الحرب الاليكترونية بالشرق الاوسط متى ستنتهي ولماذا ستؤدي؟

تاريخ النشر: 25/01/12 | 22:10

لم يعد الصراع في الشرق الأوسط يدار فقط بالقنابل والصواريخ والدبابات، فخلال الأيام الـ 18 الماضية شن قراصنة إنترنت موالون للفلسطينيين وآخرون موالون لإسرائيل حربا إلكترونية ضد بعضهما البعض.  ورحب الإسلاميون الراديكاليون بموجة هجمات الإنترنت المعادية لإسرائيل واصفين إياها بأنها ”شكل جديد من مقاومة الاحتلال الإسرائيلي” ووجهوا دعوة بـ ”الجهاد الإلكتروني” ضد الدولة اليهودية.  وتحدث نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون عن ”فعل إرهاب” و”إعلان حرب” فقط لتعرض موقعه الرسمي على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) لهجوم نفذته جماعة تطلق على نفسها اسم (فريق قراصنة غزة).

انطلقت الشرارة الأولى للجولة الجديدة من نوعها من المواجهة في الصراع العربي الإسرائيلي الدائر منذ عقود من الزمان بعد رأس السنة الميلادية على يد قرصان إلكتروني يسمي نفسه ”أوكس عمر” ويقول إنه في التاسعة عشر من العمر ويعيش في المملكة العربية السعودية حيث نشر على الإنترنت تفاصيل كروت الائتمان الخاصة بآلاف الإسرائيليين بعد أن قام بالقرصنة على ما قال إنه أكثر من 80 ألف خادم شبكات إسرائيلي.

وكتب (أوكس عمر)،  على موقع باستيبين يقول: ”لقد قررنا تقديم هدية العام الجديد للعالم”. وأكد البنك المركزي الإسرائيلي أن ما لا يقل عن 15 ألف من نحو 400 ألف حساب نشرت تفاصيلهم صالحين.. وتعهد القرصان المعادي بشدة لإسرائيل بمواصلة النشر رويدا رويدا بمعدل 200 حساب ساري يوميا.  وكتب يقول ”تمتعوا بهذا أيها العالم. اشتروا أغراضكم عبر الإنترنت. اشتروا أي شيئ ترغبون به”.

وإلى الآن، اعتقل صبي إسرائيلي في الثامنة عشر من عمره لقيامه بشراء مجموعة سينما منزلية وهاتف ذكي وكمبيوتر لوحي (تابليت) باستخدام تلك البيانات المسربة. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزينفيلد إنه لا يملك تقارير عن محاولات أخرى لاستخدام كروت الائتمان المنشورة.  وعلى الرغم من عدم تسبب الهجمات في إحداث ضرر اقتصادي خطير، فإن القرصان قد سبب مخاوف في إسرائيل.

وفي مقابلة مع صحفيين إسرائيليين وعرب عبر عنوان بريد إلكتروني قام أوكس عمر بنشره، تعهد القرصان الصغير بالقتال من أجل الإسلام وفلسطين في الفضاء الإلكتروني. ويقول الصبي إنه يعيش في الرياض مع والديه اللذين يعرفان إنه ”أوكس عمر” ويشعران بالفخر تجاهه.

وقد أنكر اوكس عمر ما قاله أحد الإسرائيليين عن أنه مواطن إماراتي يعيش في المكسيك.إلا أن هوية القرصان الإلكتروني صغير السن لم تتأكد بعد.  واقدم القرصان الذي يقول إن جماعة تسمي نفسها ”الكابوس” انضمت إليه، يوم الاثنين الماضي على شل مواقع إلكترونية إسرائيلية بينها موقع بورصة تل أبيب وموقع شركة العال للطيران.

لكن القراصنة الإسرائيليين واليهود لم ينتظروا كثيرا لشن هجمات مضادة، فقد قام شخص يدعي نفسه هانيبال يوم الأحد الماضي بنشر التفاصيل الكاملة لمعلومات ولوج 20 ألف من مستخدمي الإنترنت العرب على صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ووعد بنشر تفاصيل ألفين إلى 100 ألف صفحة أخرى يوميا قائلا إن حالته المزاجية هي التي ستحدد هذا.

وقالت جماعة تطلق على نفسها اسم فريق (آي دي إف) في إشارة إلى قوات الدفاع الإسرائيلية إنها هاجمت مواقع إلكترونية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات من بينها موقع الخطوط الجوية السعودية وبورصة أبو ظبي خلال الفترة من الثامنة إلى الحادية عشر صباحا يوم الثلاثاء الماضي. أيضا، قامت جماعة أخرى تطلق على نفسها اسم(نووي) في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء بنشر ما قالت إنه التفاصيل الكاملة لكروت الائتمان الخاصة بأربعة آلاف و800 مواطن سعودي بما في ذلك شفرات الأمان.

وتوعدت الجماعة في إحدى رسائلها قائلة إن ”الحرب بدأت فقط لتوها. لسنا خائفين من الرد.” لكن وزير شئون الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور وصف الهجمات المضادة بأنها ”غير ذات فائدة” حيث صرح لراديو إسرائيل بأن تلك الهجمات ”لا يجب أن تتم باسم إسرائيل” لافتا إلى أنه لم يتأكد بعد أن القراصنة سعوديين. وقال غبريال فيمان أستاذ الاتصالات بجامعة حيفا والذي ألف كتبا عن هذا الموضوع إن الهجمات ”ذات مستوى منخفض جدا” وترقى إلى مستوى جريمة إلكترونية وتخريب لكنها لم ترقى بعد إلى مستوى الإرهاب الإلكتروني.

وأوضح أن القرصنة على المواقع ضعيفة الحماية الخاصة بشركات صغيرة ومتوسطة الحجم تقوم ببيع منتجات عبر الانترنت أو تعطيل مواقع لعدة ساعات عبر إصدار أوامر بإصابة آلاف من أجهزة الكمبيوتر الشخصية بفيروسات ساكنة بهدف الولوج إليها والقرصنة عليها ”هي حقيقة ما يمكن لأي قرصان مبتدئ إن يفعله”.

وأضاف ”لست قلقا بشأن ما حدث إلى الآن لكنني قلق اكثر بشأن ما سيحدث في المستقبل”. وفسر ذلك بأن الإرهابيين ينظرون إلى ما يحدث الآن ويقولون ‘لماذا لا نستخدمه نحن أيضا؟ أما الجماعات التي تمتلك موارد أكبر، فتدرس بالفعل تجنيد قراصنة محترفين لمهاجمة أنظمة حاسوب اكثر تقدما وأشد تحصينا تدير مطارات وقطارات وشبكات كهرباء وتجارة بالبورصة وليس فقط مواقع إلكترونية. وقال فيمان إن مثل تلك الهجمات ستكون إرهابا إلكترونيا حقيقيا محذرا من أن ما يحدث هو ”سحابة مظلمة في الأفق تقترب منا. متى ستأتي لا نعرف لكنها ستأتي.”

عن وكالات المصرية

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة