حروف الجر

تاريخ النشر: 04/01/12 | 23:07

في معاني حروف الجر:

اللام لا تسد مسد إلى دائماً في اللغة

لحروف الجر معان كثيرة أوردها النحاة في تصنيفاتهم الواسعة، وهي مختصة بالأسماء ، أي أنها تغيّر من إعراب الجملة عند دخولها عليها. وحروف الجر العاملة في اللغة العربية، والتي في متناول الدارس أربعة عشر حرفا . ويجدر بنا التعرف على بعض هذه المعاني للفائدة وللرقي بلغتنا العربية والكتابة فيها.

بين اللام وإلى

لا تسدُّ اللام مسد إلى في اللغة على الدوام ، وفي ذلك تعميم خاطئ . ولا يجدر بنا اطلاق أحكام دون الرجوع الى المصادر والمعاجم وأهل النحو. (1)

فنقول ذهبت للمدرسة

وذهبتُ إلى المدرسة

ولكن لو تغيّر الفعل فنقول:

هتفنا للمدرسة

انستطع استبداله ب الى المدرسة؟

وصمت إلى العشاء ( للعشاء ؟؟)

ولكن : صمتُ للهِ: لكَ صمت.( الى الله)

لله ما في السموات وما في الأرض

وقمنا للمعلم اجلالاً

وأنتَ أهلٌ لهذه المهمة؟!

اجتمعنا لمناقشة المنهاج

وهذا اللجامُ لهذا الفرس

والاجتهاد ضروري للنجاح

إن أبغض الحلال إلى الله الطلاقُ

ما أشد حبي له. افيجوز أن نقول إليه؟!

ومن انصاري الى الله

وهذا القول فيه تعميم خاطئ، فالقصد هنا اللام عندما تكون عاملة وجارة كما في المثال المذكور. في حين يدل استعمال الى على أن المسافة المكانية قد انتهت عند الكلمة، ويلاحظ أن الاسم المجرور يدلُّ على مكان.( المدرسة)

ولكن في حالات انتهاء الغاية الزمانية ، أي أن الوقت الزمني قد انتهى عند الكلمة، كقولك: درستُ الى أذانِ العصرِ ، فلا يجوز. وفقط في حالة واحدة يجزم النحويون استعمالها بمعنى اللام ، أي لو وضعنا اللام مكان إلى لسدت مكانها، وذلك كقولك: تركتُ الأمر إليكَ . أو لكَ.

واللام عندما تفيد السببية والتعليل كقولك: اجتمعنا لمناقشة المنهاج: فهل يجوز قولنا اجتمعنا الى مناقشة المنهاج. واللام عنما تفيد الملكية: اللجامُ للفرس ، فهل يجوز اللجام الى الفرس؟ والكتاب لأخي.

ولكن اللام كما ورد في كتب اللغة لها أكثر من ثلاثين معنى متداخلة ومتشعبة، وهي أقدم حروف الجر استعمالاً.

من معانيها -الاستحقاق، نحو ((الحمد لله)) 2-الاختصاص، نحو: ((السرج للفرس)). 3-التملك نحو: ((الكتاب لزيد)). 4-التمليك نحو ((وهبت لزيد كتاباً))

فهل يجوز استبدال اللام بإلى فنقول: السرجُ الى الفرسِ ، أو نقول: الكتابُ الى زيدٍ، ولكن يمكننا تجاوزاً القول وهبتُ الى زيدٍ كتاباً.

وقولهم : أحبَّ لغيركَ ما تحب لنفسك، وقول امرئ القيس في معلقته: ( ويومَ عقرتُ للعذارى مطيتي).

وعندما يكون معنى حرف الجر إلى بمعنى ( عند) يجوز استعمال اللام : ربِّ السجنُ أحبُّ اليَ : بمعنى أحب عندي : أحبُّ لي

ولكن: أبغض الحلال إلى الله الطلاقُ : فلا يمكننا قول : للهِ.

واستعمال للمدرسة معناه إلصاق شيء بالمدرسة، وليس الذهاب اليها. كأن تقول لي ولك وللوطن : فهل يستوي القولان: كتبتُ للوطن. وكتبتُ الى الوطن، وكتبتُ للطالب ، وكتبتُ الى الطالب. وقولنا : ما أشد حبي له. افيجوز أن نقول إليه؟!

والقول الصحيح هو أن توافق اللام والى يكون فقط عندما تتضمن الى معنى الإلصاق: كقولنا: ذهبتُ الى البيت .

1. أنظر: دلالات حرف الجر « إلى »- جلال الدين السيوطي

2. “التحفة الوفية بمعاني حروف العربية”،السفاقسي،

3. القاموس المحيط

فالحرف إلى

إلى ” لم يعط أي دلالة في نفسه سوى القيام بوظيفة الربط بين الفعل والاسم ، وإيجاد النسبة بينهما ، حيث إننا من خلال استعمال الحرف السابق استطعنا أن نفهم أنك انتقلت وسرت من مكانك الى مكان آخر هو المدرسة ، وأن الشام كانت نقطة الانتهاء .

تكون وظيفة (إلى) بحكم محصلة خصائص أحرفها ومعانيها: ((إلصاق حكم فعل لازم- بمفعول به، على ظهور ووضوح بفاصل زماني- مكاني)) نحو: ((ذهبت إلى البيت))، يعني إني ذهبت جهاراً (للهمزة) حتى اتصلت بالبيت (للام)، بفاصل زماني- مكاني، (للألف المقصورة). أما إذا لم يكن الذهاب جهاراً، فيجب إضافة (خفية أو تسللاً..).

وقولنا : قمتُ للمعلم … فهل يصحُ استبدالها ب قمتُ الى المعلم

((والأمر إليك)). ولكن (إلى) هنا، هي لانتهاء الغاية، وذلك بتقدير: ((الأمرُ منته إليك)). وهي أبلغ من معنى (اللام) اللاصقة، وأكثر تعظيماً وتكريماً للمخاطب من قولنا ((والأمر لك)).

وفي قوله تعالى:

(فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) أفيصح أن نقول لهم بدلاً من اليهم.

تعليق واحد

  1. إنّ اللغة العربية واسعة وغنيّة جداً وإستِعمالات حروف الجر متنوّعة وأغلب الحروف لها

    خصوصيّتها في ألإستعمال ..

    ولكن أيضاً هناك حالات كثيرة يتوحدُ بها إستعمال حرفين ويصح إستعمال أحدهما مكان ألآخر ،

    كما في حالة الحرفين : أللام -لِ وإلى ويوجد حالات لايُستساغ هذا ألإستعمال ،

    فتكون اللام معبّرةً أكثر من إلى في بعض ألإستعمالات وتكون إلى معبرةً أكثر في البعض

    ألآخر ، ولا يوجد ضبط نحوي واضح لهذا ألأمر ..

    وللذائقة والجمالية هنا اهميّةٌ ولنأخذ مثلاً عبارتي ألّتي إستعملتُ بها الحرف إلى في

    عنوان قصيدتي ( لم أعُدْ أهلاً إليكَ ) أفلو قلنا : لم أعد أهلا لكَ فأيُّهما أجمل .. وايّهما

    أكثر شاعريةً وموسيقية ..؟

    من الواضح أنّ ألإستعمال ألأول -لم اعد أهلاً إليك هي ألأجمل وهي الّتي تتساوق شاعرياً

    وموسيقيّاً مع أبيات القصيدة وهذا كان ألأساس في إستعمالها ،

    والخلاصة أنّه هناك حالات يصح إستعمال ألحرف -لِ مكان إلى ويصح إستعمال الحرف إلى

    مكان أللام ، وهناك حالات لايصح ذلك ،

    وللأخ سامي الشكر على الجهد الّذي بذله في البحث والتفتيش حول هذا الموضوع ،

    فنحن كلُّنا نسعى لخدمة أللغة العربية والقارئ العزيز *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة