خربشات على المرآة – 6 أداة قتل جديدة في ديارنا
تاريخ النشر: 03/06/14 | 8:15التراكتورونات التي تنتشر في قرانا ومدننا العربية تصبح كابوسا مرعبا لراكبيها وأهاليهم اولا ولنا عندما نسوق سياراتنا في نفس الطرقات نسافر فيها معا نحن وسواق هذه المركبات القاتلة.
لو سافروا في السهول والبر لربما ما كنا ننتبه لوجودهم ولا للمخاطر التي يشكلونها على انفسهم اولا وعلى الاخرين ثانيا. لكنهم يسافرون ايضا في شوارع قرانا ومدننا ويقومون بحركات بهلوانية مباغتة قد تكون جميلة من حيث كيفية القيام بها وطريقتها لكنها في نفس الوقت قد تكون فتاكة.
هذه الافة لا نلمسها في شوارع المجمعات اليهودية وذلك بفضل الوعي للسلامة الشخصية والذاتية والفردية من جهة والمحافظة على القانون من جهة ثانية. وكذلك لان الشرطة تتواجد في كل مكان ومن يقوم بمثل هذه التصرفات قد يعرض نفسه لتحرير مخالفة بحقه وتقديمه للمحاكمة بداعي تعريض حياة الناس والجمهور للخطر.
لقد سمعنا في العامين الاخيرين عن عشرات الحوادث التي وقعت وكان للتراكتورونات ضلع فيها… وفي اكثر من حالة واحدة تسببت هذه الحوادث المشؤومة بمقتل شبابنا.
في زيارة قمت بها في المدة الاخيرة لأحد معارفي وحدت تراكتورونا معطلا يقف رابضا في باحة منزله فاستفسرت منه عن حيازته للتراكتورون الذي لا يعمل ولا يسافر… فقال انه لا يسارع الى تصليحه وذلك لان ابنه هو الذي يستعمله وان هذا الشاب الصغيور مولع به ومدمن عليه وبأنه يخاف بان يصيبه مكروه لا سمح الله لو صلحه وأعاده اليه ليسافر فيه وهكذا فهو يماطل في تصليح هذه الوسيلة القاتلة.
ولماذا اشتريت له اداة فتاكة قد تتسبب لا سمح الله في مقتله؟، استفسرت من الوالد المرتبك والمشغول البال فأجاب بعد تفكير قصير: “بتعرف اولاد هذا الزمان. لما بحطوا شغلة في راسهن ما حدا بقدر يقنعهن باشي ثاني”.
فهل فعلا يفرض اولادنا علينا مرادهم ومبتغاهم ولا نستطيع ان نعارضهم ام اننا نحن الاهالي من يتوجب علينا ان نضع “الحد ع الزعرورة” ونقرر عندما يتعلق الامر بحياتهم ومستقبلهم…
التراكتورونات مثلا، يجب ان لا نقبل بها إلا اذا كانت طبقا للقانون…!
نادر أبو تامر