عوامل نفسية وفسيولوجية تدفع المرأة للثرثرة والنميمة
تاريخ النشر: 03/01/12 | 7:52تعتبر عادة الثرثرة من أكثر العادات التي تغضب الرجال في زوجاتهم فهم يرون أن زوجاتهم لسن أهلا لتحمل المسئولية وحفظ السر، وذلك عندما يبوحوا بأسرارهم لزوجاتهم وسرعان ما يفاجأون ويجدونها متداولة لدي الآخرين، أو بسبب ما يسمعونه من المقربين منهم بأن المرأة لا تحفظ سرا، لذا فإنهم يتشككون في قدرة زوجاتهم على حفظ أسرارهم، وفي هذا الصدد تم إجراء العديد من الدراسات والاستماع الي العديد من وجهات النظر في هذا الشأن علي النحو التالي:
المرأة تقضي 5 ساعات يوميا في النميمة والثرثرة:
كشفت دراسة حديثة أن المرأة تقضي خمس ساعات يوميا في النميمة والدردشة، وتبين أنها تستمتع بالتحدث مع صديقتها الحميمة أكثر من زوجها، وأن أهم الأحاديث تتمحور حول الآخرين والطبخ والحميات الغذائية والأطفال.
وأوضحت الدراسة أن المرأة تقضي 298 دقيقة في التحدث مع الآخرين، سواء في مكان العمل أو المنزل. ويبدو أن أكثر الأحاديث تداولا هي مشاكل الآخرين والأطفال وعلاقات معارفهن العاطفية، كما جاءت موضوعات التسوق والمسلسلات وزيادة الوزن والحميات الغذائية، وحتى قياس الملابس ضمن اللائحة، وذكرت ثلث النساء أنهن يقضين جزءا من نهارهن في الحديث عن الغذاء الذي تناولنه، في حين تحدثت ربعهن عن وصفات جديدة.
وقال متحدث باسم الجمعية البريطانية التي أجرت البحث للكشف عن الأسباب التي تدفع النساء للثرثرة والنميمة: أن النساء يتميزن بقدرتهن على فتح أحاديث جديدة، في حين يتعجب الرجال بالمواضيع التي يتم الحديث عنها عندما يتواجدون مع النساء.
وقال: “إنه من المثير أن نرى لائحة أهم المواضيع التي تتحدث عنها المرأة يوميا وتستحوذ اهتمامها”، وأضاف: “لم أتوقع أبدا أن يشكل الطعام حيزا مهما، كما سعدت جدا عندما علمت أن الشكوى من الشريك جاءت في آخر اللائحة”.
وتبين من الدراسة أن السيدات يسعدن أحيانا عند التحدث سريعا مع الغرباء، ومن المواضيع المتداولة علاقتهن بوالدة الزوج أو الحماة، وعمليات التجميل التي يحلمن بإجرائها لتعديل أجسادهن، بالإضافة إلى بعض المشاهير.
وكشفت الدراسة معدل ثرثرة وتذمر السيدات قبل التوجه للعمل نحو 17 دقيقة، وبأن 38% منهن يمضين 12 دقيقة أسبوعيا في الحديث مع أصحاب المحلات.
وقالت السيدات المشاركات في الاستفتاء أنهن يسعدن كثيرا عند التحدث إلى صديقاتهن، إلا أنهن يتحدثن مع شركائهن ووالداتهن ولكن في مواضيع مختلفة كليا. وتبين أن فحوى حديث المرأة لزوجها يتمحور حول نهارها ومن أزعجها في العمل وما شابه، في حين أنها تحتفظ بالحوار الأهم والأدسم لصديقتها المفضلة.
كما تفضل السيدات التحدث وجها لوجه مع الآخرين بدلا من الهاتف، ناهيك عن الخروج مع صديقة واحدة بدلا من مجموعة كبيرة.
وجاءت لائحة أكثر المواضيع دردشة على الشكل التالي:
التسوق – الحمية والتمارين الرياضية – مخاوف صحية – وجبة الغذاء – من يقابل من – المشاكل العاطفية لمعارفهن – الأطفال – الوصفات – مشاكلهن مع الشريك – قياس الملابس – أطفال الآخرين – أحداث المسلسلات – الكبر والترهل – الحماة أو والدة الزوج – العمليات التجميلية – الشكوى من الشريك.
المرأة تحتفظ بالسر 47 ساعة فقط:
في المقابل أثار الدكتور مايكل كوكس، مدير شركة “نبيذ تشيلي البريطانية” جدلا واسعا ورؤى متضاربة، من خلال نتائج مسح جديدة قام بإعدادها، حيث قال “إن المرأة ثرثارة بطبيعتها، ولن تتمكن أبدا من الاحتفاظ بسر لديها، فهي لن تستطيع أن تحافظ على سر أو تؤتمن عليه، مهما بلغت أهمية وخصوصية هذا السر لديها، إذ غالباً ما تخبر شخصاً واحداً على الأقل بعد 47 ساعة و15دقيقة وأربع ثوانٍ تحديدا وكحد أقصى، وبعضهن يشعرن بالندم عقب إذاعتهن للسر، خاصة إذا حدثت مشاكل وصعوبات نتيجة إذاعتهن لهذا السر”.
وتعليقا على نتائج هذه الدراسة، أضافت شركة Mind الأمريكية وفقا لمسح أجرته على عينة من 2000 سيدة، أن 60% من نساء العينة يتحدثن بشكل فوري للأصدقاء، ويبحن بأسرارهن وأسرار الآخرين، ولم يتمكنَّ من الاحتفاظ بأية أسرار لديهن، مقابل 29% من الرجال فقط يتحدثون مع أصدقائهم والمقربين عن مشاكلهم الخاصة والمادية.
لكن هذه النتائج أثارت جدلا واسعا بين النساء والرجال، فهل حقا النساء غير قادرات على حفظ الأسرار، وما رأي الرجال في ذلك، وهل سيشعر الأزواج بالقلق والرعب عقب قراءة هذه النتائج، وكيف ستحاول النساء إثبات عكس هذه النتائج لأزواجهن، وما تعقيب خبراء وعلماء النفس والاجتماع على هذه النتائج الواضحة؟..
أسئلة كثيرة، وتناقضات جلية، وآراء مختلفة أسفرت عنها نتائج هذه الدراسة.
يرفضن بعنف:
لم تقبل النساء بالنتائج التي أشارت إليها هذه الدراسة، بل أبدين احتجاجهن الواضح عليها وغضبهن الزائد منها، لأنهن يرين أنفسهن آبارا عميقة لحفظ الأسرار، وأكدن أن أسرارهن لا تطفو أبدا على سطح ماء هذه البئر، بل تظل وتبقى في أعماقها مهما كانت الظروف.
ومن ثم جاء قول بعض النساء تعقيبا علي الدراسة البريطانية المثيرة للجدل كالتالي: “صحيح أننا نقضي معظم ساعات اليوم في الكلام والدردشة، إلا أن أسرارنا لا نبوح بها أبدا؛ لأننا نعتبرها أمانة يجب الحفاظ عليها، خاصة إذا كانت تتصل بنقاط ضعف لإنسان بعينه أو موقف محرج لا يجب أن نذكره، أو أسرار زوجية.
وأضفن: بصراحة إننا نعتبر كل ما يقوله أزواجنا لنا ونحن بمفردنا سرا، مهما بلغت بساطة ما يقولونه.
وجهات نظر أخري لدي النساء:
وهناك بعض النساء تقلن: معظم النساء للأسف يعانين من فراغ كبير، فعندما يستيقظن يجدن أمامهن يوما طويلا، ولن يجدن مهربا من هذا الملل سوى بالدردشة والثرثرة، وهذا ما يجعل بعض النساء يبحن بأسرارهن دون أن يشعرن، ويندمن بعد ذلك، كما أن بعض النساء اعتدن على عدم الكتمان بسبب عدم قدرتهن على حمل سر.
ولكن ليس معنى هذا أن تصبح كل النساء غير حافظات للسر؛ لأن هذا يتوقف على شخصية المرأة ومدى تحملها لأسرار من حولها، ولكن في مجتمعنا العربي كلنا نعرف أنه إذا قام أحد بإذاعة سر ما، فإننا بالطبع لا نأتمنه مرة أخرى على أي سر؛ لأننا ندرك تماما أن شخصية هذا الإنسان لا تحتمل حفظ السر، وهذا ليس لأنه سيئ، ولكن هناك بشرا يشعرون أن السر حمل ثقيل عليهم؛ لذا يلجئون لمن يحمله معهم.
رأي الرجال:
أما بعض الرجال فلهم وجهة نظر تقول: إن معظم النساء يبحن بأسرارهن سريعا، وهناك العديد من الزوجات اللاتي يبحن بأسرار أزواجهن، دون قصد أو تعمد، خاصة إذا قضت إحداهن معظم وقتها في الكلام والدردشة، هنا ستجد نفسها تبوح بكل الأسرار، حتى الدقيق منها.
ويقول الرجال أيضا: “الغريب أن بعض النساء عندما يبحن بسر لديهن لواحدة من المقربات لديهن، فإنها تطلب منها بعد ذلك عدم البوح به لأحد آخر، فكيف تطلب هذا رغم أنها لم تتمكن من فعله”.
ويضيفون أن النساء هن من يبحن بكل الأسرار، على عكس الرجل تماما، ورأي آخر للرجال يري أن المرأة تبوح بالسر أكثر من الرجل، وهذا هو المتعارف عليه في مجتمعنا، ومعظم السيدات يعترفن بذلك، ويعترفن بأنهن غير قادرات على حفظ السر، ومن لم تبح به منهن، فهي على الأقل تشير إليه من بعيد، لكن لا توجد امرأة تحفظ السر تماما.
ولكن الخطير في الأمر أن هناك سيدات يعملن في وظائف تتطلب منهن حفظ الأسرار، فماذا إذا لم يحفظنها، بالطبع لن ينجحن أبدا في مهامهن، أو ربما يفقدن المهنة ككل، ويضيف أن نتائج هذه الدراسة ربما تسبب ذعرا للأزواج والرجال بشكل خاص، خوفا من أن تكشف أسرارهم في أي وقت، وفي كل وقت.
دوافع إفشاء النساء للسر:
يري علماء النفس والاجتماع أن هناك أسبابا عديدة وراء إفشاء النساء للسر فالمرأة تغضب سريعا أكثر من الرجل، كما أنها تغضب كثيرا أيضا؛ لأنها حساسة للغاية، وأبسط الأمور تتسبب في جعلها غاضبة، ومعظم النساء الغاضبات لا يتحكمن في انفعالاتهن ويبحن بالأسرار في وقت غضبهن، لكن سرعان ما يندمن على فعلتهن هذه، وهناك من تشعر بالفراغ القاتل فتهرب منه عن طريق الحكي والكلام مع المقربات وبالطبع تقول كل ما لديها من أسرار، وهناك من تعودن على عدم تحمل المسئولية وعدم تحمل سر أحد، بل عدم إدراك قيمة السر وأهمية الحفاظ عليه.
الثرثرة والتكوين الفسيولوجي للمرأة:
من جانبها نشرت صحيفة “ديلي تلجراف” البريطانية مؤخرا دراسة تشير إلى أن لدى المرأة هرموناً أطلق عليه اسم “أوكسيتوسين” وصفه العلماء بأنه هرمون ضبط المزاج وهو الذي يدفع المرأة إلى التحدث مع الأهل والصديقات والجارات وغيرهن للتخلص من الضغوط دون الانسحاب للصمت أو الاندفاع إلى العدوان، كما يفعل الرجال، وهو ما يجعل المرأة أقل عرضة للوقوع فريسة للإدمان أو الاضطرابات العصبية.
وبالتالي فإن النساء يتأثرن بالضغوط حسب نسبة الأوكسيتوسين كما أن قياس نسبة الاوكسيتوسين لدى السيدات خلص إلى أن النساء اللاتي لديهن ضغوط قليلة في العلاقات ويحاولن إسعاد من حولهن ترتفع لديهن نسبة الأوكسيتوسين.
أما السيدات اللاتي لديهن مشاكل عديدة وضغوطات نفسية وتشعرن بالخوف فتقل نسبة هرمون الأوكسيتوسين لديهن، حيث نجد أن الهرمون يرتفع عند المساج البدني وعند الذكريات الجميلة، بينما يهبط عند الذكريات المؤلمة.
وهذا الهرمون تفرزه الغدة النخامية ووظيفته الأساسية عند الإناث هو انقباض الرحم عند الولادة وتدفق الحليب عند الإرضاع، وهو يفرز عند الجنسين، ولكن بكمية أكبر لدى السيدات ويؤدي هرمون الأنوثة الأستروجين إلى زيادة فاعلية هرمون الأوكسيتوسين بينما يؤدي هرمون الذكورة التستستيرون إلى خفض فعاليته. إلا أن الثرثرة ترهق الإنسان نفسه جسديا ونفسيا بحيث يتعب عضلات الحلق والشفتين والوجه ويعيق عملية التنفس لارهاقه الرئتين
رأي الطب النفسي:
لكن في مقابل المتاعب الجسدية التي تسببها الثرثرة يقر أخصائيو الطب النفسي بأن الثرثرة أو ما يقال عنها “الفضفضة” تعتبر إحدى طرق العلاج النفسي ونتائجها مضمونة مائة بالمائة خاصة مع النساء، بعكس الرجال لأن المرأة أكثر عرضة للأمراض النفسية من الرجل بسبب الضغوطات التي تواجهها في الحياة سواء الاجتماعية أو النفسية أو نتيجة التركيبة البيولوجية لها.
وكل هذه العوامل تجعل المرأة عرضة للاكتئاب أو القلق النفسي، والفضفضة بحد ذاتها وسيلة تمنع ظهور أمراض عديدة لأن الكتمان يولد الانفجار.
كما أن الضغوط النفسية تؤثر بشخصية الإنسان وتجعله عرضة لمفاهيم خاطئة شيئاً فشيئاً ليفكر بأفعال عدوانية، لذلك أنصح الرجال والنساء باللجوء لأسلوب الفضفضة “الثرثرة” والحرص على انتقاء الأشخاص الذين يتمتعون بصفات أخلاقية ولديهم القدرة على سماع هموم ومشاكل الآخرين دون التطرق لها أو نشرها أمام الناس.
ولكن الخلافات الشديدة والمتأزمة غالباً ما يرافقها تعصب وإصرار وتكون بالغة الأثر في الإساءة للطرفين، وقد شرعت وسائل عديدة لعلاج هذه الخلافات لكن تظل الفضفضة والثرثرة أضمن الطرق للخلاص من الآلام والمتاعب النفسية الناجمة عن الضغوطات والخلافات، وفي علم النفس يتم تشخيص الأمراض العديدة عبر الفضفضة ومن ثم تحديد العلاج المناسب للحالة.
الثرثرة والمهارة اللغوية:
وعن الثرثرة من وجهة نظر النساء، يقول خبراء علم النفس أن ميل النساء إلى الثرثرة يرجع إلى عامل فسيولوجي يجعل من محصلتهم اللغوية وقدرتهم على الكلام أكثر من الرجال بدرجة كبيرة، ويلاحظ أن البنت الصغيرة لديها قدرة فائقة على اكتساب المهارات اللغوية بشكل يفوق الولد.
ويري خبراء علم النفس أن الثرثرة تشكل عبئا نفسيا وعصبيا يصل إلى حد إزعاج المحيطين بالشخص الثرثار، لذلك علينا التفريق بين الفضفضة والثرثرة، لما للثانية من أضرار اجتماعية وصحية، أَوَّلُها ضياع الوقت والجهد فيما لا طائل من ورائه ونشوء جو من التوتر الأسري.
قدرات أخري تفوق الرجل:
وفي السياق نفسه أثبت بحث مصري آخر أن المرأة تتفوق على الرجل في بعض القدرات حيث إنها تتذكر المواقف العاطفية واستدعاء أشياء من الذاكرة لا يستطيع الرجل تذكرها، وأن المرأة دائما دماغها في حالة تفكير مستمر بينما الرجل في حالة راحة مستمرة.
كما أكد البحث أن سبب تكلم المرأة أكثر من الرجل هو هرمون الأستروجين الذي يؤثر مباشرة في وصل جزئي للدماغ إلى مزيد من الحركة والتواصل، وأشار الى أن المرأة باستطاعتها أن تتكلم وتسمع بآن واحد بسبب القدرة العصبية لديها حيث تمتلك 30% من الاتصالات العصبية المخصصة للكلام فقط.
في حين تثبت الصورة الصوتية أن دماغ الرجل في حالة راحة أكثر من المرأة, حيث 70% من الحركة الكهربائية عنده تكف عن العمل, بينما في دماغ المرأة تتابع هذه الحركة نفسها مشوارها بنسبة 90% أي دماغ المرأة لا يكف عن تحليل وتنسيق كل المعلومات الواردة إليه.