مصارحة النفس في دوامة العنف

تاريخ النشر: 18/01/12 | 10:22

الحقيقة مؤلمة في كثير من الاحيان وعذرا ممن قد يمسه شيئا من بعض الصراحة فكلنا في مركب واحد وفي مرمى نفس الخطر ولا نعمم ولا نريد ان نظلم انفسنا او احدا منا. ليس لدينا الحل السحري لكن الجميع يسعى للوصول لحل تدريجي لظاهرة العنف المستشري او على الاقل ضبطه الا يتفاقم فكل منا معرض للضرر فاما ننجو سويا واما نغرق ولن ينفع الندم.  الطب يشخص المرض فاذا بك تخضع لفحوصات الدم والأشعة المختلفه حتى يتم التشخيص ومن بعدها يتم اختيار العلاج المناسب المتوفر بأذن الله.

لسنا من مخترعي الحلول ولا من مبتكري ادوات التشخيص ولا نملك العلاج السحري. لكننا نعيش واقعنا, نراقب انفسنا ونحاول فهما قبل لوم الاخرين.  كل المختصين في المجالات المختلفة يبحثون عن سر الظاهرة او بالأحرى تفاقماها وازديادها يوما بعد يوم ولا حياة لمن تنادي رغم نبذها والتحذير منها.

اننا مجتمع منافق ولا نصارح اقرب الناس علينا بالحقيقة. على المنابر نتبنى خطابا جميلا وبيننا نمدح انفسنا وقد نشجع اخانا او قريبنا على الخطأ… على البطولة الزائفة “للقبضاي” على جاره وابن بلده. نتباهى بالشهادات ونتفاخر بالسيارات المرهونة والقصور الفارغة ,ولا نصارح انفسنا في واقعنا المرير.

من منا يقول الحقيقة لاخيه, صديقه وابن عمه. مجتمعنا, وللأسف منافق واحيانا ندفع المجرم وندفع ثمن الضحية. ندفع المجرم احيانا كثيرة لارتكاب الجريمة فان لم يفعل فلن يمسح العار عن جبين العائلة ولن تزول الهزيمة والمذلة فاذا بالمجرم بطل في نظر دائرته الصغيرة ( وفي نظر عقلية المدينة) ويظن العار ممسوحا ولكنه ابدا لن يزول فقد اصبح على كل لسان بمتناول كل نميمة منشورا في ساحة المدينة.

نحن, انا وانتم من نفس العقلية من تراث القرية المدينه وعند الغضب واليأس والصدمة لا نتبع الدين اساسا بل لنا عادات ونهج يفوق دستوره كل الكتب السماوية! الا من رحم ربي. فعند لحظة الصدمة والغضب تثور غريزتنا لا يضبطها دين ولا اخلاق ولا حكمة وكثيرا تستجيب لتوقعات الدائرة الصغيرة والكبيرة. فالبطل لا بد له الا ان يكون بطلا حسب معايير المدينة فكيف له ان يستمر بالحياة وعين الدائرة الصغيرة والكبيرة عليه تلومه وتقتله كل دقيقه, فليس له مفر الى ان يصبح بطلا يرتكب الجريمة احيانا كثيرة.

فالمجرم الذي دفع به لارتكاب الجريمة لم يكن امامه الكثير من الخيارات فان لم يرتكب الجريمة فسيقتله المجتمع بدائرته الصغيره قبل الكبيرة باللوم والنميمة والمهزأة … فاذا به احيانا كثيرة ضحية قبل ضحيته. فان لم يتصرف وفق توقعات المجتمع المنافق فسيقتلوه بعتابهم ولومهم.

اما اللذي دفع له من اجل ارتكاب الجريمة فقد اختار لمعيشته احقر واسوأ وسيلة وساء سبيلا والله به رقيبا. ولا نريد نعمم ونظلم احدا فالكثير من ( المجرمين-الضحية) يفتقد للبديل فغرق في فراغ كبير افرزته المؤوسسة الرسمية واهمالنا والا مبالاة منا وفينا.

من السهل القاء اللوم على الشرطة او على المؤسسة لكنها لم ولن تصدر لنا الأوامر بارتكاب الجريمة ونحن ادرى بحالنا والحقيقة.

لا يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما في انفسهم فاذا لن نصارح انفسنا لن نجد الحل وليس بالسحري فالحل موجود كل في نفسه في مصارحة النفس ومصارحة اقرب الناس اليك.

ليس التنازل لاخيك مهزلة والعفو للبطل عند المقدرة. كلمة طيبة وقول صدق اقوى من بارود البندقية.

حان الاوان لنصارح انفسنا كل واحد منا يصارح نفسه ويصارح اخيه واقرب الناس أليه. كفانا نفاقا. فالحل عندنا وبدايته في مصارحة انفسنا وفي قناعتنا بالحياة المتواضعة كل بما رزقه الله.

صوت الحق لاخيك نصيحة قد نبلغ بها المعالى والكرامة و اعلم اخي ان سلاح الأخلاق اقوى والله ولي التوفيق.

‫3 تعليقات

  1. مقالة جوهرية المضامين ..بها عبر ودروس وتحليل لظواهر العنف..اسبابه والحلول

    لهذه الاّفة..

    حياك الباري اخي الكاتب..وجمل ايامك بالسعادة ومكارم الاخلاق..

    جدير بنا ان نسير بدروب المكارم..نعيش الحياة مع السلوكيات الايجابية الحميدة..

    نذوت المكارم في النفوس..ونغرس الفضائل في حياة الافراد..

    جدير بنا ان نسير بدروب الثقافة ..هي مفتاح بناء الشخصية وصقلها بصفات عقلانية.

    جدير بنا ان نتحلى بالتسامح مع انفسنا والناس..نتحاور بالحكمة من اجل نجاعة المجتمع

    وتطوره بصورة دائمة نحو الاحسن..

    جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة لخلق حياة فاضلة للاجيال القادمة..

    زميلي الكريم..تحية شكر وعرفان على عطائك المتواصل..لك مني خالص الحب والاحترام

    اتمنى لك حياة ناجحة ودوام التقدم والعطاء..

  2. احيك اخ محمد

    مقاله جوهريه جدا واتمنى من الله عز وجل ان يرحمنا وان تزول افه العنف من مجتمعنا الغالي – الذي يخسر يوم بعد يوم من الشباب والرجال بسبب ” سوسة ” العنف على انواعه واشكاله , عن الرسول ( صلعم ) معلمنا الاول والاخير – معلم الاخلاق – ,

    مواقف من تسامح الرسول صلى الله عليه وسلم:

    1-لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم التسامح ويستعمله حتى مع المنافقين الذين يعرف أنهم كذلك، ومع أنهم يمثلون أعداء الداخل فلقد عفا رسول الله صلى الله عليهوسلم عن ابن أبي سلول مراراً، وزاره لما مرض، وصلى عليه لما مات، ونزل على قبره، وألبسه قميصه، وهذا الرجل هو الذي آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه يوم حادثة الإفك؛ فيقول عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتصلي عليه وهو الذي فعل وفعل؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عمر، إني خُيّرت فاخترت قد قيل لي : “اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ”، ولو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت) أخرجه البخاري، فنسخ جواز الصلاة عليهم بقوله تعالى: “وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ”[التوبة:84]، لكن التسامح لم ينسخ أبداً.

    2- ولما جاء رجل ورفع السيف على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: من يمنعك مني يا محمد؟ قال: الله ثم سقط السيف من يده، ثم أخده النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (من يمنعك مني؟) ثم أخذه إلى أصحابه وأخبرهم الخبر، فتعهد للنبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحاربه، ولا يكون مع قوم يحاربونه، فالتسامح أحرجه وأخذ منه كل قلبه.

    3- وفي فتح مكة حين قال صلى الله عليه وسلم لقريش ((ما تظنون أني فاعل بكم)) قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم ، قال(( اذهبوا فأنتم الطلقاء)).

    4- وكذلك فعله صلى الله عليه وسلم مع ذلك الرجل الذي كان يضع القمامة في طريقه صلى الله عليه وسلم وحينما خرج في يوم من الأيام ولم يجد القمامة في طريقه سأل عن الرجل فأخبر أنه مريض فذهب يعوده

    اين نحن من ذالك نصلي ونصوم ونعمل بالنوافل وفي نقس الوقت لا نحكي ” محوربين ” اخ او اخت من اجل مال , ارض وووو ————- والحرب قايمه بين افراد العائله فالنتق ونخاف الله في افعالنا واقوالنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة