إبريق الزيت
تاريخ النشر: 14/10/10 | 3:31بقلم يوسف جمل
منذ 1967والشرق الأوسط يتواجد في صد ورد وجزر ومد عقب حرب (السبعة وستين ) التي كان العرب فيها بحالة عداء تامة مع إسرائيل ويرجع ذلك إلى قيام هذه الدولة على أرض فلسطين أرض العرب التي وضعت إسرائيل يدها عليها وأعلنت استقلالها في ( الثمانية وأربعين ) , هذا النزاع الذي كان من أجل حيفا وعكا ويافا وما وراء الخط الأخضر كما يسمى اليوم فنتج عنه حرب احتلت فيه إسرائيل جزيرة سيناء والضفة الغربية وهضبة الجولان وما استطاعت من جنوب لبنان .
كان العرب حينها ينادون بدحر إسرائيل ورميها في البحر لكي يستردوا الأرض المسلوبة ويعيدوا أرض العرب للعرب فما كان إلا أن أصبحت المهمة أكبر والهم أكبر وتدرجت الأمور ومرت السنوات وتغيرت وتبدلت الحال بحيث تبخرت الأهداف التي كانت قبل السبعة وستين ودخل العرب في نقطة تحول بحكم السنين والضغوط وقلة الحيلة فصاروا يطالبون بما احتلته إسرائيل في السبعة وستين , فاسترجعتها مصر بمعاهدة سلام وتبعتها الأردن بمعاهدة أخرى وبقيت الضفة الغربية ترزخ تحت نير الاحتلال عشرات السنين والمجتمع الدولي وخاصة أمريكا وأوروبا تدعم هذا الاحتلال وتلعب بالعرب لعبة إبريق الزيت .
ومجمل قصة إبريق الزيت كما عرفناها منذ الصغر هو باللف والدوران , هي قصة يتوهم السامع في بدايتها أنها كمصباح علاء الدين ولكنه سرعان ما يجد أنها مجرد إدخال للمستمع في المداعبة والملل والضيق وتجربة كل الاحتمالات وانتقاء كل الحلول والاختيارات وكما الساقية تلف وتدور تجد نفسك في دوامة لتعود بعدها إلى نقطة البداية في كل مرة من جديد وكأنك لم تحقق شيئاً , لكن الراوي للقصة يكسب الوقت ويلعب بالأعصاب وليس لديه ما يخسره كما أن ليس لديه من البداية ما يقدمه أو يرويه .
وعامل الوقت يمتد ويمتد وتتغير الأحوال كما تتغير الأجيال فتأتي أجيال لم تعش المشاهد السابقة ولم تكابد وتناضل ولم تعي الهزائم فتخف وطأة المقاومة والمطالب ويستسلم البعض أو ييأس وتتحقق وضعية جديدة فيها الرضوخ والاستسلام والضعف . ومن محادثات إلى محادثات تكون بمثابة ومجرد إبر تخدير يسعى فيها القوي إلى جر وسحب الضعيف إلى هاوية سحيقة , يذهب إليها على أمل فيعود منها بالألم أو قل بخفي حنين وينتظر من جديد محادثات أخرى وهكذا دواليك , وفي الوقت نفسه تشتغل محاور أخرى في السيطرة والإخضاع والضغوط حتى يتمنى الضعيف قشة يلوح بها أمام الشعوب بأنه عاد بها وأنه يستحق أكاليل الغار عليها .
هذه قصة إبريق الزيت التي يعيشها العرب :-
محادثات والا مش محادثات؟ أحكيلك قصة إبريق الزيت
لا محادثات !
لا والا ما لا أحكيلك قصة إبريق الزيت؟
نعم محادثات
نعم والا ما نعم أحكيلك قصة إبريق الزيت ؟
سكوت !
سكوت والا ما سكوت أحكيلك قصة إبريق الزيت ؟
خلص بكفي عاد !
خلص بكفي عاد والا ما خلص بكفي عاد أحكيلك قصة إبريق الزيت ؟
شروط مسبقة والا مش مسبقة !
لا شروط مسبقة !
نعم شروط مسبقة !
آذار والا أيار
نعم آذار
لا آذار
نعم أيار
لا أيار
في الصيف والا في الشتاء ؟
نعم في الصيف
لا في الشتاء
دولة بسلاح والا منزوعة السلاح ؟
نعم بسلاح فهي دولة
لا يجب أن تكون منزوعة السلاح
القدس والا بدون
بالقدس
لا بدون القدس
حق العودة والا فلوس؟
حق العودة
تعويضات
مستوطنات والا بدون مستوطنات؟
بدون مستوطنات
مع المستوطنات
40% والا 50% والا 60%
20 % بيكفي …………
زيت والا ما زيت أحكيلك قصة إبريق الزيت ؟
وهكذا حتى تجد نفسها تعود من جديد إلى نقطة الصفر فلا ولن يتحقق أي شيء من قصة إبريق الزيت والدليل على ذلك أن ما يزيد على 43 سنة من الاحتلال لم تكن كافية لتحقق شيئاً للعرب وإذا ما استمر الوضع كما هو عليه فلن يكون أي تحقيق لأي شيء بعد 43 سنة أخرى وإذا ما تحقق شيء فإنما يتحقق ما يزيد ويكرس الاحتلال ويوسع الهوة ويبعد الحلول وإن غداً لناظره بعيد وعينك بالناظر !
سبحان الله ولا اله الا الله
اخي الكريم استاذ يوسف..
مهما طال الزمان سوف ينال شعبنا الاستقلال والحرية.
مشكور أستاذ يوسف على قصتك
مصير فلسطين يتحدد بالسواعد المقاومة فقط , ولن تنفعنا أية مفاوضات التي هي أشبه بقصة الزيت .
لقد قسّمو كلمة فلسطين الى كلمتين (فلس -طين ) .
أخذو الطين وأعطونا الفلس “النقود ” ثم أخذو النقود مرة أخرى .
مشكور استاذي على كلماتك الواقعية النابعة من ضمير يعتصره الألم على هذه الأمة، وإن غداً لناظره قريب
أكلت يوم أكل الثور الأبيض
يا ربي كيف وصل بنا الحال والله يستر من الجايات
هذه حالة الضعف التي تعيشها الأمة العربية
حالات من التقسيم والتشرذم تزيد الخلافات وتخدم مصلحة الاعداء
هذا هو الوهن !
عندما نأتي إلى المفاوضات مع المحتل ونتمنى أن يتكرم علينا بفتات
فيمنعنا أو يمنحنا ونظل نتشبث بما نحن عليه ولا نفكر بالتغيير