اقتحام المسجد الأقصى وسط اعتداءات وتوتر شديد

قالت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” في بيان لها الثلاثاء 27.5.2014 إن أكثر من 60 مستوطناً اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، يتقدمهم عدد من الحاخامات، وسط حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة في الاقصى، فيما تعالت أصوات مئات المصلين وطلاب مصاطب العلم الذين تواجدوا وانتشروا في المسجد الأقصى، فيما ذكرت ان عدد المقتحمين قد يزداد خلال اليوم.
هذا وقام قوات الاحتلال بالاعتداء على عدد من طلاب وطالبات مصاطب العلم، بعد أن حاول عدد منهم التدخل لمنع اعتقال أحد الطلاب من قبل قوات الاحتلال بالادعاء وتهمة التكبير.
وشهد المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الباكر تواجداً مكثفا لقوات التدخل السريع عند مداخل المسجد الأقصى، وفي أزقة البلدة القديمة، وذلك كجزء من تحضيرات الاحتلال اليوم وغداً، بمناسبة ما يطلقون عليه “يوم يروشالايم- يوم القدس”توحيد شطري المدينة”.
وكانت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” قد أصدرت يوم أمس بياناً حذرت فيه من مخططات لاقتحام الأقصى واستباحة القدس خلال يومي الثلاثاء والأربعاء قالت فيه:” إن منظمات عدة في الاحتلال الإسرائيلي دعت عبر حملات اعلانية ومواقع التواصل الاجتماعي ” الفيسبوك” الى اقتحام وتدنيس الأقصى يوم الأربعاء 28.5.2014، على مرحلتين صباحية وما بعد الظهر، كما ودعت هذه المنظمات الى إقامة رقصات وشعائر تلمودية في المسجد الأقصى، كنوع من الاحتفال منهم بما يطلقون عليه “يوم يروشالايم- يوم القدس”- الذي يوافق يوم الاربعاء- أي ذكرى استكمال احتلال القدس والمسجد الأقصى، يأتي ذلك في وقت وضع الاحتلال الاسرائيلي وأذرعه التنفيذية برنامجاً مكثفاً ومتنوعاً يستبيح القدس المحتلة، يومي الثلاثاء والاربعاء، من أبرزها مسيرة ضخمة تنظم عصر يوم الأربعاء 28.5.2014.
من جهتها أكدت “مؤسسة الأقصى” أن القدس ستبقى إسلامية عربية، وإن وقعت بيد الاحتلال الاسرائيلي مؤقتاً، فهذا الاحتلال باطل وهو الى زوال، كما زالت عنها كل الاحتلالات السابقة والغاشمة، وستعود القدس خالصة إسلامية عربية، كما وأكدت المؤسسة بأن المسجد الأقصى، كل المسجد الأقصى، هو حق إسلامي خالص للمسلمين وحدهم، وأن الرباط الباكر والدائم، ومزيد من شدّ الرحال الى المسجد الأقصى، وتكثيف التواصل مع المسجد الأقصى، سيظل دائما، وفي كل وقت وحين، هو المطلب الحثيث، الى أن يهيئ الله سبحانه وتعالى الأسباب لإنقاذ وتحرير المسجد الأقصى.
وأفادت “مؤسسة الأقصى” أن منظمة الهيكل المزعوم ومنها منظمة “هليبا” – التي يقودها الحاخام والناشط الليكودي” يهودا جليك”، دعت الى اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى يوم الاربعاء تحت شعار ” في يوم القدس نصعد الى “جبل الهيكل”- المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى”، فيما دعت حركة ” ام ترتسو” – (حركة يهودية طلابية جامعية تنشط في شؤون اقتحامات المسجد الأقصى، وتتعاون عادة مع حركة ” لفي”- حركة طلابية جامعية تابعة لحزب الليكود”)- الى اقتحام المسجد الأقصى بعد ظهر يوم الأربعاء، وتنفيذ جولة في انحاء متفرقة منه “، وأشارت المؤسسة أن عددا من هذه المنظمات دعت بشكل واضح الى اقامة مراسيم احتفالية ورقصات وشعائر تلمودية في رحاب المسجد الأقصى، وقالت لقد أدينا شعائر سابقة في “يوم يروشالايم” في المسجد الأقصى، الأعوام الماضية،وسنعاود ذلك في هذا العام.
وكانت “مؤسسة الاقصى ” قد افادت في بيان سابق لها أن الاحتلال سينظم مسيرة مركزية يوم الأربعاء القادم تنطلق من أماكن قريبة من خط التماس بين غربي القدس وشرقي القدس، وتخترق أزقة البلدة القديمة في القدس المحتلة، وتختتم بمهرجان راقص في ساحة البراق – أو ما يسميه الاحتلال باطلا بـ”ساحة المبكى”، وتتضمن المسيرة، فعاليات راقصة بالأعلام الاسرائيلية والتي عادة ما تترافق بترديد شعارات معادية للعرب والمسلمين، فيما تقوم قوات الاحتلال بإغلاق شوارع القدس ومداخلها، وكذلك تقوم بإغلاق كامل لشارع الواد وخان الزيت –في البلدة القديمة- منذ عصر يوم الأربعاء وحتى ساعات المساء المتأخرة.
وأضافت المؤسسة أن بلدية الاحتلال ومنظمات أخرى أعلنت عن برنامج احتفالي يومي الثلاثاء 27.5.2014 والاربعاء 28.5.2014 محوره فعاليات غنائية راقصة وصاخبة تمتد الى عمق الليل، فيما تنظم منظمات أخرى مسيرات وجولات صباحية ومسائية للطلاب وغيرهم في أنحاء مدينة القدس، وبالذات في منطقة الأسوار التاريخية وداخل القدس القديمة.
وتابعت المؤسسة، أن الحكومة الاسرائيلية تعقد جلسة احتفالية خاصة يوم الاربعاء، وسيكون احتفال رسمي إضافي،عصر اليوم في منطقة حي الشيخ جراح، في المنطقة التي يسمّيها الاحتلال “تلة الذخيرة”.
وقالت “مؤسسة الأقصى:” إن مثل هذه الاحتفالات التي ينظمها الاحتلال سنوياً بمناسبة احتلاله للمسجد الاقصى واستكماله لاحتلال القدس، إنما يذكرنا بالمأساة والمعاناة التي تمر به مدينة القدس، والمسجد الأقصى المبارك، ويذكرنا بجرائم الاحتلال واعتداءاته على القدس والأقصى، لكنه في نفس الوقت يدفع بنا الى تذكير الأمة بواجبها تجاه القدس والمسجد الأقصى المحتلّين، ودعوتهما الى تحرك عاجل لإنقاذهما من براثن الاحتلال الاسرائيلي “.