تألق سفيرة الفن القرعاوية رانية عقل في الخليج
تاريخ النشر: 30/01/12 | 7:46على أثر إشتراكها بمعارض فنية عربية وعالمية قام الكاتب يوسف الحربي من الصحيفة الالكترونية الخليجية “فنون الخليج” بإجراء حوار مطول مع الفنانة التشكيلية القرعاوية المتألقة رانية عقل هذا نصه:
“الارتباط بالأرض والتراب هو نمط حياة تعيشه، ولا يقتصر على الفن فقط، حب الأرض بكل ما تملك من ذراتها وحجارتها واستنشاق رائحة المطر بأول عناقه لها، هو انتظار ريعان الزعتر وعبق الخزامى، أسلوب الحياة هذا ينساب في قلبها، وتترجمه العقول بأفكار فنية غير مقصودة، وإنما موجودة في العقل الباطن، يتشكل من عدة رواسب ثقافية اجتماعية، وذكريات طفولة ملهمة”، جمل تعبيرية استوحتها أعمال النحاتة الفلسطينية رانية عقل.
– أستاذتي.. تعاملك الفني ارتبط كثيرا في بلدنا وترابنا ” فلسطين” وتعاملت مع التراب والحجارة… كيف تعاملت مع هذا الأسلوب الفني ؟
الارتباط بالأرض والتراب هو نمط حياة نعيشه، ولا يقتصر على الفن فقط ، حب الأرض بكل ما تملك من ذراتها وحجارتها واستنشاق رائحة المطر بأول عناقه لها , هو انتظار ريعان الزعتر وعبق الخزامى. أسلوب الحياة هذا ينساب في قلوبنا، وتترجمه عقولنا بأفكار فنية غير مقصودة، وإنما موجودة في العقل الباطن، يتشكل من عدة رواسب ثقافية اجتماعية، وذكريات طفولة ملهمة، لذلك تجد مرسمي أشبة بمختبر بيئي، وهو يفتقر كثيرا للألوان المصنعة، من خلال تعاملي مع المواد بشكل دائم، معتمدة على ألوان الطبيعة بجمال بساطتها، لذلك تجد التراب يشكل حيزا مهما في ذاكرتي وهو سبب إلهامي، ثم إن أسلوبي يعتمد على شقين : فني وفكري، من الناحية الفنية يبدو التعامل مع المادة كاللعب، غير أنه لعب يستمد قوته من التركيز والتأمل والانشغال بما هو إنساني كوني، واستحضار كل الرموز والمكونات، لتشكيل حياة أخرى تعمد على مقومات روحية، ومن الناحية الفكرية يراهن على إشراك المتلقي بكل تجلياته المعرفية والاجتماعية والاقتصادية، محاولة استفزاز بصره إلى إحياء ما تم استهلاكه، وإعادة الاشتغال عليه بطريقة فكرية، وهنا أكون قد استطعت أن اشغل فكر المتلقي باقتفاء أثري من أجل تحويل الخسيس الى نفيس، القبيح الى جميل.
– هل للون فلسفه لديك ….نأمل أن تحدثينا عن ذلك؟
للون فلسفة معتمدة علميا من الناحية السيكولوجية والنفسية حين تدرك ماهية الألوان ويتحول الإحساس إلى إدراك ثم إلى فهم ومشاعر .الكثير من المفكرين والرسامين تعاملوا في فلسفة اللون وأنا أؤمن أن لكل فنان وعيه الفلسفي الخارج عن المألوف.. وفيما يخص اللون ودلالاته، فان لكل لون دلالاته الخاصة، ويمكن القول بان الألوان قد تمردت على دلالاتها حيث يستطيع الفنان التشكيلي أن يخلق دلالات جديدة
– لا نرى أو لا نقرأ أو حتى لا نسمع عن الكتابة الحقيقية أو النقد الحقيقي للفنان التشكيلي في الخليج العربي… ما سبب قلة ذلك؟
لن أقول لك بالناقد هو مشروع فنان فاشل، لكن عملية استجلاء النقد تتطلب الى مراس وقراءة وتجربة أكثر، والى تكوين فني ينماز بالقراءة واستمرارية البحث عن المضامين الفكرية والفنية،وبهذا يكون الناقد هو فنان زائد الخبرة البصرية والمخزون القراءاتي، صحيح هناك عوامل عدة ساهمت في تشكيل هذا المعطى الذي طرحته في سؤالك، فالنقد الفني ليس موضع اهتمام الصحف والمجلات، والصحفي يهتم فقط بتغطية أخبار افتتاح المعارض الفنية تفتتحها شخصيات مهمة في المجتمع، بالاضافة الى قلة القراء وانعدام الوعي الجماعي بضرورة بلورة هذا النقد والرقي به الى مستوى أهم، من خلال فتح مسالك نقدية في الكليات تهتم بالفن والنقد بصفة خاصة، والعمل على تطبيق البحوث الفكرية والفنية التي تقبع في رفوف الجامعات. لتكوين كتاب أكاديميين متخصصين في النقد التشكيلي، وليس مستعارين من أجناس أدبية أخرى، عموما أخبار الفن مهمشة دائما في صفحات الجرائد اليومية، قد نجدها في بعض الملاحق الفنية أو الأدبية أو في بعض المجلات، لكنها تبقى سطحية وليست ذات جدوى، علما أن النقد الفني الحقيقي له السلطة الكبرى في تحويل الأعمال الفنية الى مصاف راقية جدا، لأننا بالنقد الحقيقي نستطيع أن نقيم ونقوم الأفكار والأساليب، حتى يصبح الفن لغة يومية وليست لغة شهرية أو مناسباتية، والكتابات التي نجدها منثورة هنا أو هناك عبارة عن انطباعات شخصية تفتقد لمكونان النقد والناقد وتتجاهل الحقيقة، وتجامل علان أو فلان. ثم إن المجتمع العربي يعيش فقرا مهولا لا نستطيع أن نتجاهله في ظل تفاقهم الجهل والأمية والوعي بقيمة الفن، والحصيلة تكون تجريحا بحق الناقد والفنان . مما يشكل حاجز ما بين الناقد والفنان والمجتمع.
– كيف اصنع جيل محب للثقافة البصرية عبر الرسوم والأعمال الفنية؟
أنت تتحدث عن الصناعة، وهذا أمر صعب، لأننا لا يمكن أن نصنع الإنسان، ولكن يمكن أن نربيه على حب الثقافة البصرية، والقيم الجمالية، ولذلك يتوجب أن ننجز الكثير من المهام لنحقق ذلك. بداية من تواصلنا وحديثنا مع أطفالنا وتقليص الفجوة التي بين الأجيال، من اجل خلق جيل مثقف يهتم بالحوار والنقاش ,والانفتاح على القراءات المختلفة والمتنوعة المشارب والمفاهيم، والتقرب من الروحانيات والابتعاد عن الماديات، وتحريرهم من المجتمع ألتحصيلي. والتقرب من البيئة المحيطة وما تحتويه من طبيعتها وأناسها حتى يخلق لديهم روح التأمل والتركيز على ما هو مفيد وأنجع،, والتقليل من ساعات تواجدهم أمام “النت” واستنشاق الهواء, الجري واللعب مع أولاد الحارة، هي عوامل تهيئ لنا أن نشكل بهم ومن خلالهم حب الفن باعتماد أساليب التدريس وزيارة المعارض والمتاحف، و تحفيز المهرجانات الفنية القريبة من العامة، وخلق معارض فنية داخل المدارس لتعزيز المعرفة والوعي والاقتصاد في ميزانية السفر، لا أريد أن اصنع جيل بل أن أنشئه بتربة متينة ليستمر قدما ..
– هل لك تجربة بالحرف العربي،، ولماذا قلة من الفنانات من يتعاملن بالحرف العربي؟
الحرف هو ميراث جمالي عربي، مرتبط في الذاكرة وبالهوية، له حضوره في أعمالي بشكل غير نمطي ، تعبيري رمزين بانسياب تشكيلي حر ومتحرر ، وبالتالي فليس له قاعدة معينة، فتجد كلمة الحرية تتكرر في أعمالي على شكل طرز دون قانون أو قاعدة .هنلك لغة مشتركة بين الخط العربي والمرأة، لغة تخاطب العين من مفرداتها الجمالية ، ولذا من الطبيعي أن يقل حضور المرأة في عالم الخط . بالنسبة لعدد الخطاطين الرجال. ولكن لا يمكن نسـيان فضل المرأة في تطور جمال الخط، بحيث أن الأجواء الحضارية كانت تشجع الحضور النسائي في مجال الفن، ففي جامع غرناطة كانت تعمل بشكل يومي ألفا امرأة لنسخ المصاحف، أما اليوم فأفق عملها الإبداعي ملبدا ببعض الغيمات، وهي في مجملها نابعة من موروثات تقاليد وأعراف اجتماعية.
– تعاملت كثيرا في الأعمال النحتية العملاقة.. كونك امرأة كيف تتعاملين مع أدوات النحت، بعضها خطر؟
العمل النحتي بالنسبة لي حالة من التصوف، لم اشعر يوما أني أتعامل مع عمل عملاق أو صلب. هنالك انسجام ومتعة في محاورة الصخر، رغم صلابته، هذه الصخور التي عاشت ألاف السنين، نلامس أعماقها التاريخية والطبيعية في محاولة التكشف عن أسرارها، وإعادة تقديمها للمتلقي في أسلوب ينماز بالجمالية والرقة، وتشعر بدفء غبارها المتطاير الذي يلمس جسدك فتتناغم معها، تسيرها وتسيرك لا أكرهها ولا أرغمها على الانحناء بقدر ما أتواصل معها بحب متذاوت،، وإنما أتماشى معها ..صحيح أنا امرأة، وحتى الآن لا استطيع أن أحمل “السكين” لاجرح، وهي أيضا من الأدوات الخطرة لقطع اللحم، وإنما استطيع أن اقطع الصخر لأبدع، وأستطيع أن أحمل الإزميل وأدوات النحت لكي أبدع أعمالا فنية تروق للمتلقي وتخدم مساري ومسار الفن، . هذا موضوع إرادة ورغبة في أن نحقق ما نحب.
– الفكرة النحتية كيف تتبلور لديك؟ وما ابرز ما قدمته من أفكار؟
يشدني ويثيرني الحجر الجليلي، في سحر طبيعته الخلابة، مما يضعني في مأزق لذيذ، وخاص لتتلاشى أسس التدريس النحتي وتتطاير معه أوراق “السكتشات” ويكون لي عملا عفويا انسيابيا، متناغما مع طبيعته البكر، وحين تتلقى الحجر خامة مصنعة يكون العمل أسهل لتنفيذ تخطيط مسبق، فأعمالي النحتية فيها رموز ودلالات، فتجد الشكل الحلزوني “اللولبي ” يرافقني في أغلب أعمالي حبا في هذا المخلوق البسيط، الذي يحمل بيته على ظهره، متمسك به ، متحديا الطبيعة والجغرافية والزمن، ولا يتنازل عنة .اعتقد أن ابرز أعمالي هو شجرة الزيتون التي أنتجتها في ورشة المحطة الدولية ” بير زيت”، ليس كخامة فنية، بل مسيرة خاصة من نسج أحداثها، حيث هناك منح لكل فنان في هذا المهرجان مبلغ رمزي للغاية لدعم مواد العمل الفني حيث إنها تكون تغطية لتحميض بعض الأعمال الفونغرافية فكيف بالأحر، إن كان عملا نحتيا، من ثلاثة أمتار ونصف، من الحديد فتجاهلت الميزانية كلها لإيماني أنه علي أن اترك اثر في هذا البلد العزيز على قلبي، بأهلة الطيبين. من خلال ما وجدناه من دعم معنوي من الصغار والكبار،. فجمعنا كمية من النفايات الصلبة ” الحديد” ومنحني احد السكان الرائعين ورشته الحرفية لأعمل بها كل النهار لتهديني والدته فستانها المطرز بالحرير وتكون معهم على الغداء فردا من العائلة ..ويدعونك أهل البلدة لزيارتهم ..هذا اللفيف من الناس الطيبين هو من ابرز هذا العمل ومنحة القيمة الفنية و خصوصية عن غيرة .
– شاركت في الكثير من المعارض الفنية الجماعية ..كيف ترين مستوى الفائدة من المعارض؟
العمل الفني بعد الانتهاء منه يحتاج الى مسافة وعي، وعليه الخروج الى النور، وهذا النور يكون عبر شباك، اسمه صالة عرض آو متحف أو أي مكان يمكن أن يكون هناك متلقي لأني أؤمن أن من وراء كل عمل رسالة وثقافة، علينا ان نشرك الآخرين فيها وتصبح ملكا للجميع .أما بالنسبة لمستوى الفائدة فأنا أرى في المعارض الجماعية أكثر فائدة من المعارض الفردية ، لأنها تعود على الفنان بايجابيات عديدة، من خلال التعرف على الأخر وكشف تجارب مختلفة ومدارس متعددة ووجود هذا الفسيفساء في المعارض الجماعية له وقع خاص على سيرتنا الفنية وعلى أعمالنا حتى لو إننا لم نشعر به في أنة .عمليا كل افتتاح معرض جماعي هو أشبة في صالون ثقافي رائع ..المشاركة هي محفز على الإنتاج الدائم والمتجدد والتواصل مع المتلقي لنكون جزء من المجتمع وكينونته
– الموروث الفلسطيني … والخامات التراثية الفلسطينية … كيف قدمت في أعمالك الفنية؟
إن الخامات المتداولة في أعمالي، من محيطي القريب والبسيط، فحين دخولك مرسمي، ستشم رائحة القهوة والحناء، وتجد أن الحصيرة أصبحت عملا فنيا، وان خلية وأقراص النحل، تخلو من النحل وكتب عليها حق العودة. أعمالي منسوجة على قماش بسيط استعملته النساء في تجهيز الفراش ويتوسطها زنار جدتي وطرزتها بالحرية…يتألق بها السنونو ويطالب بحق العودة .
كل الاحترام رانية
فعلاً رائعة!
دمت متألقة ..!!
احييك على هذا العمل
انك رائعة واتمنى رؤية اعمالك دائما
جميل جدا رائعه يا رانيه
ما شاء الله الله يبارك ويزيد
كل الاحترام ايتها الجاره العزيزه…
انت رمز الفن فلوحاتك تنبض بالاحساس الجميل الراقي فدمت لنا فخرا يا ابنة كفر قرع الاصيله…..
أولاً, احييك أخت رانية, استمتعت بقراءة التقرير,واعمالك بحق تستحق التقدير,فنانة موهوبة.
شكراً موقع بقجة على عرض هذه المواضيع والشخصيات المميزة في بلدنا العزيز.
ارى ان هذا هو الوقت المناسب للبدء في عرض مثل هذه الاعمال والشخصيات مع الثورة او الصحوة الثقافية القرعاوية!
علينا تقدير الادب والمسرح والفن واللغة التي هي اساسنا وهي ما نملك بحق.
وان نضع بعض اعمال هذه الفنانة وغيرها من الفنانين الذي اثبتوا جدارتهم في ميادينهم امر عظيم ومصدر فخر لكل مواطن.
يمكن ان تكون في اماكن مركزية في القرية, على الدوارات, في واحة الحوارنة, في مدخل البلد…
شكراً.
كبيرة والله انت يا رانية احنا فخورين فيك وان شاء الله تكون حياتك مكللة بالنجاح المستمر والى الامام .
كل الاحترام. اعمال مميزه بالتوفيق
الى الامام رانيه…..مع دوام العمل والتالق
كل التقدير والاحترام عزيزتي، عهدتك فنانة مبدعة ومتألقة من أيام الطفولة في المدرسة.
أتمنى لك مزيدا من التألق والإبداع، قدما وإلى الأمام.
الفن التشكيلي ثقافة عالمية اصحابها اناس مبدعين..تحية مودة واحترام للفنانة
رانية عقل..اتمنى لك دوام التالق والعطاء.
سلمت اناملك وزودك الباريء بالروح الطاهره ..ومنحك القدره عتحقيق رغباتك .نفتخر بأنك زهرة تنور البلد واسأل الله ان يزيدك تألقا وأبداعا
اهلي واصدقائي …اشكر مروركم العطر ,عبارات الشكر و الاطراء. … هي شهادة اعتز بها وتزيدني إصراراً على بذل المزيد… تقبلوا مني وافر التحية والتقدير……