حوار في الأفق الاخر…
تاريخ النشر: 17/01/12 | 14:37حوار في الأفق الاخر ” بين الشاعرة معالي مصاروة والشاعر سلطان مي- الجديدة”
معالي:إنتهى التاربخُ من حفرِ قبري
سأسافرُ للعبِ بتلكَ الرمال الاتيةِ من الماضي
علني أجد نفسي هناك
سلطان: لعلكِ تجدين طيفٌ هامشيٌ يشبهني
سأعتزلُ سمائي وأسكنُ هناك
على باب بحر لا يأكل من جسدي كلما هب النسيم
معالي: علَ هناكَ لا يستقبلُ أطرافنا تحتَ إبطه
سلطان: حتى وإن كان سأركضُ كفرس نزء سأجول كمن يكر ويفر في حدائق ابطها
معالي: هناكَ أجملُ من هنا
سأزاول مهنةَ وجودي هيا بنا
سلطان: الى أين ؟
معالي: حيثُ لا بشر
سلطان: هل كتابٌ واحدٌ يكفي لتسليتي مع الاّ وقت
معالي: سأعبثُ هناك بما أريد
دونَ منازع وحاقد
سأكون وحدي
أرتب أكمام نهاري كما أشاء
سلطان: وأين وقع الناي في أزلك ؟
معالي: مللتُ من صراخِ الأوتار
أرهقني ذلكَ الصوت المبحوحِ من الليل
سأغادر…
سلطان: أين موائد الفرح ؟
معالي: تركتها للجاهلية التي تسكنُ الأرض
سلطان: هل سيكون المناخ هناك مُعتدل ؟؟
معالي: موسمي هُناك في كلِ الفصول
سلطان: ولمن ستتركين سنبلة الكنائس وورد العرائس ؟
معالي: ساخذ أمتعتي معي
فطقوسُ موتي تختلفُ قليلاً
سلطان: وما لغة الحديث هناك ؟
معالي: صمتٌ ممزوجٌ بيَ أنا
سلطان: أما أنا فسأرثُ بحَّة الذكرى وملامح النسيان
معالي: ستبقى هناك
سيعلو بوحُ تاريخكَ عاليا
وفوقَ العلو
سلطان: أجل سأعلو فوق مفاتن الأنقاض
ولكن من سينفخ بأبواق السجع المشاع ؟
معالي: أنت قادرٌ ومُتمكن من تغييرِ الذات
فعبقُ حروفكَ المتردة والثائرة موزون
سلطان: لعلني أغنية المسافر للمسافر فقط
او فوضى متاحة على باب القيامة
أحلم بالله جاراً طيباً
أقطفُ أزهار حديقته فلا يغضب !!
ارميه بتنهيداتي وارشقه بالنداء
اهديه عصفور عزلتي ، ويهدني قهوة قميصه
معالي: أليسَ أفضل من معاركة كفار الربيع!!
سلطان: أفضل
حين يكون الجمال هارباً من كهف الجراح
معالي: هذا ما سَيكون
سلطان: اذاً أكتبي ليخضرّ السراب
اما انا فسأتابع سفري لأكمل نقصان الغياب
معالي: مهما كَتبت لَن أفضَ بكارتهُ
سلطان: يكفي أن تزوري هاجسهُ!!
معالي: لا أرضى بالقليل
سلطان: ولكنه كفراشة ترقصُ فوق مأساتها
كحال الشعر والفكر في ايامنا
معالي: سأهربُ حيثُ لا كلمات ولا حروف
سلطان: المكان هناك داكن بين ضوء ونار
معالي: إنه الدفء الذي مر ألف عام وأنا أبحث عنهُ
سلطان: أجل الدين هناكَ منسي
معالي: سأحييهِ من جديد
حوار فلسفي جميل أخّاذ. تجديد في مسار الشاعرة المتألقة.
أود أن أسأل الشاعرة هل هي كاتبة الحوار وحدها ، أم هو فعلاً مشترك كما ورد في العنوان؟
مهما يكن فنغمة الحزن الفلسفي طاغية على هذا الحوار ، وهذا أمر استغربه على شاعرة في مقتبل العمر متألقة تقبل على الدنيا أُنساً وطيباً
الحوار يحتاج منا الى وقفة مطولة بعد توضيح الشاعرة.
د. سامي إدريس بعد التحية والسلام:
لم يككن هذا الحوار مُخططاً ولم نتفق لإجراء هذه المحادثة فقد كانَ ضمن محادثة عن طريق الفيسبوك حيثُ كتبتُ الخاطرة الأولى وقام الشاعر بالرد عليها ومن ثُم دار هذا الحوار المطول بيننا, عند الإنتهاء من الحديث قمتُ بنسخِ الكلمات والجمل ورأيتُ أن لغتهُ جميلة وكتغيير في الكتابة.
بالنسبة للغةِ الحزن الساكنه بالحوار شعرتُ بإستياء بذلك الوقت وكتبتُ ما كتبت لكن عندما دارَ الحوار بيننا وغرقنا سوية بجمالية الكلمات تغيرَ وضعي كلياً فمن شأنها الكلمات تغيير النفسية والروح.
تحياتي لكَ د. سامي إدريس ودمتَ بكل خير
تحياتي لك شاعرة الوادي.
كلماتك بلون وردي في الوادي الدافئ
محمد. ن و
معالي الغالية:
ما هذِهِ الكَلِمات المُتَأَهِّبَة الجميلة..؟ كُلُّ ما تكتبُيه يثبُتُ في النَّفس عَواطِفَ رَحيبَةً وَكَأَنَّهُ يُوَسِّعُ التَّنَفُّسَ في الصَّدرِ، وَتَجتازينَ فيَّ كُلَّ عاطِفَة وَكُلَّ تَأَثُّر وَكُلَّ إحساس بِما تَنشُريهِ مِن أشكال وَأَلوان وَخُطُوط وَعُطور وتذكارات جميلة منقُوشة في القَلب.
أُحبُّكِ وأشتاق، وأحلُم دومًا أن نجلس ذات يوم ونشرب فنجانًا من الغموض معًا لتصير الدّهشة حقيقة.
دُمتِ القريبة
محبّة
تعودنا على عزف الكلمات والان ترقصين التانجو بالمفردات…
لون اخر وطعم جميل
إن فكرة كتابة قصيدة على يد شاعرين هي فكرة رائدة مثيرة لإهتمامي أنا على الأقل ، فالحوار ( الديالوج) يزيد من درامية الأحداث وحركية القصيدة ، ولكن بناء القصيدة يأتي غير متوازن حيث كل من الشاعرين له أسلوبه، ولغته، ومقدرته الشعرية وثقافته المعرفية العامة. لذلك نرى في القصيدة السابقة تفاوتاً في المستوى ، رغم أن الشاعرة معالي هي التي صاغت الصياغة النهائية . ولكن القصائد التي فيها حوار قد وضعه وتحكّم في صياغته شاعر واحد تأتي أجمل، وعندها يمكن غناؤها على يد مطرب ومطربة ، وهناك أمثلة جميلة على هذا اللون من الشعر. ومن ذلك القصيدة الجميلة والمشهورة لصفي الدين الحليّ . أرجو إمتاع القراء بها. ويمكن للشاعر كتابة قصائد التشاؤم من الناس والحزن واليأس، والسخط على الزمان ، ولكن ليدعها في الدرج الخفي فلا يراها أحد، فإنه لا بد يندم على الانكشاف أمام من لا يستحقون ولا يقدرون ذلك. وإليكم القصيدة:
قـالَتْ كَحَلتَ الجُفونَ بِالوَسنِ
قُـلتُ اِرتِـقاباً لَطيفِكِ الحَسنِ
قـالَتْ تَـسَلَّيتَ بَـعدَ فُرقَتِنا
فَقُلتُ عَن مَسكَني وَعَن سَكَني
قـالَتْ تَـشاغَلتَ عَن مَحَبَّتِنا
قُـلتُ بِـفَرطِ البُكاءِ وَالحَزَنِ
قـالَت تَـناسَيتَ قُلتُ عافِيَتي
قالَت تَناءَيتَ قُلتُ عَن وَطَني
قالَت تَخَلَّيتَ قُلتُ عَن جِلدي
قـالَت تَغَيَّرتَ قُلتُ في بَدَني
قالَت تَخَصَّصتَ دونَ صُحبَتِنا
فَـقُلتُ بِـالغَبنِ فيكَ وَالغَبَنِ
قالَت أذعت الأسرارقُلتُ لَها
الكلمات ترسم اللوحة الفنية للكاتب الاديب…هي الريشة بيدي الاديب.
الحوار في الافق الاخر لوحة حزينة لحياة مجهولة…
النظرة الايجابية..افكار ايجابية ..اقوال ايجابية..افعال ايجابية..هدفها خلق حياة فاضلة
بها اهداف نبيلة..بها احلام وامال جسيمة..بها اصرار ومثابرة للنجاح..بها عمل دؤوب
وعطاء كريم….بها امتنان لخيرات الكون..بها تالق مستمر باداء ادوارنا بمسرح
الحياة..بها تفاؤل وعيون جميلة ترى الوجود جميلا..بها اصرار لخلق حياة فاضلة
نعيشها نحن والاجيال القادمة..
معظمنا يعمل كل ما في مقدوره لخلق حياة كريمة ينعم بها الناس بالرفاهية والتطور
والازدهار العلمي والاجتماعي وبكل المجالات..كلنا نحلم بلوحة فنية متفائلة تدخل
البهجة والفرحة الى نفوسنا والقلوب..
عزيزتي شاعرة الوادي..امطار الخير حركت ينابيع المياه..والارض بدأت تلبس
الربيع..وازهار النرجس تفوح بعطرها الفواح …وقريبا سنعيش فصل الربيع..
نحن متعطشون لاغاني الربيع..نحلم بربيع العمر..وننشد اغاني الهوى الربيعية.
ونطالب شعارنا الكرماء نظم قصائد وردية تصف جمال الطبيعة ومشاعر الحب
والحياة السعيدة..
عزيزتي الفاضلة..لك مني خالص الود والاحترام..اتمنى لك دوام التالق الجميل
حلقي للمعالي نحو المجد والعظمة..سجلي بتراثنا سطور من الذهب العتيق..تمتعي
بالحياة العريضة..تكحلي بالسعادة والعطاء الخالد..بوركت..وسلمت اناملك..جزاك
الله كل الخير والبركة..
تحياتي لكَ أشكر مروركَ
صديقتي.. عزيزتي الغالية روان
سيكون اللقاء
وسأحظى بهدية القدر
لرؤيتك أيتها الغالية
الصديق محمد يحيى
مروركَ رائع
وكلماتكَ كذلك
تحياتي لكَ
د. سامي مساؤكَ كما أنت
وكما تشتهي!!
والحزن شعور د. سامي كما الحب والعشق
لم نتكلم عن الحزن كحزن بل كانت غيمة جدية اللون زارتني بتلك اللحظة وتلاشت
أشكركَ كل الشكر
جميلةٌ هي الحياة بكل ما تحمل في كيسها المعلقِ على كتفِ النهار
ومن شأنها أن تأخذ كل إنسان أينما يريد
فوحده المسافر من يُقرر أين سيذهب
أتمنى لكَ حياة ربيعية بكل المواسم والفصول عمي جمال
وأياماً مفعمة بالأمل والحب ككلماتكَ هذه