قصص وأحاديث و"طبخاتٌ".. في بيوت العزاء!
تاريخ النشر: 08/01/12 | 7:26ان المراقب مؤخراً لحال المآتم وبيوت العزاء سيرى فارقا بسيطاً بين مظاهر الحزن على المتوفى ومظاهر الأفراح خاصة في اليومين الثاني والثالث بغض النظر عن معازف الفرح والموسيقى .وكثيراً ما نرى ان بيت العزاء اصبح مكاناً لملقى لقصص واحاديث بعيدة كل البعد ان هدفه الاساسي , وخاصة بعد مرور اليوم الاول .
يفتح بيت العزاء ليومين او ثلاثة بالكثير . اليوم الاول يغشاه الحزن والبكاء وفي اليوم الثاني والثالث او حتى وقت “الختمة” تبدأ القصص والحكايات ووصفات الطبخ وكل ما يخطر على البال من مواضيع، ولا يذكر سيرة المتوفي والمتوفاة إلا ساعة دخول المعزين : ” رحمه الله ” . وعند مغادرتهم : ” عظم الله أجركم “.
ان التعزية سنة مستحبة سنها الرسول عليه الصلاة والسلام بغرض مواساة أهل المتوفى وحثهم على الصبر على المصيبة التي حلت بهم ولا تزيد عن ثلاثة أيام لأن الأغلبية سيكونون قد هدؤوا بعد هذه الأيام فما من داع لإعادة فتح الجروح، كما جاء في السنة قول الرسول صلى الله عليه وسلم “لا يحل لأحد أن يحدَّ على أحد فوق ثلاث إلا المرأة على زوجها فإنها تحد أربعة أشهر وعشراً”. و إذا كانت زيارة أهل المتوفى تسبب ضيقاً أو حرجاً لأهله بسبب طول البقاء أو تكليفهم ما لا يطيقون تنقلب السنة معصية .. كما أن الزيارة مخصصة لتقديم المواساة وليست اجتماعا للقيل والقال .. ولا يوجد ما يدلل في السنة عن وجوب ترك الأعمال للجلوس ساعات أو أيام لاحتساء القهوة وتناول التمر، وهذا للأسف ما يحدث في مجتمعنا..
وفي مظهر آخر نجد أهل المتوفى يقيمون ولائم من طبخات وتشريفات متنوعة وقت الختمة وهذا مخالف لسنة نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حيث حثنا على مراعاة مصاب العائلة وإحضار الطعام لهم بقوله يوم وفاة جعفر: ” اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم ما يشغلهم” , كما أن سماع القرآن في بيت العزاء لا بأس به في حال أنصت له الموجودون، اذ قال تعالى : ” إذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ” ولكنه ليس فرضاً واجباً . أما عن ظاهرة وجود الدعاة أو الخطباء فلا حرج فيها إذا ما كان المتكلم متمكناً.
فما بال أمتنا .. اتخذت من بعض بيوت العزاء مقاهي .. وجعلت وجبات الغداء فيه واجبةً ومدعاة للتفاخر بين الأقران؟! .. بل وتعدَّت هذا فجعلت منه معرضاً للعرائس حيناً فتأتي الصبايا للمواساة ولا داعٍ لقدومِهنّ أصلاً طالما سدّ مكانَها الكبارُ، وأحياناً كثيرة أخرى أضحت فيها بيوت العزاء ملعباً للأطفال فما أصبح المار يميز بين الفرح والترح الا بزينة الفرح.
من صديقة الموقع “ريما”
صدقت يا اختاه بارك الله فيك
بوركت الله يسمع منك وييصلح الناس
صدقت كل الصدق والله. أتمنى أن الناس تلتفت الى ذلك الزيغ عن سنة الهادي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام. ولعل كلامك يقع في نفوس أصحاب التغيير من اعزاء مجتمعنا.
مجتمعنا أصبح مليئاً بالعادات السيئة التى ينسبها الناس، جهلا وإفكا، الى ديننا الحنيف. فما يحدث في دور العزاء هو كذلك، وما يحدث في الأعراس، و “طبخة رمضان” قبّح الله من أتى بها من عادة. والكلام عن ذلك يطول، وكفانا ذكرى قول الله عزّ وجلّ: ” ألهاكم التّكاثر، حتّى زرتم المقابر…”
تقديم التعازي لأهل المتوفّى/المتوفّاة عادة حميدة، ولكن تحويل
بيت العزاء إلى “مقهى” أو إلى ملتقى للقال والقيل أمر مكروه!
في رأيي: لا مانع من حضور النساء لتقديم التعازي بدون المبالغة
في المظاهر…