عليكِ رحمة الله يا أمّ نزار "ترنيمة الحبّ الكبير"!

تاريخ النشر: 20/01/12 | 8:28

قالت لي زوجتي الوفيّة أم سامي بصوتٌ تخنقه العبرات:

– رحلت أختي أم نزار مطيعة، رحلت الغالية الحبيبة التي كانت لي أختًا وأمّا

وصديقة حانية.

أجبتها وأنا أكفكف دمعة ترقرقت في مقلتي:

– صدقتِ أيّتها الزوجة الفاضلة، فأنا أشاطرك في مصابك الجلل، وتذكرين أنّني كتبتُ قبل ثلاثة أشهر أصوّر تلك المشاعر الصادقة الجيّاشة التي تجمع بينكِ وبين أخواتِك الكريمات في مقطوعة بعنوان:

“ترنيمة الحبّ الكبير!

لغةَ الضّادِ أسعفيني بأجملِ الكلمات

لأعزفَ ترنيمةَ الحبِّ بين الأخوات!

يشهدُ الداني والقاصي أن حبَّكنَّ صافٍ غيرُ مشوب

وكم لمسنا – نحن العدايل – كيف يُنعشُ لكنَّ القلوب!

إلهي، ما أجملَ هذه الوجوهَ السعيدةَ المشرقة

إلهي، ما أروعَ هذه العواطفَ الحانيةَ المشفقة!

بارك اللهُ هذه “اللمة” المنعشةَ للأحباب!

إنَّها تُبعدُ الهمَّ وتقشعُ الغيومَ والضباب!

فتنبضُ القلوبُ بالمحبّة وروحِ الشّباب!

عندما يلتقي الأحبابُ تزهرُ الورودُ وتعبقُ الرياحين

وتسمو النفوسُ ويندفعُ دمُ الحياة منسابًا في الشرايين!

وتبدأُ حكاياتُ الأنسِِ والسمر مع أعذبِ الذكريات

وتعودُ أجواءُ البيتِ السعيد مع الوالدَيْن والأخوةِ والأخوات!

يا ربِّ

باركْ هذا الحبَّ الصادقَ النبيل!

واحفظْ لنا هذا الوفاءَ الأصيل!

وامنحِ الجميعَ الصحةَ والعافية

لتظلَّ العيونُ تتلألأُ بالسعادةِ الصافية!

آمين آمين آمين!!”

واليوم، بعد رحيل أختك أم نزار نتأسّى بقوله تعالى:

وَلِكُلِّ أُمًّةٍ أجَلٌ فَإِذا جَاءَ أجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمونْ ” ( سورة الأعراف 24 ).

وَقالَ تَعالَى:

يَا أَيَّتُهَا اٌلنَفْسُ اٌلمُطْمَئِنَّةُ ارجعي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَاٌدْخُلِي فِي عِبَادِي وَاٌدْخُلِي جَنَّتِي ” .( سورة الفجر 30 ).

أجلْ، خَطَفَتْ يَدُ اٌلْمُنونِ مِنَّا أختك أم نزار ورحلت عَنَّا، فَتَرَكَتْنَا الجميع بِعُيُونٍ تَدْمَعْ، وَقُلوُبٍ تُوجَعْ، وَلَكِنَّا لا نَقُولُ مَا يُغْضِبُ اٌللهَ، لأنَّا نَعْلَمُ أَنَّ اٌلمَوْتَ حَقٌّ، وَهذِهِ مَشِيئَةُ اٌللهِ فِي خَلْقِهِ وَلا رَادَّ لِمَشيئَتِهِ.

نقول بقلوب يملأها الأسى واللوعة:

رَحَلْتْ عَنَّا أمُّ نزار إلَى عَالَمِ اٌلْخُلودِ

لَكِنَّ ذِكْراها اٌلْعَطِرَةَ سَتَبْقَى فِي اٌلقُلوبِ.

فقد كانت نعمَ الأخت، ونعم الزوجة، ونعمَ الأمّ، ونعم الجدّة، ونعم المرأةُ الصالحة التي عرفت واجباتها لمجتمعها، والتزمتْ بشريعة ديننا الحنيف.

عَزَاؤُنَا، أنَّها خَلَّفْتْ وَرَاءَها اٌلأبْنَاءَ وَاٌلأحْفَادَ اٌلْبَرَرَةَ اٌلْمُحِبِّين،

لتقرّ عينُكِ يا أمَّ نزار، فَأبْنَاؤُكِ وَأهْلُكِ وَجَمِيعُ مَعَارِفِكِ يُصَلُّوُنَ إلَى اٌلْبَارِي جَلَّ شَأْنُهُ، أنْ يَتَغَمَّدَكِ بِوَاسِعِ رَحْمَتِهِ، وَأنْ يُسْكِنَكِ فَسِيحَ جَنَّاتِهِ.

