أبو فريد الشاعر الغِرّيد
تاريخ النشر: 10/01/12 | 4:10يا أبا فريد، أيها الشاعر المعطاء . أيها الشاعر الفريد الغِرّيد
إنك في هذه القصيدة “يا للعَجَب” ( الوادعة) القصصية تأتي على صهوة جوادك الأصيل لتروي لنا من مشاهدتك في أرض النقب الصحراوية قصة رمزية لطيفة ، قصة ريحانة وأرجوانة وأقحوانة، وقد وضعت كلمة الوادعة بين قوسين لأن القصيدة تبدو لأول وهلة وادعة هادئة ، ثم ما تلبث أن توصل رسالة أخرى مغايرة كلياً لعالم الوداعة لتروي لنا بأسلوبها الرمزي قصة الاستيطان الطفيلي في أرض النقب:
زهرتان إتفقتا
أرجوانةٌ وأقحوانه
على قهرِ ريحانه
وعلى ذات السَّبَب
تسلبانِ ماءَها
وتلتهمان غذاءَها
لِتُصبحَ الريحانةُ
بين ليلة وضُحاها
مثلَ الحطَب
ريحانتك سوف تقاوم المناخ الصحراوي وستصمد بإذن الله. ولكن من يسلبها الماء والغذاء لا يكون اقحوانة او ارجوانة كما ورد في القصيدة، بل يكون نباتاً طفيلياً يمتص دماء النبات الذي ينبت حوله وفي جذوره ويعيش على حسابه، وذلك مثل الهالوك الذي يتطفل على جذور نباتات الفول وعباد الشمس و الحامول الذي يتطفل على سوق نباتات الكتان .
فلو استعملت كلمة الهالوك والحامول الجبارين ضد الريحانة المسكينة التي سلبتها الطبيعة حق المقاومة والرفض والقدرة على ذلك ، لأدى ذلك المعنى أوضح أداء. هكذا أرى أنا على الأقل . فإن شئتَ خذْ برأيي وإلا فتبقى الأقحوانة والأرجوانة زميلات مقربات للريحانة.
ليس كالهالوك الذي اسمه يدل عليه.
ولكن ، مع ذلك، فقد وصلت رسالة قصيدتك الى القارئ بسلاسة كلماتها وقوافيها وجمال معانيها، واطلالتك المشرقة الحانية عليها.
ثم تأخذك الحماسة فتقوم باقتلاع الاقحوانة والارجوانة، كيف استطعت ذلك دون مساعدة البلدوزرات والجرافات.
ألا تروا معي أيها القراء الأعزاء أن القصيدة تأخذ أبعاداً عميقة لا يستهان بها ، وأنها تؤدي رسالة بعيدة الأهداف
فإلى الأمام يا أبا فريد ، والله يعزكَ ويقويكَ فتستطيع يوماً ما اقتلاع الاحوانة والأرجوانة ، الهالوك والحامول.
فاشْتدَّتْ حماستي
وأمَرتني شجاعتي
أن أقتلع الاقحوانة والارجوانه
وازرعهما بعيدًا عن ريحانتي
تحت كومةٍ من حطبِ العِنب
لك مني أجمل التحيات والدعوات بالصحة والعافية ودوام هذه الابتسامة الطيبة.
[…] […]
ولكما مني أجمل التحيات على القصيدة يا للعجب وعلى التحليل والطيب المعطر الذي رشه الدكتور سامي ادريس عليها
أشكرك من القلب يا أستاذ يوسف، وعطّر الله أيامك بالمحبة والخير.
أبو فريد يستحق كل خير