في ذكرى الاسراء والمعراج : 47 عاما وما زال المسرى أسيراً
تاريخ النشر: 22/05/14 | 15:32تحتفل الأمة الإسلامية في أرجاء العالم مطلع الأسبوع القادم بذكرى إسراء النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى، هذه الذكرى العطرة التي ربطت بين أول بيت وضع للناس في الأرض وهو المسجد الحرام ، والمسجد الثاني الذي بني في الأرض وهو المسجد الأقصى.
هذه الرحلة العطرة التي وثقت وعمّقت عرى الارتباط بالمسجد الأقصى، هذه الرحلة التي أكدت أن القدس بوابة السماء، هذه الرحلة أكدت أن الأقصى عقيدة وعبادة ، هذه الرحلة تذكرنا بالبراق وديمومة وعظمة الرباط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
هذه الرحلة التي أم بها الرسول –صلى الله عليه وسلم – الأنبياء إماماً، هذه الرحلة التي أكدت ان المسجد الأقصى مقدس إسلامي خالص ، هذه الذكرى العطرة التاريخية تذكرنا دائما بأولى القبلتين وثاني المسجدين ، وثالث الحرمين التي تشدّ إليها الرحال.
لكن هذه الذكرى العظيمة تذكرنا بكل ألم بأن المسجد الأقصى ومدينة القدس ما زالت ترزح تحت نير الاحتلال الاسرائيلي ، و تذكرنا بأن المسجد الأقصى أسير بيد الاحتلال ، تذكرنا بما حل بالمسجد الأقصى ومدينة القدس من مصائب وويلات وجرائم ، وهي أكثر من أن تحصى.
فهذه مدينة القدس تعاني من الاستيطان الاسرائيلي، ومن هدم البيوت وترحيل وتهجير المقدسيين ، ومحاربة التعليم ، ومحاصرة الاقتصاد، وبناء جدار الفصل العنصري وخنق المدينة المقدسة وعزلها عن محطيها الفلسطيني وحتى المقدسي.
الاحتلال يحارب المؤسسات المقدسية بالإغلاق والملاحقة، ويلاحق شباب وأهل القدس ونشطائها ومحبيها بالاعتقال والابعاد والإرهاب ، ويحارب كل من ينتصر للقدس والأقصى، وكم من مجزرة ارتكبها ، سقط خلالها الشهداء و الجرحى وتبعها الأسرى، الذين ما يزالون في المعظم في قبضة السجان .
وعلى مدار 47 عاما بل وأكثر والاحتلال يحفر الأنفاق أسفل وفي محيط المسجد الأقصى ، ويُعمل خراباً وتدميراً للآثار الاسلامية والعربية العريقة ، ويبني المشاريع التهويدية في القدس وحول الأقصى .
وهو هو يصعّد من عمليات الاقتحام والتدنيس للمسجد الأقصى ، ويسعى الى تنفيذ مخطط التقسيم ، طمعاً بالوصول الى بناء هيكل أسطوري كذّاب على حساب المسجد الأقصى ، ويلاحق المصلين والمرابطين الذي يتصدون لكل مخططاته.
وما فتئ الاحتلال الاسرائيلي يعتدي على المقدسات الاسلامية والمسيحية على حدٍ سواء، ويحارب كل ما هو عربي وإسلامي في هذه المدينة المقدسة .
لكن وبالرغم من كل هذه الآلام والصعاب ، ما زال أهل بيت المقدس يواجهون الاحتلال بالصمود والتحدي ، ما زالوا يرابطون في المسجد الأقصى ، ويعتصمون في القدس ، شعارهم : إنا باقون ..
لكنهم في نفس الوقت يذكرون الأمة ، وخاصة في ذكرى الاسراء والمعراج قائلين: لا تتركونا نواجه الاحتلال وحدنا ، ويذكّرون الأمة أن المسرى ما زال أسيراً .. ينتظر صلاحاً جديداً !!