“حكاي مالا نهاي” بداية سينما شابة في عكا
تاريخ النشر: 09/06/14 | 17:20لم أتوقع أن أشاهد هذا المستوى من العمل السينمائي، عندما طلب منّي الصديق علي أسدي وقبله الصديق اسكندر حلوة، أن أشاهد فيلم “حكاي مالا نهاي” وهي جملة شعبية تعني “حكاية ليس لها نهاية”.. فحسب معلوماتي الدقيقة، أن أكثرية العاملين في هذا الفيلم هم من الهواة، وكنت على يقين بأن هناك العديد منهم لم يعملوا في مجال الفن السينمائي بتاتا.
في فترة سابقة، شاهدت الصديق علي أسدي وهو “معجوق” في إخراج هذا الفيلم، وقد عمل بجهد جبار على كل كبيرة وصغيرة ليحقق حلمه وإخراج الفيلم إلى النور.. عندها كنت أقول في نفسي أنه شاب متحمس، ويجب تشجيعه لخوض المجالات الفنية، وأنا على علم بأنه فنان موهوب في مجال التمثيل، حيث شارك في جميع أعمال فرقة “خوش بوش” العكية.
المفاجأة كانت عندما شاهدت، الفيلم، فقد أبهرني بتفاصيله السينمائية الجيدة جدا، وتمنيت أني لو شاركت ولو بالقليل في هذا الفيلم الذي خرج بهذه الجهود الفقيرة، وبمستوى عال جدا.
الغريب في الأمر، أن الفيلم درامي وجاد إلى ما لا نهاية، لكن العكيين المشاركين في الفيلم، رفضوا أن يخرج المشاهد دون أن يظهروا له خفة الدم العكية الحقيقية، فأضافوا القفشات التي كانت خلال التصوير وتم عرضها أثناء عرض أسماء المشتركين في نهاية الفيلم وكانت نهاية جميلة جدا.
باختصار، أقول بأن هذا الفيلم، وترافقه بعض المحاولات السينمائية التي يقومون بها في عكا، هي عبارة عن بداية لسينما شابة وجادّة في عكا القديمة.
فيلم “حكاي مالا نهاي”
فيلم دراما روائي قصير. تأليف: علي أسدي، إخراج: محمد هوّاري، إنتاج “الفنار للإنتاج”- عكا. هٰذا الفيلم مُستوحى من قصة حقيقية وجدت داخل مجتمعنا العربي الذي يقيم بين أسوار مدينة عكا القديمة، وقد سُلط الضوء على عدة قضايا اجتماعيه مُتشابكة استخلصت منها صور ومرايا من عدة زوايا مختلفة تُظهر الجانب النفسي وتأثيراته على الشخصيات، وقد تم أيضا انتقاء المكان والزمان بصورة مكثفة ومدروسة حتى تتجول في خاطرة المشاهد بشكل سريع ومؤثر تجعله يختار النهاية الأقرب إلى ذاته، أُخذت الموسيقى من عدة أماكن باعتبار أن هٰذا الفيلم فيلم تجربة لعمل قادم جديد..
القصة وما فيها
تدور أحداث الفيلم حول طفل يولد في ظروف قاسية، نتيجة مجتمع فاسد كثرت فيه أشكال الجريمة، وقد اتسع بداخله دائرة الانحراف وأنواعها.. بل وأكثرها…
يولد هذا الطفل لأم خرساء معذبة ضاق فيها الزمان، من قبل زوجها الذي كان يضرب ابنها باستمرار وبدون ذنب. وينتقل الفيلم إلى نقطة تحول بعد أن يكبر الطفل مع مر السنين بخروجه من السجن بشخصية شاب ذو قلب ميت لا يأبه لشيء.. وماذا من الممكن ان يفعل هذا الشاب من بعد خروجه؟!
هذا الفيلم يتناول عدة قضايا حساسة، ومنها الحياة داخل السجون، عنف الآباء ضد الأطفال، الصم والبكم، القتل، السرقة والمخدرات.
المشتركون
الفيلم من تمثيل: علي أسدي، اسكندر حلوه، إسراء دراوشة. بالاشتراك مع: كمال عباس (أبو وحيد)، إياد عثمان، جهاد شعبان، بلال شعبان، بركات بدوي، رشدي شعلان، محمد حلواني، علي حلواني، فوزي حلواني، محمد موسى، إبراهيم حلواني. والضيوف: زاكي أسدي (أبو علي)، محمود شامي (أبو عماد). والأطفال: سامر اسود، ممدوح حماد، علي مسلماني، سعيد عزيري، محمد حتحوت.
تصوير: أسامه غزالين ومحمد قاسم. صوت وإضاءة: بشارة خوري. مهندس ديكور: نادر هواري. مونتاج: علي أسدي. الإشراف على المونتاج: محمد هواري. مصور فوتوغرافي: حبيب سمعان. مصمم جرافيك: كامل روبي.
ويشكر المشرفون على الفيلم كل من: أم جمال، إياد عثمان، محمد حلواني، أبو عماد، ادهم جمل، بلدية عكا، مطبعة “أبو رحمون”، مركز مسرح عكا، مركز شرطة عكا