ديوان “أغنية الورد والياسمين” للشاعر كمال ابراهيم
تاريخ النشر: 03/06/14 | 8:08في حَيْرَةٍ من أمري! أأكتُبُ عن كمال إبراهيم الشاعر المبدع صاحب الشعر النابع من إحساسٍ صادق ورؤية ثاقبة؟ أمْ أكتُبُ عن كمال إبراهيم الإعلاميِّ المُلتَزم برسالة الإعْلام الشريفة، الذي يحترم الكلمة ويَزِن الأمور بميزان العقل والمصلحة العامة؟ أمْ أكتُبُ عن كمال إبراهيم الإنسان الذي دخل قلب أهله وقومِه وكُل مَن عرَفه في داخل البلاد أم في أصقاع الدنيا؟
ذلكَ كُلُّه يستحق أن تُسَطَّر في مداه الواسع صفحات كثيرة.. وذلك لِجلاء صُوَرِه البهيَّة ولِنَشْرِه وإذاعة فَضْل صاحِبه الذي وُفِّقَ فِيه أيَّمَا توفيق. غير أنّنِي أجدُ قلمي المِطواع يجري السَّاعة ليَخُط بعض نفثاتِه عن أحدث مُنجزات أديبنا المُلْهَم وشاعرنا المُجِيد وهو ديوان شعرٍ وَسَمَهُ بعنوان” أغنية الورد والياسمين”.
ويُشكِّل هذا المُنْجَز، العاشر من مجموعة مؤلفاته القيِّمة المنشورة، وكانت توزعت عناوينها على النحو التالي : “حديث الجرمق، أنا وأنت والشعر، الفجر الأزرق، آخر النفق، رحلة الطيور المهاجرة، دراسات في الأدب، اوركسترا السكون، غزليات، همس السكون، والديوان الجديد “أغنية الورد والياسمين”.
وقد ضمَّ ديوان “أغنية الورد والياسمين ” بين دفتيه ثمان وثلاثين قصيدة حملت عناوين ترتاح لها العين، ويبتهج لمضامينها الفؤاد. وما يشُدُّك للديوان أسلوب ناظِمِه حيث يتبدَّى لك أنه ذواقة أدب، يختار الكلمات بعناية لتُطابق ما يَعتمِل في نفسِه ويريدُ البوح به، ويُزيِّن في الوقت عينِه القصائد بِصُوَرٍ بيانية بديعة تنُمُّ عن شاعرية مُرهفة.
هذا وقد رُصِّعَت القصائد بعناوين تُداعِب قلوبَ المُتيَّمِين وعُشَّاق الحياة على نحو: “إلى عاشقة”،”كُلُّ ما فيك”، “معروفيَّة”، “أنتِ والوفاء”، “احتجاج”، خمرٌ وترياق”، “أنتِ والمُنى”، أسامر الليل”، نوَّارة، “نصراوية”، “عيناك بحر قزوين”، أغنية الورد والياسمين”.
وتمضي في الكتاب فإذا أنت أمام قصائد تحمل في ثناياها الحُب والحنين وترتبط بذكريات المكان والزمان مثل “ألَمِي على بَرَدى”، “حيفا”. وتجد الشاعر بشفافية ووجدان نقي يدعو الله من أجل الأرض العطشى لخير السماء، بعد انحباس المطر، ولِيُزِيل عن الإنسان ما ألمَّ به مِن يأس وقُنوط.. جاء هذا في قصيدة بعنوان “ربَّاه أنْزِل المطر”.
وتنساب القصائد بجمالية وحُسن بيان بعناوينها المختلفة الأخرى حيث يتبدَّى للقارئ المُتمعِّن أن الشاعر بِفكرِه النيِّر وخُلُقِه النبيل يُريد انفتاحاً على الثقافات وعلى آفاق الإنسانية الرحبة، وأنَّه يُصِرُّ على العمل الجماعي ورُوح الفريق البعيد عن “الأنا”.
أثمِّن للأخ والصديق العزيز الأديب الشاعر والإعلامي المُلتَزِم كمال إبراهيم هذا الإنجاز وأتمنى له دوام التوفيق والنجاح، وإلى الأمام، دائماً إلى الأمام وبهِمَّةٍ عاليةٍ لإنارة الدروب لما فيه خير الحاضر والمستقبل.
حنا ميخائيل سلامة نُعمان