"المُعلِّمة".. المهنة المرغوبة والزوجة المطلوبة!

تاريخ النشر: 18/01/12 | 23:00

بالرغم من تنوّع التخصّصات وتعدّد الكليَّات وتطورها عاماً بعد عامٍ في مختلف الجامعات؛ تبقى كلية التربية هي الكلية الأكيدة التي يزداد التوجُّه إليها بمجرَّد التخرج من الثانوية العامة، تلك الكلية التي تضمن للخريج أن يمتهن التدريس في حال أُتيحت له الفرصة.. فما السِّرُّ وراء تزايد التحاق الفتيات –بالذات- بتلك الكلية، وبسؤال أكثر دقة ما السِّرُّ في رغبة النساء في امتهان التدريس عن أي مهنةٍ أخرى؟

“إنها الفرصة الضائعة.. والحلم بعيد المنال..”.. تقول المُعلِّمة “رباب” -34- عاماً، وأم لأربعة أطفال: “لو دار بي الزمن لاخترت قسم التربية وامتهنتُ التدريس، ليس لأنها مهنةٌ مريحة، بل على العكس يكفيها إرهاقاً لي أني أضطر للوقوف على قدميَّ ما يقارب السبع  حصصٍ متتاليات، كما أن انتهاء العمل لا ينتهي بانتهاء الدَّوام فهناك “التحضير للدرس” ووضع الاختبارات وتصحيحها ووضع العلامات  وتجهيز الشهادات التي يصعب تجهيزها إلا في البيت”.

إذاً ما السَّرُّ في تفضيل المعلمة “رباب” لتلك المهنة ما دامت تعاني من كل هذا؟ ترد :”باختصار ميزتها في قصر وقتِها، وهذا يجعلني لا أغيب عن البيت كثيراً، فإن خرجتُ الساعة السابعة والربع من البيت وعدت في الحادية عشرة والنصف ظهرا  فإني فعلياً لا أغيب عن أطفالي أكثر من ساعتين ونصف تقريباً “.

اما المُعلِّمة المتقاعدة آمنة فتقول:” مهما مضت السنون ولم تجد فيها المرأة عملاً إلا أنه سيأتي يومٌ وتخوض تلك التجربة التعليمية إن كانت حاصلة على التربية، بينما أشكّ في أن تحصل على وظيفةٍ دون الحصول على التربية”، وتضيف:”ظروف الحياة اليوم بما فيها ارتفاع المستوى المعيشي تشعِر المرأة بحاجتها للعمل لمساندة زوجها، والحصول على مهنة التدريس أسهل من الحصول على أي مهنةٍ أخرى”. وعن تجربتها في الحياة التعليمية تقول:”رسالة التعليم رسالةٌ سامية لو أتقنها الإنسان على أكمل وجه، وفيها ثوابٌ في الدنيا والآخرة لأنها مهنة تربيةٍ قبل التعليم”.

أما السيدة أم ليان “29 عاماً فلها تجربةٌ قصيرة جداً في التعليم والتي حصلت عليها من خلال أحد بنود البطالة، فتقول:”كانت أسعد الأشهر في حياتي على صعيد العمل، أذهب مبكراً وأعود مبكراً، فأجد متسعاً كبيراً من الوقت أمامي.. أرتاح قليلاً ثم أقوم بأعمال بيتي كاملةً دون أن أشعر بضيقٍ في الوقت، وحين انتهت تلك الفترة وحصلت على عملٍ ثابت في مجال البحث الاجتماعي، والذي يبدأ من الثامنة صباحاً وينتهي الثالثة والنصف عصراً، بدأت أشعر بالفرق الشاسع والإجهاد الكبير، فأعود لا وقت أمامي إلا لإعداد الغداء وتنظيف البيت والدخول إلى وقت المساء والنوم.. فينتهي اليوم بلا أدنى متعة.. وهكذا تجري الأيام.. “روتين” وملل”.

في حين كان الأمان الوظيفي هو السبب وراء التحاق السيدة “أم عمرو ” في كلية التربية بعد أن بلغت من العمر 32 عاماً.. كانت تعمل في إحدى المؤسسات الخاصة وبدوام سبع ساعاتٍ يومياً بتخصصها في الصيدلة، وبعد تلك السنين الطويلة في هذا المجال التحقت بالجامعة من جديد، تقول: “درستُ اللغة العربية وقرَّرتُ الحصول على معدلٍ ممتاز لأضمن به الحصول على وظيفة معلمة ثابتةٍ بالرغم من أني أم لثلاثة أطفال، ليتحقق مرادي وأتخرج ، ثم ما لبثت أن  تمّ تثبيتي والحمد لله”، تضيف: “اليوم أشعر بالفرق وأشفِق على حال الموظفات صاحبات الدوام الطويل، ويكفيني أني أصبحت في أمانٍ وظيفي بفضل الله قبل الادخار عند التقاعد”.

الحال لا يختلف مع المُعلِّمة مفيدة  والتي تقول بمزاحٍ:”أصبحت أنتظر الحمل والولادة بفارغ الصبر كي أحظى بإجازةٍ طويلة، والأروع من إجازة الأمومة إجازةُ العطلة الصيفية ففيها تجديدٌ كبيرٌ ومتعة، وهذا ما يميز مهنة التدريس عن غيرها من المهن”.

و الغريب غير الجديد في الأمر أنه حتى الشباب اليوم يفضلون الارتباط بمعلِّمة على الارتباط بأخرى صاحبة وظيفة بدوامٍ طويل ومُرهق! فهل يا تُرى تسعى المؤسسات الأخرى لإحداث التوازن؟!…

بقلم  حنان مطير

‫3 تعليقات

  1. هذا كان زمان اليوم طال دوام التدريس مع الخطة الجديدة الام المعلمة ترجع الى البيت الساعة الثالثة . والمتطلبات كثرت من تخطيط وتعبئة اوراق ……… و……….و………

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة