يا راحلة عن الدنيا وساكنة في اضلعي..

يا راحلة عن الدنيا وساكنة في أضلعي …. هل تسمعين توجعي وتوجع الدنيا معي..

حبيبتي الراحلة.. يعتصر قلبي حزنا ولوعة لفراقك يا غالية.. يا حبيبة قلبي أدخلك الله فسيح جنانه….

اذكر انك كنت تقولين لي: “الله يرضى عليكِ وان شالله يخللي نصيبكْ بالبلد عشان تظللي تزوريني وما تنسيني….”

ومن عساه يستطيع أن ينساكِ!؟ من ذا الذي يستطيع أن ينسى كلماتك وتشجيعك لنا وعطاءك الذي لم ينضب أنا لم ولن أنساك طول عمري فحبك هو قدري واعدك بان ذكراك لن تنسى وان نسيتك فسيلازمني الأسى… قبل أن تصيبنا فاجعة فراقك كتبت لك كلمات كانت منحوتة على جدران قلبي وأردت أن اقرأها لك وأنت في المشفى إلا أن الوقت لم يكن حليفي وانقلب الدهر ضدي فلم استطع أن اقرأها لك أما الآن فلم يعد بوسعي أن اكتمها في صدري :

“لا تتركيني

فماذا أكون إذا لم تكوني

أحبك جداً

وجداً و جداً

وأرفض من نــار حبك أن استقيلا

وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقيلا…

وما همّني

إن خرجت من الحب حيا

وما همّني

إن خرجت قتيلا”

آه حبيبتي..كل خلية في جسدي تعشق كيانك.. وكل خلجة في قلبي تهواك احبك ..ولم أكن اعلم أن هناك حبا قد يصل إلى هذا الحد حتى رأيتك..

فأنت من علمت الحب أصوله, وأنت من علمت الدهر ما معنى العطاء ,أنت من علمت الزهر ما معنى الجمال ,فقد زدت على الجمال جمالا بروحك النقية فجمال الجسم يفنى مثلما تفنى الزهور وجمال النفس يبقى زاهرا طول الدهور

جدتي يا من أسرت قلبي ببسمة من ثغرك, يا من اختلجت روحي بضمة من صدرك , يا من أنعشت مسامات قلبي وبددت الحزن من روحي بنظرة واحدة لوجهك الحنون…

ابتسامتك أجمل شيء رايته على سطح الأرض ولست أبالغ ! فهي كأشعة ذهبية من خيوط الشمس تتسلل وتبدد الغيوم السوداء , كما تتسلل في خلجات روحي وتخترق حصوني برقة فاشعر بالطمأنينة والسكينة تملا كل خلية من خلايا جسمي فعندما تضحكين تضحك الحياة والورود وتتفتح الزنابق فيا زهرة الفل قلبي عن حبك لن يكل, ويا زهرة النرجس حبك في قلبي أبدا لن ينقص . فقد تربعت على عرش قلبي فأصبحت النبض فيه ,ففي قلبي إحساس عظيم وشعور كبير لا أستطيع تجسيده على الورق, كيف لا وأنت من لخطواتك على دربي اثر وفي أيامي لحظات سعادة رسمتها أناملك الطاهرة دثرتني بوشاح الأمان ونسجت لي بكلماتك آمالا وطموحات كنت عند الضيق اذكر كلماتك المشجعة الحاثة فيرتاح قلبي ,وعند الهم أتخيل ملامح وجهك بابتسامتك الملائكية التي يخجل القمر من أن ينافسها فتزال همومي وتفرج كروبي فأنت الشمعة التي لن تنطفئ وأنت النبع الفياض الذي لن يجف …. جدتي حبيبتي وعدا علي طول حياتي لن أنساك ولن أنسى وجهك الجميل وملامحك الحنونة وحضنك الدافئ وسأذكرك بدعائي وصلاتي.. واعدك باني..:

ساحبك إلى الأبد كما لم يحبك احد.

حفيدتك المحبة دعاء صعابنة..

بقلم  دعاء  صعابنة   –  لذكرى وفاة جدتي الحاجة ‏ ” مطيعة يوسف عثامنة ”