ندوة حول الربيع العربي في أكاديمية القاسمي
تاريخ النشر: 13/01/12 | 2:00ضمن النشاطات والفعاليات المتنوعة الثرية التي يدعو إليها قسم العلاقات العامة في أكاديمية القاسمي عقدت امس الخميس ندوة أدبية، بمشاركة نائب رئيس الكنيست غالب مجادلة والكاتب والصحفي انطوان شلحت وكان من المفترض أن تشارك في الندوة الصحفية سمدار بري، لكن مشاركتها تعذرت لاسباب طارئة.
افتتح الندوة د. رافع يحيى فرحب بالضيوف والمحاضرين والطلاب وتطرق إلى نشاطات الكلية في القضايا الجماهيرية والأكاديمية التي تخص وسطنا العربي، ثم دعا إلى المنصة رئيس أكاديمية القاسمي د. محمد عيساوي الذي تطرق بكلمة موجزة لقضايا تتعلق بالربيع العربي، من بينها أهمية دور المثقف خلال الربيع العربي وبعده، مبيناً أهمية الفكر في ثورات الشعوب حتى لا تضيع هذه الثورات، واختتم حديثه حول انحسار ثقافة الصمت أمام تقدم ثقافة الفعل والمبادرة والانتاج والبناء، ودعا في كلمته إلى تطوير ثقافة الحوار الجاد الأكاديمي حتى نستطيع أن نعالج قضايانا باسلوب عصري يتلاءم مع التطورات العالمية.
تلاه النائب غالب مجادلة الذي افتتح كلمته حول التصرف المخجل لعضوة الكنيست انستاسيا ميخائيلي، فقال إن تصرف انستاسيا ميخائيلي مبرمج ومدروس ومقصود. توقعت أن أرد عليها بعنف كلامي وربما أكثر من ذلك، لكنني ضيعت الفرصة عليها وعلى غيرها من ايقاعي بمثل هذا الفخ. كان ردي حضارياً يتلاءم مع عروبتنا وديننا الحنيف، وأضاف: أقول للأخوة الذين عاتبوني لأني لم أرد عليها بصورة أقسى بأنني لا أخاف من انستاسيا ميخائيلي أو من غيرها. أنا افتخر بردة فعلي وغير نادم على ذلك. واعتذار ليبرمان لا يعنيني لأنه لا يختلف عن انستاسيا.
وحول الموقف الاسرائيلي من الثورات العربية فعلق قائلاً: اسرائيل لا تعرف إلى أين ستؤول هذه الثورات، وهم لا يعرفون ما يدور هناك. هناك ضبابية، وأي محاولة للتنبؤ هي شكل من أشكال التنجيم. اسرائيل تهتم بمصالحها وكل شيء يصب بمصلحتها سترحب به، كما نوه أن هناك أيضاً خلاف فكري داخل الاقلية العربية في البلاد والعالم العربي، هل هو خريف عربي أم ربيع عربي؟! وأنا ارى أن هذا الربيع سيغير الكثير من مستقبل الشعوب العربية.
أما الكاتب انطوان شلحت فاعتبر الثورات العربية ثورات تسونامية وخلافاً لما ذكره مجادلة، قال شلحت أنا أرى أن الموقف الاسرائيلي الرسمي يعرف جيداً ما يحصل في العالم العربي خلال الثورات، لكنه من السابق لأوانه التنبؤ لما ستؤول إليه هذه الثورات، واستغرب شلحت من خوف البعض من فوز الحركات الاسلامية مضيفا أن المرأة ستتقدم ولن يؤثر فوز هذه الحركات في الانتخابات سلباً على الأمة، وفوزها ليس آخر الدنيا، وعلل فوزها بالانتخابات بسبب القاعدة الشعبية والتنظيمية التي تملكها منذ أربعين عاماً أو أكثر…وأضاف هذه الثورات لها نتيجتان، كسرت احتكار النظام العربي الدكتاتوري وكسرت احتكار النظام الاقتصادي من قبل السلطة. وعلينا أن لا نتغاضى عن ثورة البحرين. مفتاح التغير السياسي والاقتصادي في العالم العربي يكمن في الدول النفطية (دول الخليج) وهي حالياً لا تستطيع أن تنتج مشروعاً ثقافياً سياسياً تستفيد منه أمتنا العربية.
واتفق الضيفان حول مدى صعوبة قياس نتائج الثورات لأن ذلك يحتاج لوقت طويل، ولا يمكن تغيير واقع أليم طويل في ليلة وضحاها.
ودعا مجادلة إلى دراسة ما يحدث في العالم وتأثيره علينا كأقلية دراسة أكاديمية، غير عاطفية أو ارتجالية كي نستخلص العبر لأننا نعيش في مناخ له ظروفه الخاصة ولم يمنحنا طوال الوقت إلا أن نكون مواطنين من الدرجة الثانية. أما أنطوان شلحت فرد على مدى تأثير الأقلية الفلسطينية في البلاد بالربيع العربي بما يلي: إن الثورات اهتمت بفكرة الوطن والمواطنة وطرح هذا المفهوم، ونحن طرحنا هذه الأفكار ضمن طروحاتنا لكننا نحتاج لوقت طويل حتى نجني ثمار هذه المضامين.
اما فيما يخص الاقتصاد فقد اتفق مجادلة وشلحت على أن الأقتصاد الاسرائيلي تأثر بما يحدث في العالم العربي. ورفض شلحت مشاركة مواطني البلاد العرب في الاحتجاجات الاجتماعية في تل أبيب وغيرها لأن قضايا العرب تختلف كثيراً عن قضايا اليهود ، بينما اعتبر مجادلة هذه الاحتجاجات في تل أبب ما هي الا تأثير مباشر لما حصل في ثورات الربيع العربي.
بدوره تطرق انطوان شلحت لما يحدث في سوريا فوصف الوضع هناك بأنه بدأ كثورة أو انتفاضة شعب لكن بعد ذلك تغير كل شيء واستهدفت سوريا وهي الآن تتعرض لمؤامرة لأنها تنتمي لقوى الممانعة.
وفي القسم الثاني من الندوة أجاب الضيفان على أسئلة الحضور الذي اهتم كثيراً بالطروحات التي طرحت خلال الندوة.