نجاة 7 اسرائيليين بحادث السفينة التي غرقت في ايطاليا
تاريخ النشر: 14/01/12 | 14:25جنحت سفينة سياحية فاخرة قبالة ساحل توسكانا، ما تسبب فى حدوث ثقب بهيكل السفينة، ما أجبر نحو 4200 راكب منهم سبعة اسرائيليين ( ثلاثة ازواج وطفلة) على الهروب على متن قوارب نجاة إلى جزيرة قريبة صباح السبت، وقتل ثمانية أشخاص على الأقل، حسبما أفاد خفر السواحل الإيطالية.
وتم انتشال ثلاث جثث من البحر، حسبما أفاد قائد خفر السواحل فرانسيسكو باوليلو، مشيرا إلى أن هناك تقارير تفيد أن تسعة وستين آخرين لا زالوا مفقودين بعد جنوح السفينة كوستا كونكورديا إلى اليابسة فى جزيرة غيغليو قرب سواحل توسكانى فى ساعة متأخرة يوم الجمعة.
ونقلت مروحيات نحو خمسين شخصا كانوا عالقين على متن السفينة، بعدما فشلوا فى تحرير قوارب النجاة، حسبما ذكر باوليلو للأسوشيتد برس عبر الهاتف من مقر قيادته بمدينة ليفورنو الواقعة على ساحل توسكان.
وفى وقت مبكر من صباح اليوم، السبت، قال الراكب لوتشيانو كاسترو، وهو صحفى، للإذاعة الإيطالية الرسمية “كنا نتناول وجبة العشاء على متن السفينة عندما سمعنا ضوضاء صاخبة، كما لو كانت السفينة تجر شيئا ما.. انطفأت الأنوار وكانت هناك مشاهد من الذعر”.
وقالت مارا بارميجيانى، وهى راكبة أخرى على متن الرحلة البحرية- التى كان من المقرر أن تستغرق ثمانية أيام حول موانئ البحر الأبيض المتوسط- لوكالة أنسا للأنباء “بدا الحادث وكأنه مشهد من تايتانك”.
وذكر كاسترو أن بعض الركاب أخبروهم بأن بعض الأشخاص قفزوا فى البحر فى محاولة للسباحة إلى بر الأمان على صخور جزيرة جيغليو القريبة، بالرغم من أنه لم ير أحدا يفعل ذلك. وقال إنه التقى أحد الناجين على البر، وهو شاب آسيوى من طاقم السفينة، أخبره بأنه سبح حتى وصل إلى الصخور.
ومع اقتراب الفجر، كانت هناك عمليات بحث مضنية داخل السفينة، عن أى شخص ربما يكون عالقا بالداخل، حسبما أفاد باوليلو، وأضاف قائلا “لم يكن أحد يصرخ أو يطلب المساعدة، لكن لا يمكننا التأكد منذ ذلك حتى يكتمل التفتيش”.
وفى إشارة إلى جنوح السفينة كوكورديا على جانبها الأيمن، قال باوليلو “كانت هناك نحو ألفى كابينة، ولم تكن السفنية مستقيمة.. سأترككم أن تتخيلوا كيف كان رجال الإنقاذ يعملون وهم يتحركون بداخلها”.
وكان بعض أفراد طاقم السفينة على متنها لمساعدة رجال الإنقاذ التابعين لخفر السواحل فى تفتيش “كل ملليمتر” من السفينة، بحيب باوليلو.
ولفت باوليلو إلى أنهم لم يعرفوا بعد ما إذا كان القتلى من الركاب أو طاقم السفينة أوحتى معرفة جنسية الضحايا، وقال إنه لم يتضح أيضا عدد القتلى.
وأشارت تقارير إلى أن نحو ثلاثين شخصا أصيبوا، معظهم يعانى كدمات فقط، لكن هناك اثنان على الأقل فى حالة حرجة.
وفى السياق ذاته، قال باوليلو إنه كان يعتقد أن السفينة أبحرت بنحو 3206 ركاب و1023 من أفراد الطاقم.
وقفز بعض الركاب الذين كانوا على ما يبدو فى حالة ذعر- من السفينة، حسبما أفاد مسؤول حكومى توسكانا يدعى جروسيتو جوزيبى ليناردى.
وتحاول السلطات الحصول على قائمة بأسماء جميع الركاب وطاقم السفينة كوستا، حتى يتسنى تحديد المفقودين.
وقال مسئول خفر السواحل، متحدثا من مكتب كابتن الميناء بمدينة ليفورنو بتوسكان، إن السفينة “اصطدمت بعائق لم يتضح ما إذا كانت قد ارتطمت بصخور قبالة جيغلو، ليتضرر نحن خمسين مترا من جانبها الأيسر، ثم بدأت المياه تدخل السفينة”.
وقال قبطان السفينة باوليلو إنه حاول توجيه السفينة باتجاه المياه الضحلة قرب ميناء جيجليو الصغير، لتسهيل عملية الإخلاء عبر قوارب النجاة، لكن بعدما بدأت السفينة تميل على جانبها الأيمن، لم تكن عملية الإخلاء عبر قوارب النجاة مجدية. وأخذت خمس مروحيات- من خفر السواحل والبحرية والقوات الجوية- تنقل الناجين الذين كانوا عالقين على السفينة إلى بر الأمان. وتم الاستعانة بعضو من خفر السواحل لمساعدة الناس فى ركوب المروحية، حسبما أفاد الكابتن كوسيمو نيكاسترو، وهو مسئول آخر فى خفر السواحل.
وفى بيان أكدت شركة كوستا كروز، وهى الشركة التى تدير السفينة، أنه بدأ إجلاء 3200 راكب وألف من أفراد “لكن وضع السفينة يزداد سوءا، ما يصعب المرحلة الأخيرة من عملية الإخلاء”.
ولم يذكر بيان للشركة أية إصابات، وقال إنه لم يتم التعرف بعد على سبب المشكلة التى واجهت السفينة.
ولفتت الشركة إلى أن السفينة كوستا كونكورديا كانت تبحر فى رحلة بحرية فى البحر الأبيض المتوسط تبدأ من سيفيتافيتشيا إلى سافونا ثم مارسيليا وبرشلونة وبالما دى مايوركا وكاليارى وباليرمو.
وأضافت أن نحو ألف راكب إيطالى كانوا على متنها، فضلا عن أكثر من 500 ألمانى، ونحو 160 فرنسيا بالإضافة إلى الطاقم المكون من ألف شخص.
يشار إلى أن كونكورديا تعرضت لحادث سابق فى المياه الإيطالية، حسبما أفادت وكالة أنسا. ففى عام 2008، ارتطمت السفينة برصيف ميناء جزيرة صقلية وتضررت دون أن يصب أحد، عندما عصفت رياح قوية بباليرمو.