وزارة الثقافة الفلسطينية تحتفي بالكاتب محمد علي طه
تاريخ النشر: 27/05/14 | 14:42وزارة الثّقافة الفلسطينيّة أول أمس الأحد بالكاتب والأديب محمد علي طه باستقباله وتكريمه في مبنى الوزارة في رام الله في لقاء ضم عدداً من الشخصيات الثّقافيّة والسّياسيّة والرّسميّة المتميّزة برز بينهم د.أنور أبو عيشة، وزير الثّقافة، والسّيد ماهر غنيم، وزير الأشغال العامّة، والسّادة محمد المدنيّ وسلطان أبو العينين وآمال حمد أعضاء اللجنة المركزيّة لحركة فتح، والسّيد موسى أبو غربيّة، وكيل وزارة الثّقافة، والكاتب يحيى رباح والكاتب عودة بشارات والشّاعر عبد النّاصر صالح والشّاعر عبد السّلام العطاري والكاتبة د.فاطمة قاسم والكاتب د.نافع الحسن والسّادة نبيل نوبانيّ وفاطمة الفقيه وفراس عبيد وعدد من المثقفين.
وافتتح اللقاء د.أنور أبو عيشة وزير الثّقافة مرحّباً بالكاتب الكبير وبالحضور ومشيداً بدور الأديب المناضل محمد علي طه في إذكاء الوعيّ الثّقافيّ والوطنيّ لدى الأجيال الفلسطينيّة من خلال إبداعاته القصصيّة والمسرحيّة والروائيّة التي استلهمت واقع الشّعب الفلسطينيّ داخل الخط الأخضر وفي الضّفّة والقدس وغزّة ومخيّمات اللجوء مؤكّداً أنّ هذا الإبداع الذي نعتزّ ونفتخر به شكّل جزء من الحلم الفلسطينيّ الذي بدأ يتجسّد على أرض الواقع. وأشار إلى دور محمد علي طه الوطنيّ في دعوته الدّائمة إلى الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة وإنهاء الانقسام وتمتين الجبهة الدّاخليّة الفلسطينيّة وتقويتها منعاً لأيّ اختراق للاحتلال.
وقال وزير الأشغال العامّة الأخ ماهر غنيم إنني فخور لأني أجلس وجهاً لوجه مع أديب كبير ومناضل كبير لطالما سمعنا به في بيروت ودمشق وتونس ونحن نخوض نضالنا الطّويل في سبيل العودة إلى أرض الوطن. وأضاف كنّا نشمّ من خلال قصصه رائحة الوطن وأزهاره البريّة ونتعرّف على أسماء المدن والقرى والبلدات والمواقع الأثرية التي دمرتها إسرائيل وخلّدها محمد علي طه في أدبه الوطنيّ الرفيع.
وقال الكاتب الرّوائيّ عودة بشارات: تكريم الكاتب القاصّ الرّوائيّ محمد علي طه هو تكريم لحركتنا الأدبيّة في البلاد فهو الوجه الأبرز في الحياة الأدبيّة بين جماهيرنا العربيّة الباقية في وطننا. ومن هنا أهميّة هذا التّكريم من قبل قيادة شعبنا الفلسطينيّ. وهذا التّكريم هو التّأكيد على التّلاحم بين فروع الشجرة الفلسطينيّة على تنوّعها الثّقافيّ المبارك. وأضاف: ما يميز أدب محمد علي طه أنّه على السّاحة الفكريّة، وهي المواجهة الأهم مع الصّهيونيّة، قدّم فكراً مقاوماً بقامة منتصبة ومتأججة وتسامح إنسانيّ متدفق. هذا التوجه عزّز مكانة شعبنا الفلسطينيّ في الجانب المشرق للشّعوب المناضلة من أجل الحريّة والاستقلال. أدب محمد علي طه هو مصدر اعتزاز وإلهام للتّقدميين والمناضلين لعالم أكثر عدلاً وإنسانيّة.
واستذكر الشّاعر عبد النّاصر مدير عام وزارة الثّقافة وعضو المجلس الوطنيّ الفلسطينيّ علاقته مع الكاتب محمد علي طه ودوره المميّز في رعاية المواهب الأدبيّة الشّابّة وتنميتها من خلال عمله في صحيفة “الاتحاد” ومجلّة “الجديد” حضن الثّقافة الوطنيّة ونشر وتعميم الثّقافة النّابضة بالجرح والحلم الفلسطينيّ وأضاف أنّ طه حافظ من خلال ما كتبه على الثّوابت الوطنيّة الفلسطينيّة وعلى رأسها حقّ العودة وتقرير المصير وإقامة الدّولة الفلسطينيّة المستقلة وعاصمتها القدس الشّريف. وقال إنّ محمد علي طه يحتلّ مكانه مميزة في قلوب الأدباء والمثقفين الفلسطينيّين في الدّاخل والخارج وفي وجدان أبناء شعبنا الذين أحبّوه وثمّنوا أدبه الراقي ومواقفه الوطنيّة. وأكّد الشّاعر عبد النّاصر صالح أنّ الأديب طه قيمة وطنيّة وقامة ثقافيّة شامخة وستبقى إبداعاته نبراساً لأجيالنا القادمة ولكلّ الشّعوب الباحثة عن حريتها وانعتاقها من القيود.
وقال الأديب يحيى رباح، سفير فلسطين السّابق في اليمن: الأديب محمد علي طه أحد أعمدة الثّقافة والإبداع الوطنيّ. وأكّدت إبداعاته على شرعيّة نضال شعبنا وصدق الرّواية الفلسطينيّة في مواجهة رواية التضليل والخداع الإسرائيليّ. وقد قرأنا له ونحن في الجمهوريّة العربيّة اليمنيّة وتعرّفنا من خلال كتاباته على الحياة الاجتماعيّة داخل الوطن. وأضاف نحتفي اليوم بأحد أعلام الثّقافة والأدب في فلسطين والعالم العربيّ الذي ناصر قضيتنا في كلّ ما كتبه.
وقال الشّاعر عبد السّلام العطاري مدير دائرة الآداب في وزارة الثّقافة: محمد علي طه من الأسماء اللامعة في تاريخ الأدب الفلسطينيّ، رسم الجرح والبسمة والألم والأمل وصوّر الحياة الفلسطينيّة النّابضة بالانتماء للوطن والهويّة الثّقافيّة الحضاريّة لشعبنا وسطّر ملاحم الصّمود التي يبدعها شعبنا في الدّاخل ضد سياسة الترانسفير والتمييز العنصريّ والاقتلاع وتزييف التّاريخ المشرق لشعبنا.
وقال الكاتب محمد علي طه أشكركم من صميم قلبي العامر بحبّ شعبي وبحبّ وطني على هذا الاحتفاء الدافئ الذي يمدّني بإكسير الإلهام لمواصلة الكتابة والإبداع، وأضاف: كانت الثّقافة الفلسطينيّة قبل ثورة شعبنا وبعدها في طليعة الفرقة الأولى للمواجهة والمقاومة وكان علينا نحن الذين بقينا منغرسين في تراب الوطن أن نقاوم الاقتلاع والتهويد والاضطهاد والهزيمة وأن نحافظ على هويتنا العربيّة الفلسطينيّة وأن نبثّ الأمل وحبّ الحياة وحبّ الإنسان في الذين بقوا أيتاماً على مـأدبة اللئام. كان علينا أن نكون ألف مستحيل كما قال شاعرنا الخالد وأن نحمل الوطن جبالاً وسهولاً وأودية وينابيع في قلوبنا وأن نحافظ على الحرف العربيّ في بؤبؤ عبن كل فرد منا، وقال: إنّ وزارة الثّقافة الفلسطينيّة هي الوزارة الخارجة عن سرب جميع الوزارات لأنها وزارة لكلّ الشعب الفلسطينيّ أينما تواجد وأينما كتب ورسم ونحت وغنّى وعزف ومثّل. وأعتبر هذا الاحتفال الجميل احتفاء بالكلمة الوطنيّة والثّقافة الوطنيّة التي أبدعها أدباؤنا وشعراؤنا وفنّانونا في الجليل والمثلث والنّقب. وهذا الاحتفاء يقول أنّ هذا الشّعب الذي يعاني من الاحتلال ومن العنصريّة ومن سفالة المستوطنين والذي يعيش أبطاله الأسرى في هذه الأيّام ملحمة وأسطورة الأمعاء الخاوية يجد فرصة للاحتفال بالحرف والكلمة لأنّه شعب حيّ وشعب ثقافة وحضارة ولأنّه شعب الحياة. أتمنى لشعبنا أن يحقق الانجاز الكبير الأول وهو إنجاز المصالحة الوطنيّة على طريق الانجاز الأكبر وهو إنهاء الاحتلال وإقامة الدّولة الفلسطينيّة وعاصمتها زهرة المدائن. واسمحوا لي أن أعبّر عن ثقتي وتقديري للنهج السّياسيّ والوطنيّ الذي يقوده سيادة الرئيس أبو مازن، هذا النّهج الذي وضع حكومة إسرائيل في الزّاوية وحقّق مكاسب جمّة في الدّاخل والخارج.
واستذكر الكاتب طه معاناة الكتّاب في الدّاخل في الخمسينات والستينات والسبعينات وكيف تثقفوا وأبدعوا وصمدوا ذاكراً عدداً من الأعلام مثل إميل توما وتوفيق زيّاد وإميل حبيبي ومحمود درويش وسميح القاسم وسالم جبران وراشد حسين وشكيب جهشان وطه محمد علي وسميح صبّاغ وصليبا خميس وعلي عاشور وغيرهم.
وفي نهاية الاحتفال دعا المناضل محمد المدنيّ عضو اللجنة المركزيّة لحركة فتح الحضور إلى وجبة غداء على شرف الضيف.