ إنّو الله هالجميل/ وُلد في شكل وْلادِه
طفل السّما طلّ وهلّ/ تَ يعطينا زوّادة/ بجسد بَشَر صار وحلّ/ وعلى كتفو الرِّيادة
ميلادو غيَّر الكون/ طفل المغارة الفادي/ أعطى حياتنا طعم ولون/ ورسم الفرحة في بلادي
كما تولى عرافة الاحتفال الممثل إلياس مطر وبديعة سليم وشوقي حبيب، الذين أعطوا طابعا شبابيا مغايرا، بتمثيل كوميدي ساخر أبدعوا في عرافتهم الرائعة وأضفوا البسمة على وجوه الحاضرين.
فقرات برنامج الأمسية تميزت بزخمها الفني الزاخر والمتنوع، بعطاء أخاذ ومن شرائح عمرية متفاوتة ما بين اربع سنوات حتى الثمانين، وقد جاءت على التوالي:
جوقة صغار الكروان؛ قدمت وصلة بديعة من الترانيم والأناشيد الميلادية بقيادة الفنانة عازفة البيانو سمر عواد.
ثم كانت كلمة ترحيب السيد جاكي حاج سكرتير المجلس الملي الأرثوذكسيّ بالحضور وتهنئتهم جاء فيها:
“المجد لله في العلا، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرّة”.
إذ نحتفل بالميلاد علينا أن نتذكّر أن الميلاد ليس فقط بابا نويل وشجرة مزدانة وحلوى نغذي بها أجسادنا واحتياجاتنا الأرضيّة، فللميلاد معان أسمى وأرقى وجب علينا التوقف عندها والتأمّل فيها، وإدراك فحواها بما استطعنا من قدرة على الإدراك، فالكلمة صار جسدًا يولد من بتول، ونفحة من روح الله تنغرس في أحشاء امرأة ما عرفها بشر، فتلد غلامًا زكيًّا.
هذه المحبة الربانية الفائقة منحنا إياها الله، لتكون لنا عبرة نتعلم من خلالها أسلوب التعامل فيما بيننا كبشر، فالميلاد هو أن تعطي من ذاتك بمحبة لتزرع في غيرك الفرح، تمامًا كما أعطى الربّ من روحه ليهب العالم الفرح والخلاص من الخطيئة.
ونحن في الهيئة والمجلس الملي الأرثوذكسيّ نستمدّ قوّتنا من المحبة، التي منحنا إيّاها أبناء الطائفة، فنعمل على أن نبادل هذه المحبة بمحبة وعطاء، ومن هنا نمت مشاريعنا التي نفذناها وننفذها، من بناء وتطوير وعناية وعمل دؤوب في خدمة الله والبشر.
منذ اليوم الأوّل لانتخابنا كان قرارنا ان نكون الشريك المركزي لبناء الإنسان، فقمنا بتجديد نشاط النادي الأرثوذكسي، ودعمنا بكل قوانا سرية الكشاف والمرشدات الأرثوذكسية، وجمعية البيت الدافئ وجمعية مدرسة الأحد، وكان آخر ما قمنا به على هذا الصعيد العبليني دعم واحتضان المعهد الموسيقي وجوقة الكروان العبلينية، اللذان نفتخر بهما ونعتز بوجودهما ضمن مؤسّساتنا التربويّة والفنيّة.
المجلس الملي ومؤسّساته موجودون لخدمة عبلين قاطبة، وأبناءُ هذه البلد يَعون ذلك، ومن هنا هذه المحبّة والدّعم اللذان تلقاهما مؤسّساتنا من جميع أبناء عبلين، لأنه حيث تكون المحبّة فلا مكان لضعفاء النفوس.
إنّنا في المجلس الملّي نرصد كلّ إمكاناتنا الاقتصاديّة والثقافيّة والاجتماعيّة، للنهوض بهذه البلدة إنسانها وبناياتها وأرضها، لتبقى عبلين منارة وعنوانا للتسامح والتآخي، وكلّ عام وأنتم بألف خير.
ثم كانت كلمة تهنئة من غبطة البطريرك كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وعبر الأردن وسائر أعمال فلسطين، نقلها عنه قدس الأب يوحنا شاما، فهنأ المحتفلين وتمنى لعبلين وأهلها السلام والمسرة قائلا:
“المجد لله في الأعالي وعلى عبلين السلام وفي أهلها المسرة”.
وهنأ رئيس المجلس المحلي مأمون الشيخ أحمد أهل عبلين بكلمة مباركة حيى فيها الوحدة والنشاط الذي تطمح كل بلداننا العربية على تجذيره بين أبناء الشعب الواحد بالمحبة والعطاء ووعد باستمرار العمل من أجل رفع شأن القرية والتعاون والمشاركة البناءة مع كافة المؤسّسات، لتقديم الخدمات التي يستحقها جميع الأهل في كافة أرجاء عبلين وضواحيها.
شارك أيضًا في البرنامج الفنيّ الميلادي جوقة كنيسة القديس جوارجيوس الكنسيّة وقدّمت مجموعة تراتيل وصلوات بيزنطيّة، ثمّ تلتها جوقة الكروان بقيادة الأستاذ نبيه عوّاد ومشاركة الفرقة الموسيقيّة التابعة للمعهد الموسيقيّ في عبلين، فقدّمت مجموعة من الترانيم الميلاديّة الرائعة.
وقدّمت ساندرا حاج وونس أبو شحادة ترتيلة مشتركة.
أمّا ضيفة الأمسية فكانت ابنة جوقة الكروان وابنة عبلين التي نفتخر بها الفنانة المطربة مريم طوقان، حيث أتحفت الحضور بترنيمة “يا نبع المحبّة” للمتألقة ماجدة الرومي.
أمّا مدرسة الأحد الأرثوذكسيّة فقدمت لوحة فنيّة صامتة، بعنوان “سكتش عيديّة”، وتلتها سريّة مرشدات والكشافة الأرثوذكسيّة عرضًا مميّزًا راقصًا وراقيًا بمناسبة الاحتفال الميلادي، بقرع الطبول والعزف على القِرب بلادي بلادي وليلة عيد، وعلى إيقاع هذه الموسيقى أنشد صغار الكروان وهللوا فرحا، وأثناء ذلك قام شيخ العيد بابا نويل بتوزيع الهدايا على الصغار بمساعدة أعضاء سرية الكشاف ومسؤولي نادي الأحد .
أما في الجانب التقنيّ، فقد عمل على إخراج هذه الأمسية الميلاديّة “سوا إلى المغارة” المخرج أحمد دخان، وعمل على هندسة الصوت كمال فاخوري، وركز التقنيّة والإضاءة صفوان مارون.
آمال عوّاد رضوان