اين نحن من الرق في الاسلام؟ وأين نحن من الحرية التي لا نفهمها؟
تاريخ النشر: 20/10/10 | 9:54بقلم الاستاذ فؤاد كبها
قد يسأل المسلم او الطالب المريد سؤالاً فيه نوع من الاستغراب، كيف يمكن ان يسمح الدين الاسلامي في استرقاق الانسان لاخيه الانسان؟ او لماذا لم يحّرم الاسلام الرق؟
نعم هذا السؤال وجيه ومهم جداً.
ولكي نجيب على هذا السؤال علينا ان نتذكر الامور التالية:
اولاً: عندما بدات الدعوة الاسلامية كانت ظاهرة الرق منتشرة لدى الشعوب، وكانت هذه الظاهرة عالمية، فكان تحرير الرق ليس بالسهل بسبب البيئة العامة التي عاشها الناس الذين انقسموا الى قسمين، اسياد ومسودين ، فقد كان العديد من المسودين او الرقيق قد اعتادوا على حياة العبودية، واما تحريرهم دفعة واحدة قد يؤدي بهم الى حياة اسوأ لقلة حيلتهم وذلك لاعتيادهم لحياة الرق، فلهذا كانت هذه الظاهرة متمكنة في النفوس، ومن الصعب اجتثاثها بين ليلة وضحاها، فتركت هذه الظاهرة للتطور الزمني حتى زالت بعد قرون عدة دون رجعة.
ثانياً: صحيح ان الدين الاسلامي والشريعة الاسلامية لم تحرم الرق ولكن الاسلام نجح مع الزمن ان يجفف منابعه. والسؤال هو كيف كان ذلك؟
يجب ان نؤكد ان القرآن الكريم والسنة النبوية تشير في مواقع عدة وتؤكد ان حقوق الرق هي حقوق على السيد تجاه عبده مثل حق الحياة وحق النفقة، وحق الحصانة العائلية والجسدية، وحق التعليم، والرفق بالرق، ولهذا فواجبات السيد هي واجبات هامة تحفظ للرق كرامته والعيش مع عائلته حياة كريمة لا تجبره على طلب الصدقات من الناس حتى انه قد جعل العبيد اوخواننا لنا (خولكم اخوانكم)وقال الرسول:( من قتل عبده قتلناه) ان الكثير من الاحرار كانوا يعيشون حياة فقيرة اجبرتهم ان يقفوا على ابواب المساجد لطلب الصدقة.
وقد نجد في عصرنا هذا اناساً كثيرين من هذه الشرائح المغلوبة على امرها.، ولو كانوا عبيدا مع حقوق وواجبات كما أشار اليها القرآن الكريم كانت حياتهم افضل بكثير حتى ولو فقدوا حريتهم الشخصية.
ثالثاً: لقد فتح القرآن الكريم للانسان المسلم عدة ابواب وطرق لتحرير العبيد (فك رقبة) وقد ذكرت هذه الطرق في القرآن.
فالمسلم خطاء مهما علت درجاته في الاسلام ولكي يُكّفر عن ذنوبه مثل القتل الخطأ، او حنث اليمين او الافطار في رمضان، او الحلف بالظهار، او عدم الوفاء بالنذر.
كل هذه الذنوب محتملة عند كل مسلم او مؤمن، هذه الذنوب كانت تحتاج الى (فك رقبة) ليُكّفر الانسان عن ذنوبه.
ومن هنا تحرر الكثير من العبيد بسبب الذنوب التي اقترفها المسلم، ومع الزمن كثرت ظاهرة تحرير العبيد حتى ان الانسان المسلم المتحضر وصل الى نتيجة مفادها ان استرقاق الانسان لاخيه الانسان عادة سيئة وغير محبذة بالرغم من عدم تحريمها، فقّلت ظاهرة النخاسة (الاتجار) بالعبيد، وبدأ الناس يتذكرون قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( بئس التجاره النخاسه) وبدا الناس الاحرار يتسابقون لنيل الثواب عندما بدأوا يُحررون عبيدهم عن طريق المكاتبة- (هي تحريرالعبد لنفسه عن طريق بذل المال لسيده) و قد يحصل هذا العبد على هذا المال من الزكاه(وفي الرقاب) او عن طريقة التدبير، (بان يقول السيد لعبده انت حر بعد ادباري من الحياه) او عن طريق زواج الأمّة من حر, أملاً بالحصول على الثواب العظيم.
وهكذا زالت ظاهرة استرقاق الانسان لاخيه الانسان بعد فترة طويلة، وذابت كرة الثلج هذه عندما سطع نور الاسلام، فهذه الكرة التي ذابت مع الزمن كان من غير الممكن اذابتها دفعة واحدة فكان انتزاعها من قلوب الناس بالتدريج. ومن هنا لم يُحرم الاسلام الرق، وزالت هذه الظاهرة السيئة خلال مسار الحضارة وتمكن في الدين الاسلامي في الارض رويداً رويداً. فما أكثر اخي الطالب/ اختي الطالبة اتباع اليوم او عبيد اليوم مع انهم يملكون الحرية الشخصية. فعلى الطالب او أي انسان ان يتخذ قراراته الصائبة لوحده يحكُم نفسَه بنفسِه، ويتحكم بعقلِه، ويعتز بتفكيرِه الخاص الذي يتلائم مع الخلق الحسن.النابع من الفطره السليمه الموافقه لشرع الله فالانسان الحر الذي ينفذ اوامر غير اخلاقيه او لا يعرف معنى الحريه , ولا يعرف ان حريته تنته عند بدء حرية الاخرين فهو عبدا لنفسه, لشهواته, لغيره مع انه يستطيع ان يفكر بان هذه الطريق طريق الحريه تؤدي به الى الهاويه ولو كان عبدا لا يملك الحريه الشخصيه مطيعا لسيده ومقابل حقوقه التي اشار اليها الشرع الاسلامي لكانت حياته افضل بكثير من حياته اليوم فانصح كل من يقرا هذا المقال ان يفكر مليا قبل ان يعمل عملا ما قد ياتي عليه بالضرر وعلى الاخرين وقبل ان ينبس ببنت شفه (كلمه) قد تضر بمن حوله وان لا يطلق العنان للسانه وجوارحه وان لا يتدخل بكل شارده ووارده.
لا اله الا الله
صدقني يا استاذ فؤاد انني اول مره اعرف ان الاسلام لم يحرم الرق (العبودية) وعند قراءة المقال اقتنعت عدم تحريم الرق في تلك الفترة، بالرغم من انه مبغوض مثله مثل الطلاق.
وفي اخر المقال كانت الفكرة هادفة ، فما اكثر عبيد اليوم الذين ينفذون اوامر الغير، الامر الذي يؤدي الى زيادة العنف في مجتمعنا.
شكرا على هذا المقال العميق الرائع
في البداية لم افهم العنوان ولم افهم من الرق، ولكن المقال فسر معناه واستفدت كثيراً، وعرفت ان الانسان الحر في ايامنا هذه الذي ينفذ الجرائم تجده بطلاً على اخوانه وزوجته وجباناً عندما يتحول الى اسد على الناس البريئين.
شكرا لك يا استاذي الفاضل والله يخليك
تحياتي استاذ فؤاد انا احترمك كثيرا فقد علمتني في الطيبة تاريخ قبل 15 سنة
جميل جدا جدا اشكرك جزيل الشكر يا اروع استاد
بالتوفيق
كتاباتك دائما تنبع وتعطي لنا بسخاء يا استاذ فؤاد وقليلون هم اليوم من يعطون بكرم ودون ان يبخل بعلمه امدد لنا بمزيد من كتاباتك كي تتحفنا بمعلوماتك الجميلة
حياك الله ايها المربي الفاضل, انت وبحق من رأس الاجاويد والذهب العتيق.
فانت معلم, اديب, رجل اصلاح, مدرسه كبيره للاداب والاخلاق الحميده ودائماً السباق بالعطاء.
مقالتك معبره وعلينا ان نتحلى بالاخلاق الحميده والسلوكيات الفاضله.
اشكرك يا استاذ على كتابة هذا الموضوع. انني تعلمت ان الرق في الاسلام حلال وليس حرام. والموضوع شيق وجميل….