متى يصبح الفنّ لكلّ الناس؟

تاريخ النشر: 22/01/12 | 11:38

الدكتور محمود ابو فنه شارك في امسية شعرية ثقافية “ركوة أدب” في عين الغربال بقرية كفرقرع وكانت له مداخلة بعنوان “متى يصبح الفنّ لكلّ الناس؟”

أيّها الأخوة والأخوات الكرام

طابت أوقاتُكم، ودامت عافيتكم!

لم أفكّر كثيرًا ولم أتردّد بتلبية دعوتكم المباركة للمشاركة في هذه الأمسية الثقافيّة المميّزة!

فأنا، من محبّي الفن عامّةً، وعشاق الأدب- خاصّة الشعر!

وأنا، من مؤيّدي الشاعر الراحل ، شاعرَ الحبّ والوطن، شاعر الانتماء نزار قبّاني في حلمه الطوباويّ الجميل، حيث يقول:

أريد أن يكون الفنَّ ملكًا لكلِّ الناس كالهواء، وكالماء، وكغناء العصافير يجب أن لا يُحرم منها أحد.”

ويستطرد نزار مفصّلا ومخصّصًا للشعر المكانة المرموقة الجديرة به فيقول:

إنني أحلم (بالمدينة الشاعرة) لتكون إلى جانب مدينة الفارابي (الفاضلة)

أمّا الغاية التي يسعى نزار لإدراكها فهي:

أن أجعل الشعر يقوم في كل منزل إلى جانب الخبز والماء..”

والسؤال المطروح:

هل نستطيع في عصرنا المأزوم، الذي تتصارع فيه المصالح والعقائد، والذي طغت فيه المادة على نسيج حياتنا وقِيَمنا، والذي باتت فيه وسائل الاتصال الحديثة تغزو نفوسنا قبل بيوتنا، والذي يشهد هذا الانفجار الهائل من المعلومات والاختراعات…

هل عصرنا وحياتنا في هذه الأوضاع اللاهبة الصاخبة الحادّة المتغيّرة تُتيح لنا تحقيق حلم نزار (وحلمي وحلمكم أنتم أيّها المبدعون)؟!

لما كنتُ من طبعي متفائلا – كشاعرنا المهجري إيليا أبو ماضي – فجوابي:

نعم، نستطيع ونستطيع!

نستطيع إذا غرسنا حبّ الكلمة المكتوبة الجميلة لدى أحبائنا الصغار في البيوت وهم لا يزالون في طفولتهم الغضّة المبكرة.

نستطيع إذا حرصت مدارسنا على تنمية الذائقة الأدبيّة الجماليّة، إلى جانب إكساب المعلومات والمعارف والمهارات الحياتية والتفكيريّة، فتنشأ لدينا أجيال سويّة توازن بين حاجات العقل والروح!

نستطيع إذا توفّر لدينا المبدعون ذوو المواهب الحريصون على صقل مواهبهم بالعلم والمعرفة والمطالعة والانفتاح على الثقافة القومية والعالمية!

نستطيع إذا أسهمت وسائل الإعلام المكتوبة والمرئيّة والمسموعة في نشر وعرض المواد والبرامج حول الشعر والشعراء التي تثير اهتمام المتلقّين وتحببهم بالشعر، وتعمّق فهمهم وتذوّقهم له.

نستطيع إذا بادرت مؤسساتنا وجمعياتنا إلى عقد مثل هذه اللقاءات التنويرية الهادفة!

ختامًا:

أهنئ نفس أوّلا، ثمّ أهنّي أبناء مجتمعي ثانيًّا، على عقد هذه الأمسية الإبداعيّة التي أرجو أن تسهم في تحبيب الكلمة الجميلة ونشرها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

‫10 تعليقات

  1. […] ثم كانت كلمة للدكتور محمود أبو فنة تحت عنوان ” متى يصبح الفن لكل الناس […]

  2. تحيه لاستاذ الادب العربي والمربي الفاضل د.ابو فنه

    اكن لك كل احترام ومودة واشيل لك بالقلب حشمة وتقدير – اناملك تعمل كأوتار العود تجيد بالنغم والمقامات حسب احساس ملحنها ,

    تحياتي ومودتي

  3. عزيزي المحامي رياض مصاروة
    يعجبني تفاعلك الرائع مع القضايا الاجتماعية والثقافيّة
    والأدبيّة والسياسيّة …التي يعرضها موقع “بقجة”!
    كما يسرّني رأيك الداعم لما أكتبه في الموقع.
    لك خالص المودّة والتقدير
    د. محمود أبو فنه – أبو سامي

  4. أمام ملفاتِ الإعتراف
    أعترفُ بأن دوركَ وحضوركَ بالأمسية كان مميزاً
    وتركَ أثراً رائعاً في قلبِ كل من كان هناك
    أتمنى لك مزيداً من العطاءِ والعافية

  5. جزيل الشكر لكلماتك الرقيقة الدافئة،
    أتمنّى لك مزيدًا من الإبداع المميّز.

  6. متى يصبح لكل الناس كالخبز والماء والهواء – تحية لاستاذي الدكتور أبو سامي محمود أبو فنة وأحيي مسيرته في العمل والعطاء للمجتمع واللغة العربية – اتمنى لك الصحة والعافية والتوفيق .

  7. تفكيرك بحد ذاته هو بوابة امل تفتح على مصراعيها وتزرع املا بان يكون الفن للجميع. وكم ارجو ان تعنى كل البلدات العربية بامور الشعر والادب فتزداد الامسيات الابداعية الهادفة…ولتكن كلماتك املا جديدا يضاف الى رصيدنا الثقافي…تحياتي د محمود ابو فنة

  8. تحياتي لك د. محمود ابو فنه
    كلمات وارائك من ارض الواقع اعجبتني جدا جملتك التي اظهرت فيها اهميه الاهتمام باكساب وغرس حب القراءه والكتابه من الطفوله المبكره
    “نستطيع إذا غرسنا حبّ الكلمة المكتوبة الجميلة لدى أحبائنا الصغار في البيوت وهم لا يزالون في طفولتهم الغضّة المبكرة.”
    ارجو ان تهتم كل ام ومعلمه كل مدير ومسئول بغرس الادب منذ الصغر
    انت مبدع لك حضور وتاثير.

  9. […] طويلا عند حديث الدكتور الصديق والأخ محمود أبو فنة في الأمسية الثقافية المشتركة في مرسم عين الغربال في […]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة