خربشات على المرآة 3 الدقيقة الخامسة والتسعون
تاريخ النشر: 25/05/14 | 23:13علمتني مباراة دوري أبطال أوروبا شيئا كنت اعرفه حق المعرفة لكنني لم أتوقعه بالمرة وهو أنها تلعب طوال تسعين دقيقة (أو 95 دقيقة) في حالة الأمس… وبالتالي لا يمكن حسم النتيجة إلا مع صافرة الحكم.. وكنت قبل ثلاث دقائق من النهاية قد باركت في بوست سابق نشرته من خلال صفحتي المفسبكة لبطل الدوري الاسباني اتلتيكو مدريد ببطولة القارة الأوروبية وظننت ان العاشرة قد تلاشت من أمام أنظار عشاق الملوك، غير أن الدقيقة الأخيرة من وقت التمديد كانت أجمل ما يمكن أن يكون في مباريات كرة القدم… الإثارة، التشويق والأمل الذي لا ينقطع أبدا..
حتى الدقيقة الخامسة والتسعين….
لم أكن اعرف مقدار عبارة حتى الدقيقة التسعين إلا عندما ارتفع لاعب ريال مدريد سيرجيو راموس بالقفز عاليا عاليا فوق العشب الأخضر في لشبونة ليحقق التعادل في المباراة التي كادت تنتهي بنصر كبير لبطل الدوري الاسباني فكانت الدقيقة الثالثة أو الرابعة والتسعون لكي يكون هناك تعادل وبالتالي تمديد.
وقت التمديد الذي هو عبارة عن نصف ساعة كانت سهلة بالنسبة لملوك مدريد وذلك لان الخصوم كانوا منهكين تماما.
وكانت الأهداف التالية تحصيل حاصل ليس إلا خاصة مع التغييرات الخلاقة التي قام بها المدرب انشلوتي البارع في صفوف فريقه المهزوم فادخل كلا من ايسكو صاحب القدرات الفنية الجميلو ومارسيلو البرازيلي الذي زود الهجوم بجرعات هامة من الاندفاعات والرفعات المنعشة مثل حقن الطاقة التي من الممكن ان توخز في شرايين الشخص المريض.
وإذا تحدثنا عن المدربين فلا بد من كلمة لصالح المدرب الاتليتي دييجو سيميوني الذي أقول له “ما بوقع إلا الشاطر”، فالرائع المبدع دييجو سيميوني والذي استشاط غضبا من قرار الحكم تم يد المباراة بمدة زمنية طويلة حسمت النتيجة خلال وقت التمديد اقترف غلطة قد تكون غلطة واحدة توازيها وتضاهيها وهي غلطة الحارس المجيد كاسياس.
سيميوني قرر حسب توصيات الجهاز الطبي إدخال رأس الحربة الفتاك دييجو كوستا المصاب لمي يلعب في مستهل المباراة وهذه غلطة قاتلة فكوستا الذي تعالج عند الساحرة الصربية بعلاج خاص يعتمد على مشيمة الحصان لم يكن من المفروض ان يلعب أصلا. وبالتالي اضطر المدرب سيميوني لتغيير كوستا في وقت مبكر ويخسره في وقت التمديد.
أما غلطة الكبير كاسياس فكانت ان تدخل شباكه كرة نطحت في الشباك الريالية بصورة غريبة عجيبة لا تقلل ولا تنتقص من المجد الكبير والرصيد التاريخي الذي حصله، لكنها غلطة لا تغتفر لهذا الحارس الذي راحت الجماهير تطالب بإعادته بدلا من لوبيز في مباريات الدوري.
اتلتيكو كان يستحق الفوز بعد ٤٠ عاما من الوصول للمباراة الختامية في حينه دون إحراز اللقب المنشود، وها هم يخفقون هذه المرة، لكنهم يثبتون للجميع وبدون ذرة شك بأنهم من خلال ميزانية متواضعة للغاية يستطيعون الفوز بلقب الدوري والمنافسة لغاية اللحظات الأخيرة من اجل تحقيق نصر دراماتيكي في دوري الأبطال الأوروبي الكبير.
الريال يفوز بالبطولة العاشرة وان لم يتلقوا مقابل لعبهم العلامة العاشرة لكن جاريث بيل الذي فكك الخصوم وفتتهم فانهاروا تماما بعد الهدف الثاني الذي سجله بنطحة تتوج هجمة رشيقة ودراماتيكية من رجل المباراة دي ماريا يثبت للقاصي والداني بان كل الملايين التي أنفقت من اجل استجلاب الويلزي النفاثة لعاصمة اسبانيا لم تذهب هدرا بل حققت لهم لقبين كبيرين هما الكأس الاسباني وبطولة أوروبا.
وكيف لا نقول كلمة بحق رونالدو المصاب الذي لم يقدم مباراة كبيرة لكنه سجل هدفا إضافيا يجعل في مخزونه ١٧ هدفا محطما كل الأرقام القياسية السابقة في هذه البطولة التي لا تقل حلاوة وأناقة وإثارة وأهمية عن بطولة كاس العالم التي سنستقبلها في القريب.
غريب كيف سنقضي الفترة القادمة حيث نشاهد اصطفافات غريبة فعلا في المنتخبات المختلفة..
بقلم: نادر أبو تامر