الشيخ إبراهيم صرصور يدعو للمصالحة في جلجولية
تاريخ النشر: 22/01/12 | 22:22على اثر موجة العنف والقتل المستشرية بين العائلتين منذ العام 2006 ، والتي أوقعت عددا من الضحايا بين قتيل وجريح ، توجه الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، بنداء حار إلى عائلتي عوده وجيوسي في بلدة جلجولية ، لوقف الاقتتال بينهما ، والتعاون مع كل الجهود المبذولة لرأب الصدع وتجاوز المحنة وإنقاذ الأرواح البريئة وحقن الدماء الزكية ، وحفظ العائلتين من كوارث إضافية لا يعلم منتهاها إلا الله ..
وقال : ” نتابع بقلق منذ سنين الأزمة الدموية الناشبة بين عائلتي جيوسي وعوده في بلدة جلجولية ، ونلاحق التطورات المأساوية بالتعاون مع كل أهل الخير الذين لم يبخلوا بجهد في سبيل إصلاح ذات البين ، إلا أن النتائج لم تأت على نحو ما نحب من الخير للعائلتين وللمجتمع العربي الذي استفحلت فيه ظاهرة العنف وسيطرت في ربوعه قوى الشر ودعاة الاحتراب الداخلي ، وصرخت في أرجائه البوم ، وصاحت في جوانبه الغربان . ما من مبرر مهما كان لاستمرار المذبحة بين العائلتين ، وآن الأوان لوقفة جريئة وشجاعة وأصيلة من الجميع توقف شلال الدماء وتضح حدا وللأبد لمقتلة تعيدنا إلى جاهلية جهلاء وضلالة عمياء ، لا يقرها ديننا الحنيف ولا عاداتنا الطيبة ولا تقاليدنا الجميلة ، فوق ما تشكله من عوامل لهدم بنائنا الاجتماعي والأخلاقي ، وما تسببه من آلام ومعاناة وأحزان للآباء والأمهات ، وللأبناء والبنات ، وللإخوة والأخوات والزوجات ، وما تشعله من حرائق تأتي على أمن مجتمعاتنا واستقرارها . “…
وأضاف : ” لا مستفيد من استمرار هذه الحرب ، ولا جدوى من استمرار هذه الصراع الدموي ، كلكم خاسرون ، وكلنا معكم كجماهير عربية خاسرون . ليس أفضل من العودة إلى الحق بدل التمادي في الباطل . كم من موجات قتل وثارات نشبت بين عوائل عربية في الشمال والمركز والجنوب ، أدت إلى قتل وجرح العشرات وتشريد وتهجير المئات، وتحويل حياة الآلاف من الناس حولهم إلى جحيم لا يطاق . لماذا لا تأخذون العبرة ممن سبقكم ، فالحكيم كما قيل من اتعظ بغيره ، والعاجز من اتبع نفسه هواها فهوت به في نار الصراعات التي لا تهدأ ، وغاصت به في بحور من الدماء لا تنضب .. أذكروا كيف كان العرب في جاهليتهم قبائل تنشب بينها حروب تحرق الأخضر واليابس لأتفه الأسباب كما هي حالنا اليوم ، وكيف نجاهم النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم بالإسلام الذي جاءهم به من عند الله ، فتحولت فرقتهم إلى وحدة ، واقتتالهم إلى رحمة ، وعداوتهم إلى أخوة ومحبة ، فحقن الإسلام بهذه القيم الدماء وصان الأعراض والأرواح ، وحول الطاقات الكامنة فيهم إلى الإعمار والبناء ، فشادوا أعظم حضارة وأقاموا أعظم دولة . فلماذا لا نتعلم الدرس ، ولماذا نركب الرأس ، ونحن نرى ما يكلفنا ذلك من دماء وأحقاد ؟؟!!!!!!! . “…
وأكد الشيخ صرصور على أن : ” الحركة الإسلامية وحزب الوحدة العربية ذراعها السياسي والجماهير العربية بلا استثناء ، لن يبخلوا بأي جهد ، ولن يترددوا في تقديم أي عون مهما بلغ ، حتى نصل بالعائلتين إلى شاطئ الأمان ، كما ونبدي الاستعداد الكامل للتعاون مع لجنة الصلح في ذلك ، فدمنا غال علينا ، وأرواحنا عزيزة علينا ، ودمعات الإخوة والأخوات ، وأنَّات الآباء والأمهات ، غالية علينا جدا .. فارحموا أنفسكم ، وارحموا مجتمعكم ، ولبوا نداء ربكم سبحانه : ( واذكروا نعمة الله عليكم إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم ،فأصبحتم بنعمته إخوانا . وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون . ) … صدق الله العظيم .” …