نقد وتحليل لقصيدة "أبكي معها "
تاريخ النشر: 06/01/12 | 10:49نقد وتحليل لقصيدة “أبكي معها ” للشاعر زهدي غاوي
القصيدة من ناحية المضمون هي تصويرية أي تنقل صورة تكاد تكون فوتوغرافية لحدث معيّن سواءً
كان حدثاً واقعياً أو متخَيّلاً ..
ويمكن القول أنّ نقل هذه الصورة –الحدث في القصيدة
جاء ناجحاً ،
لكنّ الشاعر إحتفظ لنفسه بسر وماهية هذا الحدث .. والّذي من المفروض أنّه محور القصيدة ..
والمتَّبع في مثل هذا النوع من القصائد التصويرية أن
يكشفَ الشاعر عن الحدث –محور القصيدة ليُشارك القارئ وجدانياً فيتماهى مع الشاعر ومع الحدث وهذا
هو ألأفضل والمطلوب طبعاً وهو تماهي المتلقّي مع
النّص ومع صاحب النّص ..
وهكذا كان في قصيدتي ( لم أعد أهلاً إليكَ) ، فهناك
كُشِفَ الحدث –محور القصيدة ، ولا يخفى أنّ ألاخ زهدي غاوي قد تأثّر بهذه القصيدة فحاك على منوالها ،
وهذا أمر لايضيرُ الشاعر ولا قصيدتَه فمن الطبيعي أن
يتأثرَ شاعر معيّن بقصيدة لشاعر آخر أعجبته،
لكن من الواضح أنّ الأخ زهدي قد تخيّل الموضوع كلَّه
من خياله وهذا يفسِّر لماذا لم يكشف للقارئ عن الحدث المركزي –محور القصيدة إذ أنّه لم يكن هناك حدث أصلاً. وهذا أيضاً لا يضيرُ الشاعر، إذ الشاعر يمكن
أن يتخيّل أي موضوع ويكتب عنه .. إلاّ أنّ الواقع يكون دائماً أصدق ،
أماعن الناحية اللغوية والصّياغية في القصيدة –أبكي معها –
فالعِبارات سلسة وعَفَوية ومتسلسلة لتُؤدي الغرض
التصويري . إلاّّ أنّ هناك تعابير بسيطة إلى درجة
الركاكة –بمعنى أنّها قد تكون غير مناسبة للإستعمال
الشِعري ، والقصيدة من ناحية البناء هي من الشِعر
المُرسل أي غير الموزون ، ولا خلل في ذلك بحد ذاته
لكنني أجدُني مضطراً إلى أن أُشير إلى بعض الهِنات
والأخطاء اللغوية الّتي وردتْ في القصيدة ، فوظيفة النقد البنّاء ليس التقريظ المفرط والتهويل ألّذي يدخل
في باب التّجارة والعلاقات العامة أو باب ( علّق لي تأعلق لك ) ، وهذا النوع من (النقد) أو التعليق يضر
بصاحب النّص نفسه .. ولكنّ كشف الهنات –ألأخطاء
يفيد صاحب النّص ويفيد القارئ والمتابع ،
في الشطر الخامس من القصيدة وردت كلمة حدقيها –
والصحيح حدقتيها إذ أنّ للعين حدقة وليس حدق،
في الشطر 14-ولرد التعبير –لأُفضي همومي وهذا خطأٌ والصحيح
لأفضي بهمومي لأنّ الفعل أفضى لازم ولا يتعدّى
إلاّ بحرف الجر( بِ )
في الشطر 15 –ورد التعبير : تجرح ما يدور بخلجي
وهذا تعبير به خطآن : فكلمة خلجي هي خطأ وغريبة وشاذّة
ويظهر أنّه إلتبس على الشاعر بكلمة خلدي إذ التعبير
المعروف والصحيح هو : ما يدور في خلدي
أما الخلجات فتستعمل في حالة الجمع فنقول :
خلجات النفس
أو خلجات القلب
ومفردها :خلجة وليس خلج
اما كلمة جرحت هنا فهي غير مناسبة والأصح
بعثرت أو محت أو أضاعت ..
والتعبير ( إنهملت كالطوفان ) مبالغة شديدة –لا لزوم لها لأن الدموع لا يُمكن أن تكون طوفان ولا حتّى سيل
والأفضل أن يقال كالمطر ،
وعليه فأنا استغربُ كيف لم ينتبه ألاخ –د-سامي إدريس
لهذه ألأخطاء الصارخة مع أنه أشغل نفسه ثلاثة أيّام
وهو يفتشُ في القاموس المحيط وفي لسان العرب
على إستعمال ( أهلاً إليكَ) في قصيدتي –لم أعد أهلاً إليكَ – . خاصّةً وأنّه قام بالتعليق على قصيدة –أبكي معها – فلو أني لم أرَ تعليقه عليها لما ذكرته بهذا
الصّدد .
وأخيراً أتوجّه للأخ زهدي غاوي ليتقبل هذه الملاحظات
الّتي هدفها التصحيح وليس ألإلغاء ، فللقصيدة أيضاً
جماليتها ودراميتها المُؤثِّرة .. فمنظر البكاء معاً في
نهاية القصيدة يظلُّ عالقاً في ذهن القارئ *
وتقبّل تقديري ومودّتي .
مرة اخرى ،اشكرك على نقدك البناء ولي الفخر دائما ان اكون تلميذا لتلامذتي ،واعلمكم سيدي العزيز الذي اقر له انه شاعر وناقد كبير وله مكانة في فؤادي وكل تقدير ،اعلمك ان جميع ما ذكرت اعلمه جيدا ولكن الامر لحاجة في نفس يعقوب .
اما عن القصيدة التي ذكرتها (لم اعد اهلا اليك) وتقول انني قد تأثرت بها .اقول لك سيدي واقسم لك انني لم اسمع بها ولم اقرأها بتاتا الا من خلال نقدك .(طبعا ولي الشرف الكبير ان اقرا قصائدك) .انما لربما الصدفة في تطابق الافكار حد بعيد .
ألاخ الشاعر زهدي غاوي : تحياتي الاخوية
نقدي وتحليلي للقصيدة كان من باب الإفادة العلمية ..
بالنسبة لقصيدتي .. لاداعي للقسم لانّ ما إعتقدتُهُ وقلتُهُ عن إمكانية التأثُر أو عدمه .. لا
يعتبر تُهمة ..
فكُلنا يتأثر بما يقراُ وكلنا يغترفُ من مخزونه الثقافي
وأنا لااكتب نقداً وتحليلاً لكل من يكتب ..
تقبل مودّتي وإحترامي .