ما أحوج مجتمعنا العربي للتعددية والحوار العقلاني والحضاري
تاريخ النشر: 26/01/12 | 13:16ما من شك أن كل مجتمع انساني وحضاري يرنو الى المستقبل الزاهر والنضر ويسعى للتغيير الثوري والديمقراطي من واجبه احترام المواقف والأراء والأفكار والفلسفات المتعددة والمتنوعة ، التي تتفاعل في هذا المجتمع، ومناقشتها بموضوعية واتزان وهدوء أعصاب، وباسلوب علمي وعقلاني وحضاري ، بعيداً عن التشنج والتعصب والانغلاق والجمود الفكري والعقائدي والاستفادة منها. ولكن مشكلتنا في المجتمعات العربية تكمن في أننا لا نصغي ولا نتقبل الرأي الاخر ، وكل حزب أو فرد في الجماعة يعتبر نفسه مالكاً للحقيقة.
وفي ظل غياب الديمقراطية والحرية السياسية والمؤسسات المدنية وسيادة التيار الديني المتطرف، فأن المثقفين والمفكرين العرب يعانون قمعاً وارهاباً من السلطتين السياسية والدينية ، ولا يستطيعون المجاهرة بأفكارهم وأرائهم المغايرة والمناهضة لما هو سائد في الحياة العربية وتوجيه الأنتقاد للفساد السياسي المستشري والكبت الذي تمارسه الأنظمة الحاكمة، واذا تجرأ أحد منهم التعرض للنظام الحاكم بالنقد فمصيره الملاحقة والمطاردة والمحاكمة والاعتقال والتعذيب والتهجير والابعاد عن الوطن. وكم من مثقف عربي دفع ثمن مواقفه الثورية وارائه التقدمية ومعتقداته الأيديولوجية واغتيل بسبب أفكاره التحررية الديمقراطية المتنورة.؟!
أن ما يحدث ويجري في مجتمعاتنا العربية هو تدمير بكل المقاييس لذاتنا الحضارية ولثقافتنا وفكرنا ومستقبلنا ، ومهمة المثقفين العرب تتحدد باختراق وتجاوز الخطوط الحمراء ومواجهة وتحدي القهر والقمع السلطوي والديني ، وتفعيل دورهم الحقيقي بالمشاركة في تأسيس العقل وتنمية الوعي الانساني في الوجدان الشعبي العربي . كما أن مجتمعاتنا العربية تحتاج للتعددية السياسية والفكرية والثقافية وليس للطائفية والعشائرية والحمائلية والقبلية والاقليمية ، وكذلك للأفكار التنويرية وللنقد الذاتي وحوار الحضارات وحرية التعبير عن الرأي والاجتهاد وحق التظاهر، والابتعاد عن التهميش والتشهير والتجريح والاساءة للاخرين والخصوم السياسيين وقتل الأفكار المعارضة . اضافة الى اغناء النقاشات الفكرية والثقافية السجالية ، التي تشارك فيها جميع الحركات والأحزاب والفعاليات الشعبية والشخصيات الفكرية والسياسية المنتجة والمبدعة.
وفي نهاية المطاف ، فأن الديمقراطية هي فعل تنويري دائم في المجتمع ويجب أن يصاحبها ويرافقها باستمرار فعل تثقيفي واع ونشط .
تحياتي العطرة لك أستاذي الكريم ..
على الرغم من اننا نعيش في ظل الديمقراطية الا أني لا أشعر بها ولا أستشعرها , فهناك الكثير من الافكار والأراء المتزاحمة تجول في ذهني ووجداني, الا اني أعجز أمام السياسة الموجودة وأمام معاييرنا الجانِحة نوعاً ما عن التعبير والتحدث عنها بالشكل المناسب.
كما وأني أرى أن الكثير من جيل الشباب يحتاجون الى من يسمعهم , يترصد ابداعاتهم , ويواكب انجازاتهم ..
شكرا لكَ وتقبل مودتي
نحن في مجتمعنا العقيم لا نتقبل حتى سماع راي الاخر فكيف بنا نستقبله ونرحب به….لغتنا اصبحت فرض الاراء والاندماج بل والصهر في بوتقة الاغلبية…ولو كان لك رايا مغايرا لهم شنت عليك حرب هوجاء…رغم ان هناك الكثير من المعتقدات البالية المهترئة الا ان علينا اتباعها…والاسوء من ذلك فنحن لا نحسن التعامل مع الراي الاخر. فيقوم المجتمع بنبذه لاغيا اسلوب الحوار والاقناع او حتى الاستماع لما يقول….ودور المثقف في المجتمع نشر الوعي الثقافي …ووأد بعض الامور التي ادخلناها للمجتمع عنوة واقحمناها في ديننا ايضا وما انزل الله بها من سلطان…..واجلا ام عاجلا سياتي ذلك اليوم الذي ندرك به مدى انكفائنا على ذاتنا وطمسنا لهوية الاخر….تحياتي لك استاذي وكلي امل ان ياتي ذلك اليوم