وجبات من الألم
تاريخ النشر: 24/01/12 | 9:55مع وجبات البرد الشديد التي تغمرنا في شتاء خير وبركة ووجبات الدفء المتتابعة في أماكن تواجدنا على مدار اليوم والليلة وبشتى الوسائل المتوفرة والحمد لله نعيش العديد من وجبات الألم اليومية والتي لا مبرر لها ولا داع .
وجبات ألم لما يحدث في شعبنا وأمتنا العربية وما تزهق من أرواح بريئة ودمار وخراب واحتلال وتجزئة واستغلال واستعمار .
وجبات ألم لما يحدث في شعبنا العربي على المستوى القطري من تمييز وعنصرية وإجحاف على جميع الأصعدة وأولها التطرف البرلماني السائد في برلمان الدولة التي نعيش بها على أرضنا المسلوبة كأقلية مسلوبة الحقوق محاصرة فكرياً واقتصادياً ونموا وتطوراً .
وجبات ألم لما يحدث من استهتار على الشوارع وإهمال ورعونة مما يتسبب بحوادث طرق نتكبد بها المخاسر في الأرواح والممتلكات ناهيك عن البنية التحتية للشوارع في محيط قرانا ومدننا العربية وعدم جاهزيتها لاستيعاب التطور والتغيير في أعداد المركبات وكثرتها .
وجبات ألم لما يحدث من قتل وعنف فينا وبيننا كجاهلية القرون الأولى والتي تشغلنا ببعضنا البعض وتنسينا همومنا الكبرى.
وجبات ألم للكراهية والحقد المستشري فينا والذي نستشعره في معاملاتنا وحياتنا ومماتنا .
وجبات ألم من الذين يرقصون خلف نعوش الآخرين والذين يشمتون لمرض أو عسر أو مصيبة حلت بالغير .
وجبات ألم للفقر الذي يداهم العديد من البيوت ولا محرك ساكناً من قبل العديد منا .
ووجبات ألم للغيرة والنميمة والقذف والتشهير والغيرة والحسد والتي أصبحت فاكهة الشتاء والصيف للجار وابن السبيل والأهل والضيف .
وجبات ألم لما يحدث في مؤسساتنا التعليمية ولغياب الجانب الفكري والثقافي والتربوي والإبداعي والفني والعلمي والترفيهي من القرى والمدن العربية في البلاد .
وجبات ألم لما يحدث في شوارعنا من قاذورات ومخلفات وتغييب حق الطريق وآدابه عندنا .
ووجبات ألم وحزن لما يحدث في مساجدنا ومعابدنا من تقسيم وشرذمة وخلافات وصراعات وانتهاكات وتغييب الدور السامي في القيادة والتوجيه والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوحيد الصفوف والتكافل والتراحم والتعاون والتلاحم .
ووجبات ألم للنعمة التي نبطر بها ونكفر ونستهين, الخير الكثير في المأكل والملبس وإلقاء كل ما يتوفر في حاويات القمامة وعدم ترشيد الاستهلاك في الماء والغذاء والكهرباء والاتصالات والوقود وحياة اللامبالاة والاستخفاف والفوضى التي نعيشها.
وأكثر ما أخشى على أنفسنا أن نعتاد هذه الوجبات من الألم وغيرها يوماً بعد يوم فتستشري فينا وتتحول إلى مرض عضال لا يزول بكل المضادات الحيوية ولا بإبر التخدير والعمليات الجراحية ولن ينفع عندها ندم ولا حسرة – أما من صحوة في شتوة ماطرة من وجبات الألم التي نسفها كالمل يومياً واستبدالها بوجبات أمل وعمل وأليس بعد الضيق إلا الفرج وبعد العسر إلا يُسرا.
مقالة رائعة.
يبدو أننا أصبحنا ساديين نحب أن نُجلد كل صباح بوجبة، أو بصعقة كهربية،فأصبح الألم لا يؤثر فينا، بل أصبحنا كالحمير والبهائم بدون مبالغة تضربها فلا تظهر عليها علامات الالم وكأنها تبكي بغير دموع. وقد يتأثر بعضنا لما يحدث ولكن لا ردة فعل لديه اللهمَّ في قلبه أو بينه وبين زوجته عندما يشاهد مشاهد مؤلمة في التلفزيون، فيأخذ في الشتيمة والسباب على بشار الأسد، ويقول:
سلام من صبا بردى أرق *** ودمع لا يكفكف يا دمشق
بوركت أخي وصديقي الدكتور سامي ادريس – هذه أحوالنا وأوضاعنا التي ولا أدري أن كان هناك بصيص أمل في تغير ما نحن فيه أم أنني أهذي !!!
استاذي الكريم..حياك الباري وجمل ايامك بالسعادة ومكارم الاخلاق.
مقالاتك جوهرية المضامين..بها حكمة ودروس ونصائح من الذهب العتيق..
لولا الامل لخاب العمل..ما اضيق العيش لولا فسحة الامل..
يقولون..الحياة شعلة نور.سلمت لنا على يد السلف.وعلينا ان نسلمها شعلة
كبيرة للاجيال القادمة..
جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة لخلق حياة فاضلة للزهور اليانعة
وللاجيال القادمة..
وجبات الالم ظواهر سلبية..تحبط العزائم وتدخل الياس الى القلوب احيانا…
طبعنا..وطبع الاعلام ..التركيز على السلوكيات السلبية..مظاهر العنف بجميع اشكاله..
وعلى وجبات من الالم كما ذكر بالمقالة..
جدير بنا ان نذكر ونركز على السلوكيات الايجابية بمجتمعنا..وهي كثيرة ومصدر فخر
واعتزاز لمجتمعنا..
انني وبحكم مهنتي والوظائف الجماهيرية التي اشغلتها مطلع على تقدم وتطور مجتمعنا.
وعلى معظم السلبيات التي يعاني منها المجتمع..
مجتمعنا قطع اشواط كبيرة في العلم والمعرفة..خريجي الجامعات والمعاهد العليا متواجدون
بكل بيت من بيوتنا….في بلدنا كفرقرع يوجد حوالي 2000 خريج من الجامعات والمعاهد
العليا..منهم 155 طبيب…هذه المعطيات اذكرها بتواضع وفقط اريد ان اركز على امور
ايجابية بمجتمعنا ….الاعلام ركز في السنين الماضية على العنف ..خاصة القتل..
وخلق انطباع سوداوي لمجتمعنا القرعاوي..
استاذي الكريم..مجتمعنا بحاجة الى نهضة ثقافية..نركز بها على الثقافة بجميع انواعها
وعلى راسها المطالعة العامة..
الثقافة تنمي القدرات والمهارات..تصقل الشخصية بصورة عقلانية..الخ
جدير بنا ان ندعم نهضتنا العلمية بنهضة ثقافية تقودنا افرادا ومجتمعا الى التحسن
المستمر والى مجتمع فاضل..
لا مجال للياس..لا مجال للاحباط..على كل فرد ان يعمل بالعطاء وبشكل دؤوب لخلق
حياة كريمة في كل المجالات..
استاذي الفاضل..بارك الله بشخصك الكريم على عطائك المتواصل..وجزاك الله
كل السعادة والخير والبركات..
الأستاذ يوسف جمل
أحيّيك على معالجتك الجادّة لمثل هذه الموضوعات، فأنت تسلّط الأضواء
على السلبيات لنعمل على اجتثاثها، وغرس قيم الخير والفضيلة محلّها.
ولكنّي، (كما كتب أخي المحامي جمال) أدعو، أيضًا، إلى التطرق إلى الإيجابيات
وإلى الإنجازات المشرقة التي حقّقها مجتمعنا لندعم ثقتنا بأنفسنا لمواصلة العمل
الصادق للتغيير المنشود!