͏دعـﯡنـﮯ أصـْرُخ

أغْلَقَ أبـِي النَّوافِذَ وَقالَ :

– عاصِفَةٌ شَدِيدَة..إحذروا!

أمْسَكتُ يَدَهُ وأزَحْتُها جانِبَاً عَنْ طَرَفِ النَّافِذَة , فَتَحتـُها

بـِهُدوءٍ مُطْلَق , مَسَحَتِ الْرِّياحُ دُموعـِي بِقُوَّة .. تَمَنَّيْتُ

لـَوْ تَأخُذُنـِي مـَعها إلـى عالـَمِها الخاصّ !

تَمَنَّيـْتُ لـَوْ أكونُ مِثلَها ..شَدِيدَةً عـِنْدَ قـُدومِ الشَّتاءِ ,

هادِئَةً كَالنَّسـِيمِ العَلـِيل عـِنْدَ الرّبيع..!

صَوْتُها يـَلْفَحُ بـِقَلْـبِي وَيَضُمُّهُ بـِقَسْوَة , هَبَّتِ ﭐلـْرِّيـَاحُ

مـِنْ كـُلِّ الجَـوانِـبْ , تَلـْعَبُ بـِشَعرِي بـِنُعومَةٍ , فَتَطـِيرُ

مَعهَا لـَفْحَتِي وَالَّتـِي كـانَتْ تـَحمِيني مِـنَ ﭐلـبَرْد ..

وَتـَلتَفُّ عـَلى رَقَبتِي كأفعى تُريد دَفنِي ولا تُرِيدُ لَسْعِي !

تَطِيرُ مَعـﮩَـا أفراحـِي بـِدونِ أن تـُوَدِّعَني .. أو تَعِدَنـي بِلِقاءٍ

قَريب..تَمَنَّيْتُ لـوْ أنَّ ﭐلرِّياحَ لـَمْ تَكُن عاصِفَة , أو رِياح

مُـضافـَة إلى كَلِمَةْ ” شَديدَة ” !

..لـَوْ أنَّها تُرى ! , لَرَأيْتُ ما تَحمِلُهُ مَعها , لَرأيْتُ ما

تَحمِلُهُ معها .. رأيْتُ لـَفحَتِي ﯛلكِن.. لـِي عِوَضٌ عَنها ولكن مَن

يُعَوِّضُنِي عن افراحِي ..؟

وإبْتِسامَتي المَألوفـَة , وضِحكَتِي الَّتي أُعرَفُ بـِها ..؟

عـُرِفَ عنِّي كِتاباتِي المُتَفائِلَة دَوْماً .. لكِنَّنِي اليَوْمُ أُريدُ

خَرْقَ القاعِدة!

أُترُكونـِي أُعَبِّر ..أُتْرُكـوا قَلَمِي يُسَطِّرُ أحزانِـي ,, أُتْرُكوا

ما فـِي القَلْبِ يَـخْرُجُ بـِدونِ عَوْدَة !

أُتـركُوا قـلْباً وَضيعاً يَبْكـِي , ولا يَسْكُتُ لِمُجَرّدِ إعْطاءِهِ ”

الّلهايَة ” !

سأتَكــَلــَّــمُ ســَـأصـْـمُدُ .. ســأُعَبِّر..

لـنْ أيأَسَ بـَعْدَ الـْيَوْم , لـَنْ أتـرُكَ العـَثـَراتِ تـُنسيـِني مَـن

أنا .. نـَعمْ وبـِكـُلِّ كـِبْرِياء !

إنَّ الـمُؤمـِنَ لو أرادَ إقتلاعَ الجِبالِ لَإقتَلعَها .. سأكونُ مُؤمِنَه

حَـتّى أقتَلِعَ الجِبالَ , تـِلْكَ الـصُّروحُ الـمُؤذِيـَّة إلى

طَريقِ النَّجاحْ..

قـد أشعُرُ ولـكِنَّ شعوري أحياناً يـُخالِفُ الحـَقِيقَة..!

شَعَرتُ بـِاليَأسِ لكِنّي سَأنجَح !

شَعَرتُ بالتَّعَبِ وَلكِنّي سَأُكـْمِل ..

,

إنـَّها أنا دانِيَةٌ , كَما عَوَّدَتْكُم ..

بقلم دانية خالد صعابنة