إنَّا للهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونْ

ألْفَاتِحَة

كتب في هذا السياق:

وفاة الحاجة مطيعة يوسف عثامنه “ام نزار” من كفرقرع

غاليتي الراحلة

يا وردة أسقت الدهر من عبيرها

‫8 تعليقات

  1. الله يرحمها ويعفو عنها عمر الخير ما بموت كل الرجاء من ابناء وبنات ألفقيده بالدعاء لها والتصدق عنها صدقة جارية فقد كانت من اهل الخير وتعبت على أولادها وربتهم خير تربية رحم الله الفقيدة وجعلها مت اهل الجنة والهم الله أحباب المرحومة الصبر والسلوان انا لله وانا اليه راجعون وقل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا

  2. سيد ابو سامي ,د- ابو فنه
    الظرف لا يسمح والموقف محسوم لكن اسمح لي ان اقول لك بأنك مبدع حتى في اصعب الحظات واشدها قهرا على العبد – الموت – استطاعت اناملك ان تكتب بلغة الضاد رثاء – اسمح لي ان اعتبره رثاء – عظيم

    مني خاصه اوجه احر التعازي للسيده ام سامي وانسابكم والجميع
    انا لله وانا اليه راجعون
    الله يرحمها
    الفاتحه لها ولجميع المسلمين

  3. هذا موقف نبيل وأصيل ومؤثر في صميم القلوب يا دكتور ابا سامي، إنني أوافق المحامي مصاروة أنك من الرعيل الأول للمبدعين ، كيف لا وأنت الأستاذ الأول الذي تخرجت على يديه أفواج من المبدعين في كل باب.
    الموت يا سيدي حق. هو أقسى أنواع القدر المكتوب.
    تقبل أحر تعازي !

  4. احر التعازي ارفعها لزوجة اخي ام سامي بوفاة ام نزار

    لقد كانت المرحومة من اهل اخير والعطاء.كانت مربية لاجيال كثيرة

    نسال الله ان يتغمدها بالمغفرة والرحمة ..ويدخلها الجنات النعيم..

    اقدم لزوج المرحومة ابو نزاز واولاده خالص التعزية..متمنيا لهم

    طول العمر..انا لله وانا اليه لراجعون…

    اخي ابو سامي..تحية شكر واعتزاز لك على المقالة..ولا اراكم الله مكروه بعزيز..

  5. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ، اليك ايتها الفاضلة الحاجة الصابرة ، الذاكرة المؤمنة ، أدعو الله العزيز الغفور أن يتغمدك برحمته وينزلك فسيح جناته وأردد وأقول قول رسولنا الكريم ما قاله عند وفاة ابنه فلذة كبده “ابراهيم ”
    العين تدمع ، والقلب يحزن، ولا نقول الا ما يرضي ربنا واننا بفراقك يا( ابراهيم)
    لمحزونون “. واننا بفراقك يا أم نزار لمحزونون.
    عزيزي ابا سامي وجميع ((اللمة ))التي جاءت لتذكر بالأيام الخوالي مع أكبر أملي أن تستمر هذه اللقاءات تخليدا لذكرى المرحومة وترسيخا لأواصر الحب القائم بين جميع الأخوة والأخوات والأزواج، أقول: للأزواج أسرار وللزوجات كذلك, فقد جاءت هذه الخواطر الجياشة والتي وردت في هذه الترنيمة ” ترنيمة الحب الكبير “تنير كل ما يجول بخاطر من عاش هذه الأجيال من صغير القوم الى كبيرهم . كانت حقيقة، فاصبحت ذكريات _ لنتداولها _ في مجالسنا، لعلها تكشف الران عن قلوبنا وتعبر عن خلجات صدورنا ( لنزحزح) حملا ثقيلا، لا ! بل أحمالا ثقالا ينوء بها هذا الجسم الصغير الكبير.
    ألأستاذ الفاضل : ان ايماننا بالله العلي القدير والقدر المحتوم _ ان الموت حٌق – أن نقف أمام هذه القدرة الألهية مرددين :انا لله وانا اليه راجعون ، ولا حول ولا قوة الا بالله، ونبقى صامدين وصامتين أمام هذا المشهد ومثله، لأن بالصمت لعبرة.انني أتوجه الى أخي _ الحاج رفيق – بالدعاء أن يلهمه الصبر والسلوان، والى جميع أخوات المرحومة الحاجة – مطيعة – والى أزواجهن وأبنائهن وبناتهن، والى اخوانها وأبنائهم جميعا، والى أبنائها – نزار و محمد – والأبناء والبنات. والى أم محمد ناريمان زوجها وأبنائها وبناتها. والى آية زوجها وأبنائها وبناتها .والى رجاء زوجها وابنائها وبناتها . أشد على أياديكم ، رحم الله العزيزة الغالية على الجميع واخلاصا مني اترحم على رفيقة العمر الحاجة – أمينة – أم سمير .
    عزيزي أبا سامي أردد ما قلت ” لتظل العيون تتلألأ بالسعادة الصافية ” فلتبقى هذه الكلمات شعارا سنويا ثابتا لذكرى الأحباب.
    رحم الله الحاجة أم نزار رحمة تنير لها طريق السعادة في الآخرة .
    يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي الى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي.صدق الله العظيم.

  6. […] عليكِ رحمة الله يا أمّ نزار يا وردة أسقت الدهر من عبيرها     اقرأ أيضاً في بقجة […]

  7. في هذه اللحظات بعد قرائتي لكلماتك ارجعتني وابكتني لحظات مؤلمه لفقدان عزيز فبل سنتين. الاخ الاصغر الذي لم يتجاوز 45 من عمره. كان نعم الاخ والصديق والقريب والجار. حنونا على كل من عرفه قريبا او صديفا. هم السابقون ونحن اللاحقون .كلماتك جميله مؤثره

  8. […] في رثاء المرحومه ام نزار: عليكِ رحمة الله يا أمّ نزار يا راحلة عن الدنيا وساكنة في اضلعي.. وفاة الحاجة مطيعة […]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة