يا وردة أسقت الدهر من عبيرها

“رسالة الى جدتي مطيعة رحمها الله وجعل مثواها الجنه ..الفاتحة عن روحها ” بقلم  آلاء عبد السلام صعابنه.

كتبت إليك يا زين الملاح … على ورق يطير مع الرياح

فلو استطعت لطرت شوقا … وكيف يطير مقصوص الجناح

إليك أيتها الغالية أكتب بدم قلبي ودموع عينيّ.. فقط إليك..

يا لها من أحرف يهتز لها الفؤاد حبا وصبابة..حروف اسمك أيتها الحبيبة.. أنت يا صاحبة أجمل شذى استنشقته, شذى الجدة العطوف الحنون, يا لك من جدة استثنائية, تدثرينني بعطفك حين يقسو الزمان وترويني بحبك, بالينبوع الذي ينطلق حين تبسمين من شفتيك, كما يروي ماء السماء الورود الذبلى الحزينة فينعشها ويحيها.. لو تعلمين يا جدتي كم كان لك الأثر في سعيي خلف أسمى ما يتوق إليه الإنسان من علم وأدب ودين وكل ما دون ذلك. كانت كلماتك الحاثة على طلب العلم كطوق ياسمين في عنقي كلما اهتززتُ فاح عبير ياسمينك لينعشني ويقويني ويذكرني بأني لست وحدي فهناك من تشجعني وتشد على ساعدي وتقوي من عزيمتي. إنها كلماتك جدتي, غير أنها ياسمين لا يذبل, فقد سقيتُهُ بسيل إيماني بك.

أعشق بسمتك حبيبتي, تلك البسمة البريئة, عندما تنظرين إليّ وأنت فخورة بي أرى الدفء في عينيك يتدفق ليملأ الكون -كَونِي- بسناه وعطره.

عندما تبتسمين أحس بأني محظوظة جدا لأني عرفتك, لأنك جدتي, أحس بانّ بسمتك تكفي لتروي أزهار العالم حبا، ماء وعطاء, تمنحني الحب والأمان, شعور لا يوصف, اختبره مرة حين تبتسمين ولكن حين تبتسمين مرة أخرى أحس به وكأنه يحدث لأول مرة, لذلك هو فعلا لا يوصف.. أحس بقلبي منشرحا يحب الدنيا يحب العطاء, يحب كل الناس بلا استثناء, شعور مميز لا اشعر به أبدا إلا حين تبسمين. حين تبتسم أمي أحس فعلا بشعور جميل رائع ايجابي ولكنه لا يشبه الشعور ببسمتك الوردية الوديعة التي تعانق كل أطفال العالم لتمنحهم الأمان, الأمان والحب. فلكل تأثيرها المختلف على نبضات قلبي. وهذا هو سحر بسمتك الذي أُسحَرُ به.

آهٍ يا جدتي, وأقتبس عن هدهد سليمان قوله:” لو كان يُهدَى إلى الإنسان قيمته لكنت اهدي لك الدنيا وما فيها” فليس في حوزتي إلا هذه الكلمات الصغيرة أنسج بها وشاحا يدثرك بقليل من الحب والحنان الذي دثرتني به مذ كنت صغيرة وحتى الآن, فاسمحي لي حبيبة قلبي أن أهديك هذا الوشاح الأخضر لتدفئي نفسك به ولو قليلا فأنت هي المعلمة التي علمتني فن النسج بالكلمات .

أشكرك جدا, وأي شكر يحتمل الوقوف في حضرتك ولا يعتريه الخجل؟!

أحَبَّكِ الحبُ جدتي فقد تفوقت عليه بالعطاء والبذل لأحبابك.. وما أنا إلا تلميذة نشأت على علمك تحاول جاهدة الوصول إلى سر سحرك, وأظنه سيبقى سرا, لان لا أحد يعرفه غيرك.

يا وردة أسقت الدهر من عبيرها.. يا جدتي –ويال فخري حين أقولها- أسمى أمنياتي أن ترضي عني يا قرة عيني.. فارضي عني.

حفيدتك المحبة آلاء عبد السلام صعابنه.

كتب في هذا السياق:

غاليتي الراحلة

عليكِ رحمة الله يا أمّ نزار