لا تتقمص شخصية غيرك

بقلم حسين الشاعر – شفاعمرو

صدق المثل القائل أن العملة الحديدية من وجهين، حيث تقال في مناسبات مختلفة لأشخاص يلعبون على حبلين بوجهين متناقضين، لإظهار النية الباطنة ولكن جوهرها كمظهرها تمثيلية، أن تقمص شخصية الغير أصبحت مرضاً قاتلاً وفتاك في أيامنا هذه، حيث تكثر فيها المجالس أو “الدواوين” في بلداتنا العربية، ويحاول البعض أن يركب موجة الحوار وأن يقلد ذلك الزعيم، أو رجل الأعمال، ويبدأ للأسف بخلط أوراقه بلسانه كأنه عنتر زمانه، وسرعان ما يصبح صاحب القرار بترحيب من الأصدقاء وحتى من أصحاب القرار.

الناس بشكل عام لها ميول متنوعة ومواهب وقدرات وطاقات، وكم مرة سمعنا شعار الإنسان المناسب بالموقع المناسب، ولكن تبقى الشعارات حبر على الورق، يحاول البعض أن يتقمص تلك الوظيفة، ويتقمص صفات الآخرين ويسرق من تحت قدميه السجادة من حيث لا يدري.

لهؤلاء نقول الذوبان في غيرك انتحار، وسيؤدي للهلاك، وإن التقليد الأعمى والتمثيل سيظهر الحقيقة في الوقت المناسب، فالانصهار المسرف في شخصيات الآخرين محاولة للانتحار.

لذلك عليك أيها القارئ أن تتعامل مع الآخرين كما تحب أن يتعامل معك بمحبة واحترام، وأن تعرف قدراتك وحدود الكلام،لأنه صدق من قال” زينة الإنسان العقل واللسان، وابتعد عن الحيلة والتمثيل بل تحدث بصدق وشجاعة وبثقة، لأن ثقة الناس فيك مثل ثقتك بنفسك.

إذاً اختلاف صفات الناس ومواهبهم واختلاف ألسنتهم وألوانهم هذا يعني أن نتعامل مع الإنسان كإنسان، مهما كانت ديانته وعقيدته، فالتكبر من كبائر الدنيا، والتعالي من صفات النفوس المريضة، فالرضا كنز بما تملك من عطاء وموهبة فأستثمرها ونمها وأنفع بها، وتعامل مع نفسك طبيعياً ولا تتقمص شخصية غيرك ، وإلا ستهلك ومصيرك الضياع